العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الإمام الشعراني الشافعي المفترى عليه

إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فإن الإمام الشعراني من متأخري فقهاء السادة الشافعية قد شهد له الشافعية وغيرهم بعلو كعبه في العلوم الشرعية ولقد كنت فترة أسمع ما يقال عنه وعما كتب في طبقاته من أمور تخالف الشريعة وتحير لب العاقل الرشيد ، إذ كيف يكون هذا كلام من كان شيخه هو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والسيوطي والشهاب الرملي ومن أقرانه الشيخ الخطيب .
كيف تخرج مثل هذه الكلمات من رجل كتب مثل الميزان وغيرها من الكتب النافعة ، ثم وقع نظري على بعض الأقوال لأهل العلم تبرئ فيها الإمام مما نسب إليه وكلما بحثت وجدت المزيد .
أحببت ان أنقل بعضها كي يتوب من كان يظن فيه ظن السوء ولا يكون حديث بعض الطلبة عنه حديث النكت والمسامرات وكم من شيخ أو طالب علم أراد أن يضحك طلابه أو يسليهم فقرأ من طبقات الشعراني مما هو برئ منه ورب الكعبة .

يقول شيخ الإسلام الفتوحي الحنبلي عن كتاب اليواقيت والجواهر للعلامة الشعراني، : (لا يقدح في معاني هذا الكتاب إلا معاند مرتاب أو جاحد كذاب كما لا يسعى في تخطئة مؤلفه إلا كل عارٍ عن علم الكتاب، حائد عن طريق الصواب وكما لا ينكر فضل مؤلفه إلا كل حسود أو معاند جحود أو زائغ عن السنة مارق ولإجماع أئمتها خارقاً)

ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻌﻤاد اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺷﺬرات اﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ أﺧﺒﺎر من ذﻫﺐ ] " 8 / 437 – 439 [ ذاﻛﺮا ﻗﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﻤﻨﺎوي وﻣﻘﺮﻩ ﻋﻠﻪﻴ :
" وﺣﺴﺪﻩ ﻃﻮاﺋﻒ ﻓﺪﺳﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎت ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﺸﺮع وﻋﻘﺎئد زاﺋﻐﺔ وﻣﺴﺎﺋﻞ ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻹﺟﻤاع وأﻗﺎﻣﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﺷﻨﻌﻮا وﺳﺒﻮا ورﻣﻮﻩ ﺑﻜﻞ ﻋﻈﻴﻤﺔ ، ﻓﺨﺬﻟﻬﻢ اﷲ و أﻇﻬﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ... وﻛﺎن ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻬيبة واﻓﺮ اﻟﺠﺎﻩ واﻟﺤﺮﻣﺔ .

قال اﻹﻣﺎم اﻻﻟﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﻏﺮاﺋﺐ اﻷﻏﺘﺮاب ص94
ﻗﺎل :
بل ﻗﺪ أﻧﻜﺮ اﻟﻌﺎرف اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب اﻟﺸﻌﺮاني. ﻗﺪس ﺳﺮﻩ اﻟﻨﻮراني ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺪرر اﻟﻤﻨﺜﻮرة :
ﻓﻲ ﺑﻴﺎن زﺑﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﻛﻮن ﻋﻠﻢ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﻃﻨﺎ.
ﻗﺎل :وﻣﺎ أﻋﻠﻢ زﺑﺪة اﻟﺘﺼﻮف اﻟﺬي وﺿﻊ اﻟﻘﻮم ﻓﻴﻪ رﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎﺗﻜﻠﻤاﻮ ،وﺻﺎر ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺮﻗﻰ اﻟﻌﺒﺪ في ﺑﺎب اﻷدب ﻣﻊ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ دق ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻓﻬام.
إﻟﻰ أن ﻗﺎل وﻫﺬا هواﻟﺬي دﻋﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻧﺤﻮهم ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺤﺠﺎب إﻟﻰ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﺒﺎﻃﻦ وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺑﺒﺎﻃﻦ إذ اﻟﺒﺎﻃﻦ إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ . وأما ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﺨﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻷﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻓﺎﻋﻠﻢ ذﻟﻚ . أهـ

قال الإمام الشعراني في اليواقيت و الجواهر :
وكان شيخنا شيخ الإسلام رحمه الله يقول :
لا يخلوا كلام الأئمة عن ثلاثة أحوال :
لأنه إما أن يوافق صريح الكتاب والسنة فهذا يجب اعتقاده جزما .
وإما أن يخالف صريح الكتاب والسنة فهذا يحرم اعتقاده جزما .
وإما ألا يظهر لنا موافقته ولا مخالفته فأحسن أحواله الوقف.

وقد ذكر هو رحمه الله في كتابه الميزان أن طوائف دسوا عليه عقائد فاسدة وحدث بسبب ذلك فتنة عظيمة ما هدأت حتى أرسل نسخته للجامع الأزهر .
وقد أخرج الدكتور عبد الرحمن حسن محمود كتاب الطبقات بعد أن طالع نسخة نادة من الكتاب وبين في المقدمة مواطن الدس والكذب ولولا الخجل من نقل ما دس عليه لنقلت ما دس ونقلت الصحيح منه ، ولكن من أراد فليطالع كتاب الطبقات بالتحقيق المذكور وهو قد طبع بمكتبة الآداب بالقاهرة وقد قال المحقق على واجهة الكتاب :
قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق 1292 هـ وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف وهي خالية تماما من التحريف والتخريف .
 
أعلى