رد: للمناقشة : هل المسائل الاعتقادية في كتب الفقه الشافعي منسوبة للمذهب ؟
أخي الكريم أحمد بارك الله فيكم
الأمر ينبني على إدراج مسائل العقيدة في ( المذهب ) فهل يقال مذهب الإمام الشافعي في الأسماء والصفات أو في القدر ؟
هذا الأمر اختلفت فيه وجهات النظر عند العلماء فبعضهم يعرف المذهب بأنه ( ما اعتقده العالم ) أو ( ما قال به عن دليل سواء كان قطعاً أو ظناً ) ونحو ذلك مما أُطلِق فيه التعريف فلم يقيد بالفروع أو المسائل الاجتهادية وهذا مسلك كثير من الأصوليين ومنهم أبو المظفر السمعاني وابن تيمية وأبو الخطاب وابن مفلح والمرداوي وغيرهم .
وبعضهم يقيد المذهب بـ(الفروع الاجتهادية ) وهذا ما نصره القرافي في كتابه الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام والحموي في غمز عيون البصائر .
هذا فيما يتعلق بمذهب العالم وهو مرتبط بالعالم ( المقلَّد ) فهو صنيع المجتهد قوله وفعله ورأيه .
أما ( التمذهب ) فأمر آخر يتعلق بالمقلِّد فهو صنيع المقلِّد ، وهو تقليد المجتهد وسلوك مذهبه فهذا يرتبط بمسألة حكم التقليد في الأصول ( العقائد ) وهي مسألة مشهورة عند الأصوليين :
منهم من يمنعه وهم الجمهور .
ومنهم من يجيزه .
ومنهم من يوجبه .
ومنهم من يفصل فيه فيمنع في التوحيد والرسالة ويجيزه فيما سواهما .
وعموماً فينتبه لقضية نقل الآراء العقدية للأئمة فكثير من الفرق تزعم أن مذهب إمامها العقدي هو مذهبها .
والصواب أن عقيدة الأئمة الأربعة هي عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين من السلف تلك العقيدة الصافية النقية الخالية من علم الكلام والتأويلات الفاسدة ومعارضة النصوص بالعقول والأهواء .
وتعرف عقائد الأئمة من كتبهم وكتب تلاميذهم والكتب المصنفة في العقائد والتي تنقل ذلك عنهم بالأسانيد الصحيحة .