العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تكوين الشخصية الوسطية

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
دور المؤسسات الدينية والتربوية في تكوين الشخصية الوسطية
د. نعمان جغيم
ورقة قدمت للندوة الدولية: "الوسطية في الإسلام: الإمام الشافعي أنموذجا"
تنظيم رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية ببروناي دار السلام (9-11 نوفمبر 2015م)​


مقدمة

جاء في تفسير الطبري: "الوسَط" في كلام العرب الخيارُ. يقال: "فلان وَسَطُ الحسب في قومه"، أي متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه، و"هو وَسَطٌ في قومه، وواسطٌ." قال زُهير بن أبي سُلمى في"الوسط":
هُمُ وَسَطٌ تَرْضَى الأنامُ بِحُكْمِهِمْ ... إذَا نزلَتْ إحْدَى الليَالِي بِمُعْظَمِ[1]

وذكر الزجاج أن في قوله تعالى: (أُمَّةً وَسَطًا) قولان: قال بعضهم وسطا: عدلًا، وقال بعضهم: أخياراً، واللفظان مختلفان والمعنى واحد؛ لأن العدل خَيْر، والخير عدل. وقيل في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: إنه من أوسط قومه جِنْساً، أي من خيارها، والعرب تصف الفَاضِل النسب بأنه: من أوسط قومه.[2]
وقد جمع الرازي في تفسيره أقوال أهل العلم في معنى الوسط في قوله تعالى: (أُمَّةً وَسَطًا)، وهي:
1- أن الوسط هو العدل. ويدلّ عليه قوله تعالى: (قالَ أَوْسَطُهُمْ) (القَلَم: 28) أَيْ أَعْدَلُهُمْ. كما يؤيِّد هذا المعنى أنه إنما سُمِّيَ الْعَدْلُ وَسَطًا لأنه لا يميل إلى أحد الخصمين، والعدل هو المعتدل الذي لا يميل إلى أحد الطرفين.
2- أنَّ الوَسَطَ من كل شيء خيَارُهُ. ومما يؤيد هذا المعنى مطابقته لقوله تعالى في وصف أمة الإسلام: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عِمْرَانَ: 110).
3- أنَّ الرَّجُل إذا قال: فُلَانٌ أَوْسَطُنَا نَسَبًا، فالمعنى أنه أكثرهم فضلا.
4- أنهم متوسطون في الدين بين الـمُفَرِّطِ والـمُفْرِطِ، وَالْغَالِي والـمُقَصِّر في الْأَشْيَاء.
ثم علق على ذلك بقوله: "واعْلَمْ أَنَّ هَذه الْأَقْوَالَ مُتَقَارِبَةٌ غَيْرُ مُتَنَافِيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ."[3]
وقال الطبري: "وأنا أرى أن"الوسط" في هذا الموضع، هو"الوسط" الذي بمعنى: الجزءُ الذي هو بين الطرفين، مثل"وسَط الدار". وأرى أن الله تعالى ذِكْرُه إنما وصفهم بأنهم"وسَط"، لتوسطهم في الدين، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهُّب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه. ولا هُم أهلُ تقصير فيه، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله، وقتلوا أنبياءَهم، وكذبوا على ربهم وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسُّط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها."[4]
وجاء في تفسير المنار في بيان سبب وصف الأمة الإسلامية بالوسط أنها: "تقوم على جادّة الاعتدال في العقائد والأخلاق والأعمال، وتسعى في إصلاح البشر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر."[5]
ويستخلص من هذا أن أمة الإسلام تتصف بالعدل، والعدل يقتضي التوسُّط في الأمور وعدم الشطط فيها بالغلو والتقصير. ولما كانت هذه الأمة تتّصف بالعدالة صارت خَيْر الأمم وأفضلها. وبذلك استحقت الشهادة على الأمم في الدنيا، بكونها المرجع الذي يرجع إليه طلاب الحق؛ فهي عَلَمُ الهدى الذي يهتدي به الضالون بالغلوّ أو بالتقصير. كما استحقت الشهادة عليهم في الآخرة، كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى، هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ لاَ مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) وَالوَسَطُ العَدْلُ."[6]
قال ابن عاشور: "وَهَذِهِ الشَّهَادَةُ دُنْيَوِيَّةٌ وَأُخْرَوِيَّةٌ. فَأَمَّا الدُّنْيَوِيَّةُ فَهِيَ حُكْمُ هَاتِهِ الْأُمَّةِ عَلَى الْأُمَمِ الْمَاضِينَ وَالْحَاضِرِينَ بِتَبْرِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ بِالرُّسُلِ الْمَبْعُوثِينَ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَبِتَضْلِيلِ الْكَافِرِينَ مِنْهُمْ بِرُسُلِهِمْ وَالْمُكَابِرِينَ فِي الْعُكُوفِ عَلَى مِلَلِهِمْ بَعْدَ مَجِيءِ نَاسِخِهَا وَظُهُورِ الْحَقِّ، وَهَذَا حُكْمٌ تَارِيخِيٌّ ديني عَلَيْهِ إِذَا نَشَأَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ نَشَأَتْ عَلَى تَعَوُّدِ عَرْضِ الْحَوَادِثِ كُلِّهَا عَلَى مِعْيَارِ النَّقْدِ الْمُصِيبِ. وَالشَّهَادَةُ الْأُخْرَوِيَّةُ هِيَ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ ... وَالظَّاهِرُ مِنَ التَّعْلِيلِ هُوَ الشَّهَادَةُ الْأُولَى لِأَنَّهَا الْمُتَفَرِّعَةُ عَنْ جَعَلْنَا أُمَّةً وَسَطًا، وَأَمَّا مَجِيءُ شَهَادَةِ الْآخِرَةِ عَلَى طِبْقِهَا فَذَلِكَ لِمَا عَرَفْنَاهُ مِنْ أَنَّ أَحْوَالَ الْآخِرَةِ تَكُونُ عَلَى وَفْقِ أَحْوَالِ الدُّنْيَا..."[7]
وقد جاء في السنة النبوية التعبير عن الوسطية بالعدالة، ففي حديث إبراهيم بن عبد الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ."[8]

