العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

رسالة رائعة من تلميذ إلى شيخه : صبرنا حتى مللنا

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي


رسالة رائعة من تلميذ إلى شيخه : صبرنا حتى مللنا

قال أحد طلاب الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي -وفقه الله- :





راجعت الشيخ في مسألة علمية فجاءني منه عتاب ، فآلمني ذلك لأنه كان أمام الطلاب، فبعثت له رسالة فيها :





[ بعض الشيوخ نلازمهم سنين عددا فلا نجد منهم إلا الزجر، وقد صبرنا حتى مللنا، فإلى متى نصبر على هذا ؟! ]





فكان رد الشيخ :





[ 1- إذا كنت تعنيني فإني لا أزجر في الغالب إلا من أثق به من طلبتي ؛ لأني أريد أن يشتد عوده ويقوى على كل شيء خاصة أمام الناس، فإذا خرج إليهم وواجهه أحد بشيء فإنه لا يضعف لأنه اعتاد على ذلك .





2- قد أجد الطالب محبا لي وأخاف عليه الفتنة، فأقسو عليه فيرى فيّ هذه الصفة فيحصل في نفسه نفرة تمنعه من الغلو في محبتي .





3- قد أزجر وأنا لا أقصد الطالب الذي زجرته، وإنما أقصد غيره من الطلاب الجدد، فلا يسترسلون في الاستفتاء والأسئلة، وإذا رأوا من هو أقدم منهم يزجر لزموا الحذر فيستقيم أمرهم بإذن الله .





4- لا أعرف أني زجرت وفي قلبي حقد أو ضغينة، ولا أعرف أني زجرت بسب أو شتم، رأيت علماء أجلاء نفع الله بأساليبهم ووجدنا لها أثرا بليغا في نفوسنا ومن رافقنا في الطلب، فاجتهدنا في فعل ذلك بطلابنا،


ويعلم الله كم من طلاب تبؤوا سويداء قلوبنا بما رأينا من صبرهم، وهم لا يعلمون بمقدار حبنا لهم ولم نشعرهم بذلك ؛ خوف غرورهم .





5- إذا كنت بهذه الصفة وحسب كلامك أنك مللت الصبر فإني أناشدك الله أن تقتصر على سؤالي بالإرسال، ولا تقف مع الطلاب؛ لأني أخشى أن تسيء الظن وتحمل الوزر بذلك، وقد يسترسل بك الشيطان فتشتكي لغيرك فتقع في غيبة أنت في غنى عن وزرها، وقد يؤدي ذلك إلى فساد غيرك، فالعلم لم يكن يوما بمعسول الكلام وإنما بالصبر الذي تتساءل في رسالتك إلى متى، وأقول لك : إلى الموت !


فلا أعرف في هذا العلم يوما لم أتجرع فيه مرارة الصبر طالبا ومعلما، وكل صبر ينسي ما قبله .


أسأل الله أن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا .

المصدر
http://twitmail.com/1P1B
 
إنضم
18 نوفمبر 2009
المشاركات
203
الجنس
ذكر
التخصص
شريعة
الدولة
سورية
المدينة
معرة النعمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: رسالة رائعة من تلميذ إلى شيخه : صبرنا حتى مللنا

ماشاء الله على هذه الأخلاق
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: رسالة رائعة من تلميذ إلى شيخه : صبرنا حتى مللنا

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

( الشيئ من معدنه لا يُستغرب ....فهذا الشّبل من ذاك الأسد )


بارك الله في هذا الشيخ المبارك وزاده من فضله ..ويعلم الله أنّا نتعبّده بحبّه فيه ونرجوه .
كما قال الشافعي رحمه الله :


أحبّ الصّالحين ولست منهم ............&...........وأرجو أن أنال بهم شفاعة
وأكره ذا المعاصي وأزدريه ............ .&...........وإن كنّا سواءًا في البضاعة


فقد نفع بعلمه.. وربّى بمواعظه.. وكم داوت كلماته من جروح ..وآنست من وحشة.. وهدت من ضلالة ..وعلّمت من جهالة ..وأيقظت من غفلة ..وأظهرت من علّة.. وأعلت من همّة..وأجلت من نعمة ..في مغارب الأرض ومشارقها ..وفي ما مضى من الأيام وحاضرها ..على كثير ممن خلق ربي وتفضّل ..وأنعم وأجزل..وهو لا يدري ..

نعم إنّها بركة العالِم ...

ووالله إنّا لنستمع إليه وكأنّ صوته صوت من الماضي يناديك ..بنداء الإيمان يدعوك ..أن آمنوا بربّكم تفلحوا ..وفرّوا إليه تربحوا ..ولا تبرحوا .. فسبحان من خلقه فسواه ..وعلّمه وهداه ...وما زالت بركته على المسلمين تفيض فيضاً ..بل وتثجُّ ثجّاً..

فجزاه الله عنّا وعن الإسلام والمسلمين خيراً...


اللهم ارض عنه وعن والديه ومشايخه ولكلّ من أحبّهم فيك وأحبّه فيك وأنسئ له في أثره وبارك له في عمره وحسّن له في عمله وكثّر في الأمّة أمثاله واختم لنا وله بخاتمة الحسنى واقبضنا إليك وأنت راضٍ عنّا
آآآمييين
والسلام

 
أعلى