ضرغام بن عيسى الجرادات
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 26 فبراير 2010
- المشاركات
- 596
- الكنية
- أبو الفضل
- التخصص
- الفقه المقارن
- المدينة
- الخليل
- المذهب الفقهي
- فقه مقارن
هذه واحدة من آخر مقالات الأستاذ الدكتور حسام الدين عفانة -حفظه الله- خصّ ملتقانا.
الجواب:رجعت إلى معاجم اللغة العربية لأعرف معنى كلمة "هوس" فوجدت ابن منظور في لسان العرب يقول:
[والهوس الإفساد،هاس الذئبُ في الغنم هوساً...والهوس الدَّق...وقال الأصمعي:هسته هوساً وهسته هيساً وهو الكسر والدق...وهوس الناس هوساً وقعوا في اختلاط وفساد...والهَوَس طرف من الجنون]
وما ذكره ابن منظور وكذا ما ذكره الزبيدي في تاج العروس من معانٍ لكلمة "هوس" ينطبق على واقع الرياضة الآن وخاصة كرة القدم،ففيها فسادٌ وإفسادٌ واختلاطٌ وصياحٌ وضجيجٌ وتخريبٌ وإزعاج وفيها أيضاً شيءٌ من الجنون!!
وأذكر أهم الجوانب الشرعية لمسألة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية،وما يترتب على هذا الهوس الكروي:
أولاً:إن الإسلام أباح الرياضة وفق ضوابط شرعية لا بد من الالتزام بها،وإن الإخلال بهذه الضوابط يخرج الرياضة عن دائرة الإباحة،وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالالمؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف) رواه مسلم، ولا شك أن الرياضة من أسباب قوة الجسم.
ثانياً: مباريات كرة القدم وما يصاحبها من مظاهر كثيرة أصبحت أفيون الشعوب،فهذه الملايين التي تنفق على اللاعبين والمدربين والملاعب وعلى الدعاية والإعلان شيءٌ غير معقول،خاصةً في ظل انتشار الفقر والبطالة وضعف الخدمات الصحية والتعليمية...إلخ في كثير من ديار المسلمين.
ثالثاً:انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية،وخاصةً فريقي برشلونة ورويال مدريد الإسبانيين في بلادنا وفي عالمنا العربي والإسلامي أمرٌ محزنٌ لما يترتب عليه من المفاسد الكثيرة جداً.
[ومباريات كأس العالم اليوم باتت وريثاً شرعياً للألعاب التي كان يقيمها قياصرة الروم في الملاعب العامة لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية،قضايا ثروات الأمة وحقوقها وسيادتها وأراضيها المحتلة وفقرها وبطالتها،هذا الهوس اللاعقلاني بمشاهدة المباريات،وتشجيع الفرق،ورفع الأعلام بحماسةٍ من على شرفات المنازل والسيارات،وهذا الانجراف الأهوج في المجادلات حامية الوطيس وطوش الضرب أحياناً،تعصباً لهذا الفريق الرياضي أو ذاك،لا يمكن أن نصفه لو شئنا باستخدام مصطلحات علم النفس وعلم الاجتماع،إلا كشكلٍ من أشكال"الهستيريا الجماعية"المعولمة التي تتبدد فيها العقول والقلوب والطاقات والمشاعر والأنظار في النهاية في مجاري الصرف غير الصحي لعدمية السخافة وخواء اللا انتماء]عن الإنترنت.
رابعاً:المشجعون للفرق الأوربية ينطبق عليهم المثل العامي" القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" فهؤلاء لا علاقة لهم بهذه الفرق التي يشجعونها،فليست فرقاً فلسطينيةً ولا عربيةً ولا إسلاميةً!!
وكذلك فإن كثيراً من المشجعين لا يمارسون الرياضة ولا علاقة لهم بها،بل رَضوا مِن الرياضة بالمشاهدة والتشجيع فقط!
ويضاف إلى ذلك أن البلدان الأوربية التي تحظى أنديتها بالتشجيع عندنا،هي بلدانٌ متقدمة ومتطورة في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والصحية والتعليمية وغيرها،وليت تشجيعنا يكون في تقليدها في تطورها وتقدمها.
