العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من الاعتراضات على من يمنع التقليد مطلقا

إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
423
الكنية
جلال الدين
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
انواكشوط -- أطار
المذهب الفقهي
مالكي
ذكر بعض الاخوة بعض الأحاديث والآثار التي يستدل بها على منع التقليد
فرأيت أن عليها اعتراضات

من أدلة الكتاب
1- قال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"
2- قال تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"

هل التدبر مطلوب لكل القرآن في حق العامي الأمي وغير الأمي ؟ ومن أين يعرف حكم الحوادث والمسائل التي لم تنص عليها القرآن والسنة ولماذا اختلف العلماء الذين تدبروا القرآن كالصحابة والتابعين ؟ ولماذا الصحابة والتابعون فمن بعدهم من السلف الصالح يسألون ويستفتون وهم قد تدبروا القرآن بلا شك
3- قال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
لما ذا حصرت الخشية في العلماء وخصهم الله تعالى بها ؟

4- قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
لماذا أمر الله تعالى المؤمنين بطاعة أولى الأمر من المؤمنين ولماذا أمرنا عند التنازع فقط بالرجوع إلى الكتاب والسنة ؟
ولماذا أمرنا الله تعالى بالرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأولى الأمر منا في تقوله عالى في الآية الأخرى : وَلَو ردُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أولي الْأَمر مِنْهُم لعلمه الَّذين يستنبطونه مِنْهُم

5- قال تعالى "لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ"

لماذا قيد إضلالهم إياهم بأن ذلك بغير علم

6-قال تعالى "يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا"

هذه الآية تجمع الآية الأخرى أطيعوا الله ومن هنا قتادة في تفسير الآية " رؤوسنا فِي الشَّرّ والشرك"
من أدلة السنة
1- عن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" متفق عليه
2- عن أنس بن مالك و أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم"
لا يغيب عن البال أننا هنا نقلد الأئمة في تصحيح الحديث حتى وإن رجعنا إلى تراجم الرواة !!!
حكم التفقه في الدين على معناه المعروف اليوم صرحت الآية بحكمه في قوله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
فلماذا التقييد بالطائفة فقط
والاستدلال بحديث على كل مسلم
يقال فيه ما هو العلم المفروض على كل مسلم
لا يخفاكم ما هو قول العلماء في ماهية العلم الذي يجب على كل مسلم ففيها عدة أقوال عند العلماء

ولماذا النبي صلى الله عليه وسلم علم الأعرابي كيفية الصلاة ولم يأمره بمعرفة بقية الأحكام ؟
3-عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" متفق عليه
لما ذا قيد الرؤساء هنا بكونهم جهالا وقيد أجوبتهم بكونهم أفتوا بغير علم
فهل الفتوى بعلم والفتوى بغير علم متساويتان ؟


من أقوال الصحابة
1- قال عبد الله بن مسعود ( ألا لا يقلدن رجل رجلاً دينه فإن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت، ويترك الحي فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى(10/116)، وأبو نعيم في الحلية(1/136).
الصحابي الجليل ابن مسعود ما الذي جعله يقول : فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت
فهل يجوز ما لايجوز؟

2- وعن أبي الدرداء (إن مما أخشى عليكم زلة العالم

لماذا التقييد فيما يخشاه على الأمة بكون صاحب الزلة عالما

4- وعن عمر بن الخطاب "ثلاث يهدمن الدين زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون"

هذه في معنى ما سبقها و لماذا يهدم الدين بقول زله فيه عالم من العلماء ؟ وهكذا الائمة المضلون وقد سبق ذكرهم في الحديث السابق

3- وقد صح عن معاذ بن جبل أنه قال "وقد صح عن معاذ أنه قال :..... ما علمتم منه فلا تسألوا عنه أحدا وما لم تعلموه فكلوه إلى

من هو عالم القرآن الذي نكل له ذلك ؟ ولما نكله له ؟ وأين يُجعل قوله تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
 
إنضم
15 مارس 2014
المشاركات
19
التخصص
تربية
المدينة
الإسكندرية
المذهب الفقهي
الإسلام
رد: من الاعتراضات على من يمنع التقليد مطلقا

1- قال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"
2- قال تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"

هل التدبر مطلوب لكل القرآن في حق العامي الأمي وغير الأمي ؟

نعم لأن القرآن نزل للبشر جميعا بل للإنس والجن
وأول ما نزل القرآن وأول من خاطب هم الأميين
قال تعالى 'هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"



