دعاء كامل معوض طه
:: متابع ::
- إنضم
- 10 أغسطس 2013
- المشاركات
- 30
- الكنية
- ام اويس
- التخصص
- لا يوجد
- المدينة
- بنى سويف
- المذهب الفقهي
- شافعى
[FONT="]هل العزلة أفضل أم الاختلاط بالناس؟[/FONT][FONT="]
* [/FONT][FONT="]قد ورد في هذا الباب حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "المسلم غذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم[/FONT][FONT="]".
* [/FONT][FONT="]وفي باب الاعتزال أخرج البخاري حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرُّ بدينه من الفتن[/FONT][FONT="]".
[/FONT][FONT="]وثمَّ أدلة أخر كثيرة في هذا الباب[/FONT][FONT="]..
[/FONT][FONT="]أما بالنسبة للجواب على مسألة الباب ، فها هي بعض أقوال العلماء فيه[/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]ذكر الخطابي في كتاب "العزلة" - كما نقل عنه الحافظ في "الفتح"333/11[/FONT][FONT="]): [/FONT][FONT="]أن العزلة والاختلاط يختلفان باختلاف متعلقاتهما ، فتحمل الأدلة الواردة في الحض على الاجتماع على ما يتعلق بطاعة الأئمة وأمور الدين ، وعكسها في عكسه ، وأما الاجتماع والافتراق بالأبدان : فمن عرف الاكتفاء بنفسه في حق معاشه ومحافظة دينه فالأولى له الانكفاف عن مخالطة الناس ، بشرط: أن يحافظ على الجماعة والسلام والرد وحقوق المسلمين من العيادة وشهود الجنازة ونحو ذلك ، والمطلوب إنما هو : ترك فضول الصحبة لما في ذلك من شغل البال، وتضييع الوقت عن المهمات، ويجعل الاجتماع بمنزلة الاحتياج إلى الغذاء والعشاء ، فيقتصر منه على ما لابد له منه فهو أروح للبدن والقلب . والله أعلم[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال القشيري في "الرسالة":[/FONT][FONT="] طريق من آثر العزلة : أن يعتقد سلامة الناس من شره لا العكس، فإن الأول ينتجه استصغاره نفسه وهي صفة المتواضع ، والثاني شهوده مزية له على غيره ، وهذه صفة المتكبر[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال الحافظ ابن حجر "فتح الباري[/FONT][FONT="]"(42/13): وقد اختلف السلف في أصل العزلة ، فقال الجمهور: الاختلاط أولى؛ لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين ، وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة وعيادة وغير ذلك. وقال قوم: العزلة أولى لتحقق السلامة ، بشرط[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]معرفة ما يتعين[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال النووي:[/FONT][FONT="] المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإذا أشكل الأمر فالعزلة أولى[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال غيره:[/FONT][FONT="] يختلف الأحوال فإن تعارضا اختلف باختلاف الأوقات ، فمن يتحتم عليه المخالطة : من كانت له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان ، وممن يترجح: من يغلب على ظنه أنه يسلم في نفسه إذا قام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وممن يستوي: من يأمن على نفسه ، ولكنه يتحقق أنه لا يطاع ، وهذا حيث لا يكون هنا فتنة عامة ، فإن وقعت الفتنة ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبا من الوقوع في المحذور ، وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعم من ليس من أهلها ، كما قال قال تعالى[/FONT][FONT="]: ([/FONT][FONT="]واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25[/FONT][FONT="]].
[/FONT][FONT="]هذا، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في "مجموع الفتاوي"(425/10) : هل الأفضل للسالك العزلة أو الخلطة؟ [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فأجاب: هذه المسألة -وإن كان الناس يتنازعون فيها إما نزاعا كليا، وإما حاليا فحقيقة الأمر : أن "لخلطة" تارة تكون واجبة أو مستحبة ، والشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة ، وبالانفراد تارة ، وجماع ذلك: أن [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]المخالطة" إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها ، وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان فهي منهيُّ عنها ، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ، ونحو ذلك. هو مما أمر الله به ورسوله[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وكذلك الاختلاط بهم في الحج وفي غزو الكفار والخوارج المارقين ، وإن كان أئمة ذلك فجارا ، وإن كان في تلك الجماعات فجار ، وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا إما لانتفاعه به ، وإما لنفعه له ونحو ذلك[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]ولابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره ، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه ، إما في بيته كما قال طاووس:"نعم صومعة الرجل بيته؛ يكف فيها بصره ولسانه" ، وإما في غير بيته[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]فاختيار المخالطة مطلقا خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال ، فهذا يحتاج إلى نظر خاص كما تقدم[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
* [/FONT][FONT="]قد ورد في هذا الباب حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "المسلم غذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم[/FONT][FONT="]".