خامساً:ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية تجاوزت كل الحدود المقبولة من خلال المظاهر الآتية:
1- تعصب كل مشجعٍ لفريق بعينه فهذا مشجع برشلوني،وهذا مشجع مدريدي وهكذا عدنا إلى جاهلية داحس والغبراء
2- ظاهرة التشجيع الرياضي أصبحت سبباً من أسباب الكراهية بين المشجعين المتنافرين وخاصة في أوساط الشباب.
3- الضوضاء والإزعاج ورفع الأعلام والصراخ الذي يحدث بعد تسجيل هدفٍ،حيث يخرج الشباب مطلقين العنان لأبواق سيارتهم ويطفون الشوارع وما يتبع ذلك من فوضى وعرقلة لحركة السير وأذى للناس.
وأين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلمالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)رواه البخاري ومسلم،ومن قول النبي صلى الله عليه وسلممن آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم)رواه الطبراني وحسنه العلامة الألباني 4-إذكاء العداوة بين المسلمين كما حدث في أعقاب مباراة فريقي الجزائر ومصر قبل بضع سنوات.
5- الأثر السيئ الذي يتركه التعصب لنادٍ معين على العلاقات الأسرية والاجتماعية،فكم من أسرةٍ حدثت فيها خصومات،لأن الزوج يشجع فريقاً والزوجة تشجع فريقاً آخر،والابن يشجع فريقاً وأخوه يشجع فريقاً آخر،وهذا يفضي إلى العداوة والبغضاء بين أفراد الأسرة الواحدة،وقد يؤدي إلى الطلاق بين الزوجين كما يؤدي إلى إفساد العلاقات الاجتماعية وقطع الأرحام.
6- تقديم القدوة السيئة لشبابنا وأطفالنا،حيث صار لاعبو كرة القدم في نظرهم أبطالاً،تعلقت قلوب شبابنا وأطفالنا بهم،فتراهم يعلقون صورهم ويحتفون بها أيما احتفاء،بدلاً من الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان.فانقلبت الموازين مع الأسف الشديد فصار الرويبضة- التافه- بطلاً وقدوةً
7- تعلق الناس باللاعبين بشكلٍ مبالغ فيه يؤدي إلى تسويق بضائع معينة وغالباً ما تكون مستوردة كالسلع التي تتضمن صور اللاعبين كالقمصان التي تحمل صورهم والمنتجات المعدة للأطفال وهذا يرسخ مفاهيم غريبة عن قيمنا وعادتنا.
8- إحياء الدعوات الجاهلية؛كوصف الشعب المصري المسلم بـ(الفراعنة)ووصف الشعب الجزائري المسلم بـ(البرابرة).
9- تضييع الأوقات بهذه الأمور التافهة والانشغال عن الواجبات كالدراسة والصلوات المفروضات، ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟وعن علمه فيم فعل فيه؟وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟وعن جسمه فيم أبلاه)رواه الترمذي وقال حسن صحيح،وصححه العلامة الألباني.وقال الحسن البصري:[يا ابن آدم إنما أنت أيام،كلما ذهب يومُك ذهب بعضُك].
سادساً:الرياضة في الإسلام مباحة بشروط وضوابط كما ذكرت،ولكنها ليست من الضروريات ولا من الحاجيات ولكنها من التحسينيات،أي من الأمور التكميلية،وهذه لا يصح أن تؤدى إلى الإخلال بشيء من ممتلكات الناس أو إلحاق الأذى بهم،سواء أكان الأذى مادياً أو معنوياً،فإذا ترتب على التشجيع الرياضي للأندية إضرارٌ بالناس أو بممتلكاتهم كان ممنوعاً شرعاً.
سابعاً:هنالك جهاتٌ عديدةٌ تقف خلف انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي والهوس الكروي لتحقيق مآرب مختلفة،كإشغال الشباب عن قضايانا الكبرى،وكصرفهم عن قضايا الظلم والاستبداد السياسي ولشغلهم بتوافه الأمور حتى ينسوا الواقع المرير الذي يعيشونه من بطالةٍ وتخلفٍ وفقرٍ،وكذلك يُستغل هذا الأمر لصرف أنظار الشعوب عما يهمهما ويفيدها،فكثير من دول المسلمين تعاني من مشكلاتٍ اقتصاديةٍ خطيرة،ومن فسادٍ وبطالةٍ ومن تخلف عن ركب الأمم في كثير من المجالات.