ومن أين يعرف حكم الحوادث والمسائل التي لم تنص عليها القرآن والسنة ولماذا اختلف العلماء الذين تدبروا القرآن كالصحابة والتابعين ؟ ولماذا الصحابة والتابعون فمن بعدهم من السلف الصالح يسألون ويستفتون وهم قد تدبروا القرآن بلا شك

يسأل أو يقرأ للمفسرين لأخذ روايتهم لا رأيهم
وهذا يسمى تعلم وليس تقليدا فكما جاء في الحديث "إنما العلم بالتعلم"



3- قال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
لما ذا حصرت الخشية في العلماء وخصهم الله تعالى بها ؟

هذا حجة عليك لأن الخشية مطلوبة وواجبة على كل أحد فلابد أن كل أحد يكون عالما بدينه يعني متفقه فيه والتفقه لا يمكن أن يحصل بالتقليد




ولماذا أمرنا الله تعالى بالرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأولى الأمر منا في تقوله عالى في الآية الأخرى : وَلَو ردُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أولي الْأَمر مِنْهُم لعلمه الَّذين يستنبطونه مِنْهُم

هذه الآية في التثبت من الأخبار عند انتشار الشائعات لا علاقة لها بموضوع الاجتهاد والتقليد
وهذا واضح من صدر الآية , أكتب الآية كاملة
قال تعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"




5- قال تعالى "لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ"

لماذا قيد إضلالهم إياهم بأن ذلك بغير علم

هذه حجة عليك فالتقليد جهل وليس بعلم , وهؤلاء اتبعوا أئمة ظنوا فيهم الخير إلا أنهم لما ضلوهم لم يُعذروا لأنهم قصروا في طلب العلم ولم يميزوا الحق من الباطل

وكيف تطلب ممن لا تثق في فهمه للنصوص ولا تمييزه للأدلة أن يعلم كم العلم والتقوى عند غيره حتى يقلده
إن أنصار التقليد في حين منعوا العامي من الاجتهاد في الاختيار بين الأقوال أوجبوا عليه الاجتهاد في الاختيار بين الرجال وهذا أصعب




6-قال تعالى "يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا"

هذه الآية تجمع الآية الأخرى أطيعوا الله ومن هنا قتادة في تفسير الآية " رؤوسنا فِي الشَّرّ والشرك"

نفس ما قيل في الآية السابقة يقال هنا
بغض النظر عن كون الآية في الكفار فإن العلة واحدة وهي تقليد القوم لمن ظنوا فيه الخير بأخذ أقواله بغير حجة




من أدلة السنة
1- عن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" متفق عليه
2- عن أنس بن مالك و أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم"
لا يغيب عن البال أننا هنا نقلد الأئمة في تصحيح الحديث حتى وإن رجعنا إلى تراجم الرواة !!!

هذا ليس تقليدا بالمعنى الاصطلاحي والذي هو (العمل بقول الغير بغير حجة)
هذا يسمى قبول شهادة الثقة كما يقبل القاضي شهادة الشهود العدول فلا يقال أن القاضي يقلد الشهود
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
[ الرواية غير التقليد ] : الوجه الخامس والسبعون : قولكم " كل حجة أثرية احتججتم بها على بطلان التقليد فأنتم مقلدون لحملتها ورواتها ، وليس بيد العالم إلا تقليد الراوي ، ولا بيد الحاكم إلا تقليد الشاهد ، ولا بيد العامي إلا تقليد العالم ، إلى آخره " .
جوابه ما تقدم مرارا من أن هذا الذي سميتموه تقليدا هو اتباع أمر الله ورسوله ولو كان هذا تقليدا لكان كل عالم على وجه الأرض بعد الصحابة مقلدا ، بل كان الصحابة الذين أخذوا عن نظرائهم مقلدين . ومثل هذا الاستدلال لا يصدر إلا من مشاغب أو ملبس يقصد لبس الحق بالباطل ، والمقلد لجهله أخذ نوعا صحيحا من أنواع التقليد واستدل به على النوع الباطل منه لوجود القدر المشترك ، وغفل عن القدر الفارق ، وهذا هو القياس الباطل المتفق على ذمه ، وهو أخو هذا التقليد الباطل ، كلاهما في البطلان سواء .

