العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دراسات جهادية(1)

إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
231
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا مذهبي
دراسات جهادية(1)
رضوان محمود نموس
ما هو الجهاد: الجهاد إذا أطلق فهو قتال الكفار والمرتدين لتكون كلمة الله هي العليا.وما يحمله من معان أخرى فهي بالتبعية
الجهاد لغة:
قال في لسان العرب [الجُهْدُ: الطاقة، وقيل: الجَهْد المشقة وجاهد: يريدون المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل؛ وجَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه وبالغ. وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة و جِهاداً: قاتله و جاهَد في سبيل اللَّه، وفي الحديث: والجِهاد: المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء].
الجهاد شرعاً:
قال ابن مفلح في المبدع:[ الجهاد وهو فرض كفاية وهو مصدر جاهد جهادا ومجاهدة ومجاهد اسم فاعل من أجهد في قتل عدوه حسب الطاقة والوسع وشرعا عبارة عن قتل الكفار خاصة والأصل فيه قبل الإجماع قوله تعالى:( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) (البقرة) (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ ) (التوبة) والسنة: قوله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق رواه مسلم وغيره من الأحاديث الصحيحة][SUP]([SUP][1][/SUP][/SUP]).
وقال منصور بن يونس البهوتي في الروض المربع : [الجهاد مصدر جاهد في قتل عدوه وشرعا قتال الكفار وهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن سائر الناس وإلا أثم الكل ويسن بتأكد مع قيام من يكفي به وهو أفضل مُتَطَوَعٍ به ثم النفقة فيه ويجب الجهاد إذا حضره أي حضر صف القتال أو حصر بلده عدو أو احتيج إليه][SUP]([SUP][2][/SUP][/SUP]).
وقال البهوتي أيضاً في كشاف القناع: [الجهاد ختم به العبادات لأنه أفضل تطوع البدن وهو مشروع بالإجماع لقوله تعالى: (كتب عليكم القتال) ذلك ولفعله صلى الله عليه وسلم وأمره به وأخرج مسلم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق وهو أي الجهاد مصدر جاهد جهادا ومجاهدة من جهد في قتل عدوه فهو لغة بذل الطاقة والوسع وشرعا قتال الكفار خاصة بخلاف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم فبينه وبين القتال عموم مطلق وهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط وجوبه عن غيرهم وإن لم يقم به من يكفي أثم الناس كلهم فالخطاب في ابتدائه يتناول الجميع كفرض الأعيان ][SUP]([SUP][3][/SUP][/SUP]).
وقال محمد بن أحمد السمرقندي في تحفة الفقهاء: ( أما تَفْسِير الْجِهَاد فَهُوَ الدُّعَاء إِلَى الدّين الْحق والقتال مَعَ من امْتنع عَن الْقبُول بِالْمَالِ وَالنَّفس قَالَ الله تَعَالَى {انفروا خفافا وثقالا وَجَاهدُوا بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ} وَقَالَ {إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ}[SUP]([4])[/SUP].
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:[ والجهاد بكسر الجيم أصله لغة المشقة يقال جهدت جهادا بلغت المشقة وشرعا بذل الجهد في قتال الكفار][SUP]([SUP][5][/SUP][/SUP]).
وقال الكاساني في بدائع الصنائع:[ وأما الجهاد في عرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان ذلك أو المبالغة في ذلك والله تعالى أعلم][SUP]([SUP][6][/SUP][/SUP]).
وقال الملا: في درر الحكام : (كِتَابُ الْجِهَادِ) هُوَ أَعَمُّ وَغَلَبَ فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ عَلَى جِهَادِ الْكُفَّارِ وَهُوَ دَعْوَتُهُمْ إلَى الدِّينِ الْحَقِّ وَقِتَالُهُمْ إنْ لَمْ يَقْبَلُوا)[SUP]([7]).[/SUP]
