تصوير رائع من الإمام ابن قيم الجوزية لقوة أدلة الإمامين ابن حزم و أبي الوليد الباجي في حجية القياس

[محمد أفرس بن محمد نوفر]

يورد الأستاذ أبو عبيدة مشهور آل سلمان في مقدمته الرائعة (ص117) لكتاب الصادع للإمام الهمام اب ن حزم الظاهري
​

قوة أدلة الفريقين تحتاج إلى نظر دقيق


المتتبع لأدلة نفاة القياس و مثبتيه و المتمعن فيها و توجيه أصحابها إثباتا ونفيا يدرك دقة و قوة تقرير ابن القيم لما قال في الإعلام بعد أن سردها :

​

"فانظر إلى هذين البحرين اللذين قد تلاطمت أمواجهما و الجزبين الذين قد ارتفع في معترك الحرب عجاجهما فجرّ كل منهما جيشا من الحجج لا تقوم له الجبال و تتضاءل له شجاعة الأبطال و أدلى كل منهما من الكتاب و السنة و الآثار بما خضعت له الرقاب و ذلت له الصعاب و انقاد له علم كل عالم و نفذ حكمه كل حاكم.

و كان نهاية قدم الفاضل النحرير الراسخ في العلم أن يفهم عنهما ما قالاه و يحيط علما بما أصلاه و فصلاه فليعرف الناظر في هذا المقام قدره ولا يتعدى طوره و ليعلم أن وراء سويقتيه بحارا طامية و فوق مرتبته في العلم مراتب فرق السهى عالية فمن وثق من نفسه بأنه من فرسان هذا الميدان و جملة هؤلاء الأقران فليجلس مجلس الحكم بين الفريقين و يحكم بما يرضي الله و رسوله في بين هذين الحزبين فإن الدين كله لله و إن الحكم إلا لله.

و لا ينفع في هذا المقام قاعدة المذهب كيت كيت و قطع به جمهور من الأصحاب و تحصل لنا في المسألة كذا و كذا وجها و صحح هذا القول خمسة عشر و صحح الآخر سبعة وإن علا نسب علمه قال : نص عليه فانقطع النزاع و لزم ذلك النص في قرن الإجماع و الله المستعان و عليه التكلان"

ثم أعقب بفصل "القول الوسط بين الفريقين" ....

قائد جيش النفي : هو الإمام ابن حزم الظاهري
قائد جيش الإثبات : هو الإمام أبو الوليد الباجي المالكي
​