وإذا جعل الله سبحانه خبر الصادق حجة وشهادة العدل حجة لم يكن متبع الحجة مقلدا اهــــــــــ




حكم التفقه في الدين على معناه المعروف اليوم صرحت الآية بحكمه في قوله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
فلماذا التقييد بالطائفة فقط
يا أخي لماذا لا ترجع للتفسير لتعرف المقصود بالآية بدلا من أن تتكلم بغير علم
هذه الآية خاصة بالجهاد بل أخص من ذلك بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال البغوي في تفسيره:
قوله عز وجل : ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ) الآية . قال ابن عباس في رواية الكلبي : لما أنزل الله عز وجل عيوب المنافقين في غزوة تبوك كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السرايا فكان المسلمون ينفرون جميعا إلى الغزو ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية وهذا نفي بمعنى النهي .
قوله تعالى : ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ) أي : فهلا خرج إلى الغزو من كل قبيلة جماعة ويبقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة ( ليتفقهوا في الدين ) يعني الفرقة القاعدين ، يتعلمون القرآن والسنن والفرائض والأحكام ، فإذا رجعت السرايا أخبروهم بما أنزل بعدهم ، فتمكث السرايا يتعلمون ما نزل بعدهم ، وتبعث سرايا أخر ، فذلك قوله : ( ولينذروا قومهم ) وليعلموهم بالقرآن ويخوفوهم به ، ( إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) لا يعملون بخلافه . اهـــــ

وقال ابن كثير في تفسيره:
( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ) يقول : ما كان المؤمنون لينفروا جميعا ويتركوا النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ) يعني : عصبة ، يعني : السرايا ، ولا يتسروا إلا بإذنه ، فإذا رجعت السرايا وقد نزل بعدهم قرآن تعلمه القاعدون من النبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : إن الله قد أنزل على نبيكم قرآنا ، وقد تعلمناه . فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيهم بعدهم اهـــــ




والاستدلال بحديث على كل مسلم
يقال فيه ما هو العلم المفروض على كل مسلم
لا يخفاكم ما هو قول العلماء في ماهية العلم الذي يجب على كل مسلم ففيها عدة أقوال عند العلماء
العلم المفروض على كل مسلم هو العلم الذي يحتاجه وأوله التوحيد والأركان الخمسة ثم بعد ذلك كلما احتاج إلى أمر تعلمه
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:[ هل كلف الناس كلهم الاجتهاد ؟ ]

الوجه الثاني والستون : قولكم : " لو كلف الناس كلهم الاجتهاد وأن يكونوا علماء ضاعت مصالح العباد وتعطلت الصنائع والمتاجر وهذا مما لا سبيل إليه شرعا وقدرا " فجوابه من وجوه ; أحدها : أن من رحمة الله سبحانه بنا ورأفته أنه لم يكلفنا بالتقليد ، فلو كلفنا به لضاعت أمورنا ، وفسدت مصالحنا ، لأنا لم نكن ندري من نقلد من المفتين والفقهاء ، وهم عدد فوق المئتين ، ولا يدري عددهم في الحقيقة إلا الله ، فإن المسلمين قد ملئوا الأرض شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، وانتشر الإسلام بحمد الله وفضله وبلغ ما بلغ الليل ، فلو كلفنا بالتقليد لوقعنا في أعظم العنت والفساد ، ولكلفنا بتحليل الشيء وتحريمه وإيجاب الشيءوإسقاطه معا إن كلفنا بتقليد كل عالم ، وإن كلفنا بتقليد الأعلم فالأعلم فمعرفة ما دل عليه القرآن والسنن من الأحكام أسهل بكثير من معرفة الأعلم الذي اجتمعت فيه شروط التقليد ، ومعرفة ذلك مشقة على العالم الراسخ فضلا عن المقلد الذي هو كالأعمى .

وإن كلفنا بتقليد البعض وكان جعل ذلك إلى تشهينا واختيارنا صار دين الله تبعا لإرادتنا واختيارنا وشهواتنا ، وهو عين المحال ; فلا بد أن يكون ذلك راجعا إلى من أمر الله باتباع قوله وتلقي الدين من بين شفتيه ، وذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله وأمينه على وحيه وحجته على خلقه ، ولم يجعل الله هذا المنصب لسواه بعده أبدا .


الثاني : أن بالنظر والاستدلال صلاح الأمور لا ضياعها ، وبإهماله وتقليد من يخطئ ويصيب إضاعتها وفسادها كما الواقع شاهد به .

والثالث : أن كل واحد منا مأمور بأن يصدق الرسول فيما أخبر به ، ويطيعه فيما أمر ، وذلك لا يكون إلا بع
د معرفة أمره وخبره
.

