رد: الخطاب السلفي - الشريف حاتم العوني - فقه العصر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.. أما بعد:
1- فالاعتذار الذي طالب به الدكتور الكريم أرى أنه يكون من قِبَل من أخطأ في حق الغير ثم تبين له أنه أخطأ، سواء كان الذي أخطأ فرداً أو لجنة أو فرقة من السلفية.. أما مطالبة السلفية جميعاً بالاعتذار للعموم فهذا أمر لا يقول به عالم؛ لأن السلفية ليسوا على قول واحد في المسائل التي شنع بها عليهم الدكتور.
ثم إن من المسائل ما لا حاجة إلى الاعتذار في شأنها؛ كأن تكون هيئة كبار العلماء ببلد ما تقول بكفر تارك الصلاة، ثم يصدر عنها خلاف ذلك.. أو أن تحكم بكفر ساب أبي بكر وعمر ثم يصدر عنها خلاف ذلك؛ فأي حاجة للاعتذار هنا؟!.
أضف إلى ذلك أن ثلث أعضاء هذه الهيئة التي صدر عنها الفتويان المختلفتان ربما قد رحلوا، وهذا أمر مؤثر.. أم أننا نطلب من الأحياء الاعتذار عن الأموات، أو أن لا يختلفوا معهم، أو شيئاً مما لا يمكن تصوره!
2- الشيخ يضخم أحياناً ويهوِّل؛ فيعتبر البيان الذي صدر حول مسألة عدم اعتبار جواز الأخذ من اللحية "محرجاً"، ولا أدري أي وجهٍ يدفع إلى هذا التضخيم!.
3- مطالبته السلفيين في مصر أن لا يكون لهم أحزاب.. أظنه ناتجاً عن تصور مسبق فيه خطأ.. وهو أن السلفيين لا علاقة لهم بالسياسة هناك..
وكونه ينظر إلى كبار الشخصيات السلفية المشهورة في هذا ليس صحيحاً.. فإذا وجدت الكفاءات وجب أن لا يغيبوا عن الساحة؛ لأن تكثير دخول الإسلاميين في الباب هو رجاء القيام بواجب شرعي وهو السعي إلى تحكيم شرع الله تعالى في البلاد.
4- كثير من السلفيين -حقاً- ألصقوا بالسلفية أموراً لا نرتضيها.. ومن ذلك:
- ادعاء بعضهم أن الخروج عن الظاهرية المقيتة خروج عن السلفية. (والعجيب أن بعضهم يريد منك أن تقول بظاهرٍ يراه لم يقل به أحد من السلف، ويتهمك بالخروج عن السلفية لظنه أنك تنكبتَ السنة!!! وهذا كثير بين كثير منهم) ولكن هذا لا يمكن أن يقال إنه الغالب الأعم في السلفيين.
- الحكم على كثير من الأفراد والآراء والجماعات والمذاهب من قِبَل عدد من السلفيين -وليسوا قليلاً- كان حكماً فيه جور وتعدٍّ، ولكنني أؤكد بأن هذا ليس صنيع جميعهم، كما أؤكد أن الإعلام هو الذي يؤثر في هذا التهويل أحياناً كثيرة، فيطير ببعض هذه الأحكام ويبلّغها الآفاق فيتلقفها الناس وتصنع تصوراتهم، ولا شك أن السلفية قد وُجِّهت لها تشويهات مقصودة ولا زال هذا الأمر موجوداً، فينبغي أن ننصفهم كما ينبغي أن نقومهم.. وفوق هذا الكلام كله أبين أنني واحد منهم، حتى لا يفهم خلاف هذا، والله الموفق.
