تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

[زياد العراقي]

تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ

صلاح عباس فقير



تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ

التّعليقة في سياق المذهب الشّافعيّ:

يُمكن النّظر إلى تاريخ الفقه الشّافعيّ، من زاويةِ طبيعة مؤلّفاته، وبالتّالي تقسيم المراحل التي مرّ بها إلى خمس مراحل، على النّحو التّالي[1]:

المرحلة الأولى: مرحلة الكتب المجرّدة عن أيّ شرحٍ أو تعليق، ومثالها كتبُ الإمام الشّافعيّ.

المرحلة الثانية: مرحلة التّعليقات، وهي ما يكتبه التلميذ عن شيخه، ومثالها تعليقات أبي الطيب الطبري، والقاضي حسين.

المرحلة الثالثة: مرحلة المختصرات، ومثالها مختصرات الإمام الغزاليّ المعروفة (الوسيط والوجيز والخلاصة)، ثمّ مختصر الإمام الرّافعيّ لوجيز الغزاليِّ في (المحرّر)، ثمّ مختصر النووي لمحرّر الرّافعيّ في (المنهاج)، وهكذا.

المرحلة الرّابعة: مرحلة اتّخاذ المختصراتِ متوناً تُشرح، ومثال لذلك: شرح النووي لمهذب الشيرازيّ في (المجموع).

المرحلة الخامسة: مرحلة الحواشي، وذلك بسبب كثرة المتون والشُّروح وتنوّعها.

والقولُ بأنّ التّعليقاتِ، كانت تُمثّل مرحلةً مبكّرةً من مراحل المذهب الشّافعيّ، هو أحدُ أوجُهِ الحقيقة، بيد أنّ من وجوهها البارزة كذلك، ما سوف نذكره الآن:

 

[زياد العراقي]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

التّعليقة طريقةٌ رائدةٌ في التّعلّم[2]:

