العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إتحاف المرابط بجمع منظومتي السعدي والعثيمين وترتيبهما على الأصول والقواعد والفروق والضوابط

إنضم
28 مايو 2014
المشاركات
10
الكنية
أبو عبد العزيز
التخصص
هندسة
المدينة
تكريت
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم​
الحمد لله الذي جمع بين المتماثلات بنظم رائق ، وفرّق بين المختلفات وقطع عنا ما سواه من العلائق ، وأتقن صنعه على أحسن نظام وترتيب فائق ، وبعث رسله وأنبيائه بالنور المبين ، وضبط شرعه بكليات الأصول والقواعد ، فخُرِّجت عليهما النوازل وتقرّب بهما كل متباعد ، وبهما فُهمت الغايات واتضحت العلل والمقاصد ، واستنار السبيل للسالكين .
وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أعاد وأبدى ، وعلا ورفق بخلقه ولم يتركهم سدى ، وأعطى عظيم النوال كل من استجدى ، فلا غنى عنه لأحد من العالمين . وأشهد أن محمدا النبي الصالح خير رسول لله وعبد ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي السعد ، ومن تبعهم من عباد الرحمن وناصر دينه الممجد ، وكان من المحسنين .
أما بعد :
فلا يخفى على كل طالب ما لعلم أصول الفقه وقواعده من عظيم النفع ، فقد امتزج فيهما العقل الصريح مع الشرع ، وبقدر الإحاطة بهما يتحصل الفقه في الدين والرفع ، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين . وقد ألفت فيه مؤلفات متنوعة بطرائق شتى ، ما بين منظوم ومنثور ؛ تبيانا لطالبي الفقه ومتصدري الفتوى ، وما زال ركب التصنيف يسير حتى إلى زماننا تأتّى ، تكلأُ الموفقين منهم منة أرحم الراحمين ، فانتهت برحال كثير من أولي الألباب والعقول ، إلى رياض منظومتي الإمامين فارسي المعقول والمنقول ، عبد الرحمن بن ناصر السعدي ومحمد بن صالح العثيمين أئمة السلف العدول ، وخير حماة لدين الله المتين ، فكم حفظهما من عالم وباحث ودارس ، وكم عُقدت لشرحهما جلسات في المساجد والمدارس ، فهما روضةٌ لكل ناظر وجُنةٌ لكل فارس ، وأبهى حلة للمتفقهين ؛ فالله أسأل أن يصب عليهما شآبيب رحمته ، وأن يجمعنا بهم مع النبي وصحبه في دار كرامته ، وأن ينجينا من عذاب جنهم دار نقمته ، وأن يجعلنا إلى وجهه من الناظرين .
ومما زاد من حسنهما أن ألفاظهما قد سبكت من بحر الرَجَز ، تحفة للمجدّ وتنشيطا لمن عَجَز ؛ فشمر لحفظهما واستعن بمن لوعده قد أنجَز ، القائل في كتابه المبين :{فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ، فاضرع وابتهل إليه في كل حين وآن ، ولا تجزع فإنه ربنا القدير الكريم الرحمن ، وهو مبلغ من به يستعين .
ولما كان من مقاصد التأليف جمع المفترق وترتيب المختلط ؛ جمعت بين نظميهما بترتيب مع ترتيب كتب الفن منخرط ، تسهيلا للفهم وصيانة لعقد الحفظ من أن ينفرط ، وعسى أن تشمر لها همم المتعلمين ، سائلا ربي فإنه هو السميع المجيب ، أن يجعل لي من الإخلاص فيها أعظم نصيب ، وأن ينفع بها كل بعيد وقريب ؛ فإنه لا يخيب رجاء السائلين .
هذا وقد كان منهجي في الجمع والترتيب متمثلا بالنقاط التالية :
1- جعلت منظومة الإمام ابن عثيمين رحمه الله هي الأصل ؛ لأنها أوسع وأشمل وأتقن .
2- أخذت الأبيات المشتملة على قواعد زوائد من منظومة الإمام السعدي رحمه الله وجعلتها ضمن منظومة الإمام ابن عثيمين رحمه الله بخط عريض تمييزا لها عن الأصل .
3- أخذت من منظومة الإمام السعدي رحمه الله الأبيات المتضمنة لقواعد مماثلة لقواعد مضمنة في منظومة الإمام العثيمين رحمه الله وجعلتها في حاشية الأبيات المشابهة لها .
4- رتبت أبيات المنظومة على ما استقر عليه التصنيف في علمي الأصول والقواعد الفقهية،حتى يسهل الرجوع إلى مصنفات الفن بسهولة ،ولا يستوحش من الدخول فيها .
5- غيرت أحرفا يسيرة في بعض الأبيات في المقدمة حتى يتناسق النظم .
6- قسمت المنظومة إلى مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة .
أما المقدمة فقد اشتملت على الحمد والثناء على الله ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وعلى فضل العلم ، وفائدة القواعد والأصول .
وأما الباب الأول ففي القواعد الأصولية وتحته ثلاثة فصول :
الفصل الأول : في الأدلة .

والفصل الثاني : في دلالات الألفاظ ، وتحته مبحثان :
المبحث الأول : في الأمر والنهي والنفي .
والمبحث الثاني : في العام والخاص والمطلق والمقيد .

والفصل الثالث : في شروط وموانع التكليف .

وأما الباب الثاني ففي القواعد الفقهية ، وتحته فصلان :
الفصل الأول : في القواعد الفقهية الخمس الكبرى وما اندرج تحتها وما تعلق بها من القواعد ، وتحته خمسة مباحث :
المبحث الأول : في قاعدة الأمور بمقاصدها .
والمبحث الثاني : في قاعدة المشقة تجلب التيسير .
والمبحث الثالث : في قاعدة اليقين لا يزول بالشك .
والمبحث الرابع : في قاعدة لا ضرر ولا ضرار .
والمبحث الخامس : في قاعدة العادة محكمة .

والفصل الثاني : في قواعد كلية أخرى .

وأما الباب الثالث ففي الفروق .

وأما الباب الرابع ففي الضوابط الفقهية .

ثم ختمت المنظومة بالحمد والثناء على الله ، والصلاة والسلام على رسوله وصحبه وآله .
وقد وسمت هذا الجمع والترتيب بـــ " إتحاف المرابط بجمع منظومتي السعدي والعثيمين وترتيبهما على الأصول والقواعد والفروق والضوابط " ، وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا الجمع كما نفع بأصليه ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وهذا رابط المنظومة كاملة :
https://drive.google.com/file/d/0B5k...ew?usp=sharing
 
أعلى