العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

منقول حول الزواج من صغيرات السن ... للاطلاع وابداء الراي

إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
14
الكنية
أبو أمين
التخصص
فقه وأصول
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
شافعي
سادتي الكرام .. السلام عليكم ..
اضع بين نواظركم مقالاً وصلني حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمنا عائشة رضي الله عنها ، يعترض فيها الكاتب على المشهور من كون سنها وقتئذ 9 سنوات ..
انقله لكم كما جاءني ، فارجو التكرم بالاطلاع وابداء الرأي .. جزاكم الله خيرا ..

صحفي شــاب يصحح للأئمــة خطـأ ألـف عـام
هذا بالضبطما كنا نقول ونعتقد , فلا يمكن لرجل في الثالثة والخمسين من عمره أن يتزوج طفلةعمرها 9سنوات فكيف بنبي هذه الأمة و سيد المرسلين ثم أنه لو كان ذلك صحيحا لأصبحالزواج من طفلات صغيرات سنة نبوية يجتهد المسلمون في تطبيقها والأخذ بها
أريد مننشر هذا المقال تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفي شاب لم يدخل الأزهر، ولم يضعيوما علي رأسه عمامة أو يدعي أنه من أهل الذكر.. إلخ، إنه صحفي كبقية الصحفيين،ولكن هذا لم يمنعه من أن يعني بقضية حاكت كما حاكت في نفوس آخرين فقبلوها صاغرين،ولكنه وطن نفسه علي أن يدرسها ولم يثنه أنها مثبتة في البخاري وأن أعلام الأمةتقبلوها لأكثر من ألف عام، تلك هي قضية أن الرسول تزوج عائشة وهي في سن السادسةوبني بها (أي دخل بها) في سن التاسعة بناءً علي ما جاء في البخاري (باب تزويجالنبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها3894): حدثني فروة بن أبي المغراء حدثناعلي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «تزوجني النبي صلي اللهعليه وآله وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة.. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنتتسع سنين"».
وجد الباحثفي نفسه حمية للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلها لم توجد في غيره.
أعد نفسهلمقارعة تلك القضية، ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، ولكنهأيضًا نقد سند الروايات التي روي بها أشهر الأحاديث الذي جاء في البخاري ومسلم،وأثبت في الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحًا. من ناحية التواريخ، عاد الصحفي الشاب إليكتب السيرة (الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخبغداد ــ وفيات الأعيان)، فوجد أن البعثة النبوية استمرت 13 عامًا في مكة و 10أعوام بالمدينة، وكانت بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام 610، وكانت الهجرةللمدينة عام623م أي بعد 13 عامًا في مكة، وكانت وفاة النبي عام 633م والمفروض بهذاالخط المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تزوج أم المؤمنين السيدة عائشةقبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أي في عام 620م،
وهو مايوافق العام العاشر من بدء الوحي، وكانت تبلغ من العمر 6 سنوات، ودخل بها في نهايةالعام الأول للهجرة أي في نهاية عام 623م، وكانت تبلغ 9 سنوات، وذلك ما يعني حسبالتقويم الميلادي، أنها ولدت عام 614م، أي في السنة الرابعة من بدء الوحي حسبرواية البخاري، وهذا وهم وخطأ كبير.... ونقد الرواية تاريخيا بحساب عمرالسيدة(عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين): تقول كلالمصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ 10 سنوات،
كما ترويذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء)ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ 27 عامًاما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام 610م كان 14 سنة وذلك بإنقاص من عمرهاقبل الهجرة 13 سنة وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن ( 27 ــ 13 = 14 سنة )،وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ 10 سنوات، إذن يتأكدبذلك أن سن(عائشة) كان 4 سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدءالوحي بـ 4 سنوات كاملات، وذلك عام 606م،
ومؤدي ذلكبحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبويةكان عمرها 14 سنة، لأن (4 + 10 = 14 سنة) و بمعني آخر أن (عائشة) ولدت عام (606م)وتزوجت النبي سنة (620م) وهي في عمر (14) سنة، وأنه كما ذكر بني بها ـ دخل بها ـبعد (3) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام(624م) فيصبح عمرها آنذاك (14 + 3 + 1 = 18 سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التيتزوج فيها النبي الكريم (عائشة).
وكذلك
باشر بحسابعمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء ـ ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخيةالسابقة بلا خلاف بينها أن(أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهي مقتلابنها (عبدالله بن الزبير)علي يد (الحجاج) الطاغية الشهير، وذلك عام (73 هـ)،وكانت تبلغ من العمر (100) سنة كاملة فلو قمنا بعملية طرح لعمر (أسماء) من عاموفاتها (73هـ) وهي تبلغ (100) سنة كاملة فيكون (100 ــ 73 = 27 سنة) وهو عمرها وقتالهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية فإذاطرحنا من عمرها (10) سنوات،
وهيالسنوات التي تكبر فيها أختها(عائشة) يصبح عمر (عائشة) (27 ــ 10 = 17 سنة) وهوعمر (عائشة) حين الهجرة ولو بني بها ـ دخل بها ـ النبي في العام الأول يكون عمرهاآنذاك (17 + 1 = 18 سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عندالزواج من النبي. وما يعضد ذلك أيضًا أن (الطبري) يجزم بيقين في كتابه (تاريخالأمم) أن كل أولاد (أبي بكر) قد ولدوا في الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمنيالصحيح ويكشف ضعف رواية البخاري، لأن(عائشة) بالفعل قد ولدت في العام الرابع قبلبدء البعثة النبوية.
وكذلك
