العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خطبة العيد خطبتان بدليل القياس على الجمعة

إنضم
13 أكتوبر 2012
المشاركات
7
التخصص
شرعي
المدينة
تبوك
المذهب الفقهي
الحنبلي
إتفقت المذاهب الأربعة على أن العيد يخطب له خطبتين كالجمعة قياساً على الجمعة .وعضد هذا الدليل أحاديث وآثار .

بل قال ابن حزم الظاهري أنه لا خلاف في ذلك : " "فإذا سلم الإمام قام فخطب الناس خطبتين، يجلس بينهما، فإذا أتمهما افترق الناس... كل هذا لا خلاف فيه" (المحلى 3/293).

وقد أجاب الأخ الفاضل / عبدالقادر الجنيد عمن قال : بأن ظواهر الأحاديث الواردة في خطبة العيد يشعر بخطبة واحدة فقط.

أولاً: إن ما ورد في الأحاديث النبوية محتمل وليس بصريح.
وذلك لأن هذه الأحاديث ليس فيها النص على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يخطب في يوم العيد إلا خطبة واحدة.
وغاية ما ورد فيها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في يوم العيد.
ومن أمثلة ذلك:
ما أخرجه البخاري (978) ومسلم (885) - رحمهما الله- في "صحيحيهما" عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: (( إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ، وَأَتَى النِّسَاءَ، فَذَكَّرَهُنَّ...)).

ثانيـًا: إن حمل هذا اللفظ وأمثاله على خطبة واحدة مدفوعٌ بالإجماع الذي نقله ابن حزم الأندلسي - رحمه الله - في كتابه "المحلى"(3/ 543 - مسألة:543).

ثالثـًا: ظواهر هذه الأحاديث معروف مشهور عند السلف الصالح، وأئمة أهل السنة والحديث، ومع ذلك لم تكن الخطبة الواحدة قولهم ولا فقههم ولا عملهم، وهم عند الجميع أعلم بالنصوص وأفهم وأتبع، ومتابعتهم وعدم الخروج عن فهمهم وفقههم وعملهم أحقُّ وأسلم وألزم.

رابعـًا: إنه يَكْـبُر أن تكون السُّنة خطبة واحدة ثم يتتابع أئمة السنة والحديث من أهل القرون المفضلة على مخالفتها، بل ولا يكاد يعرف بينهم منكر، ومبيِّن للسنة، لا سيما والخطبة ليست من دقائق المسائل التي لا يطلع عليها إلا الخواص، بل من المسائل الظاهرة التي يشهدها ويشاهدها ويدركها العالم والجاهل، والصغير والكبير، والذكر والأنثى، ومع ذلك فالذي أدركوه هو الخطبتين.
 
أعلى