الرد الحبير على زيارة الشيخ علي جمعة والجفري للمسجد الأقصى الأسير

[حمود محمود المحمد]

الرد الحبير على زيارة الشيخ علي جمعة والجفري للمسجد الأقصى الأسير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وبه نستعين على المثبطين والمتخاذلين عن نصرة الإسلام والمسلمين . وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين الذي قاد الأمة لشاطيء مرضات رب العالمين فتركهم على البيضاء لايزيغ عنها الا هالك
وعلى آله وصحبه قادة الامة الأتقياء الأنقياء والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد .
في ظل ما تمر به الامة من أحداث جسام من قتل للنفوس واغتصاب للأعراض وانتهاك للحرمات وتطاول على الذات الإلهية وتدمير للمساجد وحرق للمصاحف
كل هذا ونرى بعض العلماء الذين لاينظرون إلى الفقه المقاصدي من مراعاة لأحوال الامة ومصالحها من حفظ للنفس والدين والعقل والعرض والمال والنسل بل نسفوها بحجة الخروج على الحكام وما دروا أن الحاكم إنما جُعل خادماً للامة وأميناً للمحافظة على هذه الكليات ومصالح الناس في كل زمان ومكان
وإني اُذكّر من تعلل بعدم جواز الخروج على الحكام بشق عصا المسلمين وتفرقتهم لأقول لهم من غير هؤلاء الحكام يحافظ على فرقة الامة وشق عصاها حتى يستأثر كل وآحد منهم بعضو من أعضائها أو لبنة من لبناتها التي شبهها النبي صلى الله عليه وسلم تارة كالجسد وتارة كالبنيان فأي بنيان وأي جسد ياسادة في ظل من يقطع أوصالها ويهدم بنيانها بعدما سبكها النبي صلى الله عليه وسلم في ظل دعوته
ليمكنوا أعدائها منها في كل وقت وحين .
وإني أجد هؤلاء المتشدقين والمتعللين بهذا التعليل هم من يشق عصا المسلمين فيذهبون لزيارة المسجد الأقصى مستدلين على مشروعية زيارته بحديث لاتشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد ... الحديث
وإني سأجيب عن الاستدلال فيمابعد
ولكني كنت أرجو من هؤلاء العلماء أن يقولوا كلمة في نصرة شعب يباد ويستباح وتقطع أوصاله بعد أن خذلته الامة .
كنت أرجو أن يذهبوا لزيارة المنكوبين والمهجرين والفقراء في الصومال وغيرها كنت أرجو أن يذهبوا لزيارة غزة التي حوصرت منذ سنين ومازالت محاصرة فهل أصبح لديهم كرامةً للحجر أكثر من البشر وهل أصبح من الكليات لديهم كلية جديدة إسمها زيارة المسجد الأقصى
اتقوا الله يا أيها العلماء بهذه الامة ولا تكونوا مطية لأعدائها للتطبيع معهم من حيث لاتشعرون
وإني اعرج على الاستدلالات التي استدل بها فضيلة مفتي مصر الدكتور علي جمعة ومن قبله الشيخ الحبيب علي الجفري حفظهم الله علهم يرجعون بذلك إلى الصواب
معتذرين عن خطئهم فكل ابن آدم خطاء . سائلاً المولى أن لايبقوا مصرين على خطئهم .
واني أقتطع من التأصيل الذي ذكره فضيلة الشيخ محمد الأمين أكتوشني الشنقيطي
لاجيب على كل جزئية من أجزاءها
ذكر الشيخ حفظه الله تعالى فقال .
أولاً .لا شك أن مما لا ينكره المعارضون للزيارة أن شد الرحال لزيارة بيت المقدس والصلاة فيه أمر ثابت مرغب فيه بالأحاديث الصحيحة الصريحة التي تضيق هذه العجالة عن سردها وهم أعرف بها مني، ولا شك أن هذه الأحاديث قيلت قبل أن يفتح سيدنا عمر بن الخطاب القدس، ولو كانت الزيارة مشروطة لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؛ إذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بإجماع الأصوليين.
أقول مستعيناً بالله وسائلاً الله عزوجل أن يهديني وإياه إلى الطريق المستقيم
لايستطيع اي انسان أن ينكر مشروعية زيارة المسجد الأقصى كما ذكرت أيها الاخ الفاضل
ولكني أختلف معك في جزئية تأخر البيان عن وقت الحاجة
معللاً ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
وبنفس القاعدة التي ذكرتها اذ لو أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الصحابة يفهمونها في الحال لبين لهم ذلك ولذهب هو صلى الله عليه وسلم لزيارتها وهو معصوم من أن يُمس بسوء كماهو معلوم لديكم كما أني لااريد أن أسرد لك أدلة عن تخصيص العموم بالعرف والعادة
فمن تتبع سير الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يجد أنهم ذهبوا فاتحين لها لا زائرين
وان قلت أن الزيارة تعبدية قلنا لك أنه لامفاضلة بين المساجد إلا في هذه الثلاث والأفضل والأكثر تعبداً لك زيارة المسجد الحرام أو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .فاشدد رحالك إليها