التّعليق أو التّعليقة طريقةٌ رائدةٌ في التّعلّم، عُرفت ابتداءً من النّصف الثّاني من القرن الهجريّ الثاني، وهي بمثابة (دفتر التحضير) بالنِّسبة للعالم، أمّا بالنّسبة للتّلميذ، فهي بمثابة المفكّرة، يُسطّرُ فيها ما يُلقيه عليه معلّمُه، أو ما يخطر له عند مذاكرته لمادة المعلّم، وبحسب ما تجده التّعليقة من عناية صاحبها، تهذيباً وترتيباً وإضافةً أو تعديلاً، قد ترتقي لتكون مُصنّفاً كاملاً.ولعلّ من أشهر التّعليقاتِ تعليقةَ أبي حامد الغزاليّ، الّتي سُمّيت بـــــ (المنخول في علم الأصول)، حيثُ تلقّى مادّتها عن أستاذه إمام الحرمين الجوينيّ، ثمّ أعمل فيها فكره وتصرُّفهُ، وسجّل ذلك في خاتمتها، قائلاً: "هذا تمامُ القول في الكتاب، وهو تمام المنخول من تعليق الأصول، بعد حذف الفضول، وتحقيق كلِّ مسألةٍ بماهيَّة العقول، مع الإقلاع عن التَّطويل، والتزام ما فيه شفاءُ الغليل، والاقتصار على ما ذكره إمام الحرمين -رحمه الله- في تعاليقه من غير تبديل وتزييد في المعنى وتعليل، سوى تكلُّفٍ في تهذيب كلِّ كتابٍ، بتقسيم فصولٍ وتبويب أبواب؛ رَوماً لتسهيل المطالعة، عند مسيس الحاجة إلى المراجعة، والله أعلم بالصواب"[3].
فمن هذا التّوضيح الغزاليِّ، نلمس بوضوحٍ بعض مميّزاتٍ أساسيّة للتّعليقة.
تعليقة القاضي أبي الطّيب الطّبريّ:
في معرض ذكره لمؤلّفات أبي الطيب الطبريّ، قال الإمام النّوويُّ (676هـ): "وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ نَفِيسَةٌ، فِي فُنُونِ الْعِلْمِ، وَمِنْ أَحْسَنِهَا تَعْلِيقُهُ في المذهب، ولم أر لأصحابنا أَحْسَنَ مِنْهُ فِي أُسْلُوبِهِ، وَلَهُ الْمُجَرَّدُ فِي الْمَذْهَبِ، وَهُوَ كَثِيرُ الْفَوَائِدِ، وَشَرْحُ فُرُوعِ ابْنِ الحداد، وما أكثر فوائده، وله في الاصل وَالْخِلَافِ وَفِي ذَمِّ الْغِنَى، وَفِي أَنْوَاعِ كُتُبٍ كَثِيرَةٍ، وَكَانَ يَرْوِي الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ بِالرِّوَايَاتِ الْعَالِيَةِ"[4].
وقال ابن حجر العسقلانيّ (852هـ): "التعليقة للْقَاضِي أبي الطّيب طَاهِر ابْن عبد الله الطَّبَرِيّ، أخبرنَا بهَا (...)" وذكر سلسلة أسماء تنتهي بقوله: "عَن أبي الطّيب الطَّبَرِيّ إجَازَةً"[5].
وفي معرض كلامه عن تصانيف أبي الطّيب الطبريّ، قال صاحب (هديّة العارفين): "من تصانيفه التَّعليقة الْكُبْرَى فِي الْفُرُوع، الْمخْرج فِي الْفُرُوع، وَيُقَال: لَهُ فِي الاصول وَالْمذهب وَالْخلاف والجدل كتبٌ كَثِيرَة"[6].
فالكتاب بأسمائه المختلفة، ثابتةٌ نسبتُه إلى القاضي أبي الطيب، لكن يلفت نظرنا خاصّةً ما ذكره أخصُّ تلاميذه أبو إسحاق الشيرازيّ، وهو في معرض التعريف بمصنّفاته، أنّه: "شرح الْمُزنِيّ، وصنف فِي الْخلاف وَالْمذهب وَالْأُصُول والجدل كتبًا كَثِيرَة، لَيْسَ لأحدٍ مثلهَا"[7]،
فلم يذكر التّعليقة التي نوّه بذكرها هؤلاء، وأثبتوها في صدارة مؤلفاته، بينما ذكر هو "شرح المُزَنيّ" بدلاً عنها، ومن هنا يثور التّساؤل: هل هما كتابٌ واحد: تعليقةُ أبي الطّيّب وشرحُه للمُزَنيّ؟ونجد عند الدكتور محمد حسن هيتو، إجابةً واضحةً عن هذا السّؤال، إذ يذكر على رأس مؤلفات القاضي أبي الطيب الطبري: "شرح المزنيِّ" وهو التَّعليقة المشهورة"[8].
إذن، فتعليقة أبي الطّيب الطبريّ، هي شرحٌ لمختصر المُزَنيّ، وسيتسنّى لنا -بعد قليلٍ- أن نتعرّف على بعض مزايا هذا الشَّرح.

 

