رامي بن عطيه بن عبدالله
:: متابع ::
- إنضم
- 14 مايو 2014
- المشاركات
- 62
- الكنية
- ابو عبدالله
- التخصص
- شريعة اسلامية
- المدينة
- الطائف
- المذهب الفقهي
- لا يوجد
فضيلة الشيخ / زيد بن مسفر البحري
[url]www.albahre.com[/URL]
تفسير القرآن بالسنة و أقوال الصحابة
مازلنا في مقدمة التفسير و كنا في الدرس السابق تحدثنا عن طريقة من طرق تفسير كلام الله عز و جل ألا و هي ( تفسير القرآن بالقرآن ) فإذا لم يوجد في كتاب الله عز و جل ما يفسر كلامه تأتي الطريقة الثانية التي تليها و هي تفسير كلام الله عز و جل بكلام النبي صلى الله عليه و سلم ما الدليل ؟ قول الله عز و جل [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ] {النحل:44} كلام موجه إلى النبي صلى الله عليه و سلم لم ؟ ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، لا يمكن أن يُعطى اللهُ عز و جل قَدرهُ و لا يُعظّم قدر تعظيمه إلا إذا أثبت بأنه أرسل الرسل عليهم السلام ، فمن أنكر الرسل، أو أحداً منهم فلم يُعظّم الله عز و جل قال تعالى:[وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ] {الزُّمر:67} و ما قدّر اللهُ حق قدره لم ؟ [إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ] {الأنعام:91} ، لأن الله عز و جل لم يخلق هؤلاء البشر عبثا و لا سُدى ، و إنما خلقهم لعبادته ، و لا يمكن أن يُعبد الله عز و جل حقا ، إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة و السلام ، لذا قال صلى الله عليه و سلم كما في المسند و غيره ) ألا )، و ) ألا ) :تُسمى عند البلاغيين أداة تنبيه يراد منها التوكيد، فإذا سمعت كلمة (ألا ) فأعلم أن فيها إشارة إلى أن المُخاطب يجب أن يكون متنبها لما سيُلقى عليه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم :) ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه) ، ما هو الذي أوتيه النبي صلى الله عليه و سلم ؟ هو ( البيان التام لكلام الله ) ، و تتمة الحديث : ( ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول ما وجدنا في هذا القرآن من حلال أحللناه، و ما وجدنا فيه من حرام حرمناه ) يشير بذلك أن هناك طائفة تدعى بالقرآنيين يقولون نحن لا نُعنى بشيء غير القرآن ،هذه كلمة جميلة حميدة في سياقها ، و لكنها تحمل الخبث، و الكفر لم ؟ لأنه لا يمكن أن تعرف قول الله عز و جل [وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ] {البقرة:43} إلا عن طريق كلام النبي صلى الله عليه و سلم،(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) هل وجد في كتاب الله عز و جل أن صلاة الظهر أربع ركعات،و صلاة العصر أربع ركعات، و صلاة المغرب ثلاث ركعات، و العشاء أربع ركعات ، و هل وجد في كتاب الله عز و جل أن الفجر ركعتان ؟ لا يوجد ، ( وَآَتُوا الزَّكَاةَ) هل وجد في كتاب الله عز و جل أنصبة الزكاة ، و أنصبة الثمار ، و أنصبة الذهب و الفضة ؟ لا يوجد لكن أين وجد ؟ في سنة النبي صلى الله عليه و سلم ، و هؤلاء المُسَمّون بالقرآنيين يقولون لا نخرج عن منهج القرآن ، تالله و بالله لو أنهم صدقوا في مقولتهم: ( أنهم لا يخرجون عن منهج القرآن ) لآمنوا بالنبي صلى الله عليه و سلم لان في هذا القرآن قوله عز و جل (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، و من أمثلة ما فُسرت به بعض الآيات من سنة النبي صلى الله عليه و سلم و هذا بعض الشيء، و إلا فهناك كتبا تُعنى بهذا الشيء ، من بينها قول الله عز و جل ( [هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {الحديد:3} ) ما معنى هذه الأسماء ؟ و لتعلم أن الآية إذا فُسرت بكلام الله عزو جل أو بكلام النبي صلى الله عليه و سلم فلا يُلتفت إلى ما سواهما ،هذه الآية فُُسرت بتفاسير من بعض المفسرين و لكن نقول على رَسْلِك أيها المفسر- لأن النبي صلى الله عليه و سلم هو أعلم بمراد الله عز و جل منك، و أفهم لكلام الله منك فإذا جاء تفسير لكلام الله عز و جل من النبي صلى الله عليه و سلم ، فلا تبحث عن معنى غيره ، فسر النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم فقال ( هو الأول الذي ليس قبله شيء ، و هو الأخر الذي ليس بعده شيء و الظاهر الذي ليس فوقه شيء و الباطن الذي ليس دونه شيء ) هذا هو التفسير الذي لا يُعدل عنه ، مثال آخر : قوله عز و جل [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ] {الأنفال:60} كلمة ( قوة ) هنا مُطْلقة ، و نكرة ليست معرفة ، و النكرة إذا جاءت في سياق الإثبات، فأعلم أنها مطلقة تصدق على أي قوة ، ففسر النبي صلى الله عليه و سلم كما جاء في صحيح مسلم على أن القوة هي قوة الرمي فقال : ( ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ،ألا إن القوة الرمي ) فالقوة الحقيقية هي الرمي في قتال العدو،و لا يُكتفى بالرمي الذي كان بالسابق ،و لكن يتعدي إلى كل نوع من أنواع الرمي إلى قيام الساعة ،لكن لو قال قائل أن هناك حديثا مقتضاه أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم من كلام الله إلا عددا من كلام الله علمه إياه جبريل ، فيقال إن هذا الحديث كما قال ابن القيم رحمة الله عليه في التفسير إنه منكر لا يُثبت و لو صح فإنه يحمل على آيات استأثر الله بها فهي من الغيب فأُعلم بها النبي صلى الله عليه و سلم و مدلول هذا قوله : [إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ] {الجنّ:27} و كما قال تعالى [وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ] {آل عمران:179} [وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ] {البقرة:255} إذا لم توجد تفاسيرللآيات في السنة فماذا نصنع ؟ نأتي إلى تفسير الصحابة رضوان الله عليهم لم تفسير الصحابة بالذات ؟ لأنهم تلقوا هذا القرآن من النبي صلى الله عليه و سلم وهم أقرب إلى عصر النبوة و هم أوسع علما و أوسع فهما فيكون الصواب معهم أقرب من غيرهم و لا أدل من قول بن مسعود رضي الله عنه ( و الله إني لأعلم كل آية في كتاب الله أين و متى و في من نزلت ، و الله لو أعلم أن أحد أعلم مني تبلغه المطايا أي الإبل لأتيت إليه) و أعظم ما يؤخذ منه تفسير كلام الله هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم و ابن مسعود و ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ، و إذا لم توجد ؟ تأتي الطريقة الرابعة و هي
_______________________________________________________________________
فضيلة الشيخ / زيد بن مسفر البحري
[url]www.albahre.com[/URL]
تفسير القرآن بالقرآن
مازلنا في مقدمة التفسير و كنا في الدرس السابق تحدثنا عن بعض النبذ التي تسبق تفسير كلام الله عز و جل ، و لو قيل كيف يفسر القرآن الكريم ؟ و هذا مبتغى كل مسلم فضلا عن كل طالب علم ، نقول نقول تفسير كلام الله عز و جل له طرق شتى ،و من أعلى و أفضل الطرق الطريقة الأولى التي لا يُنظر إلى غيرها ، و هي أن ( يُفسر القرآن بالقرآن ) و أن المسلم في ثنايا قراءته للقرآن يجد أن هناك سورا فسرت بسور أخرى، جمُُ غفير من الآيات مُفسرة بكلام الله عز و جل في سور أخرى ،و خذ منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر قوله تعالى [فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] {البقرة:37} هذه آيات في سورة البقرة ، فما هذه الكلمات التي تلقاها آدم ؟ اقرأ ما جاء في سورة الأعراف [قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ] {الأعراف:23} و قول الله عز و جل[وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحَاقَّةُ] {الحاقَّة:3} يقول بعض العلماء كما جاء في صحيح البخاري إذا قال الله للنبي صلى الله عليه و سلم (وَمَا أَدْرَاكَ) فأعلم أنه سيدريه ،لكن إذا قال:[وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى] فانه لا يدريه ، فاعلم أنه إذا مرت بك كلمة (و ما أدراك ) فاعلم أن لها تفسيرا بعدها ، أما إذا مرت بك كلمة ( و ما يدريك ) فأعلم أن الله تعالى لا يدريه[وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى] هذا علمه عند الله عز و جل [وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا] {الأحزاب:63} فإن علم الساعة عند الله عز و جل ، قول الله عز و جل ( رب العالمين ) ما تفسير رب العالمين ؟ فالواحد منا يقرأ القرآن الكريم و يختمه و يقرأ من سورة الفاتحة إلى الناس و لكن ما تفسير قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين )؟ قال فرعون لموسى [وَمَا رَبُّ العَالَمِينَ] ؟ ماذا قال له موسى عليه السلام [رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كنتم موقنين] {مريم:65} ، و قوله الله عز و جل [وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {الأنعام:60} الوفاة هنا أي وفاة ؟ هي وفاة النوم ما الذي أدراك ؟ اقرأ ما جاء بعدها (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) قوله تعالى : [مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ] {المجادلة:7} ما معنى : و لا أدنى ؟ أي و لا أقل ، و قوله تعالى [أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا] {البقرة:282} ما الضلال الحاصل هنا للمرأة ؟ هو : النسيان ما الذي أدراك ؟ الذي جاء بعدها (فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) قول الله عز و جل [وَوَجَدَكَ عَائِلًا] {الضُّحى:8} ما معنى : عائلا ؟ فقيراً ما الذي أدراك ؟ الكلمة التي جاءت بعدها ( فَأَغْنَى ) ، سورة الفلق التي نقرأها كل يوم ما معنى : الفلق ؟ اقرأ قوله تعالى [فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ] {الأنعام:96} و هنا جم كثير من الآيات مُفسرة في كتاب الله تعالى ، و لكن تحتاج إلى حضور قلب من الإنسان حينما يقرأ كلام الله تعالى ، فهذه طريقة عظيمة إذا التصقنا بها لتفسير كلام الله عز و جل ، لكن هُجر كلام الله عز و جل،و لذا يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم ) لماذا الصحابة رضوان الله عليهم كانت قلوبهم مُعلقة بكلام الله عز و جل ؟ لأنهم يعرفون المعنى ، إذا عرفت المعنى زادك إيمانا و تقى ، و ذلك لأن الإيمان يُتعلم ، لذا قال عز و جل [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ ٍ] {الشُّورى:52} يقول بعض الصحابة رضي الله عنهم ( فتعلمنا القرآن و الإيمان) كيف يُتعلم الإيمان ؟ بالنظر العميق في كلام الله عز و جل ، ولذا في قصة تُذكر أن أحد الأعراب و( الأعراب فيما سبق كانوا على لغة فصحى لم يتأثروا من اللسان العربي الذي شابه ما شابه ) في يوم من الأيام كان هناك أعرابي يستمع لقراءة شخص يقرأ قوله عز و جل [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {المائدة:38} فاخطأ فقال( و الله غفور رحيم ) و هذا الأعرابي يسمع و عنده فصاحة و حضور قلب أيضا فقال
___________________________________________________________________