العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

معذرة لن أستطيع!

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
معذرة لن أستطيع!

كيف أستطيع أن أعدد رحمات ربي التي أفرغها علي، وأحاطني بها بلطفه بي؟

معذرة ربي لن أستطيع أن أوفيك حقك في شكر نعمك التي أنعمت بها عليّ التي أعلمها، والتي لا أعلمها!

تفقدنا بعض الأشياء والأمور؛ الرؤية الواضحة أحيانا، فلا تجعلنا نبصر أو نعي جيدا ما حولنا؛ مثلا: كانشغالنا العميق بالتفكير في شيء ما، قد يجعلنا لا نسمع ولا نبصر من دخل علينا الغرفة، وهكذا.

ومن الأشياء والأمور التي تفقدنا نعمة رؤية ما حولنا من نعم الله تعالى:
*
النفس الأمارة بالسوء: يلزم التيقظ لها ومحاسبتها.

*
شياطين الإنس: الدعاء لنا ولهم بالهداية، وإذا تأكدت باليقين الذي لا يقبل الشك أن من يفقدك رؤية نعم الله عليك ما هو إلا شيطانا من شياطين الإنس ولم تستطع هدايته؛ فالأساس قوله صلى الله عليه وسلم (لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي).

*
شياطين الجن: التعوذ منهم مع المداومة على أذكار الصباح والمساء، وتلاوة سورة البقرة في البيت، وتتبع فعل البر.

*
عدم إدراك حقيقة الابتلاء: أنه ما قدره الله تعالى إلا للحفاظ على قرب العبد منه سبحانه، ثم تهذيب للنفس، وتطهير من الذنب، وأشياء أخرى الله يعلمها وهو الذي يعلم ما لا نعلم، سبحانه.

*
عدم متابعة المعصية بالاستغفار: لأن المعصية تولد معصية أخرى، فوجب التيقظ لللمم وأفعالنا التي قد تأكد لنا أنها لا ترضي الله تعالى.

*
اعتياد وجود النعم: مع الوقت يتسبب النسيان، أو التعود على وجود النعم، أو الحسد الذي يشغلنا عما رزقنا الله تعالى بما في أيدي الناس، في عدم الإحساس بوجود النعمة والتي يلزم الإحساس بوجودها؛ شكر المنعم، فلما نشغل أنفسنا بما لن نستطيع الحصول عليه إلا بقدر الله تعالى وهو العدل مقسم الأرزاق.

وهلم جرة
.

فكل هذه الأشياء وغيرها تدلس علينا التنعم برؤية النعم التي أفرغها ربنا علينا، وتفقدنا حقيقة بالاستمتاع بهذه النعم، وتحرم قلوبنا من تذوق الرضا.
فيا حبذا لو انتبهنا لهذا، لنفوت الفرصة على المدلسين أن يُكدروا حياتنا بالباطل، فنحن في أشد العوز للفهم السليم.

اللهم اهد قلوبنا، ووفقنا لمرضاتك، وارزقنا الإخلاص والقبول، وأدخلنا الجنة مع والدينا وأزواجنا وذريتنا وأهلينا، ومن لهم حق أو فضل علينا، ومن أحببنا فيك، وكل المسلمين والمسلمات، من لدن سيدنا آدم إلى آخر نفس تولد قبل قيام الساعة اللهم آمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.

سهير علي
 
أعلى