[زياد العراقي]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

رسائل علميّة حول تعليقة القاضي أبي الطيب[9]:
تعليقة القاضي أبي الطيب الطبريّ، هي إذن شرحٌ من شروح مختصر المُزَنيّ، "وقد كان هذا الشَّرح حبيسَ المتاحف ودور المخطوطات، في تركيا ومصر على مدى قرونٍ متطاولةٍ، ولم يخرج إلى عالم المطبوعات -حسب علمي- حتّى بدأ التسجيل فيه في قسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة، عن طريق رسائل علميّةٍ، ما بين "ماجستير" و"دكتوراة"، بدءاً من العام الدّراسيّ 1415هـ/1416هـ"، حيث قُسّم الجزء الأكبر من مخطوط هذه التّعليقة المطوّلة، التي تزيد على (3000) لوحة، على عشرين باحثاً، قاموا جميعاً بإنجاز أعمالهم التّحقيقيّة، وتبقى منها (100) لوحةٍ تقريباً[10]
.فمن هذه الرسائل، نذكر:
أولاً: رسالة بعنوان: (التعليقة الكبرى في الفروع وهي : (شرح لمختصر المزني) مما عُلِّق عن القاضي أبي الطيب، طاهر بن عبدالله الطبري ثم البغداديُّ الشافعي (348 - 450) هـ ( كتاب النكاح - كتاب الصداق - كتاب القسم والنشوز )، من إعداد الطالب: يوسف بن عبداللطيف بن عبدالله العقيل، تحت إشراف الدكتور سليمان بن عبد الله العمير، في العام الدّراسيّ 1425هـ/1426هـ.
ثانياً:رسالةٌ تحت عنوان (التعّليقة الكبرى في الفروع للقاضي أبي الطيب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطبري المتوفى سنة : (٤٥٠ هـ) دراسة وتحقيق من أول كتاب الظهّار إلى نهاية كتاب الرضاع )، من إعداد الطالب: عيد بن سالم العتيبي، قدّمت إلى كلية الشريعة، من أجل نيل درجة الدكتوراة، تحت إشراف الدكتور عبد الكريم بن صنيتان العمريّ، في العام الدّراسيّ 1425هـ/1426هـ..ويذكر الباحث أنّ هذه التّعليقة، هي من شروحات مختصر المُزَنيّ، وأنّ القاضي أبي الطيب الطبريّ، قد "ﻗـﺎﻡ ﺑﺸﺮﺣﻪ ﺷـﺮﺣﹰﺎ وﺍﻓﻴـﹰﺎ، ﲤﻴـَّﺰ ﲝﺴـﻦﺍﻷﺳـﻠﻮﺏ، ﻭﻏـﺰﺍﺭﺓ ﺍﳌـﺎﺩﺓﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ، ﺣﻴﺚ ﲨﻊﻓﻴﻪ ﺑﲔ ﺃﻗﻮﺍﻝ الإمام الشافعيّ – ﺭﲪـﻪﺍﷲ – ﻭﺃﻭﺟـﻪ ﺃﺻـﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﻗـﻮﺍﳍﻢ من ﺑﻌﺪﻩ ، ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻦ الصّحابة والتّابعين، ﻭﺃﺋﻤـﺔ ﺍﳌـﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴـﺔ، ﺫﺍﻛﺮﹰﺍﻟﻜﻞ ﻗﻮﻝ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ، ﻭﻣﺎ ﺫﻛـﺮ ﻋﻨـﻬﺎ ﻣـﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﻭﺇﺟﺎﺑﺎﺕ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﳌﺘﺒﺤﺮ والمجتهد ﺍﻟﺒـﺎﺭﻉ ، ﻭﺫﻟـﻚ ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑـــــ[ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ] ﹼﺍﻟﺬﻱﺃﺻـﺒﺢ ﻣـﻦ ﺃﻫـﻢ ﻣﺼـﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ الشّافعيّ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻛﺘـﺐ ﺍﳋـﻼﻑﺑﺼـﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ، ﻭﳍﺬﺍﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻬﺎﺀ الشّافعيّة ﻭﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦ النّقل ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ".

 

[زياد العراقي]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ 348-450هـ:
قال عنه السُّبكيّ: "كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا بحراً غواصاً، متسع الدائرة، عَظِيم الْعلم جليل الْقدر، كَبِير الْمحل، تفرد فِي زَمَانه، وتوحد وَالزَّمَانُ مشحونٌ بأخدانه، واشتهر اسْمه فَمَلَأ الأقطار، وشاع ذكرُه فَكَانَ أَكثرَ حَدِيثِ السُّمَّار، وطاب ثَنَاؤُهُ فَكَانَ أحسنَ من مسك اللَّيْل وكافور النَّهَار"، وقد عاش أكثر من مائة عامٍ، "قال عنه أخصُّ تلاميذه أبو إسحق الشيرازيِّ: "شَيخنَا وأستاذنا أَبُو الطّيب، توفّي عَن مائَة وسنتين، لم يخْتل عقله وَلَا تغير فهمه، يُفْتى مَعَ الْفُقَهَاء، ويستدرك عَلَيْهِم الْخَطَأ، وَيَقْضِي وَيشْهد ويحضر المواكب، إِلَى أَن مَاتَ"[11]،
وهو من طبقة أصحاب الوجوه في المذهب الشّافعيّ، وهم الأصحابُ المتقدِّمون، الّذين يخرّجون في المذهب ما لم ينُصّ عليه الإمامُ، ومن المعلوم أنّهم كانوا على طريقتين: طريقةِ الخراسانيّين التي أسّسها أبو بكر القفّال الصغير (417هـ) وأبرز أتباعها أبو محمد الجويني (438هـ)، وطريقة العراقيِّين الّتي أسسها أبو حامد الإسفرايينيّ (406هـ)، الّذي انتهت إليه رئاسةُ الفقه في بغداد، وكان من أبرز تلاميذه: أبو الحسن الماوَرديّ، صاحب الحاوي، والقاضي أبو الطيب الطبريّ.
قال أبو إسحق الشيرازايُّ عن أستاذه أبي الطيب الطبري: "حضر مجْلِس الشَّيْخ أبي حَامِد، وَلم أر فِيمَن رَأَيْت أكمل اجْتِهَادًا وَأسدَّ تَحْقِيقاً وأجودَ نظرا مِنْهُ"[12]،
قال السّبكيّ: "وَعنهُ أَخذ الْعِرَاقِيُّونَ الْعلمَ وحملوا الْمَذْهَب"[13]،
بل ذهب بعضُهم إلى أنّه "أفقهُ من أبي حامد الإسفرايينيّ"[14]
شيخه، ووصفه الإمامُ النَّوويُّ في مجموعه بـ "الْإِمَامِ الْجَلِيلِ الْفَاضِلِ"[15]،
ووصفه مع شيخه أبي حامد الإسفراييني بقوله: "وَهُمَا أَجَلُّ مُصَنِّفِي الْعِرَاقِيِّينَ"[16].

