العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع للمدارسة
ما مدى إلزامية نتيجة التحليل الطبي للدم على المريض من الناحية الشرعية سواء في مجال وجوب التداوي أو غيره؛ لاحظ هذه الحالات:
1- نتيجة التحليل كانت نقص السكر في الدم مما يترتب عليه تنبيه المريض للأكل كل (6) ساعات تقريباً. مما يعني ذلك الفطر في نهار رمضان.( قلت: هذا التحديد لعدد الساعات هو ما وصفه الطبيب لأبي المصاب بمرض نقص السكر ولم أقرأ عنه في مرجع فوجب التنبيه)
2- نتيجة التحليل أثبتت وجود اختلال عصبي أو نفسي مما ينبه إلى اختلال الاختيار عنده مما يعني لزوم الحجر على تصرفاته وبطلانها.
3- نتيجة التحليل أثبتت مرضاً خطيراً، مما يلزم المريض بتناول دواء معين.
علماً أنني اطلعت على قول شيخ الإسلام ابن تيمية (21/564): (ولست أعلم سالفاً أوجب التداوي , وإنما كان كثير من أهل الفضل والمعرفة يفضل تركه تفضّلاً واختياراً لما اختار الله ورضى به وتسليماً له ).
وأنا بحاجة لمناقشة نتائج هذه المسألة،
والله الموفق للصواب

والسؤال هل يصبح الفطر واجباً والحجر من قبل القاضي ملزماً بالحكم عليه والتداوي واجباً.
وبمعنى آخر هل تعتبر نتائج التحليل المخبري ملزمة شرعاً؟.
أرجو المشاركة
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأخي صالح حفظكم الله أرجو أن ينفعكم هذا البحث
أحكام التداوي في الإسلامد . أحمد محمد كنعان
1 – تمهيد:التداوي (Treatment) هو تعاطي الدواء بقصد معالجة المرض أو الوقاية منه، وقد أصبح للتداوي في العصر الحاضر أشكال ووسائل عديدة جداً، منها: العلاج بالأدوية) (Drugs)، والعلاج بالجراحة، والعلاج النفسي، والعلاج الفيزيائي (Physiotherapy) وغيرها كثير من الوسائل العلاجية المستجدة. الأصل في التداوي الإباحة عملاً بالقاعدة التي تقول: إن الأصل في الأشياء الإباحة، وقد كان النبي  يتداوي، وكان يأمر بالتداوي لمن أصابه مرض من أهله أو أصحابه، وكان النبي  يقول: (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بالحرام) (1)، ويعمم الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى هذا الحكم على جميع الأدواء فيقول: (وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها)( ). وقد أختلف أهل العلم في حكم التداوي: هل هو واجب؟ أم مندوب؟ فذهب بعضهم إلى عدم الوجوب اعتماداً على الأصل الشرعي الذي يقول إن الشافي هو الله تعالى، ويحتجون بما ورد في القرآن الكريم على لسان أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام حين قال وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ سورة الشعراء: (80)، وقول النبي : (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون) ( )، حتى صرح الحنفية بأن المجني عليه إن لم يداو جرحه ومات بسبب الجرح كان الضمان على الجاني لأن التداوي عندهم ليس بواجب على المريض.غير أن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ردَّ على الذين قالوا بترك التداوي توكلاً على الله، فقال: (إن التداوي لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد يأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله تعالى مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وإن تعطيلها يقدح في نفس التوكل, كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته أعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولابد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً)( )، وبناء عليه ذهب بعض الفقهاء إلى وجوب التداوي في الحالات التي يغلب عليها الظنِّ الهلاكُ بسببها، لعموم قوله تعالى: وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ سورة البقرة(195))أما مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السابعة بجدة ما بين 12-17 ذو القعدة 1412هـ (الموافق 9 – 14 مايو 1992م) فقد أصدر القرار رقم 68/5/7 الذي فصَّل القول في مشروعية التداوي على النحو الآتي: (الأصل في حكم التداوي أنه مشروع، لما ورد بشأنه في القرآن الكريم والسنة القولية والفعلية، ولما فيه من حفظ النفس الذي هو أحد المقاصد الكلية من التشريع، وتختلف أحكام التداوي باختلاف الأحوال والأشخاص:• فيكون واجباً على الشخص إن كان تركه يفضي إلى تلف نفسه أو أحد أعضائه أو عجزه، أو كان المرض ينتقل ضرره إلى غيره كالأمراض المعدية.• ويكون مندوباً إن كان تركه يؤدي إلى ضعف البدن، ولا يترتب عليه ما سبق في الحالة الأولى.• ويكون مباحاً إن لم يندرج في الحالتين السابقتين.• ويكون مكروهاً إن كان يفعل يخاف منه حدوث مضاعفات أشد من العلة المراد إزالتها( ).وهكذا نجد أن التداوي قد يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، بحسب الحالة المرضية، وتأثير الدواء فيها، وهذا الأمر يترك تقديره للطبيب أولاً، ثم للمريض الذي من حقه ترك التداوي في بعض الحالات كما تبين بعد قليل.2 – التداوي بالاعتماد على الله تعالى:وهو اعلى درجات التداوي على الإطلاق، فإذا كان الشخص الصحيح لا غنى له على التوكل على الله عز وجل، والاعتماد عليه في حفظ صحته وعافيته، فكيف بالمريض الذي يكون في أمس الحاجة لهون خالقه؟ وقد بين الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى أثر التوكل على الله تعالى في دفع المرض بأحسن مما تدفعه الأدوية مهما قيل في نفعها، وذكر في ذلك: (اعتماد القلب على الله، والتوكل عليه، والالتجاء إليه، والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلل له، والصدقة، والدعاء والتوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب.. فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم الأطباء.. وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أموراً كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية) ثم قال رحمه الله: (فإن القلب إذا أتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء، ومدبر الطبيعة ومصرفها على ما يشاء، كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه المعرض عنه.. وقد علم أن الأرواح متى قويت وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه وفرحت بقربها من بارئها وأنسها به وتوكلها عليه أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية، وتوجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية؟! ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس, وأعظمهم حجاباً, وأكتفهم نفساً، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسان)( ).[التالي*SIZE=5][/SIZE]​
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

ولو ضغطت على كلمة بحوث . الملونة باللون الأحمر. والتي في الأسفل. فستظهر لك بحوث أخرى علما هناك تكملة للموضوع. عجزت عن ادراجها
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

جزاك الله خيرا وأجزل لك سأراجعها باهتمام.
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

أخي الكريم هذه الأبحاث وما نقلته طيب ولكن نقطة البحث عندي ( مدى اعتبار نتيجة التحليل محددة وضابطة للحكم الشرعي). يعني هل تعتبر نتيجة الفحص بأنه مثلاً نقص السكر ملزمة بالفطر وإلا أثم المريض لتعريضه نفسه للخطر....و..و..... وعلى ذلك قيس.
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

هذه تعود الى عدالة الطبيب وأمانته وحذقه. فيما يصفه من علاج. ويأمر به من لوازم العلاج. الفطر في الصوم. والصلاة جالسا. وغيرها. والله أعلم
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: إلزامية التداوي في ضوء نتائج التحليل المخبري.

طيب وهل تعتبر نتيجة التحليل مستند قانوني يحمي الطبيب من نتائج الخطأ الطبي.أو المسؤولية القانونية أمام القضاء.باعتباره وصف الدواء بناءً عليها
وبالتالي يتحمل المخبري جزء من المسؤولية إذا كانت طريقة التحليل لاتطابق الأصول العلمية المعمول بها.
 
أعلى