ما معنى "ذكاة الجراد"

[أم إبراهيم]

كثيرا ما نجد في كتب المالكية أن خشاش الأرض لا يؤكل إلا إذا ذكي ذكاة الجراد..

ويؤكل خشَاش الأَرْض وذكاته كالجراد - (جامع الأمهات)
ولا بأس بأكل خشاش الأرض وهو مما إذا ذكيت ذكاة الجراد - (الذخيرة للقرافي)
ما لا دم فيه ولا دم له كالخنفساء لا ينجس بالموت إلا أن من احتاجه لدواء أو غيره ذكاه بما يذكي به الجراد - (التاج والإكليل)
ولا بأس بأكل خشاش الأرض، وهوامها وذكاة ذلك كذكاة الجراد - (مواهب الجليل)
قوله: [خشاش الأرض] : أي وليس منه ما هو كالوزغ والسحالي من كل ما له لحم ودم. واعلم أنه لا يلزم من الحكم بطهارة ميتة ما لا نفس له سائلة، أنه يؤكل بغير ذكاة -(حاشية الصاوي)

فما منعى "ذكاة الجراد" ؟

 

[أحمد بن مسفر العتيبي]

رد: ما معنى "ذكاة الجراد"

أحسن الله إليكم
المقصود بذكاة الجراد أن يُفعل به ما يعجل موته ، كقطع رأسه أو القائه في الماء الحار مع التسمية والنية . والسبب في هذا أن حياة الجراد مستقرة ليست كحياة المذبوح ، بخلاف السمك الذي اُخرج من الماء، فإن حياته كحياة المذبوح . والله الهادي .

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

رد: ما معنى "ذكاة الجراد"

بارك الله فيكم
قد كفى الشيخ الفاضل أحمد - حفظه الله - في الجواب لكن أحب الإيضاح حول نقطة مهمة وهي أن المسألة تنبني على اشتراط الذكاة في الحيوان :
الأصل أنه لا يحل أكل الحيوان المباح الأكل إلا بتذكية فإن لم يذك فهو ميتة يحرم أكله فالميتة هي الحيوان الذي مات حتف أنفه فلم يذك ، والذكاة تكون بأربع صفات :
الأولى :العقر ، وهذا في غير المقدور عليه وهذا في الصيد ( صيد البري ذي الدم )
الثانية : الذبح وهذا في الغنم والطيور ( والبقر اختياراً ) .
الثالثة : النحر وهذا في الإبل ( والبقر اختياراً ) .
الرابعة : تأثير أو فعل أي سبب من الإنسان للإزهاق وهذا يكون فيما لا نفس له سائلة كالجراد ونحوه من الحشرات .
وهو معنى قول خليل في مختصره : ( وافتقر نحو الجراد لها بما يموت به ولو لم يعجل كقطع جناح )

استثني من تحريم الميتة أي من عدم اشتراط التذكية أمران :
1 - السمك وهو بالإجماع إلا الطافي عند الحنفية وروي عن بعض السلف .
2 - الجراد عند الجمهور ومطرف من المالكية وخالف في ميتة الجراد مالك وأحمد في رواية عنه فاشترطوا أن يكون موته بسبب كما ذكر في الصفة الرابعة لا أن يكون مات حتف أنفه .
وقال ابن وهب أخذه ذكاته .
الجمهور يرون أن الجراد مستثنى من قوله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة ) ودليل الاستثناء عندهم :
ما رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي في السنن الكبرى والدارقطني في السنن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أحلت لكم ميتتان ودمان ، فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال " لكن إسناده ضعيف فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف لكن صح موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنهما وقد رجح وقفه أبو زرعة والدارقطني والبيهقي وغيرهم ، وهو بمعنى المرفوع كما قال ابن الصلاح والنووي وغيرهما .
والمالكية يجيبون عن الحديث بجوابين :
الأول : عدم صحة الحديث .
الثاني : لو صح الحديث فالقرآن أقوى سنداً فيرجح عمومه .

إذاً سبب الخلاف يعود إلى أمور :
1 - هل الجراد أصلاً يدخل تحت الميتة أم لا يعتبر ميتة لأنه ليس له دم سائلة ؟
2 - لو كان ميتة فهل هو مستثنى للحديث السابق أو أن الحديث مردود ؟ .
3 - هل هو نثرة الحوت فيحل لأن البحر تحل ميتته أم أنه بري ؟
وفي كونه نثرة الحوت حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه وجاء ما يفيد أنه من صيد البحر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أصحاب السنن إلا النسائي وسنده ضعيف .