العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حكم الوسائل الحديثة للتوليد :حكم التوليد باستخدام الطلق الصناعي

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
حكم الوسائل الحديثة للتوليد
بقلم الدكتور محمد بن هائل المدحجي
[h=3]حكم التوليد باستخدام الطلق الصناعي
[/h] الطلق الصناعي هو: استعمال طرق خاصة لبدء تقلصات الرحم وبدء الطلق لإنهاء الحمل، وعدم انتظار البدء الذاتي لذلك. وهو صناعي من جهة أن السبب فيه ليس الطبيعة الذاتية للرحم، وإنما يحصل بواسطة الأدوية التي من شأنها إثارة تقلصات الرحم، ولكنه في النهاية شبيه بالطلق الطبيعي. وفكرة الطلق الصناعي فتقوم على إعطاء مواد مصنعة تشابه في تركيبها المواد التي تؤدي إلى حدوث الطلق وهي: " البروستوجلاندين- وهو هرمون يفرز من الأغشية المحيطة بالجنين -، والإكسيتوسين - وهو هرمون يفرز من الغدة النخامية " فتسبب هذه المواد انقباضات للرحم، ليستمر الطلق بعد ذلك بصورة تلقائية. والطلق الصناعي لا يستخدم إلا لوجود أسباب كافية تستدعي استعماله، ومن أبرز هذه الأسباب: (أ) تأخر الولادة: (ب) ضعف المخاض: (جـ) موت الجنين : وفي حالة وفاة الجنين في بطن أمه ينصح الأطباء بانتظار خروجه بصورة طبيعية، لكن إذا تأخر خروجه يلجأ الأطباء إلى تحريض الولادة بالطلق الصناعي؛ لأن في بقائه في بطن أمه ضرراً عليها، فإن أجدى الطلق الصناعي وإلا فلا بد من التدخل الجراحي بالعملية القيصرية . ونأتي الآن لبيان الحكم الشرعي لاستعمال الطلق الصناعي ، فأقول وبالله التوفيق : يختلف الحكم الشرعي لاستعمال الطلق الصناعي باختلاف مدى الحاجة إليه، وما قد يترتب عليه من مضاعفات أو أضرار: فتارة يكون واجباً، وتارة محرماً، وأخرى جائزاً، وبيان ذلك كما يلي: أولاً : يجب استعمال الطلـــق الصناعي إذا اقتضت الضـــــرورة إنهاء الحمل لإنقــــاذ حياة الأم أو الجنين ؛ وذلك لأن إنقـــــاذ المعصوم مـــن الهلكة واجبٌ عند عامة الفقهاء، وقد قال الله جل وعلا: {... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ...}(المائدة :32) قال المفسر البيضاوي رحمه الله : " أي ومن تسبب لبقاء حياتها: بعفو، أو منع عن القتل، أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة، فكأنما فعل ذلك بالناس جميعاً. والمقصود منه تعظيم قتل النفس وإحيائها في القلوب، ترهيباً عن التعرض لها، وترغيباً في المحاماة عليها " [تفسير البيضاوي (2/319)]. ويدخل في هذه الصورة التحريض المبكر على الولادة قبل انتهاء مدة الحمل الكامل رغم ما قد يكون في هذا التحريض المبكر للولادة من الضرر على المولود ؛ وذلك للقاعدة الشرعية " إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمـهما ضررًا بارتكاب أخفهما " لذلك لا يلجأ الأطباء إلى التحريض المبكر إلا إذا تراءى لهم أن المخاطر التي سيتعرض لها الجنين إذا بقي داخل الرحم ستكون أكبر من تلك التي سيتعرض لها إذا تم توليده. كما يجب استخدام الطلق الصناعي في حالة وفاة الجنين في بطن أمه وعدم خروجه بصورة طبيعية ؛ لما في ذلك من الضرر البالغ على أمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ"[رواه أحمد وابن ماجه ]. ثانياً: يحرم استعمال الطلق الصناعي إذا كان فيه ضرر على الأم أو جنينها ؛وذلك للقاعدة الشرعية التي يمثلها قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ" وقد ثبت ضرر استعمال الطلق الصناعي في الحالات التالية: (أ) إذا كانت المشيمة نازلة عن وضعها الطبيعي. (ب) إذا كانت الحامل قد سبق أن أجرت عمليات في الرحم، أو أكثر من عمليتين قيصريتين. (جـ) في حالة وجود اضطرابات في نبضات قلب الجنين. ويدخل في هذه الصورة التي يحرم فيها استعمال الطلق الصناعي : التحريض المبكر على الولادة إذا لم يكن له حاجة