- إنضم
- 