العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جديد مبرر للسهر في أرض الشام

إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
كلماته أشعلت في قلبي مواقد الأسى، وألهبت في ضلوعي نيران الحزن، وتطاول الشوق المتّقد حتى أرّق جفني وأدمع عيني.
تلك هي الكلمات كسهامٍ اخترقت بين الضلوع، من صديق مقرّب وحبيبٍ مجرّب، تربطني به ذكريات وأي ذكريات.
شاهَدَتْ عيناه أنّي أتصل بالحاسوب، فأرسل سؤاله الآتي:
أبا محمد: اتفقنا بموعد السهرواختلفنا في المبررات...
قلت: وما أسهرك؟ [ حيث لم ينتبه لفارق التوقيت بين بلدي الإقامة]
قال: أنا سهران (علشان) الخبز.
قلت: أي خبز!
ثم تذكرت أنّي أكلّم شخصاً من بلادي المشتعلة.
يا الله. بلاد الشام يسهرها طلب الرغيف، بلاد الشيخ والتلميذ والعالم يسهرها طلب الطحين.
سبحان الذي بارك فيها بنص كتابه.
تذكرت ابن عساكر وابن تيمية وابن كثير والنووي. تذكرت آساد الشرى تناطح الكفر بسيوف الإيمان.
لم يدر في خلدي يوماً أنّ الشام تنزف للرغيف.
وتذكرت في أمّة المليارين تلك البطون الممتلئة، والتي ملئت حاويات القمامة بما يسدُّ حاجات الكثير.
وخطر ببالي آلام أمّ خرجت بنفسها قبيل الفجر لا لوضوئها وصلاتها ولكنّها تعبّدت الله في طلب الرغيف، يسهرها هم الصغار، ويعصرها الألم على الكبار الذين التحقوا بالثغور
وتقف في طوابير الرغيف الساعات الطوال، لتحصل على ثمانية أرغفة في كيس خبز، واحد لطفلها الصغير وآخر لزوجها المريض، و الستة الباقية للسجانين على مداخل حارتها الضيقة
يحتسونه مع دم الشهداء في كل صباح.
تذكرت عجوزاً، وتذكرت طفلاً وطفلة على طوابير المياه في بلاد الأنهار والينابيع والثلوج.
في بلاد المياه السبعة الطاهرة المطهِّرة، يتيممون
في بلاد المياه الطاهرة غير المطهِّرة، يعطشون
في بلاد الحرية والعزة، يهانون.
في بلاد يهبط فيها المسيح، ويظهر فيها المهدي يُظلمون.
ألا يا صاحب الآمال والآلام اعتبر، وجد بدعوة لتلك الوجوه الطيبة.
في... وفي...
وصورة تجرُّ صورة
تذكرت ما قاله لي عجوز نخر (السرطان) في خلايا جسمه وأقعده المرض: يا شيخ في قريتنا تبكي عجوز أمام جلاد الحواجز الذي أوقف ابنيها لتقول له إذا كان ولابد أنت قاتل فتعال أقاسمك
أقتل واحد وأبقي لشيبتي واحد، والله قالها لي وسمعهتا أذناي منه قال العجوز: واستدارت بعد دقيقتين لتحمل جثتيهما إلى المقبرة.
أهذه الشام .... أم جروح قلبي المتفطرة.
أهذه الشام......
قالها لي: أنا سهران علشان الخبز.
صليت الفجر في مسجدنا وقرأ الإمام في صلاته: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة , ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم , مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصرالله قريب).
ورددت في خاطري:ألا إن نصرالله قريب.....ألا إن نصرالله قريب.
 
أعلى