*****​

الهوامش​

---

[1] انظر: المدخل إلى مذهب الإمام الشّافعيّ، بقلم فهد عبد الله الحبيشي.
[2] استفدتُ في هذه الفقرة، من موضوع (طريقة «تراثية» في التعلم يمكن بعثها من جديدالتعليقة التعليمية)، لمؤلّفيه د. بدر محمد ملك ود. لطيفة حسين الكندري، عن مجلة المعرفة الأرشيفية، العدد 155.
[3] المنخول: ص 618.
[4] المجموع شرح المهذب: 1/ 509.
[5] المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة، تحقيق: محمد شكور المياديني، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط1، 1418هـ-1998م: ص 403.
[6] هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي (1399هـ)، وكالة المعارف الجليلة، استانبول، 1951م: 1/429.
[7] طبقات الشافعية الكبرى للسُّبكيِّ: 5/ 14.
[8] الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشّافعيّة، على موقع المستنير على الشبكة.
[9] عن موقع جامعة أم القرى.
[10] من مقدّمة الطالب يوسف بن عبد اللطيف بن عبد الله العقيل، لرسالته في تحقيق (التعليقة الكبرى في الفروع)، وذكر ما تبقى من تحقيقات هذا المخطوط، مقيد بحدود تاريخ تقديم هذه الرسالة للمناقشة، وهو العام الدراسيّ 1425هـ/ 1426هـ.
[11] طبقات الشافعية الكبرى للسُّبكيِّ: 5/ 13.
[12] طبقات الشافعية الكبرى للسُّبكيِّ: 5/ 14.
[13] طبقات الشافعية الكبرى للسُّبكيّ: 5/ 12.
[14] طبقات الشافعية الكبرى للسُّبكيِّ: 5/ 14.
[15] المجموع شرح المهذب: 1/ 14.
[16] المجموع شرح المهذب: 1/ 509.

 

[محمود حلمي علي]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

يُمكن النّظر إلى تاريخ الفقه الشّافعيّ، من زاويةِ طبيعة مؤلّفاته، وبالتّالي تقسيم المراحل التي مرّ بها إلى خمس مراحل، على النّحو التّالي[1]:

المرحلة الأولى: مرحلة الكتب المجرّدة عن أيّ شرحٍ أو تعليق، ومثالها كتبُ الإمام الشّافعيّ.

المرحلة الثانية: مرحلة التّعليقات، وهي ما يكتبه التلميذ عن شيخه، ومثالها تعليقات أبي الطيب الطبري، والقاضي حسين.

المرحلة الثالثة: مرحلة المختصرات، ومثالها مختصرات الإمام الغزاليّ المعروفة (الوسيط والوجيز والخلاصة)، ثمّ مختصر الإمام الرّافعيّ لوجيز الغزاليِّ في (المحرّر)، ثمّ مختصر النووي لمحرّر الرّافعيّ في (المنهاج)، وهكذا.

المرحلة الرّابعة: مرحلة اتّخاذ المختصراتِ متوناً تُشرح، ومثال لذلك: شرح النووي لمهذب الشيرازيّ في (المجموع).

المرحلة الخامسة: مرحلة الحواشي، وذلك بسبب كثرة المتون والشُّروح وتنوّعها.

