هل لو قلت أنه واجب على المكلف اتباع مذهب الشافعي أكون متعصبا ؟

[احمد شوقي السعيد حامد]

الجواب لا وذلك لأسباب :
الأول :
أن هذه العبارة وهي وجوب اتباع مذهب الشافعي لا تعني أن الشافعي معصوم حاشا وكلا أن اعتقد ذلك ولكن معناها أن السنة التي اختلف في فهمها العلماء واجب على غير المجتهد اتباع الشافعي فيها وهذا بسبب القناعة الشخصية بذلك ، وبسبب عدم أهلية الاجتهاد .
الثاني :
إننا لم نقل ببطلان اتباع غير مذهبه ولا أحد يجرؤ على القول بذلك بل ما زال المسلمون يتمذهبون بمذاهب غير الشافعي ويتتلمذ شافعي المذهب على حنفي والعكس والأمثلة كثيرة .
الثالث :
لو سئل شافعي المذهب عن أمر فقال الواجب فيه كذا ( الذي هو قول الشافعي ) وسئل عن ثان كذلك وعن ثالث وهكذا لكان نفس الجواب فهذا جواب تفصيلي والأول إجمالي .
والله أعلم بالصواب

 

[د. ابراهيم المحمدى الشناوى]

رد: هل لو قلت أنه واجب على المكلف اتباع مذهب الشافعي أكون متعصبا ؟

هذا كلام ينقض أولُهُ أوسطَهُ وأوسطُهُ آخرَه،
ولاشك أن قائل هذا الكلام في ملتقًى فقهيٍّ متخصص يعرف الفرق بين الواجب والحرام والمندوب والمكروه،
وأن الواجب: ما يثاب فاعله ويأثم تاركه، والحرام عكسه، وأن التحريم يقتضي الفساد والبطلان
فحاصل هذا الكلام المذكور ما يأتي:
1- يجب على المكلف اتباع مذهب الشافعي، وهذا مقابله ما يأتي في (2) و(3) و(4)
2- يحرم على المكلف اتباع مذهب أبي حنيفة
3- يحرم على المكلف اتباع مذهب مالك
4- يحرم على المكلف اتباع مذهب أحمد
وبالطبع يحرم على المكلف اتباع غير هذه المذاهب من باب أولى كالمذهب الظاهري مثلا

وإذا كان تحريم الشئ يدل على فساده وبطلانه فمعنى هذا الكلام ومُؤَدَّاهُ بطلانُ غيرِ مذهبِ الشافعي (رضي الله عنه)
وهذا يناقض ما يأتي :

الثاني :
إننا لم نقل ببطلان اتباع غير مذهبه ولا أحد يجرؤ على القول بذلك بل ما زال المسلمون يتمذهبون بمذاهب غير الشافعي ويتتلمذ شافعي المذهب على حنفي والعكس والأمثلة كثيرة .

وهذا ظاهر التناقض لما سبق أولا
ثم إن في هذا الكلام إيجاب شئ لم يوجبه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فالواجب هو ما أوجبه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والحرام هو ما حرمه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فأين أوجب الله أو رسوله (صلى الله عليه وسلم) على المكلف اتباع مذهب الشافعي (رضي الله عنه)؟! وأين الدليل على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
إن الدليل على هذا هو القناعة الشخصية وعدم أهليه الاجتهاد
فإذا كان الشخص ليس أهلا للاجتهاد فكيف يوجب شيئا أو يحرمه؟! ثم كيف يكون موجب هذا الإيجاب والتحريم هو مجرد القناعة الشخصية؟! ثم كيف يكون مثل هذا الكلام - بعد هذا - ليس صادرا عن العصبية؟ فعن أيِّ شئ صدر إذن؟!

الثالث :
لو سئل شافعي المذهب عن أمر فقال الواجب فيه كذا ( الذي هو قول الشافعي ) وسئل عن ثان كذلك وعن ثالث وهكذا لكان نفس الجواب فهذا جواب تفصيلي والأول إجمالي .