أو ضرورة ؛ وذلك لما قد يكون فيه من الضرر على المولود، والذي قد يصل إذا تقدم التحريض عن وقت الولادة كثيراً إلى التخلف العقلي، أو فقد شيء من الحواس، ناهيك عن الأموال الطائلة التي تنفق على إنعاش الطفل المولود قبل أوانه والتي تصل إلى مئات الآلاف، والشريعة قد جاءت برفع الضرر، كما جاءت بالحفاظ على الأموال؛ وعليه فلا يجوز استعمال الطلق الصناعي في هذه الحالة. أما إن كان التحريض المبكر للمخاض بقصد إتلاف الجنين والتخلص منه فهذا داخل في الإجهاض، وسيأتي حكمه تفصيلاً إن شاء الله تعالى. كما لا يجوز استخدام الطلق الصناعي إذا كان هناك ما يمنع خروج الجنين من مجراه الطبيعي: كأن يوجد ضيق في الحوض، أو أن يكون الجنين كبير الحجم أو في وضع غير طبيعي - كالوضع المقعدي مثلاً - ؛ إذ فيه إيلام للمرأة بلا فائدة، بل وإلحاقاً للضرر بها. ثالثاً : يجوز استعمال الطلق الصناعي إذا لم يكن في استعماله ضرر، ولا دعت لاستعماله ضرورة، وذلك كما في الحالات التالية: (أ) يجوز استعمال الطلق الصناعي إذا بدأ المخاض لكنّ تقدمه بطيء، فهنا يجوز استعمال الطلق الصناعي لتعزيزه وتقويته؛ وذلك للقاعدة الشرعية " الأصل في الأشياء الإباحة " ولأن استعمال الطلق الصناعي في هذه الحالة نوع من التداوي الذي الأصل فيه الجواز. (ب) يجوز استعمال الطلق الصناعي إذا استمر الحمل أكثر من (40) أسبوعاً من التلقيح أو (42) أسبوعاً من بداية آخر حيضة حاضتها المرأة، ولم يكن هناك ضرورة لاستخدام الطلق الصناعي فهنا يجوز استعمال الطلق الصناعي لإنهاء الحمل ؛ وذلك لما قد يترتب على تأخر الولادة أكثر من هذه المدة من ضرر على حياة الجنين، والقاعدة الشرعية الكلية تقول: " الضرر يزال ". لكن ينبغي عدم الاستعجال في استعمال الطلق الصناعي ؛ وذلك لأنه من الصعب معرفة ما إذا كان الجنين قد اجتاز المدة السابقة فعلاً، فيجب أولاً التأكد من حساب مدة الحمل عن طريق حساب تاريخ بدء آخر دورة شهرية، بالإضافة لاستخدام الأشعة فوق الصوتية لتحديد عمر الجنين. (جـ) ويجوز استعمال الطلق الصناعي إذا مضى على الحمل (35) أسبوعاً ولم يجاوز (40) أسبوعاً من التلقيح - أي مضى عليه (37) أسبوعاً ولم يجاوز (42) أسبوعاً من بداية آخر حيضة حاضتها المرأة - ولم تظهر على المرأة أعراض الولادة، ولم يكن هناك ضرورة لاستخدام الطلق الصناعي، وإنما فقدت المرأة صبرها وأرادت إنهاء الحمل بأي وسيلة، أو أرادت أن تتخلص من الخوف والقلق بسبب تأخر موعد الولادة، فهنا يجوز استخدام الطلق الصناعي ؛ وذلك لأنه لا ضرر على الجنين إذا ولد بعد تمام المدة السابقة التي تعد مدة حمل تام و" الأصل في الأشياء الإباحة " لكن لا يخلو الأمر في هذه الحالة من الكراهة ؛ وذلك لما يلي: [1] إن احتمال بدء المخاض في الوقت الذي تحدده الطبيبة قليل الوقوع، إذ تتأخر أحيانا الولادة مدة أسبوع أو أسبوعين، فالأفضل انتظار بدء الطلق والمخاض بصورة طبيعية. [2] إن الطلق الصناعي أشد إيلاماً من الطلق الطبيعي، وفي بعض الأحيان لا يستجيب الرحم للطلق الصناعي مما قد يستدعي تأجيل الطلق لمدة قد تصل إلى أسبوع، وبالتالي فإن المرأة تكون قد تألمت دون فائدة، ولو انتظرت الطلق الطبيعي لكان خيراً لها. [3] إن الطلق الصناعي ليس خالياً من الأضرار تماماً بحيث تقدم عليه المرأة وهي في غنى عنه، بل قد يترتب عليه بعض المضاعفات مثل: فرط التحريض الذي قد يؤدي إلى انفجار الرحم، بل وموت الجنين أحياناً، ومن ثَم يجب أثناء الطلق الصناعي متابعة المريضة بدقة، وذلك بقياس نبضات الجنين بشكل متواصل وكذلك معرفة وقياس تقلصات الرحم، وذلك عن طريق جهاز تخطيط قلب الجنين وتقلصات الرحم. وللحديث بقية بإذن الله تعالى .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
الدكتور محمد بن هائل المدحجي
dr.almdhgi@gmail.com
 