والقولُ بأنّ التّعليقاتِ، كانت تُمثّل مرحلةً مبكّرةً من مراحل المذهب الشّافعيّ، هو أحدُ أوجُهِ الحقيقة

عندي تنبيه يسير على هذا التقسيم، وهو أن تصنيف المتون كان متقدما جدا، ويأتي بعد كتب الإمام الشافعي رضي الله عنه مباشرة، ويمثل ذلك "مختصر المزني".
وقد بدأت مرحلة شرح المختصر مبكرة جدا كذلك، فشَرَحَ مختصر المزني عدد من متقدمي الأصحاب كأبي إسحاق المروزي تلميذ ابن سريج، وغيره من متقدمي الأصحاب.
ويمكن اعتبار شروح المختصر المرحلة الثالثة إن أردنا التقسيم.
وقد ذكر صاحب كشف الظنون بعض من شرح المختصر ومن علق عليه، وقد كانت التعليقات متقدمة كذلك، كتعليقة ابن أبي هريرة وأمثاله من الأئمة.
والتعليقات كانت تلحق بالشروح وتكتب في نفس عصرها. ولا يظهر التمايز المرحلي بينهما، وإن كان هناك فروق في طبيعة كل منهما. والله أعلم.

 

[غالب بن شبيب المطيري]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبين أيديكم الكشاف التحليلي للرسائل التي حققت التعليقة، ومازالت حبيسة الأرفف مع الأسف، ومصدر التوثيق موقع مكتبة الملك فهد الوطنية.

التعليقة الكبرى في الفروع
لأبي الطيب طاهر بن عبدالله الطبري الشافعي 450ه.

