العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة
زارني أمس صديق من طلبة الشيخ الألباني ( ت: 1420هـ ) رحمه الله تعالى ، يروي باسناده إلى الألباني أن الشيخ يُجيز قيادة المرأة للسياره قياساً على ركوبها للناقة والفرس ونحوها ، مما تعارف عليه الناس قديماً ، وأن قيادة المرأه للسيارة أكرم وأستر لها من ركوبها للناقة والفرس ، حيث تتعرَّض في ذلك للتكشف ! .

وفتوى الشيخ معتبرة ، لكن قياس الألباني قياس أدنى . لأن الفرع فيه أضعف من الأصل.
والقاعدة عند الُأصوليين أنه لا تعارض بين القياس والمصالح المرسلة ، إنما التعارض في نظر المجتهد . فشرط الحكم هنا أن يكون القياس صحيحاً لا باطلاً . ولهذا تختلف أنظار أهل العلم في هذه المسألة بناءاً على تحقيق هذه القاعدة من عدمها . فمن أهل العلم من يستدلُّ بالقياس الخفي لتقوية فتواه ، ومنهم من يستحسن بالنص ، لكن لا يقوى على هذا إلا نوادر الرجال . والألباني مأجور إن شاء الله تعالى على اجتهاده .

القضية عندنا في بلاد الحرمين ليست قضية سماح أو منع للمرأة من قيادة أو مِقود ! . وكل هذا النعيق الذي نسمعه ما هو إلا ليُّ لِذراع المدرسة الحنبلية المحافظة . ومن يدور حول هذه النقطة - من بني جلدتنا - مثل الهِرّ الذي يدور حول الَّلحم ليصطاده ! .

هذه البلاد المباركة لها أعراف وخصائص امتنَّ الله بها على أهلها ، فمن الغلط أن تُكيَّف فتوى معينة – بغض النظر عن صحتها - وتُعمَّم على سائر البلاد في الأرض ، ويُستخرج منها حكم ثابت يجب العمل به .

هل حال المرأة في بلاد الحرمين مثل حال بعض نساء مِصر والشام والعراق والمغرب العربي وبلاد آسيا ؟ ، مع دعائنا للجميع بالمغفرة والعفاف وحسن العاقبة ؟! . إذا كان الجواب بالنفي ، فالمساواة ممنوعة في هذا المطلب ، لأن العرف يجب اعتباره هنا .وهذه البلاد قامت على شرع الله .وقد قال الأصوليون : " كل عُرف مُعتبر إلا إذا تعارض مع الشرع ، فيكون عُرفاً فاسدا " . والعرف يُخصِّص النص الظني دون القطعي ، لأن التخصيص فرع التعارض ، والتعارض لا يكون إلا مع النص المساوي .

روى الرحالة ابن بطوطة( ت: 779هـ) عفى الله تعالى عنه ، عن مدينة في أفريقيا زارها ووصف أهلها بقوله : " مسلمون محافظون على الصلوات وتعلُّم الفقه وحفظ القرآن. والنساء هنالك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب ، وكذلك للرجال صواحب من النساء الأجنبيات ، ويدخل أحدهم داره فيجد امرأته ومعها صاحبها فلا ينكر ذلك ! .

دخلتُ يوماً على القاضي - بعد إذنه في الدخول - ، فوجدتُ عنده امرأة صغيرة السِّن بديعة الحُسن ، فلما رأيتها ارتبتُ وأردت الرجوع ، فضحكتْ منِّي ولم يدركها خجل. وقال لي القاضي لم ترجع ؟ إنها صاحبتي . فعجبتُ من شأنهما ، فإنه من الفقهاء الحُجّاج ! ، ودخلتُ يوماً على أبي فلان الشيخ الذيقدمنا في صحبته ، فوجدتُه قاعداً على بساط وفي وسط داره سرير مُظلَّل عليه امرأة معها رجل قاعد ، وهما يتحدثان . فقلتُ له ما هذه المرأة فقال هي زوجتي. فقلتُ وما الرجل الذي معها ؟ فقال هو صاحبها. فقلتُ له أترضى بهذا وأنت قد سكنت بلادنا وعرفت أمور الشرع ؟ ! فقال لي: مصاحبة النساء للرجال عندنا على خير وحسن طريقة لا تُهمة فيها، ولسن كنساء بلادكم" .

