الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

[عبد الرحمن بكر محمد]

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على النبي الأمين، وعلى الآل والصحب أجمعين وبعد،
فالموضوع قديم حديث، فقد وصلتني نسخة من كتاب الزاهي لابن شعبان، ولشدة شغفي بالكتاب، ولسابق نظري في مخطوطه، بل ونسخي له، وعملي في بعضه، فقد جاءتني نسخة الكتاب على شغفي وشدة شوقي له، لأمضي ليلة كاملة رغم الإرهاق في التطلع للكتاب، وقراءة حواشيه وتعليقات المحقق، وللأسف وقفت على قرابة الأربعين خطأً ما بين خطإ علمي أو حاشية غير مفيدة، أو خطأ إملائي كل هذا في حوالي خمسين صفحة من الكتاب، فاغتممت لذلك جدًَّا، وركبنيمن الهم ما الله به عليم، فأرسلت لصاحب الطبعة الموقَّر رسالة أقول له فيها أني وقفت على بعض الأشياء في الكتاب تحتاج لإعادة نظر فيها، فما أجابني، فقلت في نفسي لعل بعض إخواني في الملتقى كان بصدد تحقيق الكتاب، ولعله يحتاج للنظر في الطبعات السابقة، وقلت في نفسي تحرير بعض هذه المواطن وتذاكرها ربما يفيد في بيان شواذ المذهب، أو في استفادة من يحضر رسالة، فهل يرى بعض الإخوة الكرام شركاء الملتقى الكريم كبير فائدة في مذاكرته أم لا ؟ بانتظار ردكم وتفاعلكم مع الموضوع، رغم ضيقي من قلة المتابعة، مما يجعلني أحجم كثيرا عن القراءة والمتابعة. شكر الله للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

[عبد المالك بن عبد المجيد حريش]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

جزاك الله خيرا أخي المفضال أبا أنس...
فكما تفضلت مشكورا فتحقيق الرجل مليئ بالأخطاء، وليت الأمر توقف عند الخطأ في قراءة الكلمة أو العبارة بل تعداه إلى تحريف النص والزعم بأن المؤلف قد أخطأ ولي في هذا أمثلة، يحضرني منها الآن واحد وهو عند قول ابن شعبان:
قال الشاعر: ولا تنقريني نقرك الدف دائما فإنك لا تدرين كيف المغيب
قال المحقق في الهامش: اختلف في قائل هذه الأبيات والأشهر أنها للشاعر عمرو بن أبي الكنات. انظر: نهاية الأرب للنويري 4/ 285، ومشهوره بكلمة [مرة] مكان كلمة [دائما]
قلت: البيت في الأصل المخطوط بكلمة [مرة] وهي واضحة يقرؤها أي شخص، فلا أدري كيف قرأها دائما والله أعلم
وأزيدك أخي الكريم أن أخطاءه: إما زيادة في النص لا أصل لها في النسخة المخطوطة من غير تنبيه منه على هذه الزيادة،
وإما تحريف للكلم
وإما تعليق غير مفيد
وإما إهمال لتخريج أقوال مالك من أمهات كتب المذهب
وإما تخريج للأحاديث غير صائب
هذا ما حضرني الآن، ويعلم الله أني كنت شغوفا للحصول على هذه النسخة المحققة، فلم وقعت بيدي سقطت من علٍ، والله مستعان

 