وقال ابن نجيم في البحر الرائق: (وَالْجِهَادُ هُوَ الدُّعَاءُ إلَى الدِّينِ الْحَقِّ، وَالْقِتَالُ مَعَ مَنْ امْتَنَعَ عَنْ الْقَبُولِ بِالنَّفْسِ، وَالْمَالِ، وَالْمَغَازِي جَمْعُ الْمَغْزَاةِ مِنْ غَزَوْت الْعَدُوَّ وَقَصَدْته لِلْقِتَالِ غَزْوًا وَهِيَ الْغَزْوَةُ، وَالْغُزَاةُ، وَالْمَغْزَاةُ وَسَبَبُ الْجِهَادِ عِنْدَنَا كَوْنُهُمْ حَرْبًا عَلَيْنَا وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ هُوَ كُفْرُهُمْ كَذَا فِي النِّهَايَةِ) [SUP]([8])[/SUP].
وقال: عبد الرحمن بن محمد بن سليمان في مجمع الأنهر:( (الْجِهَادُ) فِي اللُّغَةِ بَذْلُ مَا فِي الْوُسْعِ مِنْ الْقَوْلِ، وَالْفِعْلِ. وَفِي الشَّرِيعَةِ قَتْلُ الْكُفَّارِ وَنَحْوُهُ مِنْ ضَرْبِهِمْ وَنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ وَهَدْمِ مَعَابِدِهِمْ وَكَسْرِ أَصْنَامِهِمْ وَغَيْرِهِمْ، وَالْمُرَادُ الِاجْتِهَادُ فِي تَقْوِيَةِ الدِّينِ بِنَحْوِ قِتَالِ الْحَرْبِيِّينَ، وَالذِّمِّيِّينَ، وَالْمُرْتَدِّينَ الَّذِينَ هُمْ أَخْبَثُ الْكُفَّارِ لِلْإِنْكَارِ بَعْدَ الْإِقْرَارِ) [SUP]([9])[/SUP].
وقال علي بن نصر الثعلبي في التلقين:( الجهاد من فروض الكفاية وقد يتعين في بعض الأوقات على من يفاجئه العدو ولا يجوز تركه إلى الهدنة إلا من عذر ولا يكف عنهم إلا بأن يسلموا أو يدخلوا في ذمتنا ويؤدوا الجزية في دارنا وينبغي أن يدعوا قبل قتالهم إلا أن يعاجلونا وتجوز النكاية في العدو بكل ما يقدر عليه من إحراق الأراضي الزروع والعلوفات وقطع النخل والشجر وعقر الدواب وإخراب البلاد)[SUP]([10])[/SUP].
وقال ابن رشد في المقدمات : (فصل فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله، إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقيم بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.)[SUP]([11])[/SUP].
وقال النووي في روضة الطالبين:( الْجِهَادُ دَعْوَةٌ قَهْرِيَّةٌ، فَيَجِبُ إِقَامَتُهُ بِحَسَبِ الإمْكَانِ حَتَّى لا يَبْقَى إِلا مُسْلِمٌ أَوْ مُسَالِمٌ، وَلا يَخْتَصُّ بِمَرَّةٍ فِي السَنَةِ، وَلا يُعَطَّلُ إِذَا أَمْكَنَتِ الزِّيَادَةُ، وَمَا ذَكَرَهُ الْفُقَهَاءُ حَمَلُوهُ عَلَى الْعَادَةِ الْغَالِبَةِ، ... ثُمَّ إِنْ تَمَكَّنَ الإمَامُ مِنْ بَثِّ الأجْنَادِ لِلْجِهَادِ فِي جَمِيعِ الأطْرَافِ، فَعَلَ، وَإِلا فَيَبْدَأُ بِالأهَمِّ فَالأهَمِّ، )[SUP]([12])[/SUP].
فالجهاد:[ بذل النفس والمال في قتال كافة أنواع الكفار والمرتدين لتكون كلمة الله هي العليا]


[1] - المبدع ج: 3 ص: 307

[2] - الروض المربع ج: 2 ص: 3

[3] - كشاف القناع ج: 3 ص: 32

[4] - تحفة الفقهاء (3/ 293): لمحمد بن أحمد ، أبو بكر علاء الدين السمرقندي (المتوفى: نحو 540هـ)

[5] - فتح الباري ج: 6 ص: 3

[6] - بدائع الصنائع: ج: 7 ص: 97

[7] - درر الحكام شرح غرر الأحكام (1/ 281): المؤلف: محمد بن فرامرز بن علي الشهير بملا - خسرو (المتوفى: 885هـ)

[8] - البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (5/ 76): المؤلف: زين الدين بن إبراهيم بن محمد، المعروف بابن نجيم المصري (المتوفى: 970هـ)

[9] - مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر (1/ 631): المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده, يعرف بداماد أفندي (المتوفى: 1078هـ)

[10] - التلقين في الفقة المالكي (1/ 91): المؤلف: أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعلبي البغدادي المالكي (المتوفى: 422هـ)

[11] - المقدمات الممهدات (1/ 342): المؤلف: أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى: 520هـ)

[12] - روضة الطالبين وعمدة المفتين (10/ 209): للنووي
 
أعلى