قرأتُ قبل أيام وثيقة نشرتها القنصلية الأمريكية بجدة : أن عندهم معلومات مؤكَّدة أن حملة النساء لقيادة المرأة للسيارة في بلاد الحرمين لا تُراد لذاتها، بل لُأمور أخرى كإسقاط قوامة الرجل والتخفف من الحجاب وتهميش دور المحرم ونحوها من البلابل . وهي من باب صدقك وهو كذوب ! .
المرأة في بلاد الحرمين تقود السيارة في البادية منذ ثلاثين سنة ، إذا اضطرت لذلك ، لرعاية مصالح أهلها عند حصول عجزٍ أو مرضٍ أو ضعف حالٍ عند الوليِّ ، لكن بقدر معين وبدون اظهار للمحاسن والزينة ! .
والمرأة البدوية لو طَلب منها وليُّها السفر بالسيارة بمفردها إلى مكان بعيد لأبت وغضبت حفاظا على نفسها وحيائها
.
الواجب في المسائل العلمية المتشابهة أن يُردَّ العلم فيها إلى أصول الأدلة لا إلى عموماتها ولا إلى القياس ولا إلى الإستحسان ولا إلى المصالح الملغاة ولا إلى ذوق الناس وكثرتهم وحاجتهم ، فهذه كلها غير معتبرة عند الموازنة .

في المصنفات الفقهية ترد عبارة متينة تتعلق بحكم خروج المرأة من بيتها فتجد الماتن أو المحشِّي أو الشارح يقول : " لا بأس بخروجها لحوائجها إن أمنت الطريق ". وقولهم :" تخرج لحاجتها نهاراً لا ليلاً " . ويرد هذا التعبير كثيراً في كتب المالكية والحنابلة وغيرهم من فقهاء الإسلام . وهذا التقعيد مبني على أدلة راجحة من الكتاب والسنة ، فمناط الحكم ليس الحاجة ، إنما الضرورة بشرط تحقق الأمن . والعربيُّ يغار على محارمه أشدُّ من غيره .

وقد روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهاأنها كانت تقول :
"كنتُ أنقل النَّوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي على ثلثي فرسخ فجئتُ يوماً والنوى على رأسي ، فلقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر،فدعاني فقال إخ إخ ، ليحملني خلفه فاستحييتُ وذكرتُ الزبير وغيرته ، قالت : فمضى فلما أتيتُأخبرتُ الزبير فقال : والله لحملكِ النوى كان أشدُّ عليَّ من ركوبك معه " .


نحن في هذا الزمان – زمان الفتن - لا نأمن على أولادنا ، فكيف نأمن على بناتنا يقدن سيارات في الليل والنهار، وفي مجتمع ضعيف الدِّيانة قليل الأمانة ، إلا من رحم الله تعالى . وإذا كانت بعض عوارض الأهلية عند الفقهاء والأُصوليين تمنع أو تُنقص من التصرف في المال والحال ، فإنه يجوز الحكم من أهل العلم وأهل العقد لمنع قيادة النساء لهذا الإعتبار .
ومن فقه أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : " لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده ، لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل " متفق عليه . هذا قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام ، فكيف بزماننا ؟! .

شوارعنا رديئة ومكتظة بالوافدين ، فكيف لو زاحم النِّساءُ الرجال بسياراتهن ، وكم ستكون للُأسرة الواحدة من سيارة لو كان في البيت خمسة رجال وخمس نساء ؟!.

كل العقلاء يعلمون أن المرأة لن تموتَ جوعًا لو حُرمت من القيادة وقرَّت في بيتها وتفرَّغت لشؤونها .

