بشرى عمر الغوراني
:: فريق طالبات العلم ::
- إنضم
- 29 مارس 2010
- المشاركات
- 2,121
- الإقامة
- لبنان
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم أنس
- التخصص
- الفقه المقارن
- الدولة
- لبنان
- المدينة
- طرابلس
- المذهب الفقهي
- حنبلي
نبت هذا البرعم حديثاً على غصن صغير هشّ في شجرة العلم العظيمة..عشق تلك الشجرة، وأحبّ ذلك الغصن الذي يحمله، وألف الوريقات الخضراء التي تحوطه، وتقيه من حرّ وقرّ. إلى جانب هذا الحبّ، وذلك الإلف، نمتْ خطوبٌ، مزّعتْ فؤاد البرعم الصغير، وأثارتْ خواطره وأشجانه.. فمن تحته، تنمو حشائش ضارّة، وبعضها سامٌّ، على ساق الشجرة وحولها؛ تبثُّ نَتَنَ ريحها، وتنفثُ سمومها؛ فيلفحه منها ما قُدّر له. وحوله، تنتشر هوامّ الأرض، ترغي وتزبد، وتسعى في إفسادٍ وإهلاك، وما من مبيد حشريّ يستأصل شأفتها.. أما من فوقه، فهو يرى بصيص النور والإشراق، يتنسّم عبقاً لا مثيل له، حيث تلك الثمار اليانعة الفاضلة على رأس الشجرة العظيمة، فيهفو قلبه إليها، وقد شمخت بنفسها نحو العلاء..
هو بين هذا وذاك، بين شكر وصبر؛ فإنه إذا نظر إلى ما تحته وحوله، حمد الله بقلبه أن لم يكن منهم، وأشفق عليهم أيّما إشفاق، ودعا لهم بالخير، وإذا تطلّع إلى ما فوقه، هاله بُعدُ الطريق، ووحشتها، ووعورتها، فصابر واصطبر، وكتم أشواقه في حرقة انفاسه، لكنه لم يقنط من رحمة ربّ، سبقتْ رحمتُه غضبَه، باسطٍ يديه بالعطايا، مجيب دعوة المضطرين.. ووالله لم يرجُ غيرَ مَنْ بيده ملكوتُ كل شيء، ولم يتّكل إلا على الحيّ القيّوم الذي لا إله إلا هو، ولسان حاله يقول:
إلهي برعم يرجوك كيما***تنيرَ فؤاده حُكماً وعلما
وتُلهمَ نفسه صبراً وشكراً***فإنّ السابقين روَوْه عزما
هو بين هذا وذاك، بين شكر وصبر؛ فإنه إذا نظر إلى ما تحته وحوله، حمد الله بقلبه أن لم يكن منهم، وأشفق عليهم أيّما إشفاق، ودعا لهم بالخير، وإذا تطلّع إلى ما فوقه، هاله بُعدُ الطريق، ووحشتها، ووعورتها، فصابر واصطبر، وكتم أشواقه في حرقة انفاسه، لكنه لم يقنط من رحمة ربّ، سبقتْ رحمتُه غضبَه، باسطٍ يديه بالعطايا، مجيب دعوة المضطرين.. ووالله لم يرجُ غيرَ مَنْ بيده ملكوتُ كل شيء، ولم يتّكل إلا على الحيّ القيّوم الذي لا إله إلا هو، ولسان حاله يقول:
إلهي برعم يرجوك كيما***تنيرَ فؤاده حُكماً وعلما
وتُلهمَ نفسه صبراً وشكراً***فإنّ السابقين روَوْه عزما