رد: ما هو المعتمد عند الشافعية في الجوف ومنافذه ؟
بارك الله فيكم أخي محمد رضا .
وبارك في الشيخ محمد على إجابته الدقيقة
من باب الفائدة أقول :
عندنا هنا تفصيل مهم يتعلق بالمسألة وهو ينبني على قضيتين :
الأولى : ضابط الجوف عند الشافعية ولهم فيه قولان :
الأول : أنه كل مجوف كباطن الأذن وداخل قحف الرأس والداخل إلى الحلق وإن لم يصل الداخل إليها إلى المعدة ، وباطن الإحليل على خلاف بينهم في لزوم وصوله إلى المثانة أو عدم لزومه .
وبناء عليه فهذا القول لا يشترط كون الجوف محيلاً للغذاء ، وهذا القول هو قول جمهور الشافعية وهو المشهور عندهم .
الثاني : أن الجوف ما كان فيه قوة محيلة للغذاء أو الدواء أو كان طريقاً إلى الجوف المحيل كداخل القحف والخريطة وداخل البطن والأمعاء والمثانة وهو قول بعض الشافعية ومنهم الإمام الغزالي .
القضية الثانية : تفصيل تركيبة الأذن إذ هي كما هو معلوم تنقسم ثلاثة أقسام :
أ - الأذن الخارجية وهي عبارة عن زائدة غضروفية وتشمل الصيوان وقناة السمع الخارجية وتفصلها عن الأذن الوسطى الطبلة ( غشاء جلدي ) .
ب - الأذن الوسطى وتتصل بقناة استاكيوس التي تتصل بالبلعوم وتعرف بالقناة البلعومية السمعية ، والأذن الوسطى عبارة عن حجرة دقيقة تحتوي على ثلاث عظمات صغيرة تسمى العظيمات السمعية ( المطرقة والسندان والركاب ) .
ج -الأذن الداخلية وهي موجودة في تجويف عميق داخل العظم الصدغي وتحوي الأعضاء الخاصة بالسمع والتوازن .
من هذا يتبين أن وضع أي سائل في الأذن الخارجية لا يصل إلى الأذن الوسطى ومن ثم لا يصل إلى القناة السمعية البلعومية إلا في حالة كون الطبلة مخروقة ومثقوبة .
لكن هل ما يقطر في الأذن يفطر عند الشافعية أم لا ؟
ينبني الأمر على ما سبق ذكره من خلاف في تحديد الجوف وقد اختلف الشافعية في ذلك على قولين :
الأول : أنه يفطر إذا وصل إلى الباطن وهو قول أكثر الشافعية كالسعوط قال النووي وهو الأصح عن الأكثرين .
والثاني : لا يفطر كالاكتحال وهو اختيار الغزالي والشيخ أبي علي والقاضي حسين والفوراني .