ثامناً:انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية بين شبابنا ناتج عن الإحباط كما يقول د.رمزي جابر أستاذ علم النفس الرياضي بجامعة الأقصى حيث اعتبر أن ظاهرة هوس التشجيع تعتبر ظاهرة طبيعية في ظل الوضع السياسي التي يعيشه الشعب الفلسطيني من الانقسام الداخلي والكراهية،حيث أصبحت العدوانية من السمات الرئيسية في شخصية الإنسان الفلسطيني وخاصةً الشباب منهم.
وأوضح أن ما يصحب هذه الظاهرة من مظاهر كحرق علم الفريق المنافس هي من العوامل التي تؤدي إلى تنفيس للاحتقان,وأنه يعتبر من أشكال التعبير عن عدم الرضا عن الواقع،ومظهراً لرفض الإقصاء الاجتماعي ويتغذى أساساً من اليأس وتنامي ظاهرة البطالة.وأشار إلى أن أسباب هذا الهوس تكمن في الإحباطات التي يعيشها المجتمع الفلسطيني و عدم وضوح المستقبل العام والخاص،ومحاولة المشجعين لفت الأنظار وتحقيق واثبات الذات] www.maannews.net/arb/Default.aspx
تاسعاً:هنالك أضرار صحية ونفسية قد تترتب على هذه الظاهرة فقد[طالب خبراء منظمة الصحة العالمية بوضع لافتات بالملاعب وعلى شاشات التليفزيون طوال لحظات بث المباريات تحمل عبارة "التعصب الكروي ضار جداً بالصحة"حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الجو المشحون بالحماس والاهتمام والانفعال والتوتر الذي يصاحب المباريات يزيد من إفراز هرمونات التوتر من الغدد الصماء إلى الدورة الدموية وبالتالي يزداد إفراز هرمون(الادرنالين) الذي يؤدي دوراً مهماً في ضبط مستوى السكر في الدم ومعدل ضغط الدم ويزيد أيضا من سرعة ضربات القلب وتجلط الشرايين مما قد يؤدى في النهاية إلى السكتة القلبية]quran.maktoob.com/vb/quran98996
عاشراً:علاج هذه الظاهرة يحتاج إلى تضافر جهود عدة جهات حتى نصل إلى إلغائها أو التقليل منها،فلا بد من تعاون الأسرة والمسجد والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام أيضاً لمعالجة هذه الظاهرة، ومن أهم العلاجات التربية الإيمانية وتنمية الوازع الديني لدى الشباب.وكذلك مساعدة شبابنا وتوجيههم في ترتيب أولوياتهم،فالرياضة حقها التأخير لا التقديم على سُلَّم الأوليات. ملء أوقات الفراغ عند الشباب بالأمور النافعة والمفيدة وقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلمنعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ)
وقال أبو العتاهية: إن الشباب والفراغ والجِدة مفسدةٌ للمرء أي مفسدة.
توجيه الشباب إلى آداب الرياضة في الإسلام وضرورة الالتزام بها.ونشر الروح الرياضية والتخلق بالأخلاق الجميلة،ولا بد أيضاً من معاقبة من يتجاوزون النظام بإزعاج الناس وأذيتهم في ممتلكاتهم.
وخلاصة الأمر: أن ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية ظاهرةٌ دخيلةٌ على مجتمعنا المسلم،وتحمل في ثناياها مظاهر خبيثة ومفاسد كثيرة،وهنالك مآرب مختلفة من نشرها،كإشغال الشباب عن قضايا الأمة الكبرى،وصرف أنظار الشعوب عما يهمهما ويفيدها،ومن أهم وسائل علاجها التربية الإيمانية وتنمية الوازع الديني لدى الشباب.وكذلك مساعدة شبابنا وتوجيههم في ترتيب أولوياتهم،فالرياضة حقها التأخير لا التقديم على سُلَّم الأوليات.
