العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المتن العصري المحيط!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
المتن العصري المحيط!​
هكذا سأل:
لماذا لاتضع متنا فقهيا محيطا بمسائل الفقه التي ينبني عليها عمل في الوقت الحاضر؟
والجواب:
لا أستطيع للأسباب التالية:
1/ هذا العمل يستدعي إتقانا للفقه القديم، سواء كان الفقه المذهبي أو الخلاف العالي.
2/ هذا العمل يستدعي معرفة دقيقة بما جد من ثورة المسائل المعاصرة، فهي في باب المعاملات: إن لم تتجاوز المسائل القديمة كما وصعوبة فهي تضاهيها، بل تربو عليها! ودع الخوف!
3/ هذا العمل يستدعي مقدمات يجب أن يفرغ منها، دونك بعضها:
- أن يكون أرباب المذاهب الفقهية واكبوا المسائل المعاصرة وأدرجوها في قواعد المذهب كما فعل الفقهاء القدماء.
والواقع أن كثيرا من المتمذهبن المصنفين على الطريقة المذهبية أهملوا النظر إلى ما جد من المسائل، بل بعضهم يكرهها! ولا حاجة إلى ثني الركب لتعلمها! فقواعد المذهب تتمكن من ابتلاعها في أي لحظة!
- أن يكون العصريون قد لخصوا خلافهم المعاصر في أسطر قليلة كما فعل الخلافيون القدماء.
- أن تكون هناك جهة تتبنى هذا المشروع بمقدماته، كالجهة التي تبنت الموسوعة الكويتية.
4/ الشخصية الفقهية القديمة التي كانت تضبط المذهب والخلاف العالي نادرة الآن فكيف بالشخصية التي تتقن مع ذلك ما جد من ذرات المسائل المتطايرة في الهواء!
وتأكيدا لرؤية السائل: فإن الحاجة إلى مثل هذا الكتاب ضرورية بدليل أن المتخرجين من كليات الشريعة والباحثين في الدراسات العليا، والمتفرغين لدراس الفقه على المتون القديمة: كل هؤلاء أو أكثرهم يجيب بالفتاوى عما جد من المسائل وليس بقواعد ما درسوا! هذا فيما تصوروه من المسائل، وفي كثير من الأحيان عدم التصور حتى صار العامي معتادا على تلقين المسؤول صورة المسألة!
والبث حي على الهواء الطلق
والحل الجذري :
1/ مواكبة المتمذهبين لما جد من المسائل في صلب متونهم وحواشيهم، كل مذهب على حدة.
2/ إحياء الفقه المقارن العصري، وتلخيص الخلاف العصري للمسائل كما عمل ابن رشد وابن قدامة والنووي وابن الهمام في الخلاف العالي القديم.
وهنا مقترح يمكن أن يكون عمليا في الدفع قدما إلى حل المشكلة:
مشروع مكون من باحثين مفرغين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ويهيء لهم موقع إلكتروني، ويكون عملهم مقتصرا على ثلاثة مهام:
1: مخاطبة الفقهاء العصريين المتخصصين بكتابة بعض الأبحاث المعاصرة، ويطلب منهم تقديم خلاصة منهجية لأبحاثهم كمتن فقهي أو مذكرة علمية أو عرض إلكتروني.
2: انتخاب الملخصات الجادة في نهاية الكتب.
3: يهيأ ما سبق في مكتب تنسيق احترافي وتعرض على الجمهور إلكترونيا وورقيا، ومجلة نصف سنوية.
سيكون عندنا بعد عدة سنوات بحول الله وقوته:
1/ مئات الملخصات الفقهية المعاصرة المتقنة.
2/ إحياء روح المسؤولية العلمية تجاه كل باحث، وأنه كما يجب عليه تحقيق بحثه، فإنه يفترض منه تحمل عبء المسؤولية وتقديم بحثه كبرنامج عملي للمتفقهة.
3/ بث روح ثقافة العمل الجماعي التلقائي.
4/ صرف همم الباحثين إلى البرامج المنهجية التي تضع لبنات مجتمع المعرفة والتداول المعلوماتي البناء كما هو الحال في الفقه المذهبي القديم، أو في المؤسسات الغربية الأكاديمي منها والربحي.
ويبقى في سؤال الأخ الكريم بقية وهي:
هل يمكن الاقتصار على الفقه الحديث دون المسائل القديمة؟
والجواب: هذا خلل منهجي بلون آخر، فلا مناص من عرض الفقه ككتلة واحدة ثم تتدلى منه في مناسباتها المسائل العصري منها والقديم بحسب الحاجة إليها
وهنا يظهر قصور بعض المحاولات المعاصرة التي عرضت الفقه القديم بصورته السابقة كما كانت ثم أقحمت المسائل الحديثة على طريقة الاستطراد أو الإضافة، فكانت العلاقة بين المسائل فيها شيء من التنافر والتفكك والإقحام القسري
لكن حتى نكون واقعيين، فيمكن - كخطوة خجولة - التركيز على المسائل المعاصرة مع ضرورة التمهيد بذكر أصلها وقاعدتها ونظائرها من المسائل المشهورة...
------

تساؤلات
- لماذا نجح ابن عابدين في حاشيته، وصارت عمدة الحنفية المتأخرين، وهو في كتابته منتظمٌ على الطريقة التقليدية من الشرح والتحشية على المتون؟
أظن أن طريقة ابن عابدين هي دليلٌ مشرق على أن النجاح منوطٌ بالإرادة والقصد ثم العمل بصدق وعلم.
فهو متسمك بمذهبه الحنفي وإن كان توسع قليلا في اعتبار اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان.
وهو أيضا مشى على الطريقة التقليدية في شرح متن حنفي.
ومع ذلك كله سبق المعاصرين في تكييف كثير من المسائل الحادثة وإدراجها في قواعد مذهبه الحنفي.

سؤال آخر:
- هل فرغ أصحاب المذاهب الفقهية في تكييف المسائل المعاصرة ضمن قواعد مذهبهم؟
هل هناك مثال حي على ذلك؟
يبدو لي أن أعمال المعاصرين المذهبية ليست في مقام مناسب؛ وذلك لأمرين اثنين:
1- بالنظر إلى الكتلة الفقهية المليئة والمكتظة بذرات العلم ودقائق الفقه، كل مذهب على حدة.
2- بالنظر إلى وفرة المستجدات المعاصرة.
ولا ريب أن شكل الكتاب له دوره في تطور تناول المعلومة الفقهية.
ولذا فقد يكون من أنسب المجالات لتناول المعلومة الفقهية الآن هو ما يقع في الشبكة العنكبوتية لأمر واحد وهو أن أكثرها حياة وأنشطها همة ، وهذا أقرب ما يكون إلى حيوية الفقه ومرونته.
كل ذلك إن توفر شرط التأهل المناسب لتناول المعلومة الفقهية.
ثم يأتي بعد ذلك البرامج الحاسوبية.
ثم الكتاب.
إن الإبداع والتطور في تناول المعلومة الفقهية يلتقي تماماً مع ترقي الفقهاء في تناولهم المعلومة الفقهية على مدارج الزمن.
وقد يكون من أسباب التراخي في تطور المعلومة الفقهية هو الميل إلى تسجيل الراجح من الأقوال على طريقة أصحاب الاختيار، وهو أمرٌ حادث.
 
أعلى