العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

غريبة ....افتراء الشيعة على صاحب الموطأ ورواته

إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
السلام عليكم ورحمة الله
هذا بعض كلام الانجاس الشيعيين عن موطأ الامام مالك رضي الله عنه تبريرا لأقوالهم بأن السنة محرفة و بأن أهل السنة قوم غفل لا عقل و دراية و لا دين ، وهو كلام لا يستحق الرد ولكنه ننقله ليعلم مصدر الافتراء على المذاهب السنية الذي غر كثيرا من عوام الناس بل وحتى الطلبة والله المستعان


بعض التناقضات بين نسخ كتاب الموطأ
وفيما يلي جملة من تلك الأحاديث التي انفردت بها بعض النسخ عن البعض الآخر:

أ: انفردت نسخة ابن وهب (وهو أبو محمد عبد الله بن سلمة الفهري المصري) بأحاديث منها حديث: (عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ولا يوجد هذا الحديث في الموطآت الآخر، إلا موطأ ابن القاسم. « انظر مقدمة كتاب الموطأ لمالك بن انس ج1 ص10 ــ 11، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي».

ب: انفردت نسخة أبى عبيد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد المصري بأحاديث منها حديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال: (من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، فهو له كله أنا أغنى الشركاء) قال أبو عمر، ابن عبد البر: هذا الحديث لا يوجد إلا في موطأ ابن القاسم، وابن عفير، من الموطآت. « انظر المصدر السابق ص11».

ج: انفردت نسخة أبى عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي بأحاديث منها حديث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم. إنما أنا عبد. فقولوا: عبده ورسوله). « انظر المصدر السابق ص12».

د: انفردت نسخة عبد الله بن يوسف الدمشقي عن غيرها. إلا نسخة ابن وهب بحديث عن عروة: (أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال إيمان بالله). « انظر مقدمة كتاب الموطأ لمالك بن انس ج1 ص12، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي».

هـ: انفردت نسخة معن القزاز بأحاديث منها بأحاديث منها حديث عن عائشة، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يصلي في الليل، فإن فرغ من صلاته، فإن كنت يقظانة تحدث معي، وإلا اضطجع حتى يأتيه المؤذن). « انظر المصدر السابق ص12 ــ 13».

و: انفردت نسخة سعيد بن عفير عن غيرها من الموطآت، إلا موطأ محمد بن الحسن بحديث عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شهاب عن جده أنه قال: (يا رسول الله. لقد خشيت أن أكون قد هلكت. قال لم؟ قال: نهانا الله أن نحمد بما لم نفعل، وأجدني أحب أن أحمد. الحديث). « انظر المصدر السابق ص13».

ز: انفردت نسخة ابن بكير إلا نسخة محمد بن الحسن بأحاديث منها حديث عن عائشة: (أن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه ليورثنه). فمتن هذا الحديث، في رواية محمد، برواية مالك عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة. «نفس المصدر السابق».

ح: انفردت نسخة أبى مصعب الزهري بنحو مائة حديث على سائر الموطآت الأخر، وقال ابن حزم: (آخر ما روى عن مالك موطأ أبى مصعب وموطأ أبى حذافة وفيهما زيادة على الموطآت نحو من مائة حديث). « تذكرة الحفاظ للذهبي ج2 ص483».
هذه بعض الاختلافات التي انفردت بها بعض الموطآت عما سواها، واستقصاء الجميع ليس من شان هذا البحث المقتضب.

الدليل القاطع على تلاعب النساخ والمدونين بكتاب موطأ مالك
أقول: ان وجود بعض الأحاديث في بعض النسخ واختفائها من البعض الآخر، حتى يصل الاختلاف في بعض الأحيان إلى ان يزاد على الموطأ مائة حديث كما في نسخة أبي مصعب الزهري، لمن أعظم الأدلة على وجود حالة التلاعب والدس والحذف من كتاب الموطأ، لان هذه الأحاديث لو كانت مدونة عن مالك فعلا، فلماذا تحذف من بعض النسخ وتضاف إلى أخرى، وإذا لم تكن موجودة فكيف تضاف إليها؟.
وأوضح مثال يثبت لنا تدخل النساخ والمدونين وتلاعبهم بموطأ مالك بن انس، هو ما وقع في نسخة محمد بن الحسن الشيباني، حيث ذكر فيها أحاديث تتوافق ووجهة نظر المذهب الحنفي مع خلط نسخته لكتاب الموطا بأحاديث لشيوخ آخرين غير مالك بن انس، قال محمد فؤاد عبد الباقي: (ونسخته تزيد كثيرا على موطأ يحيى الليثي. لكنه شحنها بآثار ضعيفة من غير طريق مالك. يحتج بها لفقه الحنفية، كما ذكر فيها ما وافق فقه الحنفية ظاهر أحاديث الموطأ. وكما زادت نسخته بأحاديث، فهي خالية من عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات، كما قاله الزرقاني في أول شرح الموطأ). « مقدمة كتاب الموطأ لمالك بن انس ج1 ص15، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي».
ويضاف إلى هذه الأدلة ان مالك بن انس شأنه شأن الكثيرين من المحدثين قد وقع ضحية لدس الوراقين والكتاب الذين كانوا ينسخون لهم الكتب ويقرؤون عليهم الأحاديث، كحبيب بن أبي حبيب الذي قال فيه ابن حبان: (حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس...يروى عن مالك وربيعة، كان يورق بالمدينة على الشيوخ، ويروى عن الثقات الموضوعات كان يدخل عليهم ما ليس من أحاديثهم...فإنه كان إذا قرأ أخذ الجزء بيده ولم يعطهم النسخ ثم يقرأ البعض ويترك البعض ويقول: قد قرأت كله ثم يعطيهم فينسخونها...سمعت محمد بن عبد الله الجنيد يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول سمعت هذه الأحاديث من مالك وحبيب يقرأ فلما فرغ قلت: يا أبا عبد الله هذه أحاديثك تعرفها أرويها عنك فقال نعم، وربما قال له غيري). « كتاب المجروحين لابن حبان ج1 ص265».

وعن الذهبي في ميزان الاعتدال عند ذكره لحبيب بن أبي حبيب قال: (وقال ابن معين: كان يقرأ على مالك ويتصفح ورقتين ثلاثة فسألوني عنه بمصر، فقلت: ليس بشيء). « ميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص452».
وتوجد أدلة وقرائن كثيرة تركناها للاختصار، وبهذا يثبت بما لا يقبل الشك تعرض كتاب موطأ مالك إلى التلاعب والتزوير والزيادة والنقصان، فيسقط عن الاعتبار لا محال، فعلى من تكون صحاحه وكتبه ومسانيده بهذا المستوى أن لا يحاول التشكيك في كتب الشيعة الروائية ومدوناتهم الحديثية، لان هذا الباب إذا فتح فقد يأتي على كل ما يعتبره الطرف الآخر مقدسا وثابتا، وكما قيل: (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة)..
 
أعلى