[عبد الرحمن بكر محمد]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

أخي الحبيب عبد المالك سرني مشاركتك، وربما كان في الكتاب بعض ما ذكرت، ولكن أن يزيد في النص من غير تنبيه هذا لم أره في حدود ما قرأت، خاصة إذ قلت أني عشت مع الكتاب فترة، فدلنا على بعض المواضع نتتبعها نقدًا وتحليلًا،
وأبدأ بنقد علمي موضوعي بنقد أربع مواضع من الكتاب من مقدمة الكتاب:
1- في صـ 48 ذكر أن من كتبه -أعني: ابن شعبان- كتاب الأشراط، وذكر أنه يظهر من عنوانه أنه فيما يجوز وما لا يجوز وما يعتبر وما لا يعتبر من الشروط. اهـ.
قلت: هذا لا يقول به أحد؛ إذ هو من باب الرجم بالغيب، وإلا فقل لي: ألا يمكن أن يعد الكتاب في باب علامات الساعة وأشراط القيامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
2- جزمه بأسماء بعض الكتب، وليس هناك دليل على تسميتها بهذا كما فعل في نسبة كتاب تحريم المسكرصـ 44، فقال: أشار إليه ابن شعبان في زاهيه بقوله: ولهذا كتاب عملناه في تحريم المسكر. ثم عقب بقوله: قد يكون هذا الكتاب هو بعينه كتاب الأشربة.
قلت -غفر الله لي- : إذا كان الأمر كذلك، فلم جزمت باسم الكتاب أولًا، ولم ذكرت كتاب الأشربة قبلُ صـ 38، وكأنك تكرره، أم للاستكثار والاستعراض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
3- في معرض دفاعه عن ابن شعبان صـ 55 يقول: وثانيها -أي: ثاني الانتقادات عليه-: رواية الغرائب من قول مالك الشاذة في مذهبه، ولا أراهم نقموا عليه إلا أنه يخرج عن المذهب في بعض المسائل لقوة دليل المخالف فيها، وهذه تحسب له لا عليه فقد اختار في الزاهي من أقوال المخالفين لما استقرت عليه الرواية من مالك جملة لا بأس بها.
وما يقال عن رواية الغرائب من قول مالك -وهو أمر واقع لا يمكن إنكاره- يرد بما استقر عند أهل الرواية من أن من حفظ حجة على من لم يحفظ .... إلخ.
أقول: يا رحمك الله انظر لقوله ولتبريره، أولًا ينسب إليه رواية الغرائب، ويرده بأنه حفظ، ألا تعرف يا فضيلة الدكتور معنى الشذوذ، ومخالفة الثقة لمن هو أوثق منه ورسالتك في الحديث النبوي الشريف، ولا ينتقد عليَّ أحد في قولي بإدخال الحديث في الفقه، فالأمر يتعلق بالرواية إخواني، والرواية إسناد ومتن، أليس كذلك؟؟؟!!!! لأن الدكتور بعد ذلك بسطور قليلة يقول: فلا شك أن الانفراد بذلك شذوذ يطعن به في صحة الرواية، لكن هذا الطعن لا يتعدى إلى راويها.
فعجبًا للدكتور يثبت في موضع شذوذه، وفي موضع آخر ينفيه.
ثم يقول في الصفحة التي تليها صـ 56 : ومن جهة أخرى إن تفرد ابن شعبان برواية ما لم يرويه غيره لا مطعن فيه؛ لأن الأصل العدالة والسلامة.
أقول: ألم يؤلف الدارقطني في التعليق على الصحيح مؤلفًا، انتقد فيه أحاديث على البخاري إمام الدنيا، ولم يقل مثل ما قلتَ في ابن شعبان: الأصل العدالة والسلامة، أم أن منهج المحدثين غير منهج الفقهاء، رغم أنك تثبت لابن شعبان أنه إمام في الرواية؟؟؟؟؟!!!!!
ثم قوله: اختار من أقوال المخالفين جملة لا بأس بها. أليس هذا خروجًا عن المذهب، وشذوذًا فقهيًا؟
ثم قوله: ولا أراهم نقموا عليه إلا أنه يخرج عن المذهب في بعض المسائل لقوة دليل المخالف فيها.
وانظر أخي إلى مسألتين بعينهما في الكتاب أدلل بهما على ضعف قول الدكتور وإبعاده النجعة في تأصيله وحديثه؛ إذ قال ابن شعبان في غسل الجمعة بالوجوب ووافق الظاهرية صظـ، وخالف جمهور المحدثين والفقهاء، ثم قال قولًا غريبًا في مسألة تخليل المتميم أصابع يديه صـ 135، وجواب ابن أبي زيد على ذلك، فقال: لم أر القول بلزوم تخليل الأصابع في التيمم غير ابن شعبان، وذلك لأن التخليل لا يناسب المسح المبني على التخفيف.
فأي دليل قوي استند له ابن شعبان في هاتين المسألتين، أم أنه القول بالهوى والتشهي؟
4- يقول الدكتور: في صـ 55 : وثالثها -أي ثالث الانتقادات عليه- وأخطرها: وهو الضعف في رواية الحديث وأتى بكلام ابن حزم، ورده بكلام ابن حجر، وقال في صـ 56 : وأثناء التحقيق تتبعت بالتدقيق المواضع التي أسند فيها ابن شعبان أحاديث في الزاهي، فوجدت أن جميع الأحاديث التي أسندها يرويها عن كبار الحفاظ في عصره ومصره، ومن الطريق المعروفة التي يرويها منها أهل الحديث، ولم يشذ عن ذلك في أي حديث مما أسنده. اهـ
وأترك لكم التعليق بعد ذكر دليل بطلان كلام الرجل.
روى ابن شعبان في الزاهي (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث النجس الرجس الضال المضل الشيطان الرجيم).
قال الدكتور في تخريج الحديث: ضعيف أخرجه ابن ماجه.... وقال في مصباح الزجاجة: هذا إسناد ضعيف، قال ابن حبان: إذا اجتمع في الإسناد خبر عبيد الله الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم، فذلك مما عملته أيديهم.
ثم قال الدكتور: وأصله في الصحيحين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! اهـ.
أقول: دعك من منهجه المضطرب الغريب في التخريج، ولكن هل هذا الذي نقله هو كما نقل عن ابن شعبان: وجدت أن جميع الأحاديث التي أسندها يرويها عن كبار الحفاظ في عصره ومصره، ومن الطريق المعروفة التي يرويها منها أهل الحديث، ولم يشذ عن ذلك في أي حديث مما أسنده. اهـ .
ثم زعمه أن هذا الذي توصل إليه وصل إليه بعد تحقيق وتتبع، ولا أدري أهذا يظهر مما نقلته عنه، ومن منهجه، أم أنه لم يتتبع أو ينظر نظر مدقق، أم أنه العمل البشري الذي لايخلو من خطأ ولا من متعقب.
هذا غيض من فيض فقط، وإلا فالكتاب يحتاج لنقض دعائمه، وإعادة بنيانه على المنهج الذي أراده مصنفه، ويتلو ذلك إن شاء الله سلسة في نقد الكتاب إن تيسر ذلك، أسأل الله أن يعاملنا بلطفه الخفي.
كاتبه راجي رحمة ربه العفو.

