رد: مراد الإمام الشافعي بـ(الحسن)؟
روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 327)
قُلْتُ: وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ يَقُولُ: السُّنَّةُ، وَالْمُسْتَحَبُّ، وَالْمَنْدُوبُ، وَالتَّطَوُّعُ، وَالنَّفْلُ وَالْمُرَغَّبُ فِيهِ، وَالْحَسَنُ، كُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَهُوَ مَا رَجَّحَ الشَّرْعُ فِعْلَهُ عَلَى تَرْكِهِ، وَجَازَ تَرْكُهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الأشباه والنظائر للسبكي (2/ 92)
السنة والنافلة والتطوع والمستحب والمندوب والمرغب فيه والمرشد إليه والحسن والأدب ألفاظ مترادفة عند فقهائنا.
نهاية السول شرح منهاج الوصول (ص: 24)
ويسمى المندوب سنة ونافلة, قال في المحصول: ويسمى أيضا مستحبا وتطوعا ومرغبا فيه وإحسانا ومنهم من يبدل هذا بقوله: حسنا.
قال الإمام الحافظ العراقي في طرح التثريب، في بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ:
(الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا الشَّافِعِيَّةِ أَنَّ التَّطَوُّعَ مَا رَجَّحَ الشَّرْعُ فِعْلَهُ عَلَى تَرْكِهِ وَجَازَ تَرْكُهُ فَالتَّطَوُّعُ وَالسُّنَّةُ وَالْمُسْتَحَبُّ وَالْمَنْدُوبُ وَالنَّافِلَةُ وَالْمُرَغَّبُ فِيهِ وَالْحَسَنُ أَلْفَاظٌ مُتَرَادِفَةٌ ...).
غاية الوصول في شرح لب الأصول (ص: 11)
(كالمندوب) أي كما أن الأصح ترادف ألفاظ المندوب (والمستحب والتطوّع والسنّة) والحسن والنفل والمرغب فيه أي مسماها واحد وهو كما علم من حد الندب الفعل غير الكف المطلوب طلبا غير جازم، ونفى القاضي حسين وغيره ترادفها فقالوا هذا الفعل إن واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلّم فهو السنّة، إلا كأن فعله مرة أو مرتين فهو المستحب، أو لم يفعله وهو ما ينشئه الإنسان باختياره من الأوراد فهو التطوّع، ولم يتعرضوا للبقية لعمومها للأقسام الثلاثة
وقال القاضي زكريا في الأسنى في الباب نفسه:
(... التَّطَوُّعِ هُوَ , وَالنَّفَلُ , وَالسُّنَّةُ , وَالْمَنْدُوبُ , وَالْمُسْتَحَبُّ , وَالْمُرَغَّبُ فِيهِ , وَالْحَسَنُ بِمَعْنًى , وَهُوَ مَا رَجَّحَ الشَّرْعُ فِعْلَهُ عَلَى تَرْكِهِ وَجَازَ تَرْكُهُ ...)، ونحوه في شرح البهجة
وفي التحفة:
(... النَّفْلِ هُوَ , وَالسُّنَّةُ , وَالتَّطَوُّعُ , وَالْحَسَنُ , وَالْمُرَغَّبُ فِيهِ , وَالْمُسْتَحَبُّ , وَالْمَنْدُوبُ , وَالْأَوْلَى مَا رَجَّحَ الشَّارِعُ فِعْلَهُ عَلَى تَرْكِهِ مَعَ جَوَازِهِ , فَهِيَ كُلُّهَا مُتَرَادِفَةٌ خِلَافًا لِلْقَاضِي)، ونحوها المغني والنهاية وشرح المنهج.
وفي الجمل:
( قَوْلُهُ وَالْحَسَنُ ) لَعَلَّ هَذَا اصْطِلَاحٌ لِلْفُقَهَاءِ وَإِلَّا فَالْحَسَنُ كَمَا فِي جَمْعِ الْجَوَامِعِ الْمَأْذُونُ فِيهِ وَاجِبًا كَانَ أَوْ مَنْدُوبًا أَوْ مُبَاحًا ا هـ ح ل .
وفي حواشي ابن قاسم على شرح البهجة:
("قَوْلُهُ بِمَعْنَى" ظَاهِرُهُ أَنَّهَا مُتَرَادِفَةٌ وَبِهِ صَرَّحَ غَيْرُهُ , وَكَذَا هُوَ فِي شَرْحِ الْمَنْهَجِ وَفِيهِ بَحْثٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْحَسَنِ ; لِأَنَّهُ أَعَمُّ لِشُمُولِهِ الْوَاجِبَ , وَالْمُبَاحَ . ا هـ . إلَّا أَنْ يَرْتَكِبَ التَّسَمُّحُ بِالنِّسْبَةِ لِلْحَسَنِ , أَوْ يُقَالَ : إنَّ لِلْحَسَنِ إطْلَاقَيْنِ).
وفي حواشي التحفة لابن قاسم وعنه الشبراملسي في حواشي النهاية، ونقله البجيرمي عن الشوبري:
("قَوْلُهُ : فَهِيَ كُلُّهَا مُتَرَادِفَةٌ" فِيهِ بَحْثٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْحَسَنِ ; لِأَنَّهُ أَعَمُّ لِشُمُولِهِ الْوَاجِبَ وَالْمُبَاحَ أَيْضًا كَمَا فِي جَمْعِ الْجَوَامِعِ الْحَسَنُ الْمَأْذُونُ فيخ وَاجِبًا وَمَنْدُوبًا وَمُبَاحًا ا هـ.
إلَّا أَنْ يُرَادَ أَنَّ التَّرَادُفَ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ بِالنِّسْبَةِ لِبَعْضِ مَا صَدَقَاتَهُ فَلْيُتَأَمَّلْ.
أَوْ أَنَّ مُرَادَفَةَ الْحَسَنِ اصْطِلَاحٌ آخَرُ لِلْفُقَهَاءِ أَوْ لِغَيْرِهِمْ فَلْيُتَأَمَّلْ).