1- من بداية كتاب: الطهارة إلى نهاية جامع التيمم. الطالب: حمد بن محمد بن جابر. إشراف: عبدالله بن فهد الهجاري الشريف. (1183) صفحة. رسالة (ماجستير)- الجامعة الإسلامية، 1419ه-1999م.ـ
2- من باب: ما يفسد الماء حتى نهاية باب استقبال القبلة. الطالب: عبيد بن سالم العمري. إشراف عبدالله بن فهد الهجاري الشريف. (846) صفحة. رسالة (ماجستير)- الجامعة الإسلامية، 1420ه-1999م.ـ
3- من بداية باب صفة الصلاة وما يجزئ منها وما يفسدها إلى نهاية باب إمامة المرأة. الطالب: إبراهيم بن ثويني بن مخيلف السعيدي الظفيري. إشراف محمد بن عبدالله الزاحم. (1591) صفحة. رسالة (ماجستير)-الجامعة الإسلامية، 1423ه.ـ
4- من بداية كتاب صلاة المسافر والجمع في السفر إلى نهاية كتاب الجنائز. الطالب: عبدالله عبدالله محمد الحضرم. إشراف محمد بن عبدالله الزاحم. (1201) صفحة. رسالة (ماجستير)- الجامعة الإسلامية، 1421هـ.2000م.
5- كتاب الزكاة. الطالب: خليف بن مبطي بن حمدان السهلي؛ إشراف عبدالرحمن بن عبدالله السحيمي. (936) صفحة. رسالة (ماجستير)- الجامعة الإسلامية ، 1421 هـ.2001م.
6- من بداية كتاب الصيام إلى نهاية باب ما يجتنبه المحرم من كتاب الحج. الطالب: فيصل شريف محمد؛ إشراف: عواض بن هلال العمري. (1173) صفحة. رسالة (ماجستير)- الجامعة الإسلامية، 1421 ه/ـ 2000م.
7- من باب دخول مكة حتى نهاية باب نذر الهدي من كتاب الحج. الطالب: بندر بن فارس التوم العتيبي. إشراف: عواض بن هلال العمري. ( 60 ، 870 ورقة). رسالة (ماجستير) - الجامعة الإسلامية 1422 هـ/2001م.
8- من أول كتاب البيوع الى آخر باب الشروط الفاسدة في البيع. الطالب: عصام بن محمد بن عبدالله الفيلكاوي. إشراف: عواض بن هلال العمري. 54 ، 725 صفحة. بحث مكمل لرسالة (الماجستير)- الجامعة الإسلامية ، 1422هـ/2001م.
9- من بداية باب النهي عن بيع الغرر وحتى نهاية كتاب الحوالة. الطالب: سعيد بن حسين القحطاني. إشراف: عبدالسلام بن سالم السحيمي. (1463) صفحة. رسالة (دكتوراه)- الجامعة الإسلامية. 1423 هـ/2002م.
10- من بداية كتاب الضمان الى نهاية كتاب العارية. الطالب: عبداللطيف بن مرشد العوفي. إشراف: عيد بن سفر الحجيلي. (726) صفحة. رسالة (ماجستير)- الجامعة الإسلامية. 1423هـ/2002م.
11- الغصب-القراض-المساقاة-الإجارة. (لم أقف عليه).
12- من بداية كتاب المزارعة إلى نهاية كتاب اختصار الفرائض. الطالب: محب الله بن عجب كل. إشراف: رجاء عابد المطرفي.(989) صفحة. رسالة (ماجستير) - الجامعة الإسلامية، 1423 هـ/2002م.
13- من بداية كتاب الوصايا إلى نهاية كتاب مختصر قسم الصدقات. الطالب: ديار سياك. إشراف: رجاء بن عابد المطرفي.(985) صفحة. رسالة (ماجستير) - الجامعة الإسلامية. 1423 هـ/2002م.
14- من بداية النكاح إلى القسم والنشوز. الطالب: يوسف بن عبداللطيف بن عبدالله العقيل. إشراف: سليمان بن عبدالله بن سليمان العمير. (1188) صفحة. رسالة (دكتوراه) - الجامعة الإسلامية 1426 ه/2005م.ـ
15- من بداية الخلع إلى نهاية الإيلاء. الطالب: سعود بن علي بن مسعود المحمدي ؛ إشراف: عبدالرحمن بن عبدالله السحيمي. (846) صفحة. رسالة ( ماجستير ) - الجامعة الاسلامية ، 1424 ه/2003م.ـ
16- من أول كتاب الظهار إلى نهاية كتاب الرضاع. الطالب: عيد بن سالم العتيبي. إشراف: عبدالكريم بن صنيتان العمري. 53 ، (1033) صفحة. رسالة (دكتوراه) - الجامعة الإسلامية. 1426 هـ/2005م.
17- من أول باب النفقة إلى نهاية كتاب الديات. الطالب: مرضي بن ناصر بن محمد الدوسري ؛ إشراف: عبدالرحمن بن عبدالله السحيمي. 52،(1016) صفحة. رسالة (دكتوراه)- الجامعة الإسلامية. 1425 هـ/2004م.
18- من أول كتاب القسامة إلى نهاية كتاب السير. الطالب: مازن بن عبدالعزيز الحارثي ؛ إشراف: نايف بن نافع العمري. 2 مج ( 51 ، 1249 ورقة ). رسالة (دكتوراه)- الجامعة الإسلامية ، 1425 هـ/2004م.
19- من مختصر الجامع من كتاب الجزية إلى نهاية الصيد والذبائح. (لم أقف عليه).
20- من كتاب الضحايا إلى نهاية كتاب أدب القاضي. الطالب: أحمد بن ناصر بن سعيد الغامدي ؛ إشراف: حمود بن عوض بن محمد السهلي.(1171) صفحة. رسالة (دكتوراه)- الجامعة الإسلامية. 1426 هـ/2005م.
21- من أول كتاب مختصر من الجامع من اختلاف الحكام والشهادات من أحكام القرآن " كتاب الشهادات" إلى آخر كتاب اخذ الرجل حقه ممن يمنعه اياه وهو آخر كتاب القضاء. الطالب: ابراهيم بن محمد بن حسن السهلي. إشراف: محمد يعقوب بن محمد يوسف الدهلوي. (992) صفحة. رسالة (دكتوراه)- الجامعة الاسلامية ، 1426 هـ/2005م.
22- من بداية كتاب العتق إلى آخر كتاب التعليقة . الطالب: إسحاق بن إبراهيم إسحاق ؛ إشراف: إبراهيم بن مبارك السناني. (824) صفحة. رسالة (دكتوراه)- الجامعة الإسلامية. 1431 هـ/2010م.

 

[د. محمد بن عمر الكاف]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية كلفت الدكتور يوسف العقيل وهو أحد من قام بتحقيق جزء من التعليقة بمشروع طباعة التعليقة كاملا.. وقد تواصلت معه قبل أكثر من سنتين وأخبرني أنهم أنجزوا العمل وسيخرج في 20 مجلدا.. لا أدري ما الذي أخر صدور هذه الموسوعة الفقهية الجليلة

 

[سمية حميدوفا]

رد: تعليقةُ القاضي أبي الطّيّب الطّبريِّ / سلسلة كل يوم كتاب في الفقه الشافعي

هل كتاب المهذب للشيرازي أخذه من كتاب شيخه التعليقة؟