العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

رحمك الله يا مالك ، ما أجل أدبك وما أحسن سمتك

إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
وقال مالك: "بلغني أن العلماء يُسألون يوم القيامة عما يُسأل عنه الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام"

ومن ذلك قوله: "ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يضعه الله في القلوب"

وقال: "لا تسأل عما لا تريد فتنسى ما تُريد، فإنه مَن اشترى ما لا يحتاج
إليه باعَ ما يحتاج إليه"

وقال رضي الله عنه: "طلبُ العلم
حَسَن جميل، ولكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي فالزمه" ـ يقصد عمل اليوم والليلة، و"ينبغي للعالم ألا يتكلم بالعلم عند مَن لا يطيقه، فإنه ذل وإهانة للعلم، وحق على مَن طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة".

وقال مالك: "الناس في العلم أربعة: رجلٌ عَلم فعمل به، فمَثله في كتاب الله قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (سورة فاطر: الآية28)، ورجل عمل به ولم يُعَلِّمه فمثله في كتاب الله: (الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) (سورة البقرة: الآية159)، ورجل علِم علمًا وعلَّمه، ولم يعمل به، فمثله في كتاب الله: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ) (سورة الفرقان: الآية44).

وقال رضي الله عنه: "حق على مَن طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره".

وقال: "ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا أن يرى أثر نعمته عليه، وخصوصًا أهل العلم، ينبغي لهم أن يُظهروا مروءاتهم في ثيابهم، إجلالاً للعلم".

وقال: "أدب الله القرآن، وأدب رسوله السنة، وأدب الصالحين الفقه"، و"تعلموا من العلم حتى لبس النعل".

وقال "من صدق في حديثه مُتِّع بعقله، ولم يُصبه ما يصيب الناس من الهرَم والخرف".

وقال: "ما أسرَّ عبدٌ سريرةَ خير إلا ألبسه الله
رداءها، ولا أسرّ سريرةَ سوء إلا ألبسه الله رداءها".

وقال مالك: "إنما الحكمة مِسْحَة ملَك على قلب عبد"، و"الحكمة نور يقذفه الله في قلب العبد"،

وقال"ما زهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله
بالحكمة".

وقال مالك: "قال لقمان لابنه: يا بني، إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون، وهم إلى الآخرة سراعٌ يذهبون، وإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت، واستقبلت الآخرة، وإن دارًا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها".

ومن ذلك قوله: "عليك بمجالسة مَن يَزِيد في علمك قولُه، ويدعو لحال الآخرة فعله، وإياك ومجالسةَ من يعلِّمك قولَه ويعيبُك دينُه، ويدعوك إلى الدنيا فعلُه".

وقال مالك لتلميذه القعنبي: "مهما تلاعبت بشيء، فلا تلعبن بدينك".

وقال له رجل: أوصني، قال: "إذا هممت بأمر من طاعة الله فلا تحبسه إن استطعت فَواقًا (أي وقتا قصيرًا) حتى تمضيه، فإنك لا تأمن الأحداث، فإذا هممت بغير ذلك فإن استطعت ألا تمضيه فواقًا فافعل، لعل الله يحدث له تركًا، ولا تستح إذا دُعيت لأمرٍ ليس بحق أن تقول: قال الله تعالى في كتابه: (وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) (سورة الأحزاب: الآية53)، وطهِّر ثيابك، ونقِّها عن معاصي الله، وعليك بمعالي الأمور وكرائمها، واتقِ رذائلها وما سفَّ منها؛ فإن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سَفسافها، وأكثِر تلاوة القرآن، واجتَهِد ألا تأتي عليك ساعة من ليل أو نهار إلا ولسانك رطْب بذِكْر الله، ولا تُمَكِّن عليك الناس من نفسك، واذهب حيث شئت".

ونصح أحد الخلفاء في رسالة بقوله: "...وقد بلغني أنه وقت أصيب عمر حضر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فأثنوا عليه، فقال عمر: المغرور مَن غررتموه، لو أن ما على وجه الأرض ذهبٌ لافتديتُ به من أهوال المطلع. فعمر - رضي الله عنه - كان مسددًا موفقًا".

وقال مالك ينصح بعض القضاة: "ينبغي للقاضي ألا يترك مجالسة أهل العلم، وكلما نزلت به نازلة ردها إليهم، قيل له: فإن كان عالمًا، قال: أتراه أعلم من عمر بن الخطاب؟ وقد كان تنزل به النوازل فيجمع أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يقطع هو أمر الخصوم، ولم يزل أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذا، يسأل بعضهم بعضًا عما ينزل بهم، وهكذا القضاة، وهذا العمل المعمول به الذي لا يسع أحدًا غيره، ولم يزل أهل العلم والفضل ببلدنا على هذا".

