سهير علي
:: متميز ::
- إنضم
- 17 يوليو 2010
- المشاركات
- 805
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم معاذ
- التخصص
- شريعة
- الدولة
- بريطانيا
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعية
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجسد أمته الممزق .. المهترئ!
في ضوء قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} أن الجميع ميتون (الجلاد والمعذبون (أنواع) والمتفرج والنائم والميت)
رأيت في إحدى القنوات الفضائية (الشرق) في لمحة خاطفة رجلا مصريا مسلما عاري نصفه العلوي، على الأرض والحائط ورائه كله دماء والأرض كذلك ويقف جواره رجلا معه عصى مربعة غلظة يضربه ويعذبه بها وهو يصرخ يستجند بالطاعات أن تحل محل جلاديه أناس شرفاء. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.في ضوء قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} أن الجميع ميتون (الجلاد والمعذبون (أنواع) والمتفرج والنائم والميت)
(ولكن قد يكون هذا هينا أمام علم الجميع أن الاغتصاب يحدث للأشراف في سجون الظلم والبطش، وهو أعظم من أي تنكيل يحدث في السجون).
اغمضت عيناي قبل أن أغلق التلفاز، ولكني إلى الآن صورته لم تفارق ذاكرتي.
لن أتحدث عن الإنسانية وأين هي؟
ولا عن الجبروت والظلم كيف تفشى في قلوب البعض من أهلنا!!!
ولن أتحدث عن هذا المعتقل المسكين وغيره الألوف، وكيف حاله وحال قلبه وبدنه؛ والثواني التي تمر عليه كالدهر، وهو يتجرع صنوف العذاب بيد أحد من بني وطنه وجلدته!
ولكني سأتحدث عن شيء واحد فقط وهو من المسؤول الحقيقي (والله أعلم) عما وصل إليه حال كثيرا من المسلمين؛ الذي استحى العذاب أن يكون اسما لما يقاسونه من حقد وكره غريب تملك بعض النفوس الضعيفة، لأنهم عبيد الدينار والدرهم، وشهوات الكيف والنساء.! (والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير مما خلق تفضيلا).
في زماننا هذا غالبا ما يكون الشيء المسؤول عما نحن فيه؛ هو ما كسبته أيدينا: قوله تعالى: }وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ{. (ولكل قاعدة شواذ).
فما آثار ما كسبته أيدينا على الكون؟ قوله تعالى: }ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{ الروم: 41، فمتى نرجع حتى يرحمنا ربنا مما يُفعل ببناتنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا؟ فلم يسلم من بطش الجبارين حتى الأطفال والعجائز والشيوخ، فاللهم ردنا إليك ردا جميلا واجعل رجوعنا إليك أقرب مما نظن، اللهم آمين.
فما كسبته أيدينا أعطى الجلاد العصا الغليظة والكرباج الذي يعذبنا به، وما خفي كان أعظم!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سهير علي