كيف يفتي من ليس أهلا للاجتهاد بقوله الواجب كذا والحرام كذا؟! إن هذا المسؤولَ إن كان عاميا حرم عليه إفتاء غيره بإيجاب أو تحريم لأنه من القول على الله بغير علم
وإن كان أهلا للنظر وجب عليه النظر في الأدلة فإن كان قول إمامه أقرب للدليل اتبعه وإلا خالف إمامه واتبع الدليل
فإن لم يكن عاميا جاهلا ، ولا أهلا للنظر بل كان مثقفا إسلاميا أو كان يدعي أنه طالب علم فالواجب عليه ألا يتعرض للفتوى لأنه ليس أهلا لها فإن أصر سائله على أن يسمع منه جوابا (لا فتوى) وكان هذا المسؤول يعرف المعتمد في مذهبه أجابه بنحو قوله: الذي أعلمه من مذهب الشافعي كذا وكذا ولا أحل لك الأخذ بما ذكرته لك حتى تسأل غيري ممن هو أهل للفتوى
وبهذا يبرئ ذمته أمام الله أن يكون قد قال على الله بغير علم
والله المسؤول أن يهدينا إلى صراطه المستقيم

 

[احمد شوقي السعيد حامد]

رد: هل لو قلت أنه واجب على المكلف اتباع مذهب الشافعي أكون متعصبا ؟

القول بالوجوب ليس بدعا من القول بل سبق أن تكلم علماء كبار في هذا الأمر وهم كذلك أدرى بالفرق بين الواجب والحرام .

وأن التحريم يقتضي الفساد والبطلان

هذا مجمل يحتاج لتفصيل فيه ثم اسقاطه على هذه القضية .

وبالطبع يحرم على المكلف اتباع غير هذه المذاهب من باب أولى كالمذهب الظاهري مثلا

والظاهرية هناك من اعتبر خلافهم فيجوز تقليدهم ، والجمهور على عدم اعتباره .
وقضية اتباع المذاهب الأربعة بصفة عامة ليست لأنها هي الأربعة ولكن لأنها دونت ونقحت وحقق نسبة الأقوال للأئمة المجتهدين بخلاف غيرهم .

وإذا كان تحريم الشئ يدل على فساده وبطلانه فمعنى هذا الكلام ومُؤَدَّاهُ بطلانُ غيرِ مذهبِ الشافعي (رضي الله عنه)

هذا اللازم لم أقله بل قلت ضده فليس معنى أنى اعتقد عدم صحة الاقتداء بحنفي مس ذكره أني أقول ببطلان مذهبه .

ثم إن في هذا الكلام إيجاب شئ لم يوجبه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فالواجب هو ما أوجبه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والحرام هو ما حرمه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فأين أوجب الله أو رسوله (صلى الله عليه وسلم) على المكلف اتباع مذهب الشافعي (رضي الله عنه)؟! وأين الدليل على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟

قال الله تعالى ( فاسألوا اهل الذكر )
وقال : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
وغيرها من الآيات .

إن الدليل على هذا هو القناعة الشخصية وعدم أهليه الاجتهاد

ما الفرق بين الاعتقاد والقناعة بقول ما وهو جزء من المذهب وبين القناعة العامة للمذهب ككل ؟

فإذا كان الشخص ليس أهلا للاجتهاد فكيف يوجب شيئا أو يحرمه؟!

المتأخرون من اتباع المذاهب يطلقون لقب المقلد على من لم تكتمل آلته الاجتهادية كي يستقل باجتهاداته ومع ذلك تقلد منهم غير واحد منصب القضاء والإفتاء والتدريس وهذا ما عنيته .

والتحريم هو مجرد القناعة الشخصية؟!