ولم يوجب الله سبحانه من ذلك على الأمة إلا ما فيه حفظ دينها ودنياها وصلاحها في معاشها ومعادها ، وبإهمال ذلك تضيع مصالحها وتفسد أمورها ، فما خراب العالم إلا بالجهل ، ولا عمارته إلا بالعلم ، وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قل الشر في أهلها ، وإذا خفى العلم هناك ظهر الشر والفساد . ومن لم يعرف هذا فهو ممن لم يجعل الله له نورا .

قال الإمام أحمد : ولولا العلم كان الناس كالبهائم ، وقال : الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ; لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا ، والعلم يحتاج إليه كل وقت
.

الرابع : أن الواجب على كل عبد أن يعرف ما يخصه من الأحكام ، ولا يجب عليه أن يعرف ما لا تدعوه الحاجة إلى معرفته ، وليس في ذلك إضاعة لمصالح الخلق ولا تعطيل لمعاشهم ; فقد كان الصحابة رضي الله عنهم قائمين بمصالحهم ومعاشهم وعمارة حروثهم والقيام على مواشيهم والضرب في الأرض لمتاجرهم والصفق بالأسواق ، وهم أهدى العلماء الذي لا يشق في العلم غبارهم . انتهى
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص 181 , 182)




ولماذا النبي صلى الله عليه وسلم علم الأعرابي كيفية الصلاة ولم يأمره بمعرفة بقية الأحكام ؟
النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب الأعرابي عن سؤاله عن ما هو الإسلام فالسؤال على قدر الجواب وليس معناه أن هذه الأمور فقط هي ما يحتاج المسلم معرفتها
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر له صلة الرحم ولا بر الوالدين ولا طاعة أولياء الأمور الخ وكل هذه واجبات شرعية فهل تقول أن هذه الأمور خاصة بالفقهاء فقط ولا يحتاجها العامي؟!





3-عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" متفق عليه
لما ذا قيد الرؤساء هنا بكونهم جهالا وقيد أجوبتهم بكونهم أفتوا بغير علم
فهل الفتوى بعلم والفتوى بغير علم متساويتان ؟

الحديث حجة قوية على أنصار التقليد
وكلامك حجة عليك
إذ كيف تطلب من المقلد أخذ القول بدون دليل أو حجة وفي نفس الوقت يعلم إذا كانت الفتوى بعلم أو بغير علم؟
من يقول بجواز التقليد يلزم من قوله أن المقلد لا يأثم حتى لو ضل من يفتيه والحديث يرد عليهم



من أقوال الصحابة
1- قال عبد الله بن مسعود ( ألا لا يقلدن رجل رجلاً دينه فإن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت، ويترك الحي فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى(10/116)، وأبو نعيم في الحلية(1/136).
الصحابي الجليل ابن مسعود ما الذي جعله يقول : فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت
فهل يجوز ما لايجوز؟
لا يجوز
وعجيب أمرك تركت أول كلامه الذي نهى فيه عن التقليد مطلقا ثم تمسكت بجملة "فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت"
فأي فقه هذا؟!!!
الجملة التي تشبثت بها هي من باب ارتكاب أخف الضررين
فالتقليد شر وضرر ولكن تقليد الميت أهون


2- وعن أبي الدرداء (إن مما أخشى عليكم زلة العالم

لماذا التقييد فيما يخشاه على الأمة بكون صاحب الزلة عالما

4- وعن عمر بن الخطاب "ثلاث يهدمن الدين زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون"

هذه في معنى ما سبقها و لماذا يهدم الدين بقول زله فيه عالم من العلماء ؟ وهكذا الائمة المضلون وقد سبق ذكرهم في الحديث السابق

3- وقد صح عن معاذ بن جبل أنه قال "وقد صح عن معاذ أنه قال :..... ما علمتم منه فلا تسألوا عنه أحدا وما لم تعلموه فكلوه إلى

من هو عالم القرآن الذي نكل له ذلك ؟ ولما نكله له ؟ وأين يُجعل قوله تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
لم يخالف أحد أن الناس تتفاوت في علمهم وهناك العالم الذي يكثر تحصيله للعلم في مختلف أبواب الدين الذي يتفرغ لتعليم غيره أو للفتوى أو القضاء وهناك من يقتصر على تعلم ما يحتاج إليه وتعليم أهله وذويه
هذه سنة كونية , أمر موجود قدرا

الخلاف في أن المسلم لا يأخذ من المفتي أو (العالم) أقولا مجردة يقلده فيها بل لابد أن يتعلم المسائل و يعرف الأدلة ويرجح بينها إن لزم الأمر

وهذه الآثار المنقولة تدل على ذلك
 
أعلى