إنضم
30 مارس 2012
المشاركات
1
الكنية
أبو عبدالله
التخصص
طبيب إن شاء الله
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الظاهري
رد: حكم الوسائل الحديثة للتوليد :حكم التوليد باستخدام الطلق الصناعي

جزاك الله خيراً
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
إنضم
27 يناير 2012
المشاركات
16
الكنية
أبو عبدالعزيز
التخصص
أصول فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حكم الوسائل الحديثة للتوليد :حكم التوليد باستخدام الطلق الصناعي

اسمح لي بترتيب الموضوع بشكل آخر

حكم الوسائل الحديثة للتوليد
بقلم الدكتور محمد بن هائل المدحجي
حكم التوليد باستخدام الطلق الصناعي

لطلق الصناعي هو:
استعمال طرق خاصة لبدء تقلصات الرحم وبدء الطلق لإنهاء الحمل، وعدم انتظار البدء الذاتي لذلك.

وهو صناعي من جهة أن السبب فيه ليس الطبيعة الذاتية للرحم، وإنما يحصل بواسطة الأدوية التي من شأنها إثارة تقلصات الرحم، ولكنه في النهاية شبيه بالطلق الطبيعي.

وفكرة الطلق الصناعي فتقوم على إعطاء مواد مصنعة تشابه في تركيبها المواد التي تؤدي إلى حدوث الطلق وهي: " البروستوجلاندين- وهو هرمون يفرز من الأغشية المحيطة بالجنين -، والإكسيتوسين - وهو هرمون يفرز من الغدة النخامية " فتسبب هذه المواد انقباضات للرحم، ليستمر الطلق بعد ذلك بصورة تلقائية. والطلق الصناعي لا يستخدم إلا لوجود أسباب كافية تستدعي استعماله، ومن أبرز هذه الأسباب:
(أ) تأخر الولادة
(ب) ضعف المخاض
(جـ) موت الجنين :

وفي حالة وفاة الجنين في بطن أمه ينصح الأطباء بانتظار خروجه بصورة طبيعية، لكن إذا تأخر خروجه يلجأ الأطباء إلى تحريض الولادة بالطلق الصناعي؛ لأن في بقائه في بطن أمه ضرراً عليها، فإن أجدى الطلق الصناعي وإلا فلا بد من التدخل الجراحي بالعملية القيصرية .