ثانياً .استدل المجيزون للزيارة بأن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به إلى المسجد الأقصى وهو محتل من قبل الروم .
نقول له قياسك باطل ٌ رحمك الله فمن لديه أدنى شيء من العلم يستطيع الرد على هذا الاستدلال .إذ أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان بمعجزة ليصلي بالأنبياء عليهم السلام دون أن يراه الروم وقبل أن يشّرع لنا الجهاد وحتى قبل أن يُشّرع لنا زيارته ثم ألا ترى معي أن ذكر الله عز وجل للمسجد الأقصى في ذاك الوقت هو من قُبيل التبشير للمسلمين بتحريره إذ أن الله عز وجل سمى الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام قبل أن تكون مسجداً .

ثالثاً. قلت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرة القضاء مع الصحابة ومكة تحت حكم كفار قريش وصلى والأصنام منصوبة في الكعبة وحواليها والتزم بشروط كفار مكة في الزيارة فلم يكن ذلك تطبيعا ولا استسلاما
أما عن استدلالك هنا فنقول لك كأنك لم تقرأ عن العرف والعادة
إن مكة لم تكن محتلة ولامغتصبة كما هو الحال اليوم في المسجد الأقصى
وكأنك لم تقرأ عن تغير الأحكام بتغير الأزمان
فأهل مكة هم من منع النبي صلى الله عليه وسلم من دخولها وليس كما هو الحال اليوم مع اليهود الذين اغتصبوا الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى ويحاولون شرعنة اغتصابهم له ول ااريد أن أذكر لك أقوال العلماء تجاه مايجب فعله إن اغُتصبت أرض للمسلمين فمن الواجب عليك أن تسعى لتحريره وأنت تعلم أن الواجب يقابله الحرمة فهل تترك الواجب وتقع في الحرام لتقوم بمندوب
ولا تعتقد يوماً ما أن العدو الإسرائيلي يقدم لك خدمة مجانية بل انهم يسمحون لك اليوم بزيارة المسجد الأقصى من دون تأشيرة ليدل دلالة ضمنية على مشروعية
اغتصابهم للمسجد الأقصى والأراضي المحتلة فاليوم بلا تأشيرة وغداً بتأشيرة
فكيف بالله عليك يسمحون لك بزيارته في حين يمنعون أهالي القدس والشيخ عكرمة صبري والشيخ رائد صلاح من دخوله .
وإني لاستغرب من الشيخين حفظهما الله لماذا لم يزوروا المسجد الأقصى من قبل
فهل كانت الزيارة من قبل غير مشروعة واليوم اصبحت مشروعة
ثم بالنسبة لاستدلالك على أن بعض العلماء زاره وهو بيد الفرنج فاليوم يوجد شبه إجماع من العرب على تحريم زيارته أليس من الأجدر بك أن تحافظ على وحدة كلمة الامة وأن تبقى محافظاً على ثغرك الذي أنت عليه حتى لا يُؤتى الإسلام من قبلك وليسعك ماوسع عثمان بن عفان رضي الله عنه في صلح الحديبية
وإني اعجب كل العجب من استمرار الشيخين في الدفاع عما فعلاه غير مبالين بمشاعر الامة ولينتصروا لأنفسهم وليس لدين الله إذا لو كانت الغاية والهدف هو دين الله عز وجل لاقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون )
ولكن للأسف أجد الشيخ الجفري يضع تصويتاً في صفحته على موقع التواصل الإجتماعي لينتصر لرأيه غير آبه لما يُفعل بالمسلمين
هداني الله وإياكم إلى نصرة الإسلام والمسلمين وإلى ما فيه مصلحة العباد والبلاد وإلى الطريق المستقيم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والحمدلله رب العالمين .