العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الطفل آيلان بين ضمير الغرب وضميرنا

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا لم يرى صورة الطفل السوري آيلان ، من منا لم يتأثر بنومته الأخيرة ، كم غيره ماتوا كميتته ، مهجرون نازحون ضائعون ، يهربون من ديار الإسلام ، الى بلاد الكفر ، أأصبح الغرب أكثر رأفةً منا ، أم إن ضميرهم يؤنبهم ونحن لا ، أنا على يقين ، أن الغرب مادي ، لا يعرف العاطفة ، إلا من رحم ربي ، ونحن على العكس ، عندنا الجود والكرم ، والسعي الى نجدة المحتاج ، وغيرها من الصفات الحميدة ، من غير انتظار لإطراء أو مدح من أحد ، لكن ما بالنا ، منذ سنوات ونحن نرى الشعب السوري ، يهجر ينزح ، يدمر بيته ، تلفظه مدينته بسبب القتال ، هذا الشعب الذي له برقبة العرب مواقف يجب أن لاينسوها ، وقف للعراقي والكويتي واللبناني والمصري وليغيرهم ، العراقيون الذين ذهبوا الى هناك ، لم يحسوا أنهم غرباء ، فلماذا اليوم نتخلى عنهم ، لماذا يلجؤن الى الغرب ، أيبحثون عن لهو أم ثراء أم لقمة ، ليس التهجير والنزوح بالأمر الهين ، بل هي كرجل مقطعة أطرافه ، لا يكاد فمه يسعفه بالنطق ، وكما قال عليه الصلاة والسلام ( رحم الله أخي موسى ، ليس الخبر كالمعاينة ) (1) ، لقد جربت النزوح لخمسة أشهر ، سهلها الله في كل الأماكن التي ذهبنا إليها ، في كل مكان نذهب إليه ، نجد من يسهل أمرنا ، ورغم كل التسهيل ، لكنه أمر صعب ، يصعب وصفه إلا لمن رَآه ، فكيف بمن سكن المخيمات ، ودخل عليه الشتاء ، واقتلعت خيمته العواصف ، وبللت عياله الأمطار ، وجاءهم الصيف بحرِّه ، قضوا فيه رمضان ، وها هو الشتاء قادم من جديد ، هذا في العراق ، بلد غني ، وصلت النازحين مساعدات ، من الداخل ومن الخارج ، رغم سرقة معظم الأموال المخصصة ، ورغم أن ما وصلهم لا يكفي ، بل ولا يسد إلا جزءً من حاجتهم ، لكن أفضل من لا شيء ، فكيف بشعب أكثر من نصفه مهجرون ، الكثير منهم فقدوا بيوتهم ، الكثير منهم فقدوا معيلهم ، أننظر إليهم كما أمرنا ديننا ، وكما تربينا عليه ، من قيم ومبادئ ورأفة وإحسان الى ضعيف ، أم نتركهم للمجهول .
ما ذكرت سابقا يؤلمني ، ويؤلمني أيضا ، ما رأيته من بعض الشباب العربي ، الذي ذهب به ذووه الى بلاد الغرب ، فلما بلغ السن القانونية ، هجرهم ، فمعظم من يذهب الى هناك صغيرا ، يتأثر بقيم الغرب وبمظاهره ، وحتى لو عاد يأتي بفكر غريب ، يأتي بقيم الغرب ويريد أن يفرضها علينا .
لم يواجه المسلمون عدوانا ، أشد مما نواجهه اليوم ، لقد تعلم الغرب من حروبه معنا ، فأصبح يحاربنا بسلاح جديد ، وهم يتداعون علينا ، كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
……………
(1) 9505 - ليس الخبر كالمعاينة : إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت .تخريج السيوطي
( حم طس ك ) عن ابن عباس .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 5374 في صحيح الجامع .
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: الطفل آيلان بين ضمير الغرب وضميرنا

انظر إلى حال بعض ضمائر العرب والمسلمين في هذا المقال:


(نعم للهجرة لأوروبا ..