ونأتي الآن لبيان الحكم الشرعي لاستعمال الطلق الصناعي ، فأقول وبالله التوفيق :

يختلف الحكم الشرعي لاستعمال الطلق الصناعي باختلاف مدى الحاجة إليه، وما قد يترتب عليه من مضاعفات أو أضرار: فتارة يكون واجباً، وتارة محرماً، وأخرى جائزاً، وبيان ذلك كما يلي:

أولاً : يجب استعمال الطلـــق الصناعي إذا اقتضت الضـــــرورة إنهاء الحمل لإنقــــاذ حياة الأم أو الجنين ؛ وذلك لأن إنقـــــاذ المعصوم مـــن الهلكة واجبٌ عند عامة الفقهاء، وقد قال الله جل وعلا: {... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ...}(المائدة :32) قال المفسر البيضاوي رحمه الله : " أي ومن تسبب لبقاء حياتها: بعفو، أو منع عن القتل، أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة، فكأنما فعل ذلك بالناس جميعاً. والمقصود منه تعظيم قتل النفس وإحيائها في القلوب، ترهيباً عن التعرض لها، وترغيباً في المحاماة عليها " [تفسير البيضاوي (2/319)].

ويدخل في هذه الصورة التحريض المبكر على الولادة قبل انتهاء مدة الحمل الكامل رغم ما قد يكون في هذا التحريض المبكر للولادة من الضرر على المولود ؛ وذلك للقاعدة الشرعية " إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمـهما ضررًا بارتكاب أخفهما " لذلك لا يلجأ الأطباء إلى التحريض المبكر إلا إذا تراءى لهم أن المخاطر التي سيتعرض لها الجنين إذا بقي داخل الرحم ستكون أكبر من تلك التي سيتعرض لها إذا تم توليده. كما يجب استخدام الطلق الصناعي في حالة وفاة الجنين في بطن أمه وعدم خروجه بصورة طبيعية ؛ لما في ذلك من الضرر البالغ على أمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ"[رواه أحمد وابن ماجه ].

ثانياً: يحرم استعمال الطلق الصناعي إذا كان فيه ضرر على الأم أو جنينها ؛وذلك للقاعدة الشرعية التي يمثلها قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ"

وقد ثبت ضرر استعمال الطلق الصناعي في الحالات التالية:

(أ) إذا كانت المشيمة نازلة عن وضعها الطبيعي.

(ب) إذا كانت الحامل قد سبق أن أجرت عمليات في الرحم، أو أكثر من عمليتين قيصريتين.

(جـ) في حالة وجود اضطرابات في نبضات قلب الجنين.

ويدخل في هذه الصورة التي يحرم فيها استعمال الطلق الصناعي : التحريض المبكر على الولادة إذا لم يكن له حاجة أو ضرورة ؛ وذلك لما قد يكون فيه من الضرر على المولود، والذي قد يصل إذا تقدم التحريض عن وقت الولادة كثيراً إلى التخلف العقلي، أو فقد شيء من الحواس، ناهيك عن الأموال الطائلة التي تنفق على إنعاش الطفل المولود قبل أوانه والتي تصل إلى مئات الآلاف، والشريعة قد جاءت برفع الضرر، كما جاءت بالحفاظ على الأموال؛ وعليه فلا يجوز استعمال الطلق الصناعي في هذه الحالة.

أما إن كان التحريض المبكر للمخاض بقصد إتلاف الجنين والتخلص منه فهذا داخل في الإجهاض، وسيأتي حكمه تفصيلاً إن شاء الله تعالى.كما لا يجوز استخدام الطلق الصناعي إذا كان هناك ما يمنع خروج الجنين من مجراه الطبيعي: كأن يوجد ضيق في الحوض، أو أن يكون الجنين كبير الحجم أو في وضع غير طبيعي - كالوضع المقعدي مثلاً - ؛ إذ فيه إيلام للمرأة بلا فائدة، بل وإلحاقاً للضرر بها.

