العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

بـل أنـت منـهم

إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
231
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا مذهبي
بـل أنـت منـهم

رضوان محمود نموس

قال الله تعالى (( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ))[هود:113] هذا مجرد الركون فكيف بالعمل معهم وكيف بقتل الناس من أجلهم وكيف وهم كفرة وكيف بقتل المؤمنين المسلمين أطفالاً ونساءً ورجالاً وشيوخاً من أجلهم. ثم يظنون أن لا شيء عليهم لأنهم موظفون ليس لهم الخيار والرأي وكيف بمن يعلن أنه وفي لهم ويجاهر في هذا الوفاء ويتبجح به وربما يظن أن هذا التبجح من الحكمة واللباقة
[جاء رجل خياط إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان، هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط !! ][SUP]([1])[/SUP] .…قلت: هذا فيمن يخيط للسلطان المسلم الظالم الثياب، فما ظنك فيمن يعين حكام الكفر والفجور والردة على تنفيذ سياساتهم ومخططاتهم الكفرية والباطلة التي تضاد شرع الله تعالى ويعلن الوفاء والحب لهذا النظام..؟!
قد صح عن صلى الله عليه وسلم أنه قال:" [من أعان ظالماً بباطل ليدحض بباطله حقاً برئ من ذمة الله ( وذمة رسوله ] [SUP]([2])[/SUP]
[وجاء رجل إلى ابن المبارك فقال : إني خياط وربما خطت شيئاً لبعض وكلاء السلطان فماذا ترى أكون من أعوان الظلمة ؟ قال : لست من أعوان الظلمة بل أنت من الظلمة][SUP]([3])[/SUP].
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : [الْجَلاوِزَةُ ، أَيْ أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ ، وَالشُّرَطُ أَيْ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الرَّاءِ : وُلاةُ الشُّرْطَةِ وَهُمْ أَعْوَانُ الْوُلاةِ وَالظَّلَمَةِ ، الْوَاحِدُ مِنْهُمْ شُرْطِيٌّ : بِضَمٍّ فَفَتْحٍ كِلابُ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ][SUP]([4])[/SUP].
قال أحد حاشية الظلمة لـ سفيان الثوري :[ يا أبا سعيد ! هل أنا من أتباع الظلمة والله يقول: { وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } [هود:113] قال: لا. أنت لست من الحاشية، قال: ممن؟ قال: أنت منهم. لا تَمْلَؤُا أَعْيُنَكُمْ مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ إِلا بالإِنْكَارِ مِنْ قُلُوبِكُمْ لِئَلا تَحْبُطَ أَعْمَالُكُمْ .
وَقَالَ مَكْحُولُ الدِّمَشْقِي : يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ فَمَا يَبْقَى أَحَدٌ مَدَّ لَهُمْ حِبْرًا أَوْ حَبَّرَ لَهُمْ دَوَاةً أَوْ بَرَى لَهُمْ قَلَمًا فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلا حَضَرَ مَعَهُمْ فَيُجْمَعُونَ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ فَيُلْقَوْنَ فِي النَّارِ ][SUP]([5])[/SUP].
وَجَاءَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { لَا يَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مَوْقِفٍ يُضْرَبُ فِيهِ رَجُلٌ ظُلْمًا فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ }.
وقال الفضيل:[ لا تجلس إلى صاحب بدعة, فإني أخاف أن تنـزل عليك اللعنة وقال: الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف, ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من نفاق][SUP]([SUP][6][/SUP][/SUP]).
قال عبد الله بن عمر السرخسي:[ أكلت عند صاحب بدعة أكلة، فبلغ ذلك ابن المبارك, فقال: لا كلمته ثلاثين يوما ][SUP]([SUP][7][/SUP][/SUP]).
ويجب على كل رجل أن [يخرج من بيته المبتدع ، وأعوان الظلمة ، وآكل الربا ، والفاسق المعلن بفسقه ، ومن كان الأغلب على ماله الحرام [SUP]([8]).[/SUP]
[وَمَرَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَرَّأَ مِمَّنْ أَعَانَ الظَّالِمَ وَفِي حَدِيثٍ : { مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ } وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ السَّوَّاطُونَ الَّذِينَ يَكُونُ مَعَهُمْ الْأَسْوَاطُ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ بَيْنَ يَدَيْ الظَّلَمَةِ ][SUP]([SUP][9][/SUP][/SUP]).







[1] - الكبائر - الذهبي (ص: 104)

[2] - أخرجه الطبراني وغيره، السلسلة الصحيحة:1020.

[3] - قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 434):

[4] - الزواجر عن اقتراف الكبائر (3/ 38)

[5] - موارد الظمآن لدروس الزمان (4/ 149):

[6] - موارد الظمآن لدروس الزمان 1/ 137.

[7] - موارد الظمآن لدروس الزمان 1 / 138.

[8] _ قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 321)

[9] - الزواجر عن اقتراف الكبائر (3/ 38):
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: بـل أنـت منـهم

هوّن عليك يا شيخ رضوان...
فالعرف حاكم... والمصلحة معتبرة...
والأسماء لا اعتبار لها أحيانا...
وبعض - من تُبغض قديما بوصفه - قد تقبّل رأسه لفعل له في الأمن أو الاحتساب أو الإنقاذ... إلخ...
والمختصر:
تغير الفتوى - لا الحكم - بتغيّر العوائد والأحوال والأشخاص والأزمنة...
ألا ترى شيخنا الكريم كيف أن المحتسب لا يحتسب إلا بسيف معه! أعني ضرورة وجود الحكم القوى والحاكم الحازم...
وفقك الله
 
أعلى