يا فلاسفة قيادة المرأة للسيارة عودوا لدِّين العجائز دين الُأمهات والجدَّات ، دين الفطرة ، الذي عاد إليه فلاسفة عِلم الكلام قديماً حين ندموا على الخوض في مسائل لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً .
ولهذا من لزم طريقة سبيل المؤمنين عرف السعادة ، وإن لم يتمكَّن من التعبير عنها . ولهذا قال الإمام السمعاني( ت:489) رحمه الله تعالى :
جئتماني لتعلما سِرَّ سُعدى
تجداني بِسر سُعدى شحيحا
إن سُعدى لمنية المُتمنِّي
جمعت عِفةً ووجهاً صبيحا

العلمانيون في الشرق والغرب يعلمون أن هذه البلاد محفوظة بحفظ الله تعالى لها ، ويريدون هدم بنيانها بأيدي أبنائها بإخراج المرأة وضربها برأس الرِّجال ، ليكون الصِّراع في البيت الواحد وبين النخلة وساقيها ، فهل من متأمل ؟! .
يقول بعض الناس : العلماء حرَّموا الراديو والرائي والأطباق الفضائية وتعليم البنات ، واليوم أصبحت من المباحات بل من الواجبات عند البعض ! ، والآن يريدون حِرمان النساء من القيادة . والجواب : أن الأصل في الأشياء الإباحة ، لكن يجب النظر عند الفتوى في واقع الناس وأعرافهم ومآلات أفعالهم ، وفي الأثر :" أنتم أعلم بأُمور دنياكم " أخرجه مسلم في صحيحه .

وبعض الأشياء تكون في زمن ما حاجة ، لكنها بعد مدة تكون ضرورة ، وهذا منتفي في قيادة المرأة للسيارة في بلادنا ، فلا يجوز الخلط بين الأمرين .
والواجب على الدولة – والحال هذه - تأمين ما يحفظ كرامة المرأة في هذا الباب ، والتساهل في هذه المسألة جناية عظيمة على المرأة ووليِّها .
الرسول صلى الله عليه وسلم بكى على أحوال أُمته منذ بدء الوحي عليه ، أفليس من حقِّه علينا أن نوقِّره بعد وفاته بحفظ وصيته في أمته عندما قال : " اتقوا الله في النساء " أخرجه مسلم في صحيحه . فلا تُستشار المرأة في بعض أمر عفافها وعِرضها ومصالحها، التي يعرفها العلماء وأهل الولاية أكثر من معرفة الوليِّ والمحرم والقريب والبعيد .
وختاما فإن الجوهرة الثمينة لا تٌرمى للناس في الطرقات ، بل تُحفظ في مكان يصونها مما يزيدها تعظيماً وشرفًا عند الخاصة والعامة ، وهذا يعرفه أقل الناس عِلماً وفهمًا.
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
 

راجية الهدى

:: متابع ::
إنضم
2 مارس 2011
المشاركات
15
الكنية
أم هدى
التخصص
أصوول الفقه
المدينة
---
المذهب الفقهي
المالكي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

المسألة فيها تضييق شديد على المرأة، وإغفال لحاجاتها وضروراتها. وفيها أيضا تحكيم لأعراف سادت في مجتمع ذكوري يخاف على سيادته. والله أعلم
 
إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

أحسن الله إليكم
شكرا للأخت الكريمة سدَّدها الله
هل ما تفضلتي به مبنيٌّ على حكم خبري أم إنشائي ؟
أتمنى الإجابة بإنصاف .
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

أنا لم أفهم وجه رد فتوى الألباني رحمه الله

وفي الحقيقة لا أعتقد أن هناك عرف في المنع أصلاً ، بل قانون مفروض مرفوض من قبل قطاع كبير لا يعتد بما سميتموه عرفاً، فيهم من أهل العلم جماعة من داخل السعودية ، وجماعات من خارجها.

أما باقي ما ذكر فسامحنا يا شيخنا الفاضل لكن لا تعلق له بحكم المسألة.

وبعض ما يذكر غير مفهوم لكثير من القراء ، فما معنى رداءة الشوارع في السعودية بالنسبة لليمني والمصري والسوري واللبناني والعراقي وغيرهم؟!
وما هو هذا الإكتظاظ في أكبر بلد عربي مساحة مع قلة سكانه ، وكم تراه يكون عدد الوافدين إليه في غير موسم الحج؟ هل مثلاً يصير سكان الرياض بسبب الوافدين زائد على عدد سكان صنعاء والقاهرة؟

وعلى كل حال فمشي المرأة في مول مكتظ بالزبائن من الجنسين غير ممنوع في السعودية قانوناً ، وقيادتها سيارة في الطريق أستر لها من ذلك ، وأستر من ركوبها مع أجنبي في تاكس.

وأنا أرجو أن يهتم علماء المملكة العربية بتيسير كثير من المسائل الممنوعة قانوناً حتى لا يجعلها الليبراليون مواضيع لتضحياتهم البطولية ـ زعموا ـ في سبيل تحرير الشعب السعودي من الكبت الديني.
وفي الحقيقة أنا لا أنكر وجود هذا الكبت.
فإن فرض المسائل الخلافية بالقانون ليس محموداً دائماً.

ولو أن علماء المملكة يهتمون بمواضيع الخلاف ويجعلوا للناس فيها حرية الإختيار ، لقطعوا بذلك على دعاة الحرية من علمانيين وليبراليين الطريق.

وعلى كل حال الموضوع أهون من ذلك بكثير، فإن المرأة إذا جاز لها قيادة الخيل والبعير فقد جازت قيادتها للسيارة كما قاله الشيخ الألباني أولاً.
مع التنبيه أن الشيخ الألباني رحمه الله قد عاش في كل من السعودية وسوريا والأردن ، فقد اطلع على حال الزحمة والطرق والعرف في كلٍّ من هذه البلاد ، فلا يقال أن فتواه خارجة مع الغفلة عن العرف.

والله أعلم
 
إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

أحسن الله إليكم
للأسف هناك حمله منظمة من بعض طلبة العلم والعوام على بلاد الحرمين ، بتصريح أو بتلميح ، وهذه عرفناها من كثرة المخالطة في الداخل والخارج ، وكل ذي نعمةٍ محسود .

1- أخي وضاح أنت تعلم أن الأصوليين ينظرون إلى النوازل التي ليس فيها إجماع إلى عرف البلد من ناحية عاداته وتدين أهله ومحافظتهم وحشمتهم ، وهذه الصفات بينتُ أنها من خصائص هذا البلد ، فما يصلح في عدن قد لا يصلح في مكة أو الرياض ونحوها من مدن الحرمين . وما سقته من أمثلة إنما هو لبيان هذا الأصل سواء أمثلة معنوية أو عقلية أو حسية .

2- لم نرد فتوى الألباني بل قلنا إنها قياس مع مصلحة راجحة يعرفها علماء البلد وأهله ، فتكون قياس أدنى لا يستقيم مع حالنا وعُرفنا . فافهم هداك الله. ومعلوم أن الحكم الوضعي عند الأصوليين لا يتجه مباشرة إلى المكلف إنما هو منوط بما يحدث له أو عليه ، فيكون الأهم معرفة القرائن قبل الحكم .

3- قولك إنه قانون مفروض مرفوض فأقول لك : أثبت وإلا حدٌّ في ظهرك ، ونحن أعلم بحالنا وبلدنا من غيرنا . وهناك تصويت في الإنترنت ، الغالبية فيه لمن لا يريد هذا الأمر ، وهو تصويت فردي غير حكومي . بل هناك مجموعة كبيرة من النساء أبرقن للملك لمنع القيادة وهن سيدات معروفات في المجتمع .

4- أين الكبت الذي تتحدث عنه ؟ أعطني أمثلة له من الواقع ، فالكلام المرسل عيب في حقِّك ؟ . لو كان عندنا كبت كما زعمت ، فلما يعود العامل من بلده إلينا بعد إجازته وقد كان بين أهله ؟. وأعرف من باع أغنامه ليشتغل في بلدنا ، فهوِّن على نفسك ، فقد اتضحت الأمور وبانت السُّبل !.

5- قولك إن المرأة إذا جاز لها قيادة الخيل جاز لها قيادة السيارة حكم غير منضبط ولا يجوز تعميمه ، وهو غلط في علم الُأصول . وفي إرشاد الفحول للشوكاني ردٌّ عليك في هذه المسألة . فعد إليها ولا تتعجل في الأحكام .

6- الألباني متى عاش في السعوديه ؟ قبل أربعين عاما مضت ؟! فهل نحكم على حال المملكة اليوم مثل حالها في تلك الحقبة ؟ هذا لا يجوز لا شرعا ولا عقلا . والله الهادي .
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

فيما يتعلق بمنع القيادة ما المطلوب مني إثباته؟
أنه ممنوع بالقانون أم أنه هناك قطاع كبير يرفضه؟
أما الكبت: فيكفي أن ترى النساء على الطائرات وهن خارجات للتصيف في بلد أجنبي ، وهو ما سمعناه من ألسنة مشايخ أفاضل إن شاء الله.
فالمرأة تصعد الطائرة في كامل حجبتها وتنزل منها وليس للحجاب أثر. والعجب أنها تكون في كثير من الأحيان مع زوج أو محرم.
التصويت المذكور لا علم لي بحقيقته ، وعلى كل حال فإن غايته أن يكون منشور في مواقع يجذب عادة الشباب الملتزم كموقعنا هذا .
والله أعلم
 

راجية الهدى

:: متابع ::
إنضم
2 مارس 2011
المشاركات
15
الكنية
أم هدى
التخصص
أصوول الفقه
المدينة
---
المذهب الفقهي
المالكي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

أحسن الله إليكم
شكرا للأخت الكريمة سدَّدها الله
هل ما تفضلتي به مبنيٌّ على حكم خبري أم إنشائي ؟
أتمنى الإجابة بإنصاف .
بل هو مبني على منطق عقلي واجتماعي يستمدأصله من المصالح التي أرسلها الشرع فجعلها مندوحة عن التضييق والجمود الذي يخلفهالالتزام الحرفي بالمنصوص أو الإعمال المبالغ فيه لسد الذرائع.
ولا نص في المسألة كما هو معلوم.
وما قلته سابقا عشته وعاينته في بلاد الحرمين–حفظها الله ورعاها-.
وأستأذنكم -الآن- في الإفصاح عن بعض منه.
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

بل هو مبني على منطق عقلي واجتماعي يستمدأصله من المصالح التي أرسلها الشرع فجعلها مندوحة عن التضييق والجمود الذي يخلفه الالتزام الحرفي بالمنصوص أو الإعمال المبالغ فيه لسد الذرائع
والله يا أختي الفاضلة صرتُ أحس أن المقاصديين ينظرون إلى النصوص نظرة العدو!
ما بال النصوص لا تكاد تذكر عندهم إلا لذم الاتزام بها ، أو لبيان طرق ردها وتأويلها باستخدام ما يسمى بالنظر المقاصدي؟
في مسألتنا هذه التزام الحرفية يقتضي إباحة قيادة المرأة للسيارة لورود قيادة المرأة للبعير ، والمانع يعتمد على النظر إلى المقاصد ، لأنه في اعتقاده يسد ذرائع الفساد ، ويعتقد أن حاجة المرأة للقيادة مدفوعة بقيادة الرجل عند الحاجة.
اشفقوا على النصوص قليلاً.
بعد أن كنا ندعو بقوة إلى اتباع النصوص صرنا نتمنى أن يخففوا ـ ولو قليلاً ـ من انتقادها.

والله أعلم
 
التعديل الأخير:
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

بارك الله فيك أخي وضاح.

في الحقيقة لا نحتاج كثير تأمل في كلام المانعين لسياقة المرأة ليتبين فراغه من الدليل فهو مبني على العاطفة والتهويل والمبالغة وغالبا ما يتعدي للطعن في المخالف.

الواجب على المسلمين أسلمة العلوم والمبتكرات لا حضرها أو أخذها كما هي إنما هذه المسائل الدنيوية تنظم، فإن كان فيها مفاسد يغير فيها بما يلغي المفاسد لكن لا تحضر هكذا كاملة بدعوى المفاسد فالدعوى عريضة، فهناك سؤال بسيط جدا ، ما الذي يمنع سماح سياقة المرأة للسيارة مع وجود محرم بجانبها ؟ أليس هي ذاتها سياقة المحرم مع وجود المرأة بجانبه فحتى لو سلمنا لكم بالتحريم المقاصدي فالتحريم يكون بقدره ولا يجوز لكم حضر أكثر مما تنتج عنه المفسدة المدعاة.

فهل أنتم مستعدون للسماح للمرأة بالسياقة بشرط مرافقة محرم لها ؟ أو ستخرجون بطاقة التهويل في هذه أيضا ؟ وإن شغلكم مشكل الزحام فما الذي يمنعكم من جعل المرأة تسوق سيارة زوجها ومنع شراء أكثر من سيارة للعائلة مثلا ؟ ( على أن الكلام على الزحام لا يقول به من له علم بالتنظيمات المعتمدة لإصدار الترخيصات والبطاقات الرمادية فكل دولة تعمل علي تنظيم عدد السيارات التي تسير في كل مدينة والتحكم في إصدار البطاقات الرمادية حسب ذلك وهناك برامج تعتمد كل سنة لتنظيم المواقف ودرجة إستيعاب الطرق ونوع السيارات التي تسير فيها وتنظيم دخول سيارات المدن الأخرى وغير ذلك مما يضمن عدم وجود الاكتظاظ فلا علاقة للزحام بسياقة المرأة أصلا عند أهل الاختصاص) وما الذي يمنع جواز سياقة المرأة نهارا وما الذي يمنع فرض الزجاج الرمادي في سيارة المرأة حتى لا ترى من الخارج وإن كان المشكل في التصوير فهناك الرخص البيوميترية لا تحتاج صورا إنما تعمل بالبصمات وإن شئتم هناك بصمات العين فالحلول للمفاسد المدعاة كثيرة لكن المشكل هو الإصرار على الخطأ.

البلد الذي يستطيع تنظيم حج ملايين من الناس ويبتكر حلولا ذكية كل عام لتسهيل ذلك قادر لو أراد حل كل هذه المفاسد والسماح للمرأة بالسياقة على طريقة شرعية.

والله الموفق.
 
التعديل الأخير:
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

أرجو أن لا أكون مقصوداً بالسؤال عن سبب المنع ،لأنني لا أعتقده لا بالنظر إلى النصوص ولا إلى مقاصدها ، بل كلاهما في ظني يدل على الحل.

والله أعلم
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

لست مقصودا بالسؤال أخي وضاح إنما كانت المشاركة من قسمين القسم الأول موافقة لك فيما ذكرته والقسم الثاني كان سؤالا موجها لصاحب الموضوع خاصة والمانعين عامة من باب التنزل فحتى لو سلمنا بوجود هذه المفاسد فهي لا ترتقي للمنع الكلي وحلولها موجودة وسهلة والله أعلم
 

أسماء العزاوي شلقي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 أكتوبر 2010
المشاركات
168
الكنية
أم آدم
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
.....
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: تأمُّلات في فتوى المحدِّث الألباني في قيادة المرأة للسيارة !

يا فلاسفة قيادة المرأة للسيارة عودوا لدِّين العجائز دين الُأمهات والجدَّات ، دين الفطرة..... !!!!
المسألة أبسط من أن تسمى فلسفة يا أخي.
البارحة كنت أتدارس مع زوجي بعض المسائل التي استند فيها المالكية على العرف حتى خالفوا نص الشارع أو فوتوا مصالح محققة باسم سد الذريعة. وللأسف كلها مسائل تتعلق بالمرأة. أما عن قيادة المرأة للسيارة في السعودية أو في أي بلاد، ما علاقة هذا بالعرف؟؟؟ وأي عرف هذا؟؟؟ إن كان عرفًا، فهو عرف فاسد لا يعول عليه. وعذرا من شيوخنا الأفاضل عن هذا التعبير.
وأن المسألة فيها قياس خفي، أي خفاء هذا؟؟؟ المرأة تقود سيارتها بنفسها أم تضطر إلى استخدام أجنبي عنها وربما يكون غير مسلم؟؟!!!
أما قصة ابن بطوطة - إن صحت -، لا وجه للمقارنة بها في هذه المسألة. ليس للمسلم أفضلية على أخيه المسلم إلا بالتقوى. كوننا من بلاد المغرب لا يجعلنا أقل إسلاما منكم هداكم الله.
وفي الأخير: ألفت نظر الكثير إلى أن كثير من القضايا التي نجد العناد والتعنت هو المحرك فيها (عقلية المؤامرة) بعيدا عن التعقل والمضوعية.
وجهة نظر
 
أعلى