الهوس الكروي
يقول السائل:ما قولكم في انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية،وخاصة فريقي برشلونة ورويال مدريد الإسبانيين،وما يترتب على هذا الهوس الكروي من مظاهر سيئة،أفيدونا؟الجواب:رجعت إلى معاجم اللغة العربية لأعرف معنى كلمة "هوس" فوجدت ابن منظور في لسان العرب يقول:
[والهوس الإفساد،هاس الذئبُ في الغنم هوساً...والهوس الدَّق...وقال الأصمعي:هسته هوساً وهسته هيساً وهو الكسر والدق...وهوس الناس هوساً وقعوا في اختلاط وفساد...والهَوَس طرف من الجنون]
وما ذكره ابن منظور وكذا ما ذكره الزبيدي في تاج العروس من معانٍ لكلمة "هوس" ينطبق على واقع الرياضة الآن وخاصة كرة القدم،ففيها فسادٌ وإفسادٌ واختلاطٌ وصياحٌ وضجيجٌ وتخريبٌ وإزعاج وفيها أيضاً شيءٌ من الجنون!!
وأذكر أهم الجوانب الشرعية لمسألة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية،وما يترتب على هذا الهوس الكروي:
أولاً:إن الإسلام أباح الرياضة وفق ضوابط شرعية لا بد من الالتزام بها،وإن الإخلال بهذه الضوابط يخرج الرياضة عن دائرة الإباحة،وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالالمؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف) رواه مسلم، ولا شك أن الرياضة من أسباب قوة الجسم.
ثانياً: مباريات كرة القدم وما يصاحبها من مظاهر كثيرة أصبحت أفيون الشعوب،فهذه الملايين التي تنفق على اللاعبين والمدربين والملاعب وعلى الدعاية والإعلان شيءٌ غير معقول،خاصةً في ظل انتشار الفقر والبطالة وضعف الخدمات الصحية والتعليمية...إلخ في كثير من ديار المسلمين.
ثالثاً:انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية،وخاصةً فريقي برشلونة ورويال مدريد الإسبانيين في بلادنا وفي عالمنا العربي والإسلامي أمرٌ محزنٌ لما يترتب عليه من المفاسد الكثيرة جداً.
[ومباريات كأس العالم اليوم باتت وريثاً شرعياً للألعاب التي كان يقيمها قياصرة الروم في الملاعب العامة لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية،قضايا ثروات الأمة وحقوقها وسيادتها وأراضيها المحتلة وفقرها وبطالتها،هذا الهوس اللاعقلاني بمشاهدة المباريات،وتشجيع الفرق،ورفع الأعلام بحماسةٍ من على شرفات المنازل والسيارات،وهذا الانجراف الأهوج في المجادلات حامية الوطيس وطوش الضرب أحياناً،تعصباً لهذا الفريق الرياضي أو ذاك،لا يمكن أن نصفه لو شئنا باستخدام مصطلحات علم النفس وعلم الاجتماع،إلا كشكلٍ من أشكال"الهستيريا الجماعية"المعولمة التي تتبدد فيها العقول والقلوب والطاقات والمشاعر والأنظار في النهاية في مجاري الصرف غير الصحي لعدمية السخافة وخواء اللا انتماء]عن الإنترنت.
رابعاً:المشجعون للفرق الأوربية ينطبق عليهم المثل العامي" القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" فهؤلاء لا علاقة لهم بهذه الفرق التي يشجعونها،فليست فرقاً فلسطينيةً ولا عربيةً ولا إسلاميةً!!
وكذلك فإن كثيراً من المشجعين لا يمارسون الرياضة ولا علاقة لهم بها،بل رَضوا مِن الرياضة بالمشاهدة والتشجيع فقط!
ويضاف إلى ذلك أن البلدان الأوربية التي تحظى أنديتها بالتشجيع عندنا،هي بلدانٌ متقدمة ومتطورة في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والصحية والتعليمية وغيرها،وليت تشجيعنا يكون في تقليدها في تطورها وتقدمها.
