العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
ماذا يحدث في مالي؟
مركز التأصيل للدراسات والبحوث

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

شهدت مالي تمردا عسكريا في 21 مارس 2012م، حيث سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على السلطة، بعد استيلائها على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو، وتم هذا الانقلاب قبل 5 أسابيع من الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مالي، والتي كانت مقررة في 29 إبريل الماضي، وبرر القائمون بالانقلاب موقفهم بالقول إن "حكومة الرئيس المطاح به لم تدعم بشكل كاف المعركة التي يخوضها جيش مالي ضد الطوارق العرب في الشمال الذي يعج بالأسلحة والمقاتلين".

فالانقلاب الذي حدث في مالي منذ تسعة أشهر لم يكن له سبب معلن إلا العداء للإسلاميين في شمال مالي، وهو الأمر الذي لم يتغير حتى اليوم، فالانقلابيون "العلمانيون" من صغار الضباط في الجيش المالي يرون أن في سيطرت الإسلاميين على زمام الأمور في الشمال المالي خطرا عليهم، وهو حق لأن منهجهم قائم على العلمانية وإزاحة الدين عن حياة الشعب المالي رغم أن الإسلام هو دين أغلبية الشعب.
حيث يشكل المسلمون حاليا نحو 90% من سكان مالي التي تعتبر أكبر دولة في غرب أفريقيا، بينما لا تزيد نسبة المسيحية باختلاف طوائفها عن نسبة 5% من الشعب المالي، ويدين بديانات أخرى بقية الشعب البالغ نسبتهم5%.

وتزامنا مع هذا الانقلاب أعلنت عدة جماعات إسلامية استقلال منطقة أزواد (الشمال المالي) عن دولة مالي خوفا على الهوية الإسلامية لسكان هذه المنطقة، وحتى يُسمح لهم بتطبيق الشريعة الإسلامية والتحاكم إليها، لذلك أكدت حركة "أنصار الدين" التي تسيطر على مدينة تمبكتو في شمال مالي آنذاك أنها تخوض حربًا من أجل الإسلام في مالي، وأنها ضد أي ثورة لن تندلع باسم الإسلام.

وقال عمر هاماهاي القائد العسكري للحركة في شريط فيديو صوره هواة: "إن حربنا حرب مقدسة، إنها حرب قانونية.. نحن ضد عمليات التمرد، نحن ضد الاستقلالات، ونحن ضد جميع الثورات التي لم تنشب باسم الإسلام، جئنا لنمارس الإسلام باسم الله"، وأضاف: "ما نريد نحن ليس أزواد".

إذن فما يحصل في مالي هذه الأيام من قبل الإسلاميين في الشمال ليس تمردا على الدولة ولا طمعا في الانفصال- لمجرد الانفصال- وإنما هو تمرد على التمرد العلماني، وطلبا لحكم الشريعة وتحكيمها في حياة شعب مالي المسلم.

لأجل هذا حملت دول غربية وعلى رأسهم فرنسا على عاتقها محاربة هؤلاء المجاهدين وكبح جماحهم خوفا من بزوغ فجر جديد لدولة إسلامية وليدة تتحاكم إلى شرع الله، وحتى لا يتم تصدير هذه الفكرة إلى غيرها من البلدان المنابذة لحكم الشريعة.

من ناحية أخرى كشف المتحدث باسم حركة أنصار الدين المالية المعارضة، سنده ولد بوعمامة، عن سر الحملة العسكرية الفرنسية في مالي، وحذر من أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يستهدف بالدرجة الأولى الجزائر، داعيا الجزائريين للوقوف إلى جانب الحركة.

وقال ولد بوعمامة، في حوار مع صحيفة (الشروق) الجزائرية "إنه مشروع فرنسي لإعادة مكانة فرنسا في المنطقة التي حظيت بها خلال ستينات القرن الماضي، ففرنسا أرادت هذه الحرب وخططت لها منذ سنوات، وهي الآن تنفذها، حيث الصراع يعود إلى سنوات، بل إلى عقود من الزمن".