ويروَى عن مالك نصحه لرجل بقوله: "ما كنتَ لاعبًا فلا تلعبنَّ بدينك".

وقال خالد بن فراس: قلت لمالك: أوصني، قال: "عليك بتقوى الله، وطلب العلم عند أهله".

وقال رضي الله عنه: "تعلموا الحلم قبل العلم".

 
إنضم
8 فبراير 2012
المشاركات
72
التخصص
شريعة
المدينة
مستغانم
المذهب الفقهي
مـــالكي
رد: رحمك الله يا مالك ، ما أجل أدبك وما أحسن سمتك

رحم الله امامنا مالكا ورضي عنه ، وادبنا من ادبه وعلمنا من علمه ورزقنا تقواه والخشية منه انه على ما يشاء قدير وبالاجابة جدير وهو نعم المولى ونعم النصير
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: رحمك الله يا مالك ، ما أجل أدبك وما أحسن سمتك

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لله درّه من عالم ..كم نحن بحاجة إلى مثله في هذا الزمان الذي انعدم ..بل قلّ فيه العالم الناصح الذي يحرص على صواب الباطن كحرصه على صلاح الظاهر رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.

 
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
رد: رحمك الله يا مالك ، ما أجل أدبك وما أحسن سمتك

جزاكم الله خيرا اخواني الافاضل
نسال الله ان يمن علينا كما من على هذا الامام رضي الله عنه
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ , فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ " ، أَوْ : " عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "

عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَضْرِبُونَ فِيهِ أَكْبَادَ الإِبِلِ ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ لا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ " . زَادَ عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ ، يَقُولُ : هُوَ وَاللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ .
 
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
رد: رحمك الله يا مالك ، ما أجل أدبك وما أحسن سمتك

مطرف بن عبد الله قال قال رجل لمالك قد سمعتُ مائة ألف حديث فقال مالك مائة ألف حديث أنت حاطب ليل! تجمع القشعة فقال ما القشعة قال الحطب يجمعه الإنسان بالليل فربما أخذ معه الأفعى فتنهشه

عن معن بن عيسى قال: كان مالك إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب فإن رفع أحد صوته في مجلسه قال قال الله تعالى [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي] فمن رفع صوته عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال مطرف بن عبدالله : أشهد على مالك لسمعته يقول ادركت بهذا البلد مشيخة لهم فضل وصلاح يحدثون ما سمعت من أحدٍ منهم شيئا
قيل لم يا أبا عبدالله؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون.

إبراهيم بن الحسين بن ديزيل حدثني عتيق بن يعقوب قال سمعت مالك بن أنس رحمه الله تعالى يقول قال لي بن شهاب : لا تعدلن عن رأي بن عمر فإنه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة فلم يخف عليه شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أمر أصحابه

عن بشر بن عمر قال: سألت مالك بن أنس عن محمد بن عبد الرحمن الذي يروي عن سعيد بن المسيب فقال ليس بثقة وسألته عن صالح مولى التوأمة فقال ليس بثقة وسألته عن أبي الحويرث فقال ليس بثقة وسألته عن شعبة الذي روى عنه بن أبي ذئب فقال ليس بثقة وسألته عن حرام بن عثمان فقال ليس بثقة وسألت مالكا عن هؤلاء الخمسة فقال ليسوا بثقة في حديثهم وسألته عن رجل آخر نسيت اسمه فقال هل رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة لرأيته في كتبي

روي أن مالكا كان يقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني موضعا لذلك سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت فلو نهوك قال كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه

وقال خلف: دخلت عليه فقلت ما ترى فإذا رؤيا بعثها بعض إخوانه يقول: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام في مسجد قد اجتمع الناس عليه فقال لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى فقمت عنه.

وقيل لمالك لم لا تأخذ عن عمرو بن دينار قال: أتيته فوجدته يأخذون عنه قياما فأجللت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن آخذه قائما.

كان الإمام مالك من أئمة الحديث في المدينة، يقول يحيى القطان ما في القوم أصح حديثا من مالك كان إماما في الحديث، قال الشافعي قال محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا وسمعت من لفظه أكثر من سبعمائة حديث فكان محمد إذا حدث عن مالك امتلأ منزله وإذا حدث عن غيره من الكوفيين لم يجئه إلا اليسير.

وعن ابن عيينة أيضا قال كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا ولا يحدث إلا عن ثقة ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته يعني من العلم.


 
أعلى