باشر بحسابعمر (عائشة) مقارنة بالسيدة بفاطمة الزهراء عليها السلام بنت النبي صلى الله عليهوسلم: يذكر (ابن حجر)في (الإصابة) أن السيدة فاطمة الزهراء "ع" ولدت عامبناء الكعبة والنبي ابن (35) سنة، وأنها أسن ــ أكبر ــ من عائشة بـ (5) سنوات،وعلى هذه الرواية التي أوردها (ابن حجر) مع أنها رواية ليست قوية، ولكن علي فرضقوتها نجد أن (ابن حجر)وهو شارح (البخاري) يكذب رواية (البخاري) ضمنيا، لأنه إنكانت السيدة(فاطمة الزهراء) ولدت والنبي في عمر (35) سنة فهذا يعني أن (عائشة)ولدت والنبي يبلغ (40)سنة وهو بدء نزول الوحي عليه، ما يعني أن عمر (عائشة) عندالهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية في مكة وهي (13) سنة وليس (9) سنواتوقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد في رواية البخاري .
نقدالرواية من كتب الحديث والسيرة: ذكر (ابن كثير) في (البداية والنهاية) عن الذينسبقوا بإسلامهم «ومن النساء..أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاءفي ثلاث سنين ورسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) يدعو في خفية، ثم أمر الله عزوجل رسوله بإظهار الدعوة»، وبالطبع هذه الرواية تدل علي أن (عائشة) قد أسلمت قبلأن يعلن الرسول الدعوة في عام (4) من بدء البعثة النبوية بما يوازي عام (614م)،ومعني ذلك أنها آمنت علي الأقل في عام (3) أي عام (613م) فلو أن (عائشة) علي حسبرواية (البخاري) ولدت في عام (4) من بدء الوحي معني ذلك أنها لم تكن علي ظهر الأرضعند جهر النبي بالدعوة في عام (4) من بدء الدعوة أو أنها كانت رضيعة، وهذا مايناقض كل الأدلة الواردة، ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنها ولدت في عام (4)قبل بدء الوحي أي عام (606م)ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (614م)يساوي (8) سنوات، وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث وينقض رواية البخاري.
أخرجالبخاري نفسه (باب ـ جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) قالت:" لم أعقلأبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفيالنهار بكرة وعشية"، فلما ابتلي المسلمون خرج أبوبكر مهاجرًا قبل الحبشة)،ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا فـ(عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهمايدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول "إن النبي كان يأتي بيتهمكل يوم" وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات،
والمؤكد أنهجرة الحبشة إجماعًا بين كتب التاريخ كانت في عام (5) من بدء البعثة النبوية مايوازي عام (615م)، فلو صدقنا رواية البخاري أن عائشة ولدت عام (4) من بدء الدعوةعام (614م) فهذا يعني أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة، فكيف يتفق ذلك مع جملة (لمأعقل أبوي) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحًا، ولكن بالحساب الزمني الصحيح تكون (عائشة)في هذا الوقت تبلغ (4 قبل بدء الدعوة + 5 قبل هجرة الحبشة = 9 سنوات) وهو العمرالحقيقي لها آنذاك.
ولم يقنعالمؤلف بهذا الحساب المقارن، بل إنه أجري أيضًا حساب عُمر (عائشة) مقارنة بفاطمةالزهراء، مما لا يتسع له مجال المقال، ثم ختم الباحث بحثه بنقد السند فلاحظ أنالحديث الذي ذكر فيه سن(عائشة) جاء من خمسة طرق كلها تعود إلي هشام بن عروة، وأنهشام قال فيه ابن حجر في(هدي الساري) و(التهذيب): «قال عبدالرحمن بن يوسف بن خراشوكان مالك لا يرضاه، بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم ـ جاء ـالكوفة ثلاث مرات ـ مرة ـ كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة وقدم ـ جاء ـالثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة».
والمعنيببساطة أن (هشام بن عروة)كان صدوقاً في المدينة المنورة، ثم لما ذهب للعراق بدأحفظه للحديث يسوء وبدأ(يدلس) أي ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي،بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفي علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثني) أقوي من قولالراوي (عن فلان)، والحديث في البخاري هكذا يقول فيه هشام عن (أبي وليس (سمعت أوحدثني)، وهو ما يؤيد الشك في سند الحديث، ثم النقطة الأهم وهي أن الإمام (مالك)قال: إن حديث (هشام)بالعراق لا يقبل،
فإذا طبقناهذا علي الحديث الذي أخرجه البخاري لوجدنا أنه محقق، فالحديث لم يروه راو واحد منالمدينة، بل كلهم عراقيون مما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق بعد أن ساءحفظه، ولا يعقل أن يمكث (هشام)بالمدينة عمرًا طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولومرة واحدة، لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبي فيكتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذي رأي وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة،فكفي بهاتين العلتين للشك في سند الرواية السابقة " انتهي.
أختمالمقال بما قدمته به، أن هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه باحث لم يتخرج في الأزهر ـربما بفضل عدم تخرجه في الأزهر ـ من تفنيد لقضية تقبلتها الأمة بالإجماع (كمايقولون)، وفاتت علي الأئمة الأعلام، ولماذا لم يلحظ رئيس قسم الحديث بالأزهر هذابدلاً من أن يتحفنا بفتوي إرضاع الكبير؟
وأخيرا منهو هذا الباحث الذي قام بهذا التحقيق؟
ـ إنهالصحفي الأستاذ «إسلام بحيري»، وجاء بحثه في العدد زيرو ص 21 من جريدة «اليومالسابع» الذي صدر في القاهرة في 15/7/2008.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,509
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: حول الزواج من صغيرات السن ... للاطلاع وابداء الراي

أخي يرجى الاطلاع على هذا الرابط وفيه تمت مناقشة هذه المسألة من قبل
http://www.feqhweb.com/vb/t10624
 
أعلى