والذي يدعو للعجب في هذا الأمر هو التحرك الفوري الذي شرعت فيه دول الغرب وبعض الدول الإسلامية للتدخل لوئد الحركات الإسلامية في شمال مالي، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري الويلات بفعل بشار وعشيرته من قتلة الشيعة.

ألم يكن حريا بهؤلاء السعي لوقف آلة القتل التي تعمل في أهل سوريا ليل نهار حتى أتت على أكثر من ثلاثين ألفا منهم، أم أن قرارات مجلس الأمن والمجموعات الاقتصادية والاتحادات الدولية لا تصب إلا في مصلحة الغرب، ولا تعرف للمسلمين سبيلا إلا سبيل التآمر عليهم والنيل منهم؟

فقد بدأت فرنسا منذ صباح يوم الجمعة الماضي التدخل العسكري شمال مالي، لمطاردة الجماعات الإسلامية التي تسيطر على تلك المنطقة، وعلى رأسها جماعة "أنصار الدين"، كما أعلنت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس) أنها تنوي إرسال مقاتلين إلى مالي لمساعدة الحكومة في وقف مد الإسلاميين.

وبناء على هذه الهجمة أكد علماء الدين المسلمون في إقليم آزواد، باستحلال دماء وأموال كل من يتدخل عسكريا في البلاد ومن يتعاون معه، وقال العلماء في اجتماع دعت إليه جماعة "أنصار الدين" الإسلامية المسلحة في مدينة آرياو الشمالية إن "كل من تعاون مع قوات أجنبية في حملتهم على الإسلام هو مستحل الدم والمال"، حسبما ذكر موقع "الحدث الأزوادي".

جدير بالذكر بيان أن منطقة آزواد تضم ثلاث ولايات وهي (تنبكت، غاو، كيدال)، ويصل عدد سكان المنطقة لقرابة المليوني نسمة، حيث تسكن المنطقة مجموعات الطوارق الذين يتحدثون لغتهم تـاماشيق، إضافة لأقليات من البدو الرحل بينهم المتحدثين بالحسانية من العرب وهي أقرب اللهجات للعربية المستخدمة في شمال أفريقيا، إضافة لبعـض قبائل الصنغاي الأفريقية وبعض قبائل الفلات، وهذه المنطقة مذ دخلها الإسلام لم تعرف ديانة أخرى غيره، وأهلها يغلب عليهم طابع الالتزام بالأحكام الشرعية، والحب الشديد للإسلام والتضحية في سبيل الدفاع عنه.

-------------------------
أقول: جرح جديد في جسد الأمة الإسلامية
وأبناؤها يشاهدون ويتابعون الأحداث دون اكتراث
وكأن الأمر لا يعنيهم
ولقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
 

أم هبة الله

:: متابع ::
إنضم
30 ديسمبر 2012
المشاركات
95
الكنية
أم محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مذهب أهل السنة والجماعة
رد: هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

نعم يا أخية..تلكم هي فرنسا!!

وما أدراكم ما فرنسا!!

فرنسا التي قادت حربا على النّقاب باسم الحرية الشخصية!!

وفرنسا التي تجرِّم من يفصل بين جلستي الرجال والنّساء في بيته!!

وفرنسا التي تعتقل الرجل المسلم إن اشتكته ابنته لأنه (فقط) منعها من ممارسة حريتها الشخصية باصطحاب شاب إلى البيت!!

تلكم هي فرنسا بلد الحريات!!

وعليه والحال ذاك فلا يستبعد تدخلها في مالي من أجل حق الشعب المالي في ممارسة حريته!!

فهل من سَمْع صاغٍ وقلب واعٍ لحقيقة الحرية الشخصية التي تسعى فرنسا لتطبيقها في البيوت والدول!!
 