 

[عبد المالك بن عبد المجيد حريش]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

أحسن الله إليك أخي الكريم عبد الرحمن بكر وأجزل لك المثوبة في الدنيا والآخرة...
ما قلته من أن الرجل يزيد في النص من غير تنبيه سيأتي ذكره والتنبيه على مواضعه إن شاء الله تعالى،
وأنا الآن عاكف على إخراج رسالتي ولم يبق لي متسع من الوقت حتى أضعها في قسم الدراسات العليا بجامعتنا الموقرة "جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية"
وأعد أخي العزيز أن أضع بين يدي كل قارئ لهذا الكتاب النافع بحق ما تم لي جمعه من أوهام في تحقيق الرجل لهذا الكتاب والله الموفق.....

 

[عبد المالك بن عبد المجيد حريش]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

قال الدكتور ص 20-21: واشتهر بابن القرطي [بقاف مضمومة وراء ساكنة وبعدها طاء مكسورة وياء النسب]، كما ضبظها السمعاني والقاضي عياض قال السمعاني: هذه النسبة إلى بيع القرط.....
ثم قال: وقيل: ابن القرظي نسبة إلى بيع القرظ كما ضبطه ابن حجر [لسان الميزان 4/348]، وضبطها الذهبي [تاريخ الإسلام 26/131] القرضي بالقاف والضاد .
ثم قال: قلت: في النفس شيء من الضبطين الأخيرين، ولا يبعد أن يكون أحدهما أو كلاهما من تحريف النساخ أو المحققين
يقول مقيّده -غفر الله له-: على هذا النص كثير من الملاحظات:
1- تقديمه للسمعاني على القاضي عياض، والعكس أصح إذ القاضي توفي سنة 544هـ وأبو المظفر السمعاني سنة 562هـ.
2- قال عياض في ترتيب المدارك 5/ 274: "ويعرف بابن القرطي بقاف مضمومة وراء ساكنة بعدها طاء مهملة مكسورة وياء النسب"
وهذا ما يعرف بضبط الحروف عند العلماء، وهو من أصح أنواع الضبط،
والناظر في كلامه يفهم أن ابن حجر والذهبي انتهجا هذا النوع من الضبط، وهذا ما لم يكن والدليل:
جاء في لسان الميزان بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة 7/ 452: "وكان يعرف بابن القرطي نسبة إلى بيع القرط"
فلو نظر إلى هذه النسخة لقطع بما اختلج في نفسه بوقوع التحريف في النسخة التي بين يديه، وها هو أبو غدة يثبتها كما جاءت،
فكيف يجعل تلك الأقوال في مصاف القول الصحيح الذي نقله أهل العلم كالقاضي العياض الذي عُرف عنه شدة تحريه في ضبط الأسماء وبيان المبهمات وفك المشكلات، وإن الناظر في كتابه "التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة" ليعجب من علم هذا الرجل وموسوعيته. والله أعلم

 

[عبد الرحمن بكر محمد]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

أخي لك الحق في قولك من جهتين:
1- من جهة أن القاضي عياض مالكي المذهب، وترجم لابن شعبان في كتابه، فهو أولى بالتقديم.
2- تقدم العصر كما قلتَ.
ولكن لعل شهرة السمعاني هي التي جعلته يلتفت إليه، رغم خطأ مسلكه كما تفضلت بالتوضيح .

 

[بدرالدين بن عيسى بن محمد]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

جزاكم الله الخير كله
ووفقكم إلى ما يحب ويرضى
وسدد خطاكم

 

[رشيد بن محمد عمري]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

بارك الله في الجميع، ولكن أفيدونا : من هو محقق الكتاب، وأين طبع ؟

 

[محمد جلال المجتبى محمد جلال]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

لو تحصون الأقوال التي خالف فيها وكان معه الدليل

 

[عبد الهادي محمد عمر]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

لو تحصون الأقوال التي خالف فيها وكان معه الدليل

اخي الكريم أي دليل تقصد ؟الحديث الصحيح أبعدت وخرجت عن أصول المذهب والاصح ان تقول وكان موافقا للمنقول من الاثر؟

 

[حمزة الأسد بن عبدالغني مدخل]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

السلام عليكم
لو سمحتم هل يمكن أن أحصل على نسخة من الكتاب

 

[أحمد سلامة عبدالعظيم]

رد: الزاهي الشعباني، دراسة وتأصيل وتحليل

الخلاصة للأسف أن ( غالبَ ) الكتبِ الآن لا يَعمل عليها أهل الشأن ؛ ولكن يَعمل عليها من يبغي راتبا تحت مسمى ( محقِّق ) في ما يسمى أيضا ( مكتب تحقيق ) !!
وحسبنا الله ونعم الوكيل .