خامساً:ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية تجاوزت كل الحدود المقبولة من خلال المظاهر الآتية:
1- تعصب كل مشجعٍ لفريق بعينه فهذا مشجع برشلوني،وهذا مشجع مدريدي وهكذا عدنا إلى جاهلية داحس والغبراء
2- ظاهرة التشجيع الرياضي أصبحت سبباً من أسباب الكراهية بين المشجعين المتنافرين وخاصة في أوساط الشباب.
3- الضوضاء والإزعاج ورفع الأعلام والصراخ الذي يحدث بعد تسجيل هدفٍ،حيث يخرج الشباب مطلقين العنان لأبواق سيارتهم ويطفون الشوارع وما يتبع ذلك من فوضى وعرقلة لحركة السير وأذى للناس.
وأين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلمالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)رواه البخاري ومسلم،ومن قول النبي صلى الله عليه وسلممن آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم)رواه الطبراني وحسنه العلامة الألباني 4-إذكاء العداوة بين المسلمين كما حدث في أعقاب مباراة فريقي الجزائر ومصر قبل بضع سنوات.
5- الأثر السيئ الذي يتركه التعصب لنادٍ معين على العلاقات الأسرية والاجتماعية،فكم من أسرةٍ حدثت فيها خصومات،لأن الزوج يشجع فريقاً والزوجة تشجع فريقاً آخر،والابن يشجع فريقاً وأخوه يشجع فريقاً آخر،وهذا يفضي إلى العداوة والبغضاء بين أفراد الأسرة الواحدة،وقد يؤدي إلى الطلاق بين الزوجين كما يؤدي إلى إفساد العلاقات الاجتماعية وقطع الأرحام.
6- تقديم القدوة السيئة لشبابنا وأطفالنا،حيث صار لاعبو كرة القدم في نظرهم أبطالاً،تعلقت قلوب شبابنا وأطفالنا بهم،فتراهم يعلقون صورهم ويحتفون بها أيما احتفاء،بدلاً من الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان.فانقلبت الموازين مع الأسف الشديد فصار الرويبضة- التافه- بطلاً وقدوةً
7- تعلق الناس باللاعبين بشكلٍ مبالغ فيه يؤدي إلى تسويق بضائع معينة وغالباً ما تكون مستوردة كالسلع التي تتضمن صور اللاعبين كالقمصان التي تحمل صورهم والمنتجات المعدة للأطفال وهذا يرسخ مفاهيم غريبة عن قيمنا وعادتنا.
8- إحياء الدعوات الجاهلية؛كوصف الشعب المصري المسلم بـ(الفراعنة)ووصف الشعب الجزائري المسلم بـ(البرابرة).
9- تضييع الأوقات بهذه الأمور التافهة والانشغال عن الواجبات كالدراسة والصلوات المفروضات، ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟وعن علمه فيم فعل فيه؟وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟وعن جسمه فيم أبلاه)رواه الترمذي وقال حسن صحيح،وصححه العلامة الألباني.وقال الحسن البصري:[يا ابن آدم إنما أنت أيام،كلما ذهب يومُك ذهب بعضُك].
سادساً:الرياضة في الإسلام مباحة بشروط وضوابط كما ذكرت،ولكنها ليست من الضروريات ولا من الحاجيات ولكنها من التحسينيات،أي من الأمور التكميلية،وهذه لا يصح أن تؤدى إلى الإخلال بشيء من ممتلكات الناس أو إلحاق الأذى بهم،سواء أكان الأذى مادياً أو معنوياً،فإذا ترتب على التشجيع الرياضي للأندية إضرارٌ بالناس أو بممتلكاتهم كان ممنوعاً شرعاً.
سابعاً:هنالك جهاتٌ عديدةٌ تقف خلف انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي والهوس الكروي لتحقيق مآرب مختلفة،كإشغال الشباب عن قضايانا الكبرى،وكصرفهم عن قضايا الظلم والاستبداد السياسي ولشغلهم بتوافه الأمور حتى ينسوا الواقع المرير الذي يعيشونه من بطالةٍ وتخلفٍ وفقرٍ،وكذلك يُستغل هذا الأمر لصرف أنظار الشعوب عما يهمهما ويفيدها،فكثير من دول المسلمين تعاني من مشكلاتٍ اقتصاديةٍ خطيرة،ومن فسادٍ وبطالةٍ ومن تخلف عن ركب الأمم في كثير من المجالات.
