العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التفريق بين الأبناء في المضاجع

إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم​
الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء، الحمد لله القائل: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.
أمّا بعد:
فإن الله تعالى امتن علينا بنعمة الذرّية، و انتدبنا لنأخذ بحُجَز أهلينا عن النار فقال: ( قوا أنفسكم و أهليكم ناراً )، و ذلك من حقّ أهلينا علينا، و تمام رعايتنا لهم، و كلنا راع و مسؤول عن رعيته و لأداء أمانة الرعاية لا بدّ للأبوين من الحرص و العمل على تعليم الأبناء و تربيتهم التربية الصحيحة ومنها العناية المنزلية في المأكل والمشرب وتفقد نومهم واستيقاظهم.
وهذا بحث مبسط لمسألة التفريق بين الأبناء في المضاجع، أسير فيه وفق ما يلي:
1- معنى المضاجع:
- المعنى اللغوي: اصلها من مادة ( ضجع ) أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً فهو ضاجِعٌ وقلما يُسْتَعْمَلُ والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً فهو مُضْطَجِعٌ واضْطَجَع نام وقيل اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه.[انظر:لسان العرب - مادة ضجع].
- المعنى الاصطلاحي: يمكن القول أنّ المضجع: هو المكان الذي يستلقي فيه الإنسان للنوم. وهو مستوحى من المعنى اللغوي.
قال أَبو ذُؤَيْب:
فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ فَجَنْبُه ... مُتَتَرِّبٌ ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ
2- التفريق في المضاجع في الأصول الشرعية:
أ- في النصوص الحديثية:
أخرج أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع.
ب- قاعدة: سد الذرائع: وهي خمسة أقسام منها: ما أدى إلى مفسدة مقطوع بها، وهذا القسم أجمعت الأمة على سدِّه ومنعه وحسمه، وقد عبَّر ابنُ القيم عن هذا القسم بقوله: "لا يجوز الإتيانُ بفعل يكون وسيلة إلى حرام وإن كان جائزًا. وقد ضرب العلماء له أمثلة منها: وأمر – عليه الصلاة السلام - أن يفرَّق بين الأولاد في المضاجع، فلا ينام الذكر مع الأنثى في فراش واحد؛ لأن ذلك قد يكون بابًا من تلبيس إبليس عليهما، فيتحد الفراش وهما لا يشعران؛ قال - عليه السلام -: " وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ.
وكذلك يمكن إعمال القواعد التالية:
*- الوسائل لها أحكام المقاصد فما أدى إلى الحرام فهو حرام ، وما أدى إلى الواجب فهو واجب .
*- ما لا يتم ترك الحرام إلا به فهو واجب .
*- درء المفاسد أولى من جلب المصالح. فلا ينظر إلى ما يحدثه نومهم بجانب بعض من الألفة بقدر نظرنا إلى مفسدة ذلك بما قد يؤديه من إثارة كوامن النفس الشهوانية باستعداء الشيطان على نفسية الطفل والوسوسة إليها.
3- سن التفريق: وهو سن التمييز الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وهم ابناء عشر، ذلك انّ هذا السنّ مظنة بلوغ أحد الجنسين وهو الفتاة ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ﺃﻋﺠﻝ ﻤﻥ. ﺴﻤﻌﺕ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺤﻀﻥ ﻨﺴﺎﺀ ﺘﻬﺎﻤﺔ ﻴﺤﻀﻥ ﻟﺘﺴﻊ ﺴﻨﻴﻥ( انظر السنن الكبرى للبيهقي – باب: باب السن التي يجوز أن تحيض فيها المرأة).
4- حدود التفريق فقهياً.
وهذا مستنبط من الغاية التي شرع لأجلها هذا الأمر فيكون بجعل كل واحد من البنين وكل واحدة من البنات في مكان مستقل أو في فراش مستقل، ولو كانوا في غرفة واحدة ؛ لأن وجود كل واحد مع الآخر في فراش واحد قد يكون وسيلة لوقوع الفاحشة. قال تقي الدين السبكي - رحمه الله - ( التفريق في المضاجع يصدق بطريقين. أحدهما : أن يكون لكل منهما فراش ، والثاني : أن يكونا في فراش ، ولكن متفرقين غير متلاصقين ، والثاني أعم من الأول فينبغي الأكتفاء به لأنه لا دليل على حمل الحديث على الأول وحده . ) (قضاء الأرب في أسئلة حلب ص 248 ).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
لقاء الباب المفتوح - (ج 4 / ص 32)
السؤال: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( وفرقوا بينهم في المضاجع )، هل هذا الحديث عام يتناول جميع الناس مثلاً: الإخوة في الله من غير النسب أو الابن ووالده وغير ذلك؟
الجواب: نعم، أي: بين البنين والبنات، وبين البنات بعضهن مع بعض، والبنين بعضهم مع بعض، يفرق بينهم في المضاجع؛ لأنه يخشى من الشر إذا بلغوا عشر سنوات.
السائل: وهل الكبار فوق العشرين سنة يجوز لهم أن يرقدوا تحت غطاء وفراش واحد؟ الشيخ: الكبار الذين هم فوق العشرين سنة لا يكونوا في فراش واحد، خطر عليهم جداً، فإن الإنسان النائم قد لا يشعر بشيء (انظر: ملتقى أهل الحديث رابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160273).
5- الغاية من التفريق:
العلة من التفريق نص عليها صاحب عون المعبود عند شرحه لهذا الحديث نقلا عن المناوي حيث قال: فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها إذا بلغوا عشرا حذرا من غوائل الشهوة وإن كن أخوات. اهـ.
6- انعكاسات عدم التفريق بين الأولاد في المضاجع بعد السنن المحدد شرعاً.
التفريق بين المضاجع، له أهميته وضرورته في التربية الأسرية قد يغفلها البعض عن جهل أو تجاهل، وعلى الآباء ان يجتهدوا فى توفير أماكن النوم المستقلة للأولاد والبنات، وأن يتم تهذيب الصغار أخلاقياً وإعدادهم لمرحلة المراهقة التي هي من أصعب المراحل حيث تراودهم أفكار، وتساؤلات عدة، وتنمو لديهم الغريزة الجنسية بشكل متنامي قد يكون غير ملحوظ الاتجاه، لذا لابد من سد أبواب الفساد قبل حصوله.
وإلا فنحن أمام خطر عظيم منة حيث :
1- اعتياد البنت على مجاورة الولد وهو الشر المستطير.
2- تخنث الولد إذ لايدرك معاني الرجولة وجسده يلاصق جسد إخوانه.
3- حصول بعض مظاهر الشذوذ الجنسي.
4- الاطلاع على العورات.
والله أعلم

وأرجو من الإخوة الإثراء​
 
إنضم
6 نوفمبر 2012
المشاركات
11
التخصص
علوم حاسب
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: التفريق بين الأبناء في المضاجع

جزاكم الله خيراً على هذه الفائده
 
أعلى