العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل يقول الشافعية بتأثيم الحاج الذى لم يحج؟

إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
حياكم الله مشايخنا .. كنت قرأت موضوعاً فى المنتدى أشار الى نحو هذا

فما حقيقة المسألة وهل لديهم أن الذى نوى الحج قبل أن يغلب على ظنه الفوات فمات فجأة يموت عاصيا ؟ وهل المستعد للحج وهو فى الطريق

مثلا وتوفاه الله قبل أداء الفريضة يموت على الاثم ؟

وهل المسن ان نوى أنه سيحج فيما بعد وهو شاب ثم تغافل عن الأمر الى أن وصل الى سنه آثم ؟

نحتاج الى توضيح من مشايخنا​
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: هل يقول الشافعية بتأثيم الحاج الذى لم يحج؟

المجموع:
( الثَّالِثَةُ ) : إذَا وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَجُّ وَتَمَكَّنَ مِنْ أَدَائِهِ وَاسْتَقَرَّ وُجُوبُهُ , فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَمْ يَحُجَّ , فَقَدْ سَبَقَ أَنَّهُ يَجِبُ قَضَاؤُهُ.
وَهَلْ نَقُولُ مَاتَ عَاصِيًا ؟ فِيهِ أَوْجُهٌ مَشْهُورَةٌ فِي كُتُبِ الْخُرَاسَانِيِّينَ:
( أَصَحُّهَا ) : وَبِهِ قَطَعَ جَمَاهِيرُ الْعِرَاقِيِّينَ , وَنَقَلَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَآخَرُونَ الِاتِّفَاقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ يَمُوتُ عَاصِيًا , وَاتَّفَقَ الَّذِينَ ذَكَرُوا فِي الْمَسْأَلَةِ خِلَافًا عَلَى أَنَّ هَذَا هُوَ الْأَصَحُّ , قَالُوا : وَإِنَّمَا جَازَ لَهُ التَّأْخِيرُ بِشَرْطِ سَلَامَةِ الْعَاقِبَةِ
.
( وَالثَّانِي ) : لَا يَعْصِي لِأَنَّا حَكَمْنَا بِجَوَازِ التَّأْخِيرِ
( وَالثَّالِثُ ) يَعْصِي الشَّيْخُ دُونَ الشَّابِّ , لِأَنَّ الشَّيْخَ يُعَدُّ مُقَصِّرًا لِقِصَرِ حَيَّاتِهِ فِي الْعَادَةِ...
قَالَ أَصْحَابُنَا : وَإِذَا قُلْنَا : يَمُوتُ عَاصِيًا فَمِنْ أَيْ وَقْتٍ يُحْكَمُ بِعِصْيَانِهِ ؟ فِيهِ أَوْجُهٌ:
( أَصَحُّهَا ) : مِنْ السَّنَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ سِنِي الْإِمْكَانِ , لِأَنَّ التَّأْخِيرَ إلَيْهَا جَائِزٌ , قَالَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَغَيْرُهُ : وَهَذَا قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيِّ
( وَالثَّانِي ) : مِنْ السَّنَةِ الْأُولَى لِاسْتِقْرَارِ الْفَرْضِ فِيهَا
( وَالثَّالِثُ ) : يَمُوتُ عَاصِيًا , وَلَا يُضَافُ الْعِصْيَانُ إلَى سَنَةٍ بِعَيْنِهَا .
قَالَ أَصْحَابُنَا : وَتَظْهَرُ فَائِدَةُ الْخِلَافِ فِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا فِي صُوَرٍ:
( مِنْهَا ) أَنَّهُ لَوْ شَهِدَ بِشَهَادَةٍ وَلَمْ يُحْكَمْ بِهَا حَتَّى مَاتَ , لَمْ يُحْكَمْ لِبَيَانِ فِسْقِهِ.
وَلَوْ قُضِيَ بِشَهَادَتِهِ بَيْنَ السَّنَةِ الْأُولَى وَالْأَخِيرَةِ مِنْ سِنِي الْإِمْكَانِ - فَإِنْ قُلْنَا عِصْيَانُهُ مِنْ الْأَخِيرَةِ - لَمْ يُنْقَضْ ذَلِكَ الْحُكْمُ ; لِأَنَّ فِسْقَهُ لَمْ يُقَارِنْ الْحُكْمَ , بَلْ طَرَأَ بَعْدَهُ فَلَا يُؤَثِّرُ , وَإِنْ قُلْنَا : عِصْيَانُهُ مِنْ الْأَوْلَى فَفِي نَقْضِهِ الْقَوْلَانِ , فِيمَا إذَا بَانَ أَنَّ فِسْقَ الشُّهُودِ كَانَ مُقَارِنًا لِلْحُكْمِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . هَذَا حُكْمُ الْحَجِّ...
 
أعلى