بعيداً عمن يتهجّم على الهجرة -الغير شرعية -إلى دول أوروبا ؛ لي مع الهجرة وقفات ..

** 300 ألف لاجيء سوري يدخلون أوربا خلال 8¨ أشهر .. براً وبحراً وجواً ..قهراً ورغماً عن أنف أوروبا .. ويأخذونهم على حين غرّة ( ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ) .. وسيدخلون ويستقرون ويؤمّون الإسلام والمسلمين هناك
.. لحكمة !؟
( ونريد أن نمن على الذين استضعفو في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )
و لِ ( أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده )
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)

سمحت أوروبا بزواج المثلييّن وتلك من : حكمة الله وعدله .. لينقطع نسل الفجاّر إلى الأبد .. ( ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ) - فيرسل سبحانه هؤلاء المهاجرين لتلك البلاد فيزداد نسل المسلمين في أوروبا .. وسنسمع خلال العشر سنوات القادمة بتزايد نسبة المسلمين في تلك البلاد لتصبح أعلى من نسب الشر والفساد .. ومن يدري لعلنا نسمع بإعلان بعض الدول إسلامها !؟
ليصدُق فيهم قوله تعالى ( بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) فهاهو سبحانه يقذف عباده الموحّدين على شواطئهم رغماً عن أنوفهم ..

يقتل فرعون في السنة التي وُلد فيها موسى مئات الأطفال من بني اسرائيل .. لينجو طفلٌ من بين هؤلاء يكون هو النبي المرسل ..والرحمة المهداة .. الذي ستنصلح على يده تلك الأرض .. ( فمن حكمته سبحانه ) أن يموت طائفة من الآلاف من المهاجرين غرقاً واختناقاً ..لتنجو مئات الآلاف من الطائفة (الأكبر عدداً) .. لتحدث قصصاً أخرى أروع وأجمل هناك على اليابسة في أرض الكفر .. ولكننا لانتابع سوى حلقة واحدة من حلقات الحكمة الإلهية .. فنتسخط ونتضجّر!؟! .. تمهلو .. وترقّبو .. وكفّو عن التسخّط على أقْدارِ الله .. فالعبرة بالنهايات .. وانتظرو الحلقة الأخيرة ..

** ثقو بالله وحده وعدله .. فمن هاجر فالهجرة خيرٌ له .. ومن مات فالموت خيرٌ له .. ومن غرِق فالغرق خيرٌ له .. ومن اختنق فالاختناق خيرٌ له ..ومن تيتّم فاليتم خيرٌ له .. ومن ترمّلت فالترمل خيراً لها .. وماابتلاءاتهم إلا طرقاً مختصرة للجنان بإذن الله.. إذن :
( لاتحسبوه شراً لكم .. بل هو خيرٌ لكم ) .. إن كان من عباد الله الصالحين - فالقبضُ - لرحمة الله به .. وإن كان من الطالحين فالأخذلعدل الله معه ..

وأخيراً :
إذا رأيت مصائب الدنيا من حولك من تقتيلٍ وتهجير وذبح وغرق .. فاعلم وتيقين أن الله يقبض ليبسط .. ويضرّ لينفع .. وأن النفع والبسط القادم أفضل بكثير مما نفقده الآن .. نعم هي أحداثٌ مؤلمة ولكن هذا الألم سيكون سبباً لمنفعة عظيمة وبسط وعطاء من الحكيم سبحانه .. وإذا علمت حكمته في المنع (والأخذ والقبض) .. عاد المنع عين العطاء !!

ليت الخِضر عليه السلام بيننا .. لينبئْنا بتأويل ما لم نستطع عليه صبراً ..

ودمتم بيقين في حكمة اللهï؟½ï؟½

الكاتبة: .............)

باختصار:
(نم نومك العميق ولا يهمك)**
 
أعلى