العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الزراعة في المذهب الحنبلي

إنضم
13 أكتوبر 2012
المشاركات
7
التخصص
شرعي
المدينة
تبوك
المذهب الفقهي
الحنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم

الزراعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فان الكسب شيء شريف وقد حث عليه الشرع الحنيف وجعله موافق لامر الله وسنن الخلق لتحيا الارض باهلها ويحيون بها ويتوفر العيش ويتخذ بعضهم سخريا ويقوم الخلق على التكامل المعيشي
ومن أفضل المكاسب بل أفضلها على المعتمد من مذهب الحنابلة هو : "الزراعة"
وهذا العمل اكتسب الافضلية من وجوه
1- أنها أقرب للتوكل
2- أنها أقرب للحل من غيرها
3- فيها يكون العمل باليد الذي دلت عليه الفضيلة ت
4- تعدي النفع الغير من الناس بل الى الحيوانات والطيوروغيرها

تعريفها :

الصحاح في اللغة
الزَرْعُ: واحد الزُروعِ، وموضعُهُ مَزْرَعَةٌ ومُزْدَرَعٌ. والزَرْعُ أيضاً: طرحُ البَذْرِ في الأرض.والزَرْعُ أيضاً: الإنباتُ. يقال: زَرَعُهُ الله، أي أنبته. ومنه قوله تعالى: " أَءَنْتُمْ تَزرَعونَهُ أم نَحْنُ الزارِعون " . وتقول للصبيّ: زَرَعَهُ الله، أي جَبَرَهُ. وازْدَرَعَ فلانٌ، أي احترث. والمُزارَعَةُ معروفة.

المصباح المنير
( ز ر ع ) : زَرَعَ الْحَرَّاثُ الْأَرْضَ زَرْعًا حَرَثَهَا لِلزِّرَاعَةِ وَزَرَعَ اللَّهُ الْحَرْثَ أَنْبَتَهُ وَأَنْمَاهُ وَالزَّرْعُ مَا اسْتُنِبْتَ بِالْبَذْرِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَمِنْهُ يُقَالُ حَصَدْتُ الزَّرْعَ أَيْ النَّبَاتَ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَا يُسَمَّى زَرْعًا إلَّا وَهُوَ غَضٌّ طَرِيٌّ وَالْجَمْعُ زُرُوعٌ وَالْمُزَارَعَةُ مِنْ ذَلِكَ وَهِيَ الْمُعَامَلَةُ عَلَى الْأَرْضِ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَالْمَزْرَعَةُ مَكَانُ الزَّرْعِ وَازْدَرَعَ حَرَثَ وَالْمُزْدَرَعُ الْمَزْرَعَةُ .

حكمها :

مستحب

الأدلة :
1-رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ الْمِقْدَامِ مَرْفُوعًا { مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُد كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ } .

2-قال صلى الله عليه وسلم :{ لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ إنْسَانٌ وَلَا دَابَّةٌ وَلَا شَيْءٌ إلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ }

3-قال صلى الله عليه وسلم : { أَفْضَلُ الْكَسْبِ عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ مَبِيعٍ مَبْرُورٍ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ

أقوال الأصحاب :

1-قال في شرح منتهى الارادات : {( وَهُوَ ) أَيْ : الصَّيْدُ ( أَفْضَلُ مَأْكُولٍ ) لِأَنَّهُ مِنْ اكْتِسَابِ الْحَلَالِ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ ( وَالزِّرَاعَةُ أَفْضَلُ مُكْتَسَبٍ ) لِأَنَّهَا أَقْرَبُ إلَى التَّوَكُّلِ }

2-{ ( وَالزِّرَاعَةُ أَفْضَلُ مُكْتَسَبٍ ) لِأَنَّهَا أَقْرَبُ إلَى التَّوَكُّلِ مِنْ غَيْرِهَا وَأَقْرَبُ لِلْحِلِّ وَفِيهَا عَمَلُ الْيَدِ وَالنَّفْعُ الْعَامُّ لِلْآدَمِيِّ وَالدَّوَابِّ وَلَا بُدَّ أَنْ يُؤْكَلَ عَادَةً مِنْ الزَّرْعِ بِلَا عِوَضٍ ( وَقِيلَ : عَمَلُ الْيَدِ ) قَالَ الْمَرُّوذِيُّ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ وَذَكَرَ الْمَطَاعِمَ يُفَضِّلُ عَمَلَ الْيَدِ انْتَهَى }

3- قال في مطالب أولي النهى :{ ( وَالزِّرَاعَةُ أَفْضَلُ مُكْتَسَبٍ ) ؛ لِأَنَّهَا أَقْرَبُ إلَى التَّوَكُّلِ }

تتمة :

1-قال الحافظ في الفتح :
( وقد اختلف العلماء في أفضل المكاسب قال الماوردي أصول المكاسب الزراعة والتجارة والصنعة والأشبه بمذهب الشافعي أن اطيبها التجارة قال والارجح عندي أن اطيبها الزراعة لأنها أقرب إلى التوكل وتعقبه النووي بحديث المقدام الذي في هذا الباب وأن الصواب أن أطيب الكسب ما كان بعمل اليد قال فإن كان زراعا فهو أطيب المكاسب لما يشتمل عليه من كونه عمل اليد ولما فيه من التوكل ولما فيه من النفع العام للآدمي وللدواب ولأنه لا بد فيه في العادة أن يوكل منه بغير عوض قلت وفوق ذلك من عمل اليد ما يكتسب من أموال الكفار بالجهاد وهو مكسب النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه وهو أشرف المكاسب لما فيه من اعلاء كلمة الله تعالى وخذلان كلمة اعدائه والنفع الاخروى قال ومن لم يعمل بيده فالزراعة في حقه أفضل لما ذكرنا )

2-قال العيني في عمدة القاري
( أصول المكاسب
الزراعة والتجارة والصناعة وأيها أطيب فيه ثلاثة مذاهب للناس وأشبهها مذهب الشافعي أن التجارة أطيب والأشبه عندي أن الزراعة أطيب لأنها أقرب إلى التوكل وقال النووي وحديث البخاري صريح في ترجيح الزراعة والصنعة لكونهما عمل يده لكن الزراعة أفضلهما لعموم النفع بها للآدمي وغيره وعموم الحاجة إليها )

3-وقال :
( فيه فضل الغرس والزرع واستدل به بعضهم على أن الزراعة أفضل المكاسب واختلف في أفضل المكاسب فقال النووي أفضلها الزراعة )

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جمعه / سعيد العلياني
 
أعلى