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
63
التخصص
أصول الفقه
المدينة
أبو ظبي
المذهب الفقهي
شافعي
رد: هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

ما أشبه اليوم بالأمس, إنها حرب صليبية جديدة تساندها أياد داخلية, وإن مكرها لتزول منه الجبال
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الذي هو حسبنا
حسبنا الله من جميع خلقه
 

بنت من السويس

:: مطـًـلع ::
إنضم
26 فبراير 2011
المشاركات
147
التخصص
فلسفه
المدينة
السويس
المذهب الفقهي
الدليل
رد: هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

بلغ من فجور فرنسا انها تطالب دول الخليج بتمويل حملتها الصليبية

الى الله المشتكى
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد الشيخ الددو: "على ما تقوم به فرنسا اليوم في مالي

رد الشيخ الددو: "على ما تقوم به فرنسا اليوم في مالي

[h=1]الشيخ الددو: "ما تقوم به فرنسا اليوم أعظم وأفظع من كل تلك الأخطاء التي يرتكبها بعض المسلمين"[/h]
قال العلامة الموريتاني ورئيس مركز تكوين العلماء، الشيخ محمد الحسن ولد الددو، إن مناصرة الفرنسيين في الحرب الواقعة في مالي جريمة منكرة وأمر محرم شرعا.

وحذر المسلمين من مد يد العون إلى الفرنسيين في تدميرهم لبلد مسلم واحتلاله، داعيا إلى نصرة المسلمين في مالي والتضامن معهم.
وقال الشيخ الددو في خطبة الجمعة: "إننا لا نبرر الإرهاب، ولا نبيح الولوغ في دماء المسلمين، ولكن ما تقوم به فرنسا اليوم أعظم وأفظع من كل تلك الأخطاء التي يرتكبها بعض المسلمين".
وعبر الشيخ الددو عن رفضه لتدمير فرنسا لبلد مسلم، قائلا إن ما تقوم به الطائرات الفرنسية اليوم في مالي هو مظهر من مظاهر الاستعلاء في الأرض والظلم الذي يمارس على المسلمين في أي مكان.
واتهم الشيخ الددو الغربيين بممارسة الإرهاب وقتل الأبرياء وتشريد الآمنين في كل بقعة من بقاع الأرض.
وذكر بتدمير سوريا بصواريخ روسية، وتدمير العراق وأفغانستان بصواريخ أمريكية، والآن تتولى فرنسا تدمير بلد مسلم وجار في مظهر من مظاهر الاستعلاء في الأرض والقتل دون مبرر.
وختم الشيخ الددو –وهو أحد أبرز العلماء الموريتانيين– خطبته بالتحذير من مد يد العون للفرنسيين في حربهم الحالية، كما دعا إلى نصرة المسلمين في مالي والتضامن معهم في مواجهة الغزو الفرنسي.

 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

حينما
للأمل، إن شاء الله تعالى أرددها حتى لا أصاب بالذهول
حتما ستنتهي آلامنا يوما، حينما نعمل ما نقول
وحينما تُطابق حياتنا –قدر المستطاع- حياة الرسول
وحينما نأذن لظلمة المعاصي أن تزول
وحينما ينتهي الظلم بيننا ونجعله يزول
ونتبع الحق ولو على أنفسنا ونكون عدول
ونحب لبعضنا ما نحبه لأنفسنا وينتهي الفضول
ولا نكون بوق غيرنا، أو نكون لهم ذيول
ولا يكون بيننا فقير أو محتاج أو عزول
ونلجم النفس عن غيها وظلمها عنا يحول
ويقل الخبث والرذائل بيننا، فتحيا القلوب والعقول
ونصلح حال أنفسنا وبيوتنا ولله نؤول
ونسعد في الدنيا ويكون رضا الله هو المأمول
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

بيان رابطة علماء المسلمين حول الحرب الفرنسية الظالمة ضد مسلمي مالي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ناصر المستضعفين، وجاعل الدائرة على أعداء الدين المحاربين (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين القائل: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) والقائل:(المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه)الحديث، وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد،


