فاضل بن أحمد العجيلي
:: متابع ::
- إنضم
- 28 مايو 2014
- المشاركات
- 10
- الكنية
- أبو عبد العزيز
- التخصص
- هندسة
- المدينة
- تكريت
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جمع بين المتماثلات بنظم رائق ، وفرّق بين المختلفات وقطع عنا ما سواه من العلائق ، وأتقن صنعه على أحسن نظام وترتيب فائق ، وبعث رسله وأنبيائه بالنور المبين ، وضبط شرعه بكليات الأصول والقواعد ، فخُرِّجت عليهما النوازل وتقرّب بهما كل متباعد ، وبهما فُهمت الغايات واتضحت العلل والمقاصد ، واستنار السبيل للسالكين .وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أعاد وأبدى ، وعلا ورفق بخلقه ولم يتركهم سدى ، وأعطى عظيم النوال كل من استجدى ، فلا غنى عنه لأحد من العالمين . وأشهد أن محمدا النبي الصالح خير رسول لله وعبد ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي السعد ، ومن تبعهم من عباد الرحمن وناصر دينه الممجد ، وكان من المحسنين .
أما بعد :
فلا يخفى على كل طالب ما لعلم أصول الفقه وقواعده من عظيم النفع ، فقد امتزج فيهما العقل الصريح مع الشرع ، وبقدر الإحاطة بهما يتحصل الفقه في الدين والرفع ، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين . وقد ألفت فيه مؤلفات متنوعة بطرائق شتى ، ما بين منظوم ومنثور ؛ تبيانا لطالبي الفقه ومتصدري الفتوى ، وما زال ركب التصنيف يسير حتى إلى زماننا تأتّى ، تكلأُ الموفقين منهم منة أرحم الراحمين ، فانتهت برحال كثير من أولي الألباب والعقول ، إلى رياض منظومتي الإمامين فارسي المعقول والمنقول ، عبد الرحمن بن ناصر السعدي ومحمد بن صالح العثيمين أئمة السلف العدول ، وخير حماة لدين الله المتين ، فكم حفظهما من عالم وباحث ودارس ، وكم عُقدت لشرحهما جلسات في المساجد والمدارس ، فهما روضةٌ لكل ناظر وجُنةٌ لكل فارس ، وأبهى حلة للمتفقهين ؛ فالله أسأل أن يصب عليهما شآبيب رحمته ، وأن يجمعنا بهم مع النبي وصحبه في دار كرامته ، وأن ينجينا من عذاب جنهم دار نقمته ، وأن يجعلنا إلى وجهه من الناظرين .
ومما زاد من حسنهما أن ألفاظهما قد سبكت من بحر الرَجَز ، تحفة للمجدّ وتنشيطا لمن عَجَز ؛ فشمر لحفظهما واستعن بمن لوعده قد أنجَز ، القائل في كتابه المبين :{فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ، فاضرع وابتهل إليه في كل حين وآن ، ولا تجزع فإنه ربنا القدير الكريم الرحمن ، وهو مبلغ من به يستعين .
ولما كان من مقاصد التأليف جمع المفترق وترتيب المختلط ؛ جمعت بين نظميهما بترتيب مع ترتيب كتب الفن منخرط ، تسهيلا للفهم وصيانة لعقد الحفظ من أن ينفرط ، وعسى أن تشمر لها همم المتعلمين ، سائلا ربي فإنه هو السميع المجيب ، أن يجعل لي من الإخلاص فيها أعظم نصيب ، وأن ينفع بها كل بعيد وقريب ؛ فإنه لا يخيب رجاء السائلين .
هذا وقد كان منهجي في الجمع والترتيب متمثلا بالنقاط التالية :
1- جعلت منظومة الإمام ابن عثيمين رحمه الله هي الأصل ؛ لأنها أوسع وأشمل وأتقن .
2- أخذت الأبيات المشتملة على قواعد زوائد من منظومة الإمام السعدي رحمه الله وجعلتها ضمن منظومة الإمام ابن عثيمين رحمه الله بخط عريض تمييزا لها عن الأصل .
3- أخذت من منظومة الإمام السعدي رحمه الله الأبيات المتضمنة لقواعد مماثلة لقواعد مضمنة في منظومة الإمام العثيمين رحمه الله وجعلتها في حاشية الأبيات المشابهة لها .
4- رتبت أبيات المنظومة على ما استقر عليه التصنيف في علمي الأصول والقواعد الفقهية،حتى يسهل الرجوع إلى مصنفات الفن بسهولة ،ولا يستوحش من الدخول فيها .
5- غيرت أحرفا يسيرة في بعض الأبيات في المقدمة حتى يتناسق النظم .
6- قسمت المنظومة إلى مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة .
أما المقدمة فقد اشتملت على الحمد والثناء على الله ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وعلى فضل العلم ، وفائدة القواعد والأصول .
وأما الباب الأول ففي القواعد الأصولية وتحته ثلاثة فصول :
الفصل الأول : في الأدلة .
والفصل الثاني : في دلالات الألفاظ ، وتحته مبحثان :
المبحث الأول : في الأمر والنهي والنفي .
والمبحث الثاني : في العام والخاص والمطلق والمقيد .
والفصل الثالث : في شروط وموانع التكليف .
وأما الباب الثاني ففي القواعد الفقهية ، وتحته فصلان :
الفصل الأول : في القواعد الفقهية الخمس الكبرى وما اندرج تحتها وما تعلق بها من القواعد ، وتحته خمسة مباحث :
المبحث الأول : في قاعدة الأمور بمقاصدها .
والمبحث الثاني : في قاعدة المشقة تجلب التيسير .
والمبحث الثالث : في قاعدة اليقين لا يزول بالشك .
والمبحث الرابع : في قاعدة لا ضرر ولا ضرار .
والمبحث الخامس : في قاعدة العادة محكمة .
والفصل الثاني : في قواعد كلية أخرى .
وأما الباب الثالث ففي الفروق .
وأما الباب الرابع ففي الضوابط الفقهية .
ثم ختمت المنظومة بالحمد والثناء على الله ، والصلاة والسلام على رسوله وصحبه وآله .
وقد وسمت هذا الجمع والترتيب بـــ " إتحاف المرابط بجمع منظومتي السعدي والعثيمين وترتيبهما على الأصول والقواعد والفروق والضوابط " ، وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا الجمع كما نفع بأصليه ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وهذا رابط المنظومة كاملة :
https://drive.google.com/file/d/0B5k...ew?usp=sharing