العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التحذير الشديد من كتاب الديوبنديـة

إنضم
9 ديسمبر 2011
المشاركات
103
الكنية
ابو حماد
التخصص
في الحديث
المدينة
ميلسي
المذهب الفقهي
الحنفي
التحذير الشديد من كتاب الديوبنديـة

ألحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين ، وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الراشدين المهديين إلى قيام يوم الدين . أما بعد

أقول : وبالله أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل

قد صدر فى الباكستان منذ مدة كتاب فى اللغة الأردية سماه كاتبه: ( الديوبندية ) لكاتبه المدعو بــــ : طالب الرحمن ، أحد الكذابين والغاشين المتسترين بستار الدعوة الى الكتاب والسنة فى الباكستان ، ثم ترجمه بعض المجاهيل الى العربية وسماه ( الديوبندية تعريفها وعقائدها ) ، والعارف بعقائد السادة الديوبندية الكرام وأفكارهم سيدرك خبث باطن الكاتب ومكره وخداعه وكذبه ومخالفة هذا الكتاب لمذهب السادة الديوبندية بمجرد أن يقرأ الصفحة الأولى من هذا الكتاب ، وإن كان عنوانه : " الديوبندية عقائدها وأفكارها " لكن عنوانه لا حظ له من الكتاب قطعا ولا مس له بما فيه أصلا ، وهذا الكتاب الساقط قد طبع مرارا وتكرارا

ولما قرأت هذا الكتاب فوجدته كتاب ركيك متهافت وبعيد كل البعد عن الصدق والصواب على الإطلاق ، وتذكرت على الفور قول الله تعالى : (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا )) وقوله تعالى : (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً )) وقد جرت حكمة الله تعالى انه لابد بروز المجرمين من الإنس والجن لحرب الأنبياء ودعوتهم ، ولله سبحانه تعالى في أنبيائه ورسله سنة ماضية لا تتخلف ، كما أن له سنة جارية في أعداء الرسل والمكذبين لهم والمستهزئين بهم ، ومن أهم سنن الله تعالى في أنبيائه ورسله سنة الامتحان والابتلاء ، ولذا نجد أن أنبياء الله تعالى ورسله يتعرضون للسب والشتم والاستهزاء من قبل أعدائهم ، كما يتعرضون للضرب والسجن بل والقتل ، كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم ، فقد قتلوهم بغير حق ، وقد ورد فى الحديث الصحيح فيما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم : إنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ ، الحديث ، فالأنبياء قد ابتلوا ولابد لورثة الأنبياء أن ينالوا مثل ما نال الأنبياء من الابتلاء والامتحان ، ولا بد أن يبتلى ويؤذى كل من يحمل نور من النبوة من قبل أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، وكذالك ابتلى جميع علماء أهل السنة والجماعة بأهل الأهواء قديما وحديثا ، فلا يبرز عالم من علماء أهل السنة والجماعة إلا وتصدى له مجموعة من السفهاء من أصحاب الحسد والبغضاء والأهواء بشتى الوسائل والطرق فى كل زمان ومكان ، ومن يقلب صفحات التاريخ الإسلامي ويسألها عن ذلك فإنها ستحدثه عن هذه الحقيقة ، ولكن لا يضرهم طعن الطاعنين وازدراء الشانئين وافتراء الجهلة الكذابين ، بل كل ذالك رفعة لهم فى درجاتهم وزيادة في إيمانهم وحسناتهم وصبرهم ، وهم يعلمون باليقين ان الحق منصور وممتحن هذه سنة من سنن الرحمان ، ليميز الخبيث من الطيب وليعرف أهل الحق من أهل الباطل ، وستكون العاقبة للمتقين ، ولله الحكمة البالغة

وكذالك هؤلاء الأفاضل الكرام والعلماء الأعلام من أهل السنة والجماعة أعنى علماء ديوبند السالكين سبيل السلف الصالحين والقائمين عليه أيضا قد ابتلوا بأهل البدع والأهواء الذين رفعوا سيوفهم بالطعن والتشنيع عليهم وجمعوا كيدهم وجندوا أنفسهم فى محاربتهم من أول يوم حتى الآن ، ولكن ولله الحمد سعيهم ومكرهم وكيدهم يفشل ويصبح لا أثر له ، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين ، وهذا ملاحظ بجلاء في زماننا هذا في كل من عادى علماء ديوبند فى الهند ، ولكن الأسف على فعل أولئك القوم الذين يدعون إتباع الكتاب والسنة ومع ذلك يرتكبون هذه الجرائم العظام ، وهذا الكتاب الهالك مشتمل على الأكاذيب الشنيعة والإتهامات القبيحة والإفتراأت الغليظة ورمي علماء الحق كبار علماء ديوبند بالكفر والشرك والبدعة والضلالة من غلافه إلى آخره ، ومليئ بالأباطيل والمناكير والأكاذيب والإحتقار والإستهزاء والسخرية والتزوير والنهب والخيانة والسرقة ، ومشحون بالدجل والدس والافتراء والشتائم والإهانات مما لا يصدر إلا عن جاهل حاقد متعصب إلى أقصى درجة ، أو عن كذاب متمرد ، أو عن معاند صاحب هوى متبع لهواه ، وهذا الكاتب الجهول قد تكبر وطغى وتجبر وبغى وكذب وافترى وقد خاب من افترى

والحق انه لا يستحق أن يرد عليه ، ولا يستأهل أن يعتنى بشأنه ، لكن لما رأيت اعتداد بعض الناس واغترارهم به فأردت أن اكتب بعض الكلمات عن حقيقة هذا الكذاب وعن كتابه الهالك الساقط حتى لا يغتر به من قرأه واطلع عليه ، لأنه قد اغتر به بعض الناس من العرب ، ولم يغتر به أحد فى الهند والباكستان لإنكشاف حال كاتبه و وضوح كذبه ودجله وزيفه وغشه على العامة والخاصة ، وهذا الكاتب المجهول مصداق لقوله عليه السلام : المُنافِق إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ : وقوله : لَعَن آخرُ هَذهِ الأمَّةِ أوَّلهَا ، وقوله : إذا لَم تَستَحي فَاصْنَع مَا شِئتَ

والعجيب الغريب اني رأيت بعض الشيوخ من العرب سيما من السعودية يحكمون على علماء ديوبند فى تعيين عقائدهم وأفكارهم اعتمادا على هذا الكتاب الكاذب واكتفاء بأكاذيب هذا الكاذب الخائب ، والأسف على هؤلاء كيف قبلوا كل ما جاء به هذا الجاهل من الأكاذيب والأباطيل فى حق علماء ديوبند من غير تحقيق ولا تبيين ؟ والطامة الكبرى ان بعض مروجوا هذه الأكاذيب والأباطيل هم أئمة مساجد وعلماء ومشائخ ، بل وكيف جهلوا هؤلاء المغررين به من القاعدة القرآنية الكريمة العظيمة التي أدب الله بها عباده في سورة الحجرات ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ، فإن من المؤسف أننا قد وجدنا هؤلاء الموافقين له مخالفين لهذه القاعدة القرآنية المحكمة ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في هذه القاعدة القرآنية أن نتحرى ونتثبت من الأخبار عموما ، فكيف بالأخبار والأقوال التى تتعلق بتكفير العلماء الربانيين والمصلحين الصادقين وخواص المسلمين وتضليلهم وتفسيقهم ؟ نعم فإنها في حق علماء الأمة أشد وأشد

هذا ما أردت أن أشير إشارة سريعة الى حقيقة ما جاء فى هذا الكتاب الساقط من تلبيسات وتدليسات وأخطاء ومخالفات واتهامات وكذبات ، مع العلم أني لا أريد الإستيعاب فى الرد عليه ، لأنه قد كفانا مؤنة الرد عليه وفضحه بعض علمائنا الأجلاء ، منهم الشيخ أبوبكر غازي بوري الهندي أدام الله ظله ، قد ألف كتابا جامعا ومسكتا فى العربية سماه " وقفة مع اللامذهبية في شبه القارة الهندية " كشف فيه الغطاء عن وجههم الحقيقي ، وعن نواياهم السود وغاياتهم المبطنة ، وأظهر زيفهم وزيغهم وتناقضهم ، وأبطل شبههم ووساوسهم ، وفضح مزاعمهم مقاصدهم ، أكرمه الله لما قدمه من مجهود للدفاع عن الحق وأهله

أما صنيع هذا الكاتب الخائب فى كتابه الآثم انه يذكر تارة شيئ من الحكايات والواقعات نقلا من بعض الكتب الأردية المؤلفة فى حكايات الصالحين ، وتارة يذكر عبارة من عبارات علماء ديوبند مع القطع والبتر والتقديم والتأخير والتحريف والتبديل ، وتارة يختلق لهم عبارات ومفاهيم من عند نفسه زورا وبهتانا ، كما هو دأب أهل الزيغ في اقتطاع النصوص والتلاعب بأقوال الأعلام ، وتارة يذكر شيئ من الكرامات ، وتارة يذكر شيئ من اصطلاحات الصوفية ، ثم يسمى كل ذالك عقائد علماء ديوبند ، ثم يعقد عنوانا هكذا (( رأي كبار علماء أهل السنة في هذه المسئلة )) ثم يذكر تحته بعض فتاوى الشيوخ الوهابية والسلفية من السعودية ، كأنه لا يوجد على سطح الأرض علماء السنة الا الوهابية والسلفية فقط ، وكل ذالك فعله هذا الكاذب من أجل كسب المال والثروة وطلب الشهرة والمكانة عند شيوخ الوهابية ، وإظهار الإقتداء بهديهم والاقتفاء لآثارهم كذبا و زورا ، ثم يصدر بعد ذالك فتوى التكفير والتضليل والتفسيق بزعمه الفاسد وكيده الباطل على كبار علماء ديوبند بلا خوف ولا حياء ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، والى الله المشتكى وهو المستعان ، نشكوا إلى الله ظلمهم وعدوانهم وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون . ولا يحِيقُ المَكرُ السيئُ إِلا بِأهله

والأسف هذا الكاتب الجهول يدعى التمسك بالكتاب والسنة ، ويدعى السلوك على منهج السلف ، ويظهر البراءة عن أهل البدعة بزعمه ، لكن جل كتابه يعتمد فيه اعتمادا كبيرا على بعض كتب المتبدعين من الفرقة البريلوية المعادية لأهل السنة علماء ديوبند ، وقد سرق من افتراأت ومغالطات وأباطيل رئيس الفرقة البريلوية أيضا ، هل هذا هو مذهب السلف ؟ هل هذا هو التمسك بالكتاب والسنة أن يرمي علماء الأمة بالكفر والشرك والبدعة والضلالة والخرافة بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ؟

أقول فيمن طعن فى مشائخنا السادة الديوبندية الكرام

أعرض عن الجاهل السفيه *** فكل ما قال فهو فيه
ما ضر بحر الفرات يوما *** ان خاض بعض الكلاب فيه

وفى الختام أخاطب كل من يؤمن بيوم الحساب والوقوف عند رب الأرباب أن لا تصدق أقوال هذا الكاتب الكذاب فى حق علماء ديوبند ، واحفظ لسانك عن الطعن والسب والشتم والقدح والتنقص فى حق علماء الإسلام ، وإياك والوقوع في أعراضهم ، فإن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، ولا تسلك مسلك هذا الكاتب الكذاب فإنه قد أعماه الحسد والحقد والجهل والهوى ، ولتستحضر قوله تعالى : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ . وقوله تعالى : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا

وقد كتبت هذه الكلمات اليسيرات من باب الدفاع عن علماء الربانيين ، وعباد الله الصالحين وأوليائه الصادقين ، ومن باب بيان سبيل المجرمين ، و فضح زيف المبطلين ومكر الماكرين وكشف تلبيس الملبسين ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

هذا والصلاة والسلام على خير الأنام وبدر التمام ومسك الختام وخير من صلى وصام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الكرام وصحبه الأعلام ومن تبعهم بإحسان الى يوم القيامة ..​
 
أعلى