فإن الحرب التي تشنها فرنسا على المسلمين في مالي ضرب من العدوان السافر، والتدخل في شؤون لا مسوغ لدخولها فيها، لكنها حرب طوائف من الإسلاميين بدعوى الإرهاب والتشدد، فما كان ذنبهم إلاّ سعيهم لإقامة حكم إسلامي في بلدهم الذي طالما اخضع للاستعمار وشريعة الغرب، فالمسلمون في مالي لم يرتكبوا جرائم حرب، ولا جرائم ضد الإنسانية، ولا هددوا الأمن والسلم الإقليمي فضلاً عن الدولي! بينما يرتكب نظام مجرم في الشام أبشع الجرائم ضد البشرية، وفرنسا كسائر الأمم الغربية تتفرج، وتكتفي بالشجب البارد، ولا تحرك ساكناً، بل تتربص للتدخل إذا استتبت الأمور للمجاهدين ، للحيلولة دون أن يقطفوا ثمرة جهادهم!


وحيال هذا الظلم والعدوان نبين للأمة ما يأتي:


أولاً: ما فعلته فرنسا حرب وعدوان على المسلمين، يجب إنكاره، ولا يجوز إقراره فضلاً عن دعمه مادياً أو إعلامياً أو بأي نوع من أنواع الدعم المعنوي، فمظاهرة الكافرين على المسلمين من نواقض الإسلام كما هو ظاهر القرآن وبينه أئمة وعلماء الإسلام، ولاسيما إن كان الكافر يعلن بأن حربه على قوم يريدون إقامة حكم إسلامي في بلدهم، فإعانته الكفار في هذه الحال من الموبقات العظيمة التي لا يجوز لمسلم أن يسهم فيها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [المائدة: 51-52].



ثانياً:
على جميع المسلمين دولا وشعوبا رد هذا العدوان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ودعم المجاهدين هناك بما أطاقوا، فإن لم تكن لهم على الحرب قدرة، ولم يكن لهم إلى دعم المجاهدين سبيل، فلا أقل من الوساطة للخروج بحل سلمي مشروع يكف المعتدي، ويصلح ما بين الإخوة في مالي، ويقع على عاتق أهل العلم والعقل والديانة في تلك البلاد من ذلك الثقل الأكبر، وكل ذلك من جملة الولاء الواجب بين المؤمنين. لأن الكفار يوالي بعضهم بعضا، كما بين سبحانه (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [الأنفال: 73]، وقد فعلوا ذلك، فتمالؤا في هذه النازلة، ودعموا الفرنسيين دون مواربة، وحري بالمؤمنين أن يوالي بعضهم بعضاً: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [الأنفال: 72].



ثالثاً:
حال المسلمين اليوم، تقتضي العمل على إقامة الدين بحكمة، فتراعى العواقب، وتدرك حدود الطاقة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وما آتاها، ورحم الله امرئً عرف قدر نفسه، وقدر قبل الخطو لرجله؛ فلم يعنت نفسه أو يسبب العنت لغيره، لكن تقدير هذه الأمور كثيراً ما يكون موضع اجتهاد، فلا يجوز أن يكون الخلاف فيه سبباً في خذلان المسلم لأخيه المسلم، ولا مسوغاً لإسلامه لعدوه، دع الإعانة عليه أو الشماتة به، أو إقرار احتلال بلاده، فهذا فعل من لا خلاق لهم، وقد قال الله فيهم: (الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران: 168]، وقد كان هذا يوم أحد حيث خرج المسلمون باجتهاد، ونزلوا من الجبل باجتهاد.



وأخيراً،
فإن مما ليس لمسلم أي عذر فيه هو واجب النصرة بالدعاء لإخواننا في مالي بأن يذل الله أعداءهم، وينصرهم عليهم، وأن يرزق المسلمين من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء، وأن يلطف بهم، ويداوي جرحاهم ويشفي مرضاهم، ويرحم قتلاهم، وأن ينجي المستضعفين ويهلك الظالمين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رابطة علماء المسلمين
 
إنضم
18 يناير 2013
المشاركات
12
التخصص
فقه وأصول
المدينة
باتنة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل تعرف ماذا يحدث في مالي؟ ادخل واقرأ

نسأل الله أن يجعل الفرج قريبا
 
أعلى