* [/FONT][FONT="]وفي باب الاعتزال أخرج البخاري حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرُّ بدينه من الفتن[/FONT][FONT="]".
[/FONT][FONT="]وثمَّ أدلة أخر كثيرة في هذا الباب[/FONT][FONT="]..
[/FONT][FONT="]أما بالنسبة للجواب على مسألة الباب ، فها هي بعض أقوال العلماء فيه[/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]ذكر الخطابي في كتاب "العزلة" - كما نقل عنه الحافظ في "الفتح"333/11[/FONT][FONT="]): [/FONT][FONT="]أن العزلة والاختلاط يختلفان باختلاف متعلقاتهما ، فتحمل الأدلة الواردة في الحض على الاجتماع على ما يتعلق بطاعة الأئمة وأمور الدين ، وعكسها في عكسه ، وأما الاجتماع والافتراق بالأبدان : فمن عرف الاكتفاء بنفسه في حق معاشه ومحافظة دينه فالأولى له الانكفاف عن مخالطة الناس ، بشرط: أن يحافظ على الجماعة والسلام والرد وحقوق المسلمين من العيادة وشهود الجنازة ونحو ذلك ، والمطلوب إنما هو : ترك فضول الصحبة لما في ذلك من شغل البال، وتضييع الوقت عن المهمات، ويجعل الاجتماع بمنزلة الاحتياج إلى الغذاء والعشاء ، فيقتصر منه على ما لابد له منه فهو أروح للبدن والقلب . والله أعلم[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال القشيري في "الرسالة":[/FONT][FONT="] طريق من آثر العزلة : أن يعتقد سلامة الناس من شره لا العكس، فإن الأول ينتجه استصغاره نفسه وهي صفة المتواضع ، والثاني شهوده مزية له على غيره ، وهذه صفة المتكبر[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال الحافظ ابن حجر "فتح الباري[/FONT][FONT="]"(42/13): وقد اختلف السلف في أصل العزلة ، فقال الجمهور: الاختلاط أولى؛ لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين ، وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة وعيادة وغير ذلك. وقال قوم: العزلة أولى لتحقق السلامة ، بشرط[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]معرفة ما يتعين[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال النووي:[/FONT][FONT="] المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإذا أشكل الأمر فالعزلة أولى[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وقال غيره:[/FONT][FONT="] يختلف الأحوال فإن تعارضا اختلف باختلاف الأوقات ، فمن يتحتم عليه المخالطة : من كانت له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان ، وممن يترجح: من يغلب على ظنه أنه يسلم في نفسه إذا قام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وممن يستوي: من يأمن على نفسه ، ولكنه يتحقق أنه لا يطاع ، وهذا حيث لا يكون هنا فتنة عامة ، فإن وقعت الفتنة ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبا من الوقوع في المحذور ، وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعم من ليس من أهلها ، كما قال قال تعالى[/FONT][FONT="]: ([/FONT][FONT="]واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25[/FONT][FONT="]].
[/FONT][FONT="]هذا، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في "مجموع الفتاوي"(425/10) : هل الأفضل للسالك العزلة أو الخلطة؟ [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فأجاب: هذه المسألة -وإن كان الناس يتنازعون فيها إما نزاعا كليا، وإما حاليا فحقيقة الأمر : أن "لخلطة" تارة تكون واجبة أو مستحبة ، والشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة ، وبالانفراد تارة ، وجماع ذلك: أن [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]المخالطة" إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها ، وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان فهي منهيُّ عنها ، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ، ونحو ذلك. هو مما أمر الله به ورسوله[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]وكذلك الاختلاط بهم في الحج وفي غزو الكفار والخوارج المارقين ، وإن كان أئمة ذلك فجارا ، وإن كان في تلك الجماعات فجار ، وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا إما لانتفاعه به ، وإما لنفعه له ونحو ذلك[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]ولابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره ، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه ، إما في بيته كما قال طاووس:"نعم صومعة الرجل بيته؛ يكف فيها بصره ولسانه" ، وإما في غير بيته[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]فاختيار المخالطة مطلقا خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال ، فهذا يحتاج إلى نظر خاص كما تقدم[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]