ثامناً:انتشار ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية بين شبابنا ناتج عن الإحباط كما يقول د.رمزي جابر أستاذ علم النفس الرياضي بجامعة الأقصى حيث اعتبر أن ظاهرة هوس التشجيع تعتبر ظاهرة طبيعية في ظل الوضع السياسي التي يعيشه الشعب الفلسطيني من الانقسام الداخلي والكراهية،حيث أصبحت العدوانية من السمات الرئيسية في شخصية الإنسان الفلسطيني وخاصةً الشباب منهم.
وأوضح أن ما يصحب هذه الظاهرة من مظاهر كحرق علم الفريق المنافس هي من العوامل التي تؤدي إلى تنفيس للاحتقان,وأنه يعتبر من أشكال التعبير عن عدم الرضا عن الواقع،ومظهراً لرفض الإقصاء الاجتماعي ويتغذى أساساً من اليأس وتنامي ظاهرة البطالة.وأشار إلى أن أسباب هذا الهوس تكمن في الإحباطات التي يعيشها المجتمع الفلسطيني و عدم وضوح المستقبل العام والخاص،ومحاولة المشجعين لفت الأنظار وتحقيق واثبات الذات] www.maannews.net/arb/Default.aspx
تاسعاً:هنالك أضرار صحية ونفسية قد تترتب على هذه الظاهرة فقد[طالب خبراء منظمة الصحة العالمية بوضع لافتات بالملاعب وعلى شاشات التليفزيون طوال لحظات بث المباريات تحمل عبارة "التعصب الكروي ضار جداً بالصحة"حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الجو المشحون بالحماس والاهتمام والانفعال والتوتر الذي يصاحب المباريات يزيد من إفراز هرمونات التوتر من الغدد الصماء إلى الدورة الدموية وبالتالي يزداد إفراز هرمون(الادرنالين) الذي يؤدي دوراً مهماً في ضبط مستوى السكر في الدم ومعدل ضغط الدم ويزيد أيضا من سرعة ضربات القلب وتجلط الشرايين مما قد يؤدى في النهاية إلى السكتة القلبية]quran.maktoob.com/vb/quran98996
عاشراً:علاج هذه الظاهرة يحتاج إلى تضافر جهود عدة جهات حتى نصل إلى إلغائها أو التقليل منها،فلا بد من تعاون الأسرة والمسجد والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام أيضاً لمعالجة هذه الظاهرة، ومن أهم العلاجات التربية الإيمانية وتنمية الوازع الديني لدى الشباب.وكذلك مساعدة شبابنا وتوجيههم في ترتيب أولوياتهم،فالرياضة حقها التأخير لا التقديم على سُلَّم الأوليات. ملء أوقات الفراغ عند الشباب بالأمور النافعة والمفيدة وقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلمنعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ)
وقال أبو العتاهية: إن الشباب والفراغ والجِدة مفسدةٌ للمرء أي مفسدة.
توجيه الشباب إلى آداب الرياضة في الإسلام وضرورة الالتزام بها.ونشر الروح الرياضية والتخلق بالأخلاق الجميلة،ولا بد أيضاً من معاقبة من يتجاوزون النظام بإزعاج الناس وأذيتهم في ممتلكاتهم.
وخلاصة الأمر: أن ظاهرة التشجيع الرياضي للفرق الأوربية ظاهرةٌ دخيلةٌ على مجتمعنا المسلم،وتحمل في ثناياها مظاهر خبيثة ومفاسد كثيرة،وهنالك مآرب مختلفة من نشرها،كإشغال الشباب عن قضايا الأمة الكبرى،وصرف أنظار الشعوب عما يهمهما ويفيدها،ومن أهم وسائل علاجها التربية الإيمانية وتنمية الوازع الديني لدى الشباب.وكذلك مساعدة شبابنا وتوجيههم في ترتيب أولوياتهم،فالرياضة حقها التأخير لا التقديم على سُلَّم الأوليات.