لا أدري ما العلاقة بين القناعة الشخصية بشئ وبين التعصب ؟؟

كيف يفتي من ليس أهلا للاجتهاد بقوله الواجب كذا والحرام كذا؟! إن هذا المسؤولَ إن كان عاميا حرم عليه إفتاء غيره بإيجاب أو تحريم لأنه من القول على الله بغير علم

هل كل من لم يبلغ رتبة الاجتهاد عامي ؟

وإن كان أهلا للنظر وجب عليه النظر في الأدلة فإن كان قول إمامه أقرب للدليل اتبعه وإلا خالف إمامه واتبع الدليل

هذا الأمر نسبي .

فإن أصر سائله على أن يسمع منه جوابا (لا فتوى) وكان هذا المسؤول يعرف المعتمد في مذهبه أجابه بنحو قوله: الذي أعلمه من مذهب الشافعي كذا وكذا ولا أحل لك الأخذ بما ذكرته لك حتى تسأل غيري ممن هو أهل للفتوى

أليس هذا كذلك من التناقض ؟؟
يذكر له ما يعتقد حله في خاصة نفسة ويحرمه على غيره !!
وماذا سيفعل لو تعلق هذا الأمر بأمر بمعروف أو نهي عن منكر ؟؟

مثال :
الصلاة خلف الصبي المميز عند السادة الشافعية جائز وعند غيرهم لا يجوز على كلام حضرتك أن القول القائل بعدم الجواز يستلزم منه حرمة هذا الفعل وبطلان هذا القول وعدم جواز تقليده فيه وهذا لم يقولوه .

 

[د. ابراهيم المحمدى الشناوى]

رد: هل لو قلت أنه واجب على المكلف اتباع مذهب الشافعي أكون متعصبا ؟

الأخ أحمد شوقي السعيد حامد
أحسن الله إليك
وبعد
فإن مجال القول ذا سعة ولكن ترك الجواب أحب إليَّ من شهوة القول
واعلم أني لم أكتب إلا للنصيحة الواجبة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، أسأل الله أن يجعلك من أئمة المسلمين الهداة المهديين.
وخلاصة هذه النصيحة - دون التعرض لشئ مما ذكرتَه - : (أن الحق: أن تدور مع الدليل حيث دار)
(وأن الخطأ: أن تدور مع المذهب حيث دار وإن تبين لك أن الحق في خلافه)

العلـــم قـــــــــال الله، قـــــــال رسولــه *** قال الصحابة ليس خلف فيه
ما العلم نصبُك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين قول فقيه
​

وبالطبع فأنا لا أقول لك: اترك مذهبك ولا التمذهب ، بل أقول: إن ظهر لك أن الحق في خلاف مذهبك فاتبع الحق واترك مذهبك في هذه المسألة اتباعا للدليل، ولا تغلو في مذهبك حتى تترك الحق للمذهب ،
واعلم أنه يسعُك تركُ المذهب للدليل، ولا يسعُك تركُ الدليل للمذهب
وفقك الله

 

[إبراهيم خليل الحلبوسي]

رد: هل لو قلت أنه واجب على المكلف اتباع مذهب الشافعي أكون متعصبا ؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين وبعد... اخي الحبيب ان الالتزام بمذهب معين في حق العوام لا بأس به في بداية التلقي ليكون له امام يجري على رأيه ويتعبد الله بما سبقه اليه الائمة الافذاذ ومن ثم اذا ما تمكن من الدراسة والتفقه واستطاع ان ينتقل الى الدليل الصحيح فهو احق به وضالته وقد وجدها ولا يتعصب لمذهب معين ويصفه انه هو المذهب الحق بل الحق ما جاء عن الله تعالى في كتابه وما ثبت في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهو الاحق بالاتباع من غيره ولذا صح عن الائمة رحم الله انهم قالوا فيما معناه ،" اذا صح الحديث فهم مذهب " وصح ايضا عن احمد رحمه الله " لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي ولا الاوزاعي وخذوا من حيث اخذوا" هذا والله اعلم بالصواب.