رد: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ
وعن أبي سعيد الخدري: أنه قال لانس وابن عمر ولغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
احملوني على قطيفة قيصرانية وأجمروا على أوقية مجمر وكفنوني في ثيابي التي أصلى فيها وفى قبطية في البيت معها.
وفقك الله أختي أم سلمة
هذا الحديث لم أقف على درجته، بله لم أجده مخرّجا، فإن وقفتِ عليه فبيّني ذلك لي مشكورة مأجورة، لأني-وعلى حد علمي القاصر- لا أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بهذا في كفنه.
ولو أوصى بذلك فما كان ليخالف ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويجتهدوا في تغسيله وتكفينه بثلاثة أثواب بيض يمانية
ثانيا: بالنسبة لوصية الميت في كفنه وغيره فهي تعتبر ما دامت توافق صوابا.
وثالثا: إن ما يختاره الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم هو الأفضل له، فمن أراد الاقتداء فقد أدى مستحبا، حيث أصح الروايات في تكفينه صلى الله عليه وسلم أنها ثلاثة ثياب بيض.
ومن أراد أن يوصي بما يموت وهو عليه أو قميصا يحبه، أو كان يصلي فيه، فقد اقتدى بفعل خير السلف رضي الله عنهم جميعا
فإن أبا بكر رضي الله قال: كفنوني في ثوبي اللذين كنت أصلي فيهما.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا )
أما هذا الحديث فأزيد فوائد على ما ذكرته أختي الفاضلة أم سلمة - وفقك الباري لكل خير-
أن الإمام ابن عبد البر ذكره في التمهيد فقال: "وهذا قد يحتمل أن يكون أبو سعيد سمع الحديث في الشهيد فتأوله على العموم ويكون الميت المذكور في حديثه هو الشهيد الذي أمر أن يزمل بثيابه ويدفن فيها ولا يغسل عنه دمه ولا يغير شيء من حاله بدليل حديث ابن عباس وغيره عن النبي أنه قال إنكم محشورون يوم القيامة حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم فلهذا الحديث وشبهه تأولنا في حديث أبي سعيد ما ذكرنا والله أعلم وقد كان بعضهم يتأول في حديث أبي سعيد أنه يبعث على العمل الذي يختم له به وظاهره على غير ذلك والله أعلم". (19/15) ت: مصطفى العلوي، محمد البكري.
وقال ابن حجر في الفتح: "أو يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر فيحشرون عراة ثم يكون أول من يكسى إبراهيم وحمل بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم الذين أمر أن يزملوا في ثيابهم ويدفنوا فيها فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد فحمله على العموم وممن حمله على عمومه معاذ بن جبل فأخرج بن أبي الدنيا بسند حسن عن عمرو بن الأسود قال دفنا أم معاذ بن جبل فأمر بها فكفنت في ثياب جدد وقال أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يحشرون فيها قال وحمله بعض أهل العلم على العمل" (11/383) دار المعرفة.