العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العلوم الخادمة للإجتهاد بين مهمة التأهيل وعقبة التعطيل

إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
الحمد لله :
مدخل قصير:
مما سجلته ضمن الملاحظات على المناهج الدراسية في بلادنا في الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية :
1- ان اكثر ما يدرسه الطالب لا علاقة له باختصاصه في الجامعة.
2- ان الفترة الذهبية للطالب هو هذه المراحل فيتم ملء ذهنه بمعلومات لاتفيده في مستقبله العلمي ولا العملي.
3- ان ان الطريقة الموجود اليوم تفوت الفرصة لاغتنام هذه المراحل العمرية.
4- ان الشي الوحيد الذي يفيد الطالب في دراسته الجامعية هو ما تلقاه في مرحلة الابتدائية ثم ما تلقاه في تخصصه في مرحلة المتوسطة والثانوية. وما عدا ذلك فالى مقبرة المعلومات.
5- لانمنع الطالب من الاطلاع على كل شيء لكن نمنع ان يتحول الاهتمام بالاطلاع على تلك الكماليات فيصير مثل الاهتمام بالاساسيات ذات العلاقة المباشرة بالتخصص.
6- وهكذا تذهب سنون طويلة من حياة الطالب في غير جدوى.
،،،
عندما سلكنا المسلك الشرعي وجدنا الاخطاء نفسها تتكرر مع الاسف
كنت في البدء متشوقا لطريقة الاعداد لطلبة العلم فقد امتلا ذهني وعقلي بمعلومات كثيرة من كتب اداب الطلب وتفاصيل العلماء لها فقلت ان هذه البرامج التي وضعها العلماء لطلبة العلم هي ادق وانفع بكثير من المناهج العصرية الفاشلة بامتياز
لكن عندما اتيت الى السلك التعليمي الشرعي فوجئت فاذا بالخطا نفسه !
اصبح العصرية صفة للتقدم والتطور وصفة الماضي للبداءة
لا ادري متى يفهم هؤلاء ان صفة الماضي هي رمز للمتانة والقوة والجدية
وصفة المعاصرة هي رمز للمظهرية الجوفاء والكلام الرنان الفخم الخالي من المضامين
لن تقوم لنا قائمة الى سلكنا منهج :
السهولة + المتانة والدقة
اما التعقيد واللف والدوران والكلام المزخرف الرنان والتفلسلف فهذا لن يخرج لنا طلبة علم اقوياء ...
،،،،
ارى ان هذه الاخطاء في السلك التعليمي - بكافة تخصصاته الديني والدنيوي - لازلنا نعاني منها نحن اهل الشريعة
ولكي يكون الكلام اكثو وضوحا
ناتي الى اعداد طلبة العلم الشرعيين
ولناخذ المختصين بالفقه:
ما يدرسه المختصون بالفقه كثير منه ليس له علاقة الا في مراحل متاخرة
وعندما ناتي وندخل اكثر ضمن المعلومات التي تعطى للطالب :
هل هي تساعده حقا على تخصصه ؟
هل هي عامل مساعد له في بحوثه ؟
ولنحدد الكلام اكثر ضمن تاهيل طلبة الفقه
عندما نريد ان نعد طلبة لممارسة التفقه وتنمية الملكة الفقهية
هل ما يتم اعطاؤه لهم هو يساعدهم على ذلك حقا ؟
ارى ان تلك العلوم الخادمة للاجتهاد قد انقلب دورها من التاهيل الى التعطيل
بدلا من ان تكون عاملا مساعدا
اصبحت عقبة تثقل ذهن الطالب بما لايفيده فيما نبغي منه ان يصل اليه
لقد درسنا اشياء كثيرة
لم نستعمل منها الا القليل في استنباط الاحكام الشرعية
ولم نستعمل منها الا القليل في فهم كلام العلماء
فالى متى يبقى الحال هكذا ؟
وتبقى المؤسسات التعليمية تسير بتقليد اعمى وهي ترفع راية البحث العلمي !
لقد اطلعت على كثير من سير العلماء
فرايت ان العالم ياخذ قاعدة يؤسس عليها علمه من جميع العلوم
ثم بعد ذلك يتخصص في علم او اثنين او ثلاثة
وقليل منهم الموسوعي
بل عثرت على تراجم لبعض العلماء الذي هم في العلوم المتخصصين فيها ( أئمة ) عندهم نقص حاد في القاعدة العلمية المؤسسة لهم مثل عدم الاطلاع على البخاري !
ومع ذلك احتفظوا بمنزلتهم في تخصصهم
لست اقلل من اهمية القاعدة العلمية للطالب
وانما اريد ان نوجه الاهتمام الى التخصص في مراحل عمرية مبكرة
اقرا في تراجم السير
طلب الحديث وعمره كذا
طلب الفقه وعمره كذا
وووو
نحن افنينا اعمارنا في علوم الآلة
ثم دخلنا التخصص فجاة
فلا نحن طلبة علم موسوعيون
ولا نحن متخصصون
ضيعنا المشيتين !
في نظري ان العلوم الخادمة للاجتهاد :
تحولت من مهمة التأهيل
الى مهمة التعطيل
والله اعلم.
 

محمد إبراهيم صبري

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 يوليو 2011
المشاركات
125
الكنية
ابو إبراهيم
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
القدس
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: العلوم الخادمة للإجتهاد بين مهمة التأهيل وعقبة التعطيل

بارك الله فيك أخي الكريم
صدقت ، بل إن الطامة الكبرى أن الدول الغربية (المتحضرة) تلجأ في مناهجها التعليمية الآن إلى التخصصية في فترة مبكرة من عمر الطفل ، فتعمد إلى فرز الطلاب حسب ميولهم العلمي والفكري في مرحلة متقدمة من مسيرتهم التعليمية ، ثمّ تركز معهم على علوم معينة توافق ميولاتهم العقلية والنفسية ، وفق دراسات متطورة ـ لتنشئ بعدها عالما متقنا متخصصا ، فما أحوجنا إلى إعادة صياغة للمناهج الدراسية في المدارس بشكل عام ، وفي الجامعات والمعاهد الشرعية بشكل خاص ، للوصول إلى عالم فقيه نحرير ، يكون خير خلف لخير سلف.
 
أعلى