العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أثر التلفزيون على القراءة لدى الأطفال

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
أثر التلفزيون على القراءة لدى الأطفال
هل للتلفزيون أثر على عادة القراءة؟ هل كان عاملاً يدفع إلى القراءة؟ أم عاملاً يصرف عنها؟
في بحث ميداني قيِّم عرض أحد الباحثين[1] لأثر مُشاهدة التلفزيون على عادة القراءة عند الأطفال، وقد عرض بعض النتائج التي توصل إليها عدد من الباحثين والعلماء مثل كير ندي وايت الذي يرى أنه مما يعطِّل الميل إلى القراءة وجود التليفزيون وبرامجه، والدليل على ذلك الدراسات التي قام بها فريق من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية 1989م، مفادها أن مُشاهدة التلفزيون تعطِّل ملَكة القراءة عند الأطفال، ومِن ثمَّ تُعطِّل ملَكة التفكير أيضًا، وهذه النتائج أصبحَت مَقبولة لدى عدد من المعاهد في العالم[2].

ومِن الدراسات القيمة في هذا المجال دراسة العالمَين أندرسون وكولن سنة 1988، وقد قدِّمت هذه الدراسة لمكتب التربية الأمريكي القومي حول تأثير مشاهدة التليفزيون على الأطفال في مدينة بولاية أيوا في أمريكا لم تَعرف التليفزيون من قبل، ثم عرضا للتليفزيون، وقاما بمقارنة نشاطات الأطفال قبل مشاهدة التليفزيون، وبعدها، وأشارت البيانات إلى أن مشاهدة التليفزيون حلَّت محل نشاطات أخرى كاللعب والقراءة، وقد وجد هذان الباحثات دراسات متعدِّدة تؤيد ما توصَّلا إليه[3].

وأسهَمَ وزير الثقافة الفرنسي سنة 1991 إسهامًا جيدًا في هذا الصدد محذِّرًا مِن تدنِّي مستوى القراءة عند الفرنسيين، موضِّحًا ذلك بأن (1) من كل (4) فرنسيين لا يقرأ، ولا يَقتَني كتابًا واحدًا، وأن سبب ذلك هو الإدمان على مُشاهدة التليفزيون[4].

وتؤكد هالة العمران وكيلة وزارة الإعلام والثقافة بدولة البحرين في بحث نشر سنة 1983 - بعد دراسة واستقراء - أن الطفل البحريني يَقضي ما بين أربع إلى خمس ساعات يوميًّا أمام التلفاز، وأن ما يتعلمه عادات خاطئة[5].

ومُعظم القيادات التربوية الأمريكية تعتقد أن المسبب لاضمِحلال عادة القراءة عند الأطفال هو مُشاهدة التليفزيون، وهذا ما أكَّده سنة 1991 وليام هوينج المشرف على الشؤون التعليمية في ولاية كاليفورنيا من خلال الدراسة التي أجريَت لتحديد خطر هذا الجهاز على طلاب التعليم الأساسي؛ وذلك بأن الطلاب يفضِّلون مُشاهدة التليفزيون على قراءة الكتب، وأن نسبة 69 % من طلاب الصف الرابع يقومون بقضاء معدل ثلاث إلى أربع ساعات يوميًّا أمام الشاشة الفضية[6].

ومما سبق من الحقائق والإحصاءات يتبيَّن لنا أن التلفاز يمثِّل قوة عاتية لصرف الأطفال والناشئة عن القراءة، وعن وجود أخرى من النشاط النافع.
• • •


هذه هي وسائل الإعلام: يد مع اللغة العربية، ويدٌ على اللغة العربية، وللأسف لم تكن اليدان في قوة مُتكافئة أو حتى متقاربة، فقد كانت اليد ألـ (عَلَى)، أو اليد الضاربة أقوى بكثير جدًّا من اليد ألـ (مَعَ)، أو اليد الحامية البانية؛ لأن "اليد الضاربة" يُساندها رصيد ضخم من عاميات إعلانات الشوارع، ولغة الأسواق والتعامل، وطرائق التعليم ومقرراته ومناهجه، لا في المواد العِلمية حسب بل كذلك في تقديم دروس اللغة العربية، وشرحها في فصول الدراسة، وشرح دروس التربية الدينية، في كل مراحل التعليم، وأصبحت العامية في شرح الدروس هي الأصل، أما العربية الفصحى فهي الاستثناء، حتى إن المدرس الذي يلتزم الفصحى في شرح دروسِه أصبح نادر الوجود الآن[7].
• • •


هذه هي الحال المنكودة الموكوسة التي تعيشها اللغة العربية في وقتنا الحاضر؛ لأسباب متعدِّدة أهمها "وسائل الإعلام":
• التليفزيون يصرف الأطفال والناشئة عن القراءة وعن أوجه نشاط أخرى مفيدة.
• أخطاء لُغوية ونُطقية وقاعدية في فصحى الإعلام، أو ما يُسمَّى باللغة الإعلامية.
• عامية غالبة طاغية في الإذاعة والتلفاز بصفة خاصة.

تسميم اللغة العربية بتوظيف كثير من المفردات والتراكيب الأجنبية وخصوصًا اللغة الإنجليزية، وعلينا أن نتذكر جيدًا أن كل أولئك يعدُّ جنايةً على "لغة سماوية"؛ فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، والجناية عليها تعدُّ جنايةً على ديننا وقيَمِنا الإسلامية، وكان علينا انطلاقًا من هذا التصور أن نكون أكثر حذرًا، وأن نعمل بصفة دائمة على صيانة هذه اللغة وحمايتها وتطويرها بعيدًا عن التعسُّف والتكلُّف والسرف.

