د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ابن الوزير، وابن الفقيه
(أثر التكوين الرجولي بين ابن حزم وابن تيمية)
(أثر التكوين الرجولي بين ابن حزم وابن تيمية)
- أولا: ابن الوزير (ابن حزم):
[SUP]ثانيا: والد ابن حزم:[/SUP] كان أحدَ العظماء مِنْ وزراء المنصور بن أبي عامر، والمنصور من أهل البأس، ولم تنكسر له راية.
وَوَزَرَ بعده: لابنه المُظَفَّر، وكان المُدَبِّرَ لدولته([2]).
ولوالد ابن حزم صفتان:
الأولى: أنه من أهل الأدب والبلاغة.
الثاني: أنه من أهل العقل والرجاحة([3]) .
وقد ورث ابن حزم من أبيه: حظًّا وافرًا مِنَ الجاه، والوزارة، والمال، والعقل، والبيان، والشِّعْر، مرتضِعًا مِنْ ثدي حكمته، ومعتجِرًا برداء كرمه، بل تعدَّى نصيبه مِنْ تركة أبيه: إلى حُبِّ الشقراوات مِنَ النساء([4]).
وقد توفي والد ابن حزم سنة 402هـ. وعُمْر ابن حزم حينئذٍ ثمانية عشر عامًا([5]).
ثالثا: إخوة ابن حزم:
يبدو أنه ليس لابن حزم إلا أخ واحد فقط: وهو الذي لم يذكر سواه في طَّوْق الحمامة، فقد ذَكَرَ هناك قصة أخيه مع زوجته ووفاتهما الواحد تلو الآخر([6]).
رابعا: أبناء ابن حزم:
ذُكِر لابن حزم ابنان رويا عنه، وهما معدودان من تلامذته: أبو رافع وأبو سليمان، وقد استشهد أبو رافق في معركة الزلاقة([7]).
خامسا: معاش ابن حزم :
نشأ ابن حزم في قصر الوزارة، ولم يُعْرَف عنه: أنه تقلَّد منصبًا غير ما كان في مدة وزارته، التي انتهت بإعدام مَنْ استوزر له، والتي لم تزد على ستة أشهر.
ولم يذكر المترجمون: ما يفيد أنه تقلَّد منصبًا آخر: لا قضائيًّا ولا عِلْميًّا([8]), وإنما «زَهِدَ في الرئاسة، ولَزِمَ مَنْزِلَه مُكِبًّا على العِلْم يبث علمه فيمن ينتابه من الطلبة إلى أن وافته منيته[SUP]([SUP][9][/SUP][/SUP])».
ويبدو أنَّ معاشَ ابن حزم كان يقتطعُه مِنْ مكاسب آبائه وأجداده، وقد أشار إلى ذلك في بعض كلامه([10]).
ثانيا: ابن المدرس الحنبلي (ابن تيمية):
أولا: والده: كان من كبار الحنابلة وأئمتهم، وكان مدرسًا في المدرسة السكرية بدمشق. وقد مات سنة 681هـ. وعمر ابنه أحمد عشرون سنة، وقد قام بعده ابنه بوظائفه.
ثانيا: جده: هو أبو البركات مجد الدين شيخ الحنابلة المشهور([11]).
ثالثا: إخوته: لابن تيمية عدة أخوة، منهم أخوان شقيان، وهما شرف الدين وزين الدين:
أما شرف الدين عبد الله: فقد كان شديد التعظيم لأخيه شيخ الإسلام، وكان يقوم بمصالحه([12]).
الشقيق الثاني: زين الدين عبد الرحمن.
وكلاهما صحباه في سجنه في مصر، كما صحبه الزين عبد الرحمن في سجنته الأخيرة في قلعة دمشق، وكان يخدمه، وختم معه القرآن أكثر من ثمانين مرة، حتى توفي شيخ الإسلام.
رابعا: خادمه: هو إبراهيم بن أحمد الغياني، تلميذ الشيخ وخادمه، له فصلٌ فيما قام به ابن تيمية وتفرد به، وذلك في تكسير الأحجار([13]).
خامسا: الحالة المعيشية:
كان ابن تيمية فقيرا، ولا له من المعلوم إلا شيء قليل، وكان فارغا من شهوات المأكل والملبس والجماع[SUP]([/SUP][SUP][SUP][14][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]، ولم ير الذهبي أفرغ منه عن الدينار والدرهم، لا يذكره، ولا يظن الذهبي أنه يدور في ذهنه!
ومع زهده وفقره: فقد كان أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل([15]).
- الخلاصة:
ابن تيمية: كان والده عالما حنبليا مدرسًا، أما جده فهو مجد الدين شيخ الحنابلة المشهور.
ابن حزم: ليس له إلا أخ واحد توفي في ريعان شبابه.
ابن تيمية: له عدة أخوة، منهم أخوان شقيقان: أحدهما شرف الدين، وهو من أهل العلم، وهو الذي كان يقوم بمصالحه، والآخر زين الدين، وهو الذي كان معه في سجنه الأخير في القلعة.
ابن حزم: له ابنان: أبو رافع وأبو سليمان، وكلامهما سمع منه، واستشد أبو رافع في معركة الزلاقة.
- إذن:
- كلاهما: من أسرة علم، لكن ابن حزم من أسرة وزارة وأدب، وابن تيمية من أسرة علم وفقه.
- كلاهما: مات أبوه مبكرا، فمات والد ابن تيمية وعمره 20 سنة، ومات والد ابن حزم وعمره 18 سنة.
- كلاهما: خَلَفَ أباه في حرفته، وإن كان ابن حزم لم يأخذ حظه من الوزارة إلا بضعة شهور.
- كلاهما: كان زاهدا، إلا أن زهد ابن حزم كان عن غنى، وهو أرفع مرتبة، وإلا أن زهد ابن تيمية كان خارج العادة، إذ زهد حتى في حاجات الإنسان الضرورية ،كالمأكل والملبس، ورغب عن الزوج أو التسري.
([1]) «مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس» للفتح بن خاقان، ص55.
([2])«طبقات الأمم»، ص98، «دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة»، ص76.
([3]) «جذوة المقتبس»، ص117، 118، «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» (1/1/170)، «نفح الطيب مِنْ غصن الأندلس الرطيب» (4/339).
([4]) «رسائل ابن حزم» (1/130).
([5]) «رسائل ابن حزم» (1/251)، «دراسات عن ابن حزم»، ص83.
([6]) «رسائل ابن حزم» (1/259، 259، 260)، «ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان» (ص46).
([7]) التكملة لابن الأبَّار (2/700) بواسطة: ابن حزم خلال ألف عام (1/34، 66، 2/313)، مجلة معهد المخطوطات العربية (4/311)، مقالة بعنوان: «موسوعات الفقه الإسلامي» للسيد محمد المنتصر الكتاني، «مجلة الجامعة الإسلامية»: العدد ( 9/13-26 رجب 1390هـ)، «ابن حزم خلال ألف عام» (1/
([8]) «ابن حزم وجهوده في البحث التاريخي والحضاري» (ص70).
([9])رسائل ابن حزم (1/309)، «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» (1/1/168)، سير أعلام النبلاء (18/186، 187)، ابن حزم وجهوده في البحث التاريخي والحضاري (ص70).
(7) «رسائل ابن حزم» (1/309، 256).
([11]) العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ص: 21).
([12]) العقود الدرية (ص: 377- 379)، الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية (ص: 53- 55).
([13]) الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص132، 135.
([14]) الدارس في تاريخ المدارس (1/ 58).
([15]) الرد الوافر (ص: 33).