د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الفقهاء على تخوم الثغور الداخلية
كان الفقه يوماً قانون المسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم، وكانت خطوط الالتماس مع أهل الأهواء من جانب، ومع أهل الملل من جانب آخر تتعلق بعلم آخر يسمى بـ "علم الكلام"، ولم يكن الفقه يوماً مثاراً للطعون بين المسلمين، بل كان أهل الأهواء في جملتهم منتسبين إلى إحدى المذاهب الفقهية الأربعة، فهم إما حنفية، وإما مالكية، وإما شافعية، وإما حنبلية، بل قد يكونون ظاهرية لا يجاوزن حرف "النص الشرعي"! مبالغة في التدين! كابن عربي رأس التصوف.
وقد كان يظهر إلى السطح أحيانا من يشير خلسة إلى الطعن ببعض أحكام الدين، فيبادره أهل العلم إنكارا، آخذين على أنفسهم التصدي لحماية جناب الفقه، وتصفيته مما لحقه من كدر، ومثال ذلك ما صنعه خطيب أهل السنة ابن قتيبة الدينوري في كتابه "مختلف الحديث".
اليوم المسألة مختلفة تماماً، فقد وصلت "أقدام الخصوم" إلى داخل "العمق الفقهي"، وباتت أحكام الدين بتفاصيلها مسرحاً يصول ويجول فيها كل من لم يرقه شيئاً من أحكام ربه، وغدت أحكامه مادة ثرية للمهرجين والمتطفلين ومن شاكلهم! في استعراض عقلي تارة! وفي برمجة على المقاسات الغربية تارات أخرى!
وبعد أن كان الفقهاء يوماً هم ملقني أحكام الشريعة في صفاء ونقاء: غدوا اليوم في الصف الأول على تخوم الثغور الداخلية، غاية أحدهم الإبقاء على أحكام الشريعة مسموعة، متلقاة من الوحي، وقد يضعف أحدهم، فيظهر على هيئة المدافع، ويضعف آخرون فيبدون على صورة المقر ببعض جوانب القصور، وتشتد شكيمة آخرين فيصرخون صراخا، إلى أصناف عديدة، يفسرها كأمر طبيعي، هيئة الهجمة الشرسة على معالم الدين وأحكامه.
والخلاصة: هذا علم الفقه، وقد ارتقى طالبه، وسمت درجته، وأنت اليوم بانضمامك إلى قافلته تندرج راشدا في حماة الدين وحراس العقيدة.
لكن: لا تصعِّد مسائله الفرعية في غمرة الدفاع إلى عقائد وأصول.