فاللغة العربية إذًا تعيش واقعًا حزينًا مؤلمًا يدفعنا إلى أن ننادي بضرورة الإنقاذ الفوري المبني على دراسة واعية، وأسُسٍ علمية قويمة سليمة سديدة، ويجب أن تُسند مهامُّ هذا الإنقاذ لمتخصِّصين من ذوي العلم والدين والحصافة والغيرة على الدين واللغة؛ وذلك على مستوى الأمة العربية كلها، لا مستوى الوطن الواحد.
• • •
وفي الصفحات التالية أقدِّم - باجتهاد شخصي آمُل أن يكون صائبًا - ما أرى أنه يمثل خطوطًا رئيسة، أو معالم على طريق الإنقاذ، مع ملاحظة ما يأتي:
1. إنني لا أدعي أنها تمثِّل "الخطة المثالية"؛ فمثل هذه الخطة أكبر من أن يَضطلع بها شخص واحد مهما كانت خبرته وثقافته، فهي تحتاج إلى لجانٍ مُتخصِّصة يُمثِّل أصحابها خبرات متنوعة وثقافات متعدِّدة، ومتابعات ميدانية متواصِلة، وقبل كل أولئك إخلاص وأمانة وعزم صادق متين.

2. إن هذه "الخطوط الإنقاذية" لا تتعدى وسائل الإعلام ومتعلقاتها من شخصيات الإعلام، ومادته، ولغته وبرامجه... إلخ، ومن ثم لا يدعي البحث أنها خطوط إنقاذية شاملة تقدم حلولاً لكل مشاكل اللغة العربية في كل المجالات.

وآمل ألا أكون قد جانَبَني الصواب فيما قدَّمت.
—-----------
[1] هو الدكتور راشد الفضلي في بحثه: أثر مشاهدة التليفزيون على عادة القراءة عند الأطفال.
[2] د. راشد الفضلي: في كتابه السابق (ص: 23).
[3] السابق (ص: 24).
[4] السابق (ص: 24).
[5] السابق (ص: 24).
[6] السابق (ص: 27).
[7] عملتُ عدة سنوات موجهًا للغة العربية والتربية الإسلامية، ولتقييم المدرِّس الأول الذي يقوم بالتدريس للسنة النهائية بالمرحلة الإعدادية "المتوسِّطة"، دخلت عليه الفصل وهو يشرح درسًا في التربية الدينية موضوعه (التعاون في الإسلام)، وقام بشرح الدرس كله بالعامية الركيكة، أو ما نسمِّيه في مصر بلغة أولاد البلد، من أمثال العبارات الآتية:
- التعاون: بعني كل واحد إيده في إيد أخوه بالصلا ع النبي.
- واللي معاه رغيف حاف يكسره اثنين نص له، ونص لجاره.
ولم يستشهد المدرس بآية واحدة أو حديث واحد - على شهرة الشواهد في هذا الموضوع؛ مثل قوله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2] - وكتبت إنذارًا رسميًّا لهذا المدرس أطالبه فيه بضرورة التزام العربية الفصحى في شرحه، وظهرت علامات التعجب على وجهه وسألني: يعني سيادتك عايزني أشرح بالنحوي؟! (بفتح النون والحاء وكسر الواو)، ثم أردف قائلاً: "دنا لو شرحت بالنحوي العيال يضحكوا عليَّ!" وهو - للحق - صادق في العبارة الأخيرة، بعد أن أصبحت العامية هي الأصل، والفصحى هي الشذوذ والاستثناء.






د. جابر قميحة

منقول من قناة اقرأ على تطبيق تيليجرام
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: أثر التلفزيون على القراءة لدى الأطفال

نفع الله بكم

من أنفع ما وجدت مع أولادي لابعاد أو تقليل فترات مشاهدة التلفاز وأيضا الالعاب الالكترونية سواء على الاجهزة المختلفة
عدة نشاطات وكلها تقوي الذاكرة وتنمي ملكة الذكاء وتوقدها بخلاف ما تفعله المخدرات العصرية للاطفال كالتلفاز والاجهزة اللوحية والخ

نشاط حفظ القرآن ولو كم آية ... واستمرار المراجعة لما سبق حفظه مع مكافآت
فإن مل أتركه لحين يتنشط ثانية

نشاط اللعب بالمعجونة إما أصنعها منزليا أو أشتريها والمفضلة عندي الطبيعية موادها لا فيها غراء ولا كيميائيات سامة

نشاط عمل حرف ورقية وهذه متنوعة وكلها أجدها على الشبكة وأطبعها لهم فيلونون يقصون ويلصقون مع كثرة تعليمهم ومساعدتعم اتقنوا مهارات كثيرة بفضل الله وتوفيقه

وصارت الحرف الورقية أكثر اهتماماتهم وخاصة في العطل والاجازات

ولا انسى ان اللعب خارج المنزل والتنزه هو الوسيلة المثلى لتنمية العقل
لكن لايتوفر لي أن أخرجهم كثيرا ..

أطفالنا بحاجة لمشاركتنا لهم أوقاتهم وألا ننساهم أمام التلفاز كثيرا.
 
أعلى