تحديد قضية البحث
هذه الورقة تتحدث عن دور المؤسسات الدينية والتربوية في تكوين الشخصية الوسطية.
أما عن الوسطية فهي في حقيقتها منهج في التفكير والسلوك ينبع من الشخصية الإسلامية المتوازنة. وإذا أردنا نشر الوسطية بين الناس فلا بد من تكوين شخصية إسلامية متوازنة. والشخصية المتوازنة هي الشخصية التي تكون قائمة على تمثُّل مبادئ الإسلام وشرائعه دون غلوّ ولا تقصير.
ومن خصائص الشخصية المتوازنة مراعاة جميع الحقوق الواجبة على الإنسان، وبيان ذلك ما جاء في قصة سلمان مع أبي الدرداء رضي الله عنهما: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ."[9]
ومن خصائصها العدل مع الخصم كما تعدل مع القريب، وبيان ذلك ما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة: 8)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا.) (النساء: 135).
ومن خصائصها الموازنة بين متطلبات الدار الآخرة ومتطلبات الدار الدنيا، وبيان ذلك قوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (القصص: 77).
ومن خصائصها التسديد والمقاربة بدوام محاسبة النفس لضمان الاستمرار على طريق الوسط العدل، وبيان ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَيَسِّرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدَّلْجَةِ."[10]
وأما عن المؤسسات الدينية والتربوية فإنها من أهم المؤسسات التي يقوم عليها المجتمع، وهي مؤسسات تقوم بوظائف متكاملة. فالمؤسسات الدينية تقوم بتحرير مسائل العلم الشرعي، وإصدار الفتاوى فيما يستجد منها. وتشترك في نشر الوعي الديني وتعليم الناس أمور دينهم. وتقوم بالتنبيه على الأخلاق السيئة والعادات الاجتماعية المنحرفة عن جادة الصواب، وتدعو الناس إلى اجتنابها. والمؤسسات التربوية تقوم بتعليم الناس علوم الدنيا التي تمكِّن المسلمين من تحصيل معاشهم وبناء حضارة قوية تؤهلهم ليكونوا شهداء على الناس في الدنيا. كما تشترك مع المؤسسات الدينية في تعليم الناس أمور دينهم. كما أن المؤسسات التربوية لها الدور الأساس في التكوين الفكري والعلمي والنفسي والاجتماعي لأبناء الأمة. وبذلك تتكامل جهود المؤسسات الدينية مع جهود المؤسسات التربوية مع مؤسسة الأسرة لإيجاد الشخصية الإسلامية المتوازنة التي تتصف بالعدل والتوسط والخيار، وهي المعاني الثلاثة المتكاملة.
والحديث عن نشر الوسطية لا يقتصر على تسويق جملة أفكار نعتقد أنها تمثِّل الوسطية، بل يتجاوز ذلك إلى إيجاد الشخصية الإسلامية القادرة على تمييز الوسطية والالتزام بها في الفكر والسلوك. وهذا الجانب الثاني هو الأهم والأكثر فائدة؛ لأننا إذا تمكنّا من إيجاد هذه الشخصية، تمكَّنّا من إيجاد المناعة الذاتية التي تضمن استمرار الالتزام بالوسطية، وتضمن التقليل من رواج الغلو والتقصير في وسط الأمة. وبذلك تكون جهود نشر الوسطية مثمرة لتوفُّر التربة الخصبة لذلك، وتكون جهود نشر الغلو والتقصير قليلة الثمار لوجود الشخصية المتوازنة التي ترفضها. ولذلك فإن هذه الورقة ستركز على هذا الجانب الثاني من وظيفة المؤسسات الدينية والتربوية في نشر الوسطية. وفيما يأتي بعض الخصائص التي تساعد على ترسيخ الوسطية، وهي في حاجة إلى عناية من تلك المؤسسات لنشرها وترسيخها بين أفراد المجتمع.

أولا: العوامل المساعدة على تكوين الأفكار والمفاهيم الوسطية
من الشائع بين الناس الانتصار لما هم عليه من أفكار ومواقف، ووَصْف أنفسهم بالوسطية ورَمْي من يخالفهم بالخروج عن الوسطية، ولذلك نجد في الواقع تعدّد دعاوى الوسطية بين أصحاب الأفكار والمذاهب المختلفة. ومن العوامل التي تعين الإنسان على أن يكون وسطيا في فهمه وسلوكه ما يأتي:
(1) أخذ النصوص الشرعية مأخذ الافتقار لا مأخذ الاستظهار. بمعنى أن الشخص عندما ينظر في النصوص الشرعية ينظر نَظَرَ مَنْ يريد أن يتأمل فيها ليستخرج منها المعنى المراد، وليس نَظَرَ من ورث فكرة من أسلافه أو تكوّنت لديه بفعل العوامل المحيطة به، ثم بعد ذلك يعمد إلى النصوص الشرعية ليبحث فيها عمّا يمكن أن يبرر به تلك الفكرة وينصرها به.

(2) القدرة على التحرُّر من سلطة الأفكار والأحكام الـمُسْبَقَة، والجرأة على مراجعة الأفكار والمواقف، سواء أكانت موروثة أم تكونت لدى الشخص بفعل العوامل المحيطة به.

(3ـ) الاحتراز من الآثار السلبية لردود الفعل والدفاع عن النفس ضد المخالفين؛ لأن الإنسان كثيرا ما يشطّ ويغلو في مواقفه وأحكامه، ثم بعد ذلك في أفكاره، نتيجة المبالغة في ردّ الفعل نحو المخالفين. وردّ الفعل سبَبٌ من أسباب الغلوّ والخروج عن الوسط والعدل؛ ولذلك قال الله عز وجل: (ولَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) (المائدة: 2). وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة: 8).

ثانيا: العوامل المساعدة على تكوين الشخصية الوسطية
1- تركيز العلاج على الأسباب
إن للغلو أسبابا فكرية ونفسية واجتماعية. والاستراتيجية الأفضل في محاربة الغلو هي التي لا تكتفي بمهاجمة الغلو والمغالين، بل تذهب أبعد من ذلك إلى العمل على معالجة أسباب الغلو الفكرية والنفسة والاجتماعية. ومن الواضح أن المؤسسات الدينية والتربوية ليس لها القدرة على معالجة جميع تلك الأسباب؛ لأن الكثير منها خارج عن نطاق مسؤوليتها وتأثيرها. ولكن المطلوب من تلك المؤسسات معالجة الأسباب التي في مقدورها معالجتها، والتنبيه على الأسباب الأخرى، ولفت نظر الجهات التي لها القدرة على معالجتها لتفعل ذلك.

2- المصداقية والتوازن في الطرح
نحن في وقت الانفتاح الإعلامي، وقد صرنا في وضع لا يمكن فيه ممارسة الحجر والانغلاق الفكري على الناس. ومع تعدُّد مصادر تلقي المعلومات وتنوّعها، وسهولة الوصول إليها، فإنه لا يكفي أن نقول للناس إن ما نعلِّمهم هو الوسطية، فغيرنا يدعي ذلك أيضا، ولا يكفي أن نحذِّرهم ممن نعتقد أنهم خارجون عن الوسطية، لأن غيرنا يحذِّر الناس منّا أيضا. ولكننا ينبغي أن نعتمد في طرحنا على مصداقية ما نقدمه من أفكار وعلى قوة حجتها، وقدرة تلك الحجج على الإقناع.

3- ترسيخ فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد
إن من أهم أسباب الغلو الحاصل في العالم الإسلامي ردّ الفعل على الواقع الفاسد والمحن التي يعيشها المسلمون هنا وهناك، حيث إن ضغوط الفساد والظلم والمحن المختلفة تدفع بالبعض إلى الشعور باليأس من الإصلاح الهادئ، وتدفعهم إلى ردّ فعل عنيف وأفكار فيها غلو واضح. وليس من الحكمة محاولة تغطية الشمس بالغربال، أو أن نطلب من الناس غمض أعينهم، ولكن الأولى من ذلك أن نرسِّخ في نفوسهم فقه الإسلام في الموازنة بين المصالح والمفاسد، ونعلِّمهم الحكمة في معالجة تلك المظالم والنوازل.

4- إبراز حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآدابه الشرعية
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم العناصر التي تحفظ استمرار المسلمين على منهج الوسطية. وقد ربط الله عز وجل خيريّة الأمة الإسلامية وكونها أمة وسطا بممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال عزّ وجلّ: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون)َ (آل عمران: 110). كما أن القرآن الكريم جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم صفات المؤمنين والمؤمنات: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71).
ولذلك فإنه لا بد من تشجيع الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن ينبغي التركيز على بيان الآداب الشرعية لممارسته، وبيان أن حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم على النصيحة والشعور بالرفق والرحمة اتجاه المخطئين، وليس الحقد عليهم والانتقام منهم.

5- التربية على التفكير النقدي
إن الذي تربى على التفكير النقدي لن يكون من السهل إيقاعه في الأفكار الغالية؛ لأنه –بحكم تدريبه على التفكير النقدي- سوف تكون له القدرة على تمحيص الأفكار الغالية واكتشاف ما فيها من غلو.
والمؤسف أن الثقافة الغالبة في المجتمعات الإسلامية، على اختلاف طبقات أصحابها وتوجهاتهم الفكرية، تتوجّس من الفكير النقدي، وتصوِّر النقد على أنه وسيلة للفرقة والتشهير. ولا شكّ أن هناك من يستغل النقد لأغراض سيئة، وأن النقد ينبغي أن يكون بنَّاء وأن يتصف صاحبه بآدابه، ولكن منع النقد تحت هذه الشعارات ما هو إلا تكريس للاستبداد، وتستُّرٌ على النقائص والأخطاء. ومهما ترتب على النقد من آثار سلبية عندما لا تراعى آدابه، فإنه مهم في تقييم الإيجابيات والسلبيات وتقويم الأخطاء وتتميم النقائص، كما أنه مهم في القضاء على العقلية الإمَّعية التي تجعل أصحابها يقعون بسهولة فريسة للأفكار المتطرفة.
ومن أهم جوانب النقد، النقد الذاتي، وهو نوع من محاسبة النفس، حيث يتعود المسلم على أن يجلس مع نفسه من وقت إلى آخر يتأمل في مسيرته الفكرية والعملية، ويراجعها ويحاكمها، ليرى هل هو يسير على الصراط المستقيم في أفكاره وسلوكه، أم أن العوامل المحيطة به من: (أ) شهوة النفس وأهوائها، (ب) وضغط الواقع، (جـ) والانشغال بمصالح الدار الدنيا، قد شطت به عن الصراط المستقيم هنا أو هناك. إن الشخص الذي يتربى على هذا النوع من النقد الذاتي ومحاسبة النفس سيكون من السهل عليه تجنب الغلو والشطط، والرجوع إلى الصراط المستقيم. أما الشخص الذي لا يتعود على النقد الذاتي، ولكنه يكون معتدا بأفكاره وسيرته السلوكية، ظنا منه على الحق؛ فإنه من الصعب عليه أن الرجوع عن شططه وغلوه. وقد قال الله جل وعلا: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (الكهف: 104)

6- التربية على الطاعة المُبْصِرة
طاعة الله عزّ وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأولي الأمر مطلوبة لقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (النساء: 59). ولا شكّ أن طاعة الله عزّ وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة؛ لأن ما يصدر منهما هو الحق المطلق. أما طاعة أولي الأمر من أهل العلم فإنها لا ينبغي أن تكون مطلقة؛ لأنهم لا تتوفر فيهم العصمة، بل هم عرضة للخطأ والشطط، ولذلك لم تجعل الآية طاعة أولي الأمر طاعة مستقلة، بل جعلتها تبعا لطاعة الله عزّ وجلّ وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومشروطة بهما. ومن طبيعة الإنسان أنه يُحبّ أن يُطاع، لما في ذلك من تلبية لحظوظ النفس؛ ولكن الحكيم المتجرد من حظوظ النفس الذي ينظر نظرة بعيدة، يدرك أن الطاعة الـمُبْصِرة هي التي تعين على الاستقامة والاعتدال بما توفره من فرصة لتقويم الزعيم عند انحرافه عن جادة الاعتدال، أما الطاعة العمياء فإنها تعينه على المضي في الخطأ والشطط؛ لأن أتباعه لم يعهدوا الاعتراض عليه، بل تعودا على الطاعة المطلقة عن طيب نفس أو عن خوف.
وقد نبرِّر التركيز في التربية على الطاعة بكون من يتربى على الطاعة يسهل انقيادُه. ولكن ينبغي أن ندرك أن من يتربى على الطاعة المطلقة كما يسهل انقيادُه لأهل الحقّ والاعتدال، يسهل انقياده لأهل الغلوّ والشطط. فالتربية على الطاعة الـمُبْصِرة تدريب على كيفية المحافظة على الوسطية والاعتدال.

7- التربية على ثقافة الحوار والتسامح واحترام الرأي المخالف
إن نشر ثقافة الحوار والتسامح يُعدُّ من أفضل التحصينات التي يُحصَّن بها المسلم ضدّ الغلوّ والتطرُّف، وهي البيئة المناسبة لانتشار الوسطية. إن الشخص الذي يتشبّع من ثقافة الحوار ليس من السهل إخراجه عن الوسطية، وإن هو خرج عنها ووقع ضحية للأفكار الغالية فإنه يسهل إرجاعه إلى الوسطية؛ لأنه تكون لديه القابلية للاستماع للآراء الأخرى، وتكون له قابليةٌ للنقاش العلمي. وإذا كان كذلك، وكان صاحب الفكر الوسطي الذي يحاورُه متمكِّنا علميا وموضوعيّا في طرحه، فإنه يسهل عليه إقناعه بالفكر الوسطي.
إن توفُّر بيئة لحرية التعبير والنقاش تشجع الإنسان على المجاهرة بأفكاره، وتلك المجاهرة بها تتيح الفرصة لمناقشتها وعرضها على محكّ النقد، وبذلك يتبيّن لصاحبها مدى مصداقيتها وصحتها. أما بيئة الاستبداد الفكري فإنها تشجّع على انتشار الأفكار والتنظيمات السرّية، وهي البيئة التي تولِّد عقلية الإقصاء التي تؤدي إلى العمل على إقصاء الطرف المخالف، وقد يتطور ذلك الإقصاء إلى محاولة التخلص منه، وهي العاقبة السيئة للغلو.
الاختلاف بين المسلمين نوعان: اختلاف سائغ مبني على دليل مُعتَبَر، واختلاف مبني على جهل أحد الطرفين بالدليل أو على انحرافه عن جادة الطريق وابتداعه. ومن حق الشخص أن يرجّح ويتبنى رأيا من آراء الخلاف المعتَبَر وأن ينتصر لذلك الرأي بالحجة والبرهان، وله أن يدعو إليه، ولكن يجب عليه أن يحترم الرأي الآخر، ويحترم أصحابه، فلا يهاجمهم أو يسفِّه عقولهم؛ لأن في ذلك ظلما لهم، وخروجا عن الاعتدال والتوسط. وينبغي على صاحب العلم في خُطبه وكتاباته أن يراعي شعور المستمعين والقراء ممن يخالفونه في الرأي، فيعرض رأيه ويدافع عنه بأدب دون تجريح في أصحاب الآراء المخالفة. ولنا في القرآن الكريم المثل الأعلى، حيث أمر الله عز وجل نبيّه صلى الله عليه وسلم بالتزام آداب الحوار حتى مع الكفار الذين هم على ضلال بيِّن. انظر إلى قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل: 125)، وقوله: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (سبأ: 24). فإذا كنّا مطالبين بأن نجادل الكفار بالتي هي أحسن، فكيف الحال مع المسلمين؟ وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).[11]

8- التعامل مع الغلاة من منطلق النصيحة
من الأفضل لأهل العلم وأصحاب المؤسسات الدينية التعامل مع الذين وقعوا ضحية للغلو والشطط من منطلق النصح والإصلاح، لا من منطلق التعنيف والتشهير. فبدلا من تعنيف أصحاب الأفكار الغالية وتحقيرهم، يكون من الأفضل التوجُّه إليهم توجُّه الناصح الدال على الخير، الذي يريد أن يدلهم إلى ما هو خير ممّا عندهم. إن التوجُّه إليهم توجُّه المعنِّف المشهّر بهم يثير فيهم الحميَّة للدفاع عن النفس، وتدفعهم تلك الحميّة إلى الإصرار على ما هم عليه من غلوّ، والإعراض عن الاعتدال الذي يُدعون إليه. وقد قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء: 53). أما مخاطبتهم خطاب الناصح الذي يرشدهم إلى ما هو خير مما هم عليه فإنه لا يثير فيهم عصبية ولا حمية، ويجعلهم أقرب إلى قبول ما يُدعون إليه. عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).[12] وقال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)) (سورة طه). وقال تعالى: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا) (الإسراء: 28).

9- شغل الناس ببرامج الخير
إن النفس الإنسانية إذا لم تُشْغَل بالخير وبما هو عدل ووسط، انشغلت بالباطل وبما هو انحراف وشطط. ومن وسائل ترسيخ الوسطية شغل الناس ببرامج الخير لخدمة المجتمع في جميع المجالات: العلمية، والأدبية، والخدمية، والترفيهية. ومثل هذه البرامج إذا كانت قائمة على فعل الخير والفكر الوسطي، فإنها ستملأ فراغ الناس، وتفرِّغ طاقاتهم، وتحقِّق طموحاتهم، وتجعلهم يشعرون بلذة الإنجاز وتحقيق الذات، وهذه كلها أمور تحصنهم ضد الانجراف وراء تيارات الغلو والتقصير. وهذه البرامج تُعدُّ من أهم أعمال المؤسسات الدينية والتربوية والجمعيات الثقافية والخيرية.

10- تكثيف برامج تعليم الأحكام الشرعية
الانحراف عن أحكام الشرع بالغلو أو بالتفريط غالبا ما يكون بسبب الجهل بتلك الأحكام، سواء أكان ذلك الجهل ناتجا عن عدم العلم بها أم عن سوء فهمها، أو بسبب غلبة الشهوة وهوى النفس. ولذلك فإن من أهم ما يحصن الناس ضد الغلو والتفريط تعليم الأحكام الشرعية، وتكثيف تلك البرامج في المناهج الدراسية، وفي وسائل الإعلام، وفي نشاطات المساجد والمؤسسات الثقافية. حتى يصير ذلك العلم شائعا بين جميع أفراد المجتمع.

11- تحرير المصادر العلمية
ينبغي الإقرار بأن الغلو والانحراف عن الوسطية له جذور في مصادرنا العلمية، ومعالجة ذلك الغلو والانحراف تقتضي تحرير تلك المصادر العلمية، وتحرير مناهج الاستدلال. ومما لا شك فيه أن علماءنا قد بدلوا جهودا كبيرة في تحرير المصادر العلمية، كما أنه ينبغي الإقرار بأن جهود التحرير العلمي لا يمكنها أن تمنع أصحاب الفكر المتطرف من الرجوع إلى ما يخدم أفكارهم في تلك المصادر. ولكن كثرة جهود التحرير وانتشارها سينشر الآراء المحرَّرة، ويقلِّل من تأثير الآراء غير المحرَّرة.

المراجع
إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، تحقيق عبد الجليل عبده شلبي، بيروت: عالم الكتب، ط1، 1408هـ/ 1988م.
أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، السنن الكبرى، تحقيق محمد عبد القادر عطا، بيروت: دار الكتب العلمية، 1424هـ/ 2003م.
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، السنن الصغرى، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، ط2، 1406هـ/ 1986م.
أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، ط3، 1420هـ.
محمد الطاهر ابن عاشور، التحرير والتنوير، تونس: الدار التونسية للنشر، 1984م.
محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ.
محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ/ 2000م.
محمد رشد رضا، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990م.

[1] الطبري، جامع البيان، ج3، ص141-142.

[2] الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، ج1، ص219.

[3] الرازي، مفاتيح الغيب، ج4، ص84-85.

[4] الطبري، جامع البيان، ج3، ص142.

[5] محمد رشيد رضا، تفسير المنار، ج1، ص135.

[6] صحيح البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: "قول الله تعالى: (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه...)"

[7] محمد الطاهر ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج2، ص20.

[8] السنن الكبرى للبيهقي، كتاب: "جماع أبواب من تجوز شهادته ومن لا تجوز..."، باب: "الرجل من أهل الفقه يُسأل عن الرجل من أهل الحديث..."

[9] صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب: "مَنْ أَقْسَمَ عَلَى أَخِيهِ لِيُفْطِرَ فِي التَّطَوُّعِ، وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ قَضَاءً إِذَا كَانَ أَوْفَقَ لَهُ."

[10] سنن النسائي، كتاب الإيمان وشرائعه، باب: الدين يسر.

[11] صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل.

[12] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والأدب، باب فضل الرفق.
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: تكوين الشخصية الوسطية

من خلال دراستي لابن القيم وشيخه ابن تيمية
وجدتهما يتحريان الوسطية دائما منهجا لهما
فدراسة كتبهما خير تطبيق عملي للمنهج الوسطي
وهذا عكس ما يشاع عنهما من التشدد والغلو
 
إنضم
6 أبريل 2015
المشاركات
21
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تكوين الشخصية الوسطية

جزاكم الله خيرا
 
أعلى