العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله مشايخنا الأفاضل .. كنت فتحت موضوعاً منذ مدة عن نجاسة بول مأكول اللحم فى المذهب .. ومنها بول الابل ..

وهناك مسألة أشكلت على قليلاً..وهى كيف نوفق بين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (ان الله لم يجعل شفاء أمتى فيما حرم عليها) .. وبين القول بنجاسة بول مأكول اللحم على المعتمد

كبول الابل .. وقد تداوى به البعض على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفق أمره ؟

لعل المشايخ الفضلاء يفيدونى​
 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

أظن والله أعلم أن الحديث له سبب أو له توجيه آخر لأن الإشكال ليس في حديث الإبل فقط بل كذلك في الحرير حيث ورد في الصحيحين أن عبد الرحمن ابن عوف لبسه في الحج لأجل الجرب .
 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

قد يكون المعنى والله أعلم أنه لم يجعل شفاء أمته فيما هو محرم لذاته كالخمر مثلابخلاف الحشيش فهو محرم لعلة وهكذا قد يكون هنا والله أعلم .
وقد يكون التقدير أن الله خلق لكل داء دواء حلالا أو حراما فلا يتداوى بالمحرم في وجود الحلال.
 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

وهذه نقولات لبعض العلماء في هذا الباب :
قال في فيض القدير :
{إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها} فالتداوي بمحرم محرم والأصح عند الشافعية حل التادوي بكل نجس إلا الخمر والخبر موضعه إذا وجد دواء طاهرا يغني عن النجس جمعا بين الأخبار.
وقال الحافظ في الفتح :
فَجَوَابُهُ أَنَّ الْحَدِيثَ مَحْمُولٌ عَلَى حَالَةِ الِاخْتِيَارِ وَأَمَّا فِي حَالِ الضَّرُورَةِ فَلَا يَكُونُ حَرَامًا كَالْمَيْتَةِ لِلْمُضْطَرِّ وَلَا يَرِدُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ إِنَّهَا دَاءٌ فِي جَوَابِ مَنْ سَأَلَهُ عَنِ التَّدَاوِي بِهَا فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصٌّ بِالْخَمْرِ .
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : اشتكت بنت لي فنبذت لها في كوز فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغلي قال ما هذا يا أم سلمة ؟ فذكرت له أني أداوي , به ابنتي فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها.
وقد حمل الحديث في المغني والنهاية على صِرف الخمر.
ويحتمل أن يقال: إن هناك فرقا بين الشفاء والانتفاع، والمنافع أعم من الشفاء، فكل ما حرمه الله ليس شفاء، لكن قد يكون نافعا من وجه
 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

جزيتم خيراً .. الحديث الذى أشار اليه الأخ أحمد شوقى من لبس عبد الرحمن بن عوف الحرير هل كان تداوياً ؟

وهنا بعض الأقوال فى المسألة :

قال العز بن عبد السلام رحمه الله فى قواعد الأحكام : ( جاز التداوي بالنجاسات إذا لم يجد طاهراً يقوم مقامها، لأن مصلحة العافية والسلامة أكمل من مصلحة اجتناب النجاسة).انتهى

قال النووى فى المجموع : إذا اضطر إلى شرب الدم أو البول أو غيرهما من النجاسات المائعة غير المسكر ، جاز له شربه بلا خلاف ، وإن اضطر وهناك خمر وبول لزمه شرب البول ، ولم يجز شرب الخمر بلا خلاف ، لما ذكره المصنف ( وأما ) التداوي بالنجاسات غير الخمر فهو جائز سواء فيه جميع النجاسات غير المسكر ، هذا هو المذهب والمنصوص ، وبه قطع الجمهور ، وفيه وجه أنه لا يجوز ، لحديث أم سلمة المذكور في الكتاب ( ووجه ثالث ) أنه يجوز بأبوال الإبل خاصة لورود النص فيها ، ولا يجوز بغيرها ، حكاهما الرافعي ، وهما شاذان ، والصواب الجواز مطلقا ، لحديث أنسرضي الله عنه { أن نفرا من عرينة وهي قبيلة معروفة بضم العين المهملة وبالنون أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا المدينة ، فسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها ؟ قالوا : بلى فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا ، فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطردوا النعم } رواه البخاريومسلم من روايات كثيرة ، هذا لفظ إحدى روايات البخاري ، وفي رواية " فأمرهم أن يشربوا أبوالها وألبانها " .
.

قال أصحابنا : وإنما يجوز التداوي بالنجاسة إذا لم يجد طاهرا يقوم مقامها ، فإن وجده حرمت النجاسات بلا خلاف ، وعليه يحمل حديث : { إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم } فهو حرام عند وجود غيره ، وليس حراما إذا لم يجد غيره .



 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

ويحتمل أن يقال: إن هناك فرقا بين الشفاء والانتفاع، والمنافع أعم من الشفاء، فكل ما حرمه الله ليس شفاء، لكن قد يكون نافعا من وجه


ليتكم توضحون الفرق هذه التقطة يا شيخ محمد بارك الله فيكم​
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: كيف التوفيق بين هذا الحديث ومعتمد المسألة فى المذهب الشافعى ؟

توضحون الفرق هذه التقطة
يعني مثال: أكل لحم الخنزير ليس شفاء، وربما كان مرضا، لكنه ينتفع منه الآكل بالشبع مثلا، وينتفع بالبول بتبريد الأرض الحارة مثلا، وينتفع بالدم بطليه للقدور الجديدة، وانتفعوا قديما بشعر الخنزير في خياطة الخفاف، وربما زرعوه عوضا عن أعضاء تالفة في جسم الإنسان فهذا كله انتفاع، وبابه كبير
وليس هذا من الاستشفاء في شيء
 
أعلى