زياد العراقي
:: مشرف ::
- إنضم
- 21 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 3,614
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- ...
- الدولة
- العراق
- المدينة
- ؟
- المذهب الفقهي
- المذهب الشافعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا لم يرى صورة الطفل السوري آيلان ، من منا لم يتأثر بنومته الأخيرة ، كم غيره ماتوا كميتته ، مهجرون نازحون ضائعون ، يهربون من ديار الإسلام ، الى بلاد الكفر ، أأصبح الغرب أكثر رأفةً منا ، أم إن ضميرهم يؤنبهم ونحن لا ، أنا على يقين ، أن الغرب مادي ، لا يعرف العاطفة ، إلا من رحم ربي ، ونحن على العكس ، عندنا الجود والكرم ، والسعي الى نجدة المحتاج ، وغيرها من الصفات الحميدة ، من غير انتظار لإطراء أو مدح من أحد ، لكن ما بالنا ، منذ سنوات ونحن نرى الشعب السوري ، يهجر ينزح ، يدمر بيته ، تلفظه مدينته بسبب القتال ، هذا الشعب الذي له برقبة العرب مواقف يجب أن لاينسوها ، وقف للعراقي والكويتي واللبناني والمصري وليغيرهم ، العراقيون الذين ذهبوا الى هناك ، لم يحسوا أنهم غرباء ، فلماذا اليوم نتخلى عنهم ، لماذا يلجؤن الى الغرب ، أيبحثون عن لهو أم ثراء أم لقمة ، ليس التهجير والنزوح بالأمر الهين ، بل هي كرجل مقطعة أطرافه ، لا يكاد فمه يسعفه بالنطق ، وكما قال عليه الصلاة والسلام ( رحم الله أخي موسى ، ليس الخبر كالمعاينة ) (1) ، لقد جربت النزوح لخمسة أشهر ، سهلها الله في كل الأماكن التي ذهبنا إليها ، في كل مكان نذهب إليه ، نجد من يسهل أمرنا ، ورغم كل التسهيل ، لكنه أمر صعب ، يصعب وصفه إلا لمن رَآه ، فكيف بمن سكن المخيمات ، ودخل عليه الشتاء ، واقتلعت خيمته العواصف ، وبللت عياله الأمطار ، وجاءهم الصيف بحرِّه ، قضوا فيه رمضان ، وها هو الشتاء قادم من جديد ، هذا في العراق ، بلد غني ، وصلت النازحين مساعدات ، من الداخل ومن الخارج ، رغم سرقة معظم الأموال المخصصة ، ورغم أن ما وصلهم لا يكفي ، بل ولا يسد إلا جزءً من حاجتهم ، لكن أفضل من لا شيء ، فكيف بشعب أكثر من نصفه مهجرون ، الكثير منهم فقدوا بيوتهم ، الكثير منهم فقدوا معيلهم ، أننظر إليهم كما أمرنا ديننا ، وكما تربينا عليه ، من قيم ومبادئ ورأفة وإحسان الى ضعيف ، أم نتركهم للمجهول .
ما ذكرت سابقا يؤلمني ، ويؤلمني أيضا ، ما رأيته من بعض الشباب العربي ، الذي ذهب به ذووه الى بلاد الغرب ، فلما بلغ السن القانونية ، هجرهم ، فمعظم من يذهب الى هناك صغيرا ، يتأثر بقيم الغرب وبمظاهره ، وحتى لو عاد يأتي بفكر غريب ، يأتي بقيم الغرب ويريد أن يفرضها علينا .
لم يواجه المسلمون عدوانا ، أشد مما نواجهه اليوم ، لقد تعلم الغرب من حروبه معنا ، فأصبح يحاربنا بسلاح جديد ، وهم يتداعون علينا ، كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
……………
(1) 9505 - ليس الخبر كالمعاينة : إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت .تخريج السيوطي
( حم طس ك ) عن ابن عباس .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 5374 في صحيح الجامع .
من منا لم يرى صورة الطفل السوري آيلان ، من منا لم يتأثر بنومته الأخيرة ، كم غيره ماتوا كميتته ، مهجرون نازحون ضائعون ، يهربون من ديار الإسلام ، الى بلاد الكفر ، أأصبح الغرب أكثر رأفةً منا ، أم إن ضميرهم يؤنبهم ونحن لا ، أنا على يقين ، أن الغرب مادي ، لا يعرف العاطفة ، إلا من رحم ربي ، ونحن على العكس ، عندنا الجود والكرم ، والسعي الى نجدة المحتاج ، وغيرها من الصفات الحميدة ، من غير انتظار لإطراء أو مدح من أحد ، لكن ما بالنا ، منذ سنوات ونحن نرى الشعب السوري ، يهجر ينزح ، يدمر بيته ، تلفظه مدينته بسبب القتال ، هذا الشعب الذي له برقبة العرب مواقف يجب أن لاينسوها ، وقف للعراقي والكويتي واللبناني والمصري وليغيرهم ، العراقيون الذين ذهبوا الى هناك ، لم يحسوا أنهم غرباء ، فلماذا اليوم نتخلى عنهم ، لماذا يلجؤن الى الغرب ، أيبحثون عن لهو أم ثراء أم لقمة ، ليس التهجير والنزوح بالأمر الهين ، بل هي كرجل مقطعة أطرافه ، لا يكاد فمه يسعفه بالنطق ، وكما قال عليه الصلاة والسلام ( رحم الله أخي موسى ، ليس الخبر كالمعاينة ) (1) ، لقد جربت النزوح لخمسة أشهر ، سهلها الله في كل الأماكن التي ذهبنا إليها ، في كل مكان نذهب إليه ، نجد من يسهل أمرنا ، ورغم كل التسهيل ، لكنه أمر صعب ، يصعب وصفه إلا لمن رَآه ، فكيف بمن سكن المخيمات ، ودخل عليه الشتاء ، واقتلعت خيمته العواصف ، وبللت عياله الأمطار ، وجاءهم الصيف بحرِّه ، قضوا فيه رمضان ، وها هو الشتاء قادم من جديد ، هذا في العراق ، بلد غني ، وصلت النازحين مساعدات ، من الداخل ومن الخارج ، رغم سرقة معظم الأموال المخصصة ، ورغم أن ما وصلهم لا يكفي ، بل ولا يسد إلا جزءً من حاجتهم ، لكن أفضل من لا شيء ، فكيف بشعب أكثر من نصفه مهجرون ، الكثير منهم فقدوا بيوتهم ، الكثير منهم فقدوا معيلهم ، أننظر إليهم كما أمرنا ديننا ، وكما تربينا عليه ، من قيم ومبادئ ورأفة وإحسان الى ضعيف ، أم نتركهم للمجهول .
ما ذكرت سابقا يؤلمني ، ويؤلمني أيضا ، ما رأيته من بعض الشباب العربي ، الذي ذهب به ذووه الى بلاد الغرب ، فلما بلغ السن القانونية ، هجرهم ، فمعظم من يذهب الى هناك صغيرا ، يتأثر بقيم الغرب وبمظاهره ، وحتى لو عاد يأتي بفكر غريب ، يأتي بقيم الغرب ويريد أن يفرضها علينا .
لم يواجه المسلمون عدوانا ، أشد مما نواجهه اليوم ، لقد تعلم الغرب من حروبه معنا ، فأصبح يحاربنا بسلاح جديد ، وهم يتداعون علينا ، كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
……………
(1) 9505 - ليس الخبر كالمعاينة : إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت .تخريج السيوطي
( حم طس ك ) عن ابن عباس .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 5374 في صحيح الجامع .