د. ملفي بن ساير العنزي
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 مارس 2011
- المشاركات
- 1,035
- الكنية
- أبو محمد
- التخصص
- فقه
- المدينة
- مكة المكرمة والشمال
- المذهب الفقهي
- أصول المذهب الأحمد
الحمدلله القائل:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23]
ما أجمل التوحيد؛ إذا وقر.
وتكفيه سجدة للقلب واحدة – إن كانت – ثم يستيقن ويهب الحياة الحقيقية لبقية الجوارح!
وما أجمل الصدق, والوفاء؛ إذا اجتمعا...
ولقد وفّى الصحابة رضي الله عنهم بالعهد...
وفّوا بافتقار... وعلموا أنهم في بناء... وأنهم راحلون, وستتوقّف الأعمار... ليبقى العمل وأثره ومكسبه!
وما أجمل الافتقار لله؛ إذا فعله العبد موقناً فيه, وهو سرّ عجيب قد لا يُهتدى إليه إلا بدعوة غريق!
قال الله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 118، 119]
والصدق في العزيمة شرط معتبر, قال تعالى:
{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21]
يا من استعبده التقليد والهوى ... اترك اللغو واستمع للحق المبين الذي عليه نور من الله... وتطلّع للعلا. ولا تتقزّم.
ولا تقل : كان أبي... واحذر الشكّ والشرك وتب.
يا من تأسّست على خوف القبر, وحبّ الفارسية والشقاء الحلولي؛ حذار من الديمومة... فتقول في الآخرة: يا مالك...! وتنسى ربّه.
وكن رجلاً إن أتوا بعده... يقولون مرّ وهذا الأثر.
والعلم وحده لا ينجي ولا يكفي؛ فكم من بليّة وفتنة لم يثبت لها المتعالم!
وبعض الخدوش على الرغم من ألمها, وغور بعضها, ألا إنها تُعيد للعاقل... فهمه الفطري!
وفي خبر المستورد القرشي - في الخصال التي قيلت! في الروم - أنهم: أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة! (وينظر : صحيح مسلم)
وسير النبلاء مِن أعلام الأمة في مسيرتهم التأريخية الإسلامية المجيدة مليئة بالأمثلة.
فدائما يذهب الفلز والفلس! والزَّبَد, جُفاءً... فيضمحل وإن علا! ويكون هباءً.
ولا يضرّ الشمس إطباق الطّفل!!!
والمفلس مَن أوبقته أعماله, ووكله الله إلى أسباب الغيّ ودروب الشقاء.
والمفلس مَن ظلم.
{وأما ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض...} أبداً... (ولتقرأ سورة الرعد)
شاهده - بعد السّماع - ؛ حسن الخاتمة, ويوم الجنائز.
ولقد بقي علم الصحابة الذين صدقوا... رضي الله عنهم؛ فقد قاموا بما عاهدوا الله عليه ووفّوا به... ونذروا أنفسهم لحياة الأجيال بعدهم...
وكل موحّد ومتّبع يستطيع العمل, ولو بالبِشر وطلاقة الوجه, واختصار العلم, وترجمته ونشره.
وها هو فقههم بين أيدينا؛ فأين مَن يصل!
خاتمة:
قال الإمام البخاري رحمه الله:
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش قال سمعت أبا وائل يقول:
عدنا خباباً, فقال: (هاجرنا مع النبي صلى الله عليه و سلم نريد وجه الله فوقع أجرنا على الله؛ فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئاً, منهم مصعب ابن عمير قتل يوم أحد وترك نمرة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه؛ فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من إذخر.
ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها) صحيح البخاري تحقيق البغا (3/ 1415).
اللهم فقّهنا في الدين وعلّمنا التأويل. بعافية وخير يا حيّ يا قيوم.
اللهم واجعل ما أعطيتناه - برحمتك – حجّة لنا لا علينا؛ كي نصرف النعم ونجعلها في رضاك, ونعرف حقها علينا لنأمن العقوبة؛ فلا نقترف على أنفسنا سوءا أو نجرّه إلى مسلم, اللهم ونجنا كما نجّيت الصالحين من عبادك...
ونسألك شوقهم إلى لقاءك, من غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضلّة؛ يا أرحم الراحمين.
وكتب
أبو محمد ملفي بن ساير بن مجاهد
14/ صفر 1433هـ
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23]
ما أجمل التوحيد؛ إذا وقر.
وتكفيه سجدة للقلب واحدة – إن كانت – ثم يستيقن ويهب الحياة الحقيقية لبقية الجوارح!
وما أجمل الصدق, والوفاء؛ إذا اجتمعا...
ولقد وفّى الصحابة رضي الله عنهم بالعهد...
وفّوا بافتقار... وعلموا أنهم في بناء... وأنهم راحلون, وستتوقّف الأعمار... ليبقى العمل وأثره ومكسبه!
وما أجمل الافتقار لله؛ إذا فعله العبد موقناً فيه, وهو سرّ عجيب قد لا يُهتدى إليه إلا بدعوة غريق!
قال الله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 118، 119]
والصدق في العزيمة شرط معتبر, قال تعالى:
{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21]
يا من استعبده التقليد والهوى ... اترك اللغو واستمع للحق المبين الذي عليه نور من الله... وتطلّع للعلا. ولا تتقزّم.
ولا تقل : كان أبي... واحذر الشكّ والشرك وتب.
يا من تأسّست على خوف القبر, وحبّ الفارسية والشقاء الحلولي؛ حذار من الديمومة... فتقول في الآخرة: يا مالك...! وتنسى ربّه.
وكن رجلاً إن أتوا بعده... يقولون مرّ وهذا الأثر.
والعلم وحده لا ينجي ولا يكفي؛ فكم من بليّة وفتنة لم يثبت لها المتعالم!
وبعض الخدوش على الرغم من ألمها, وغور بعضها, ألا إنها تُعيد للعاقل... فهمه الفطري!
وفي خبر المستورد القرشي - في الخصال التي قيلت! في الروم - أنهم: أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة! (وينظر : صحيح مسلم)
وسير النبلاء مِن أعلام الأمة في مسيرتهم التأريخية الإسلامية المجيدة مليئة بالأمثلة.
فدائما يذهب الفلز والفلس! والزَّبَد, جُفاءً... فيضمحل وإن علا! ويكون هباءً.
ولا يضرّ الشمس إطباق الطّفل!!!
والمفلس مَن أوبقته أعماله, ووكله الله إلى أسباب الغيّ ودروب الشقاء.
والمفلس مَن ظلم.
{وأما ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض...} أبداً... (ولتقرأ سورة الرعد)
شاهده - بعد السّماع - ؛ حسن الخاتمة, ويوم الجنائز.
ولقد بقي علم الصحابة الذين صدقوا... رضي الله عنهم؛ فقد قاموا بما عاهدوا الله عليه ووفّوا به... ونذروا أنفسهم لحياة الأجيال بعدهم...
وكل موحّد ومتّبع يستطيع العمل, ولو بالبِشر وطلاقة الوجه, واختصار العلم, وترجمته ونشره.
وها هو فقههم بين أيدينا؛ فأين مَن يصل!
خاتمة:
قال الإمام البخاري رحمه الله:
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش قال سمعت أبا وائل يقول:
عدنا خباباً, فقال: (هاجرنا مع النبي صلى الله عليه و سلم نريد وجه الله فوقع أجرنا على الله؛ فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئاً, منهم مصعب ابن عمير قتل يوم أحد وترك نمرة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه؛ فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من إذخر.
ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها) صحيح البخاري تحقيق البغا (3/ 1415).
اللهم فقّهنا في الدين وعلّمنا التأويل. بعافية وخير يا حيّ يا قيوم.
اللهم واجعل ما أعطيتناه - برحمتك – حجّة لنا لا علينا؛ كي نصرف النعم ونجعلها في رضاك, ونعرف حقها علينا لنأمن العقوبة؛ فلا نقترف على أنفسنا سوءا أو نجرّه إلى مسلم, اللهم ونجنا كما نجّيت الصالحين من عبادك...
ونسألك شوقهم إلى لقاءك, من غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضلّة؛ يا أرحم الراحمين.
وكتب
أبو محمد ملفي بن ساير بن مجاهد
14/ صفر 1433هـ