ثالثاً : يجوز استعمال الطلق الصناعي إذا لم يكن في استعماله ضرر، ولا دعت لاستعماله ضرورة، وذلك كما في الحالات التالية:

(أ) يجوز استعمال الطلق الصناعي إذا بدأ المخاض لكنّ تقدمه بطيء، فهنا يجوز استعمال الطلق الصناعي لتعزيزه وتقويته؛ وذلك للقاعدة الشرعية " الأصل في الأشياء الإباحة " ولأن استعمال الطلق الصناعي في هذه الحالة نوع من التداوي الذي الأصل فيه الجواز.

(ب) يجوز استعمال الطلق الصناعي إذا استمر الحمل أكثر من (40) أسبوعاً من التلقيح أو (42) أسبوعاً من بداية آخر حيضة حاضتها المرأة، ولم يكن هناك ضرورة لاستخدام الطلق الصناعي فهنا يجوز استعمال الطلق الصناعي لإنهاء الحمل ؛ وذلك لما قد يترتب على تأخر الولادة أكثر من هذه المدة من ضرر على حياة الجنين، والقاعدة الشرعية الكلية تقول: " الضرر يزال ".لكن ينبغي عدم الاستعجال في استعمال الطلق الصناعي ؛ وذلك لأنه من الصعب معرفة ما إذا كان الجنين قد اجتاز المدة السابقة فعلاً، فيجب أولاً التأكد من حساب مدة الحمل عن طريق حساب تاريخ بدء آخر دورة شهرية، بالإضافة لاستخدام الأشعة فوق الصوتية لتحديد عمر الجنين.

(جـ) ويجوز استعمال الطلق الصناعي إذا مضى على الحمل (35) أسبوعاً ولم يجاوز (40) أسبوعاً من التلقيح - أي مضى عليه (37) أسبوعاً ولم يجاوز (42) أسبوعاً من بداية آخر حيضة حاضتها المرأة - ولم تظهر على المرأة أعراض الولادة، ولم يكن هناك ضرورة لاستخدام الطلق الصناعي، وإنما فقدت المرأة صبرها وأرادت إنهاء الحمل بأي وسيلة، أو أرادت أن تتخلص من الخوف والقلق بسبب تأخر موعد الولادة، فهنا يجوز استخدام الطلق الصناعي ؛ وذلك لأنه لا ضرر على الجنين إذا ولد بعد تمام المدة السابقة التي تعد مدة حمل تام و" الأصل في الأشياء الإباحة "

لكن لا يخلو الأمر في هذه الحالة من الكراهة ؛ وذلك لما يلي:

[1] إن احتمال بدء المخاض في الوقت الذي تحدده الطبيبة قليل الوقوع، إذ تتأخر أحيانا الولادة مدة أسبوع أو أسبوعين، فالأفضل انتظار بدء الطلق والمخاض بصورة طبيعية.

[2] إن الطلق الصناعي أشد إيلاماً من الطلق الطبيعي، وفي بعض الأحيان لا يستجيب الرحم للطلق الصناعي مما قد يستدعي تأجيل الطلق لمدة قد تصل إلى أسبوع، وبالتالي فإن المرأة تكون قد تألمت دون فائدة، ولو انتظرت الطلق الطبيعي لكان خيراً لها.

[3] إن الطلق الصناعي ليس خالياً من الأضرار تماماً بحيث تقدم عليه المرأة وهي في غنى عنه، بل قد يترتب عليه بعض المضاعفات مثل: فرط التحريض الذي قد يؤدي إلى انفجار الرحم، بل وموت الجنين أحياناً، ومن ثَم يجب أثناء الطلق الصناعي متابعة المريضة بدقة، وذلك بقياس نبضات الجنين بشكل متواصل وكذلك معرفة وقياس تقلصات الرحم، وذلك عن طريق جهاز تخطيط قلب الجنين وتقلصات الرحم.



وللحديث بقية بإذن الله تعالى .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين

الدكتور محمد بن هائل المدحجي
dr.almdhgi@gmail.com

 
أعلى