العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إن كانت الحكمة من الرمل في الطواف زالت؛ فلم يبقى حكمه؟

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
طرح الشيخ الفاضل فؤاد الهاشمي-جزاه الله تعالى خيرا- هذا اﻹشكال:

إن قيل: ما الحكمة في الرمل في الطواف مع زوال علته التي شرع من أجلها، والغالب اطراد العلة وانعكاسها، بحيث يدور معها المعلل بها وجودا وعدما؟
(السؤال للأمين الشنقيطي في أضواء البيان، والاستشكال من مثله له وزنه، فما قولك؟

فأجبت مستعينة بالله عز وجل:
معلوم أن الحكمة قد تتخلف عن علة الحكم، ولا يؤدي ذلك إلى تخلف الحكم عن علته.. كما تخلفت المشقة عن السفر في بعض الصور؛ ومع ذلك لم يزل الحكم المناط بالسفر وهو الرخصة، فكذلك هنا، قد تكون الحكمة من الرمل زالت، إلا أن العلة ثابتة- ولست أعلم ما هي- وقد تكون تعبدية لا تعقل.. مع أني أرى- والله أعلم- أن الحكمة في الرمل لما تزل، فأعداء اﻹسلام اليوم وأكثر وأعتى، والمسلمون إن أمروا بالرمل على مرأى من مشركي مكة ومن حولها؛ فإنهم اليوم يرملون أمام الملايين من الكفار، إذ تبث صور الحج على الفضائيات، ويراها البر والفاجر، والمؤمن والكافر.. و الله عز وجل يعلم أن للمسلمين أعداء من الكفار ومن والاهم، تغيظهم وترعبهم قوة الإسلام واستجابتهم لربهم؛ ومن العبادات التي يحبها الله تعالى:إغاظة أعدائه وهي عبادة لا يتفطن إليها إلا اﻷكياس-كما يقول اﻹمام ابن القيم رحمه الله تعالى.. ولذا أمر سبحانه بالرمل أمر ندب..والله أعلم .
 
إنضم
21 يوليو 2011
المشاركات
9
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
مالكي -تقريبا^^-
رد: إن كانت الحكمة من الرمل في الطواف زالت؛ فلم يبقى حكمه؟

لازالت المسألة عندي محل إشكال، فكيف نصرح بعدم معرفة العلة ثم نحكم بأنها لا تزال ثابتة؟ .. وبمثل هذا الرد (الزعم بأن العلة ثابة مع عدم معرفتها، ثم القول بأن العلة تعبدية، ثم ذكر علة معقولة المعنى والقول ببقاء الحاجة لها -مع ما في تصوير الحاجة لها من نقاش-) = يمكننا أن نقوله في جميع الأحكام التي تدور مع عللها، ونقترب من المنهج الظاهري عمليا وإن لم نقل بأقواله الأصولية

أحاول هنا أن "أمثل دور الشيطان" لعلي أستفيد من تعقيباتكم وتعقيبات الأخوة الكرام ، ولا يعني هذا أنني بالضرورة مختلف مع النتيجة النهائية.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: إن كانت الحكمة من الرمل في الطواف زالت؛ فلم يبقى حكمه؟

المفروض أن الرمل يبطل مع زوال العلة وهو الأصل وهي القاعدة،،
فإن قاعدة اطراد العلة وانعكاسها تنص على أن : (العلة يدور معها المعلل بها وجودا وعدما)
ولكن لهذه القاعدة شرط وهو أن لا يرد النص برفع أصلها
والأصل هنا رفع بنص صحيح وهو الحديث الذي رواه ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل في عمرة الجعرانة
فلو لم يرد هذا الحديث لرفع الحكم بزوال العلة.



وقد أورد عمر - رضي الله عنه - على نفسه هذا الإيراد وقال: فيم الرمل الآن وقد أعزنا الله؟.

ثم أجاب نفسه: أنه شيء فعله النبي صلّى الله عليه وسلّم لا بد أن نفعله .

وذلك لأنه في حجة الوداع قد زال السبب، وهو إغاظة المشركين إذ ليس هناك مشرك حتى يغاظ، ومع هذا أبقاه النبي صلّى الله عليه وسلّم مع زيادة على الرمل في عمرة القضاء، حيث كان الرمل في حجة الوداع من الركن إلى الركن أي في كل الأشواط الثلاثة - أخرجه مسلم - ، حتى ما بين الركنين رمل النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وفي عمرة القضاء من الركن إلى الركن اليماني فقط، فدل ذلك على بقاء المشروعية.
 
أعلى