هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

[أحمد نواف المواس]

بسم الله الرحمن الرحيم​

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...وبعد:
كما في العنوان: "هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين"
هناك جهود عظيمة، وأعمال كبيرة، يقدمها أهل السنة في الدعوة إلى الله، من خلال الإعلام المقروء والمكتوب والمسموع والمرئي.
والقنوات الفضائية التي يملكها أهل السنة، تكاد لا تحصى من كثرتها، وهذا فضل عظيم من الله عز وجل، ينبغي استغلاله واستثماره استثمارا صحيحا، على منهج الله وطريقة رسوله صلى الله عليه وسلم...
ومع كثرة هذه الوسائل الدعوية التي أتيحت لنا، فإنني في كل مرة أستعرض هذا الأمر، يدور في خلدي هذا السؤال:
"هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة للمخالفين"؟؟؟
والذي يثير هذا التساؤل في خلدي، ما أراه من نفور المخالفين، وابتعادهم عنا، سواء منهم المحسوبين على أهل السنة، كعوام الصوفية والأشاعرة، أو غير المحسوبين كعوام الشيعة...
أرجو أن نركز على كلمة (عوام)، فإني أقصدها، وأقصد بها، (العوام من كل الأطراف المخالفة) ولا أقصد العلماء والقادة؛ لأن الحديث والحوار معهم، له بحث آخر يختلف عن مقصد موضوعي هذا.......
وإنني أعزو سبب هذا النفور وهذا الابتعاد من الآخرين عنا، - مع أننا نحاورهم ونناقشهم - إلى التالي:
- السخرية والاستهزاء بهم من خلال الحوار
- أسلول العدوانية - ربما غير المقصودة - في الحوار في كثير من الأحيان..
عندي كلام كثير في هذا الموضوع، سأذكره لاحقا إن شاء الله، عندما أرى التفاعل منكم مع هذا الموضوع، وأكتفي الآن بذكر هذين السببين؛ لأنهما الأقوى في نظري، وهناك أسباب أخرى، أرى أنها السبب في نفورهم وابتعادهم.
فما رأيكم إخوتي الدعاة في هذا الكلام، وما هي السبل التي تجعل دعوتنا تجذبهم وتهديهم إلى الطريق الصحيح والمنهج القويم.
أرجو الإدلاء بآرائكم ومقترحاتكم..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى

 

[أحمد بن عمر باجابر]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

وأنا العبد لله حنفي التمذهب ماتريدي الإعتقاد، لكني لا أتعصب لإنتمائي إنما أتعصب للحق والحكمة أينما وجدت

هذا عجيب بل لا يستقيم! إن كنت صاحب حق فتعصب له وانتم إليه وعض عليه بنواجذك، لاسيما والباب باب العقيدة لا مسائل فروعية اجتهادية، وليس للتفريق بين الانتماء والحق معنى؛ فإنك إن كنت تقول بالحق فانتماؤك حق يستحق التعصب له وإلا فباطل لا عبرة به
أعد النظر بارك الله فيك في الأمر وتدبره، واعلم أن الخير كله في اتباع السلف الصالح

 

[أحمد بن عمر باجابر]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

والمشترك بين أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية والأثرية أنهم موحدين وهذا الأصل الجامع الذي لا حياد عنه، ولا يقبل الوسطية

أولا لحنتَ في قولك: موحدين، وخبر إن يرفع ولا ينصب!

ثانيا - وهو الأهم - : إلهي الذي أعبده هو الله الذي لا إله إلا هو استوى على عرشه استواء يليق بجلاله فوق سماواته بائن من خلقه
ولا أقول: استولى! ولا أقول: لا أدري ما هذا! ولا أفوضه!
وأرفض قول القائل:
وكل نص أوهم التشبيها .. أوله أو فوض ورم تنزيها
بل سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية: أين الله؟ فقالت في السماء
وخطب في أصحابه في الحج، ثم أشار بأصبعه إلى السماء فقال: اللهم فاشهد
والقرآن كلامه سبحانه وتعالى
، تكلم به سبحانه، وسمعه منه جبريل عليه السلام وبلغه للنبي الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم
ولا أقول حكاية! ولا أقول عبارة! ولا أقول مخلوق! ولا أقول لا صوت ولا حرف!
أثبت له ما أثبت لنفسه كما أخبر
وأنفي عنه ما نفى عن نفسه
ولا أنفي عنه صفاته ولا أحرفها كما تقول الأشاعرة والماتريدية الذين سلفهم في الحقيقة هم الجهمية لا السلف الصالح
وأنا أرجو من المشرف حذف كل رد لا يتعلق بالموضوع ولو كان من ردودي وإنما تكلمت لأني رأيتك هداك الله تكتب كلاما مخالفا للحق

والله أعلم

 

[أحمد نواف المواس]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

إخواني الكرام:
أرجو عدم تحويل أصل الموضوع إلى خلافات فرعية جانبية بارك الله بكم جميعا...
لا نريد أن نتكلم عن فروع العقيدة ولا فروع الفقه...
إنما نريد أن نوجد خطابا يوحدنا نحن أهل السنة والجماعة، فها هي أمم الكفر تكالبت علينا، ورمتنت عن قوس واحدة، فما بالنا لا نتوحد ولا نحسن الخطاب مع بعضنا بعضا..مع أن الذي يجمعنا كثير... والذي يفرقنا لا يكاد يذكر إذا خلصت النية...

 

[زياد العراقي]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

إخواني الكرام:
أرجو عدم تحويل أصل الموضوع إلى خلافات فرعية جانبية بارك الله بكم جميعا...
لا نريد أن نتكلم عن فروع العقيدة ولا فروع الفقه...
إنما نريد أن نوجد خطابا يوحدنا نحن أهل السنة والجماعة، فها هي أمم الكفر تكالبت علينا، ورمتنت عن قوس واحدة، فما بالنا لا نتوحد ولا نحسن الخطاب مع بعضنا بعضا..مع أن الذي يجمعنا كثير... والذي يفرقنا لا يكاد يذكر إذا خلصت النية...

بارك الله فيكم ، هذا هو الصواب .
نسأله تعالى أن يجعل نيتنا خالصة لوجهه الكريم .
ونتمنى من شيوخنا إثراء الموضوع ، فالأمر جلل ، والمصيبة عظيمة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

بارك الله فيكم جميعاً
حقيقة هذا الموضوع مهم واختيار موفق من أخينا الفاضل أحمد وإن كنت أخشى من العمق في نقاشه والتشقيق الذي لا يتوافق مع سياسة الموقع .
قد لا أوافق الأخ الفاضل أحمد مواس في الحكم الذي توصل إليه - في الجملة - وذلك أن منهج أهل السنة انخرط بقوة في مجتمعات أكثر البلاد الإسلامية ودخل إلى عمقها ، ولك أن تنظر في انتشار العقيدة السلفية من بلاد المغرب العربي إلى أقصى شرق آسيا فمن كان يظن أن كثيراً من البلاد التي تنتشر فيها العقائد المخالفة للعقيدة السلفية أن تخترق بهذا الشكل ويصبح للعقيدة السلفية وجود وكيان وتجمع ودروس ومحاضرات وأتباع كثر ويتبين لك ذلك بردود الفعل التي نراها من بعض المخالفين وتخوفهم من هذا المد وهذا التغير مما جعلهمخ يسلكون مسالك متعددة للحد من هذا النفوذ .
بخصوص الشيعة نحن نجد آلاف الشيعة تسننوا في السعودية والكويت والبحرين والعراق وسوريا وإيران وغيرها وثمة إحصائيات كثيرة تبين ذلك الانتقال لكن هناك تقصير من قبل وسائل الإعلام تجاه هذه القضايا لأسباب متعددة منها ضعف الإعلام الدعوي ومنها خوف ردود الفعل من تلك الطوائف ومنها أن كثيراً منهم ينتقل سراً خوفاً على نفسه من أهله وقرابته وطائفته .
أما قولك عوام الأشاعرة فأعتقد أن عامة عوام المسلمين لا يعرفون تأويلات الأشاعرة بل هم على الفطرة السليمة وأنت لو سألت عوام المسلمين في كل بلد مسلم - حتى تلك البلاد التي يكون المعتقد الأشعري هو معتقد شيوخهم - : أين الله ؟ لأشار بيده إلى السماء ، ولو سألته عن كثير من مسائل العقيدة لأجابك بالفطرة السليمة السلفية البعيدة عن تأويلات المتكلمين والتي يتبناها رموزهم فحسب ولا وجود لها في مجتمع العوام .

يأتي السؤال :
ما أسباب ما أشرتم إليه من نفور المخالفين أو عدم استجابتهم أو ضعف هذا الأمر ؟
والجواب أن يقال هناك عدة أسباب :
الأول :
أن أكثر المسلمين الآن منشغلون عن أمور دينهم بأمور دنياهم غارقون في ملذاتهم وشهواتهم فهم في عالم آخر عن تلقي الكلام في الشريعة فهم يتابعون قنواتهم الخاصة ويباشرون مشاريعهم الخاصة فآلاف البشر همهم الرياضة وآخرون همهم الفن وأولئك همهم التجارة وطوائف أشغلهم الفقر أو المرض وطوائف منشغلون بالسياسة وأحزابها وطوائف منشغلون بالأدب وتياراته ، ويكفيك أن تنظر في القنوات والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لترى تلك الشرائح واهتماماتهم فتنظر كم يتبقى لك من مستمع بعد ذلك .

الثاني :
أن كثيراً من أئمة الطوائف المنحرفة يشوهون صورة العقيدة الصحيحة لعوامهم كما هو مسلك أهل الباطل وعلية القوم في كل زمان ومكان وهو ما حدث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من علية القوم من أقوامهم ولهذا أسبابه فمنهم من يشوه ذلك لمصالح شخصية مادية او وجاهية ومنهم من أعماه هواه فظن باطله حقاً ومنهم من يشوه حسداً وكبراً ، كثير من زعماء تلك الطوائف المنحرفة يتلقون دعماً مادياً أو ما يكسبونه من الأموال التي تدفع للأضرحة والقبور والمزارات فكيف لا يشوهون ما يرفع عنهم هذا المال ويحرمهم منه ؟ .

الثالث :
سعي كثير من السياسات في الدول الإسلامية إلى أن تبقى شعوبهم غارقة في خرافاتها من التصوف والضلال بعيدين عن مسرح السياسة والحل والعقد فهم في أربطتهم يباشرون السماع والرقص والهوهوه والتسبيح بمسبحة فيها ألف خرزة بعيدين كل البعد عما يحدث في المجتمع ولذلك فتلك السياسات تدعم تلك الطوائف مادياً ومعنوياً وإعلامياً وتقف وراءها لتبقى موجودة تغطي شريحة كبيرة من الشعب .

الرابع :
سعي الأعداء من الغرب إلى إبقاء الشعوب الإسلامية بعيدة عن عقيدتها الصحيحة غارقة في التصوف والخرافة لعلمهم أن العقيدة الصحيحة هي الإسلام الحقيقي وهو الذي يهدد دولهم وسياساتهم وثمة دراسات علمية تبين جهود الغرب في نشر التصوف في بلاد المسلمين ؛ إذ فشل الغرب في نشر النصرانية في كثير من بلاد المسلمين جعلهم يسلكون مسلك تضليل المسلمين بصرفهم عن عقيدتهم الصحيحة .

الخامس :
أن كثيراً من أهل السنة انشغلوا ببعضهم ويكفيك أن تنظر في صفحات التواصل الاجتماعي كتويتر والفيس لترى الحروب الطاحنة بين أهل السنة أنفسهم لاختلافات سياسية أو خلاف في قضايا اجتهادية و ( المشغول لا يشغل ) كيف يتمكن من أشغل وقته في الرد على أخيه في العقيدة السلفية أن يفرغ للرد على العقائد المنحرفة ؟
تقرأ في التويتر من السباب والشتام والطعن والاستهزاء والسخرية ما تستقبحه من عوام الناس فكيف بطلاب العلم والدعاة إلى دين الله حتى إنك لتشك هل طارت عقول بعض طلاب العلم وأخلاقهم كما طارت علومهم ؟.

السادس :
تناقص العلماء الكبار الذين لهم ثقلهم ، وكلمتهم في المجتمعات الإسلامية مسموعة موثوق بها .

السابع :
أن كثيراً من الطوائف المنحرفة تلاعبوا بالمصطلحات الشرعية والعوام لا يدركون المفهوم الصحيح لتلك المصطلحات كمصطلح السلفية والتوحيد وأهل السنة ونحوها فتجد تلك الطوائف تستخدم هذه المصطلحات لنفسها لتزكية نفسها وللتعمية على الجهال لكن مضمونها مخالف للمصطلح الشرعي ، والعوام لا يفرقون عندئذ بين المضمون السليم الموافق لعقيدة السلف وبين غيره ويكتفون بتناقل تلك المصطلحات لكن حسب فهم قادتهم وشيوخهم ، ولذا ينبغي للدعاة إلى العقيدة السلفية أن يركزوا على توضيح المصطلحات والتفريق بينها وتوضيحها وبيان الصحيح منها والباطل .

 

[أحمد بن عمر باجابر]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

إنما نريد أن نوجد خطابا يوحدنا نحن أهل السنة والجماعة، فها هي أمم الكفر تكالبت علينا، ورمتنت عن قوس واحدة، فما بالنا لا نتوحد ولا نحسن الخطاب مع بعضنا بعضا..مع أن الذي يجمعنا كثير... والذي يفرقنا لا يكاد يذكر إذا خلصت النية...

ولو كان رمحا واحدا لاتقَيتُهُ . . ولكنه رمح وثان وثالث

كيف يقال إن الذي بين من يقول: الله عزوجل مستو على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه، يتكلم متى شاء بما شاء، (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) ومن يمر صفات الباري سبحانه وتعالى ويؤمن بها على كما أخبر الله بها، ولا يتهم نصوص الوحي بأن فيها ما يوهم التشبيه، الذي هو الكفر، ولا يؤول صفات الله الخبرية كالوجه واليدين والقدم ولا الفعلية كالضحك والفرح والغضب
وأنتم تعلمون أن في كتب القوم أن الله عزوجل ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا أمامه ولا خلفه....الخ ما عندهم
وأن القرآن الذي نقرؤه اليوم ونعلمه صبياننا لم يتكلم به الله عزوجل! وإنما هو مخلوق عبر به جبريل عن كلام الله عزوجل وبلغه للنبي صلى الله عليه وسلم.
هذا بعض ما عند من تريد يا أخي هداك الله أن تجعل الخلاف معهم لا يكاد يذكر!
وهذه مسائل لم أخترعها من عندي أو أفتريها عليهم بل هي في كتبهم ومتونهم في العقيدة يقررونها ولا يرون بها حرجا!
والملاحدة والفلاسفة يرد عليهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ولا نحرف كلام الله وكلام رسوله من أجل أن نرد عليهم بزعمنا، الحق لا يقويه إلا الحق، ولا يطغى على الباطل إلا الحق، أما الباطل بالباطل والبدعة بالبدعة فدوامة ضلالات لا نهاية لها

 

[أحمد بن عمر باجابر]

رد: هل أخفق أهل السنة في إيصال الدعوة إلى المخالفين

وأنا بهذا أختم مشاركاتي في هذا الملتقى

سائلا الله عزوجل أن يهدي من ضل من المسلمين عن العقيدة الصحيحة السلفية النقية
وأن يصلح قلوبنا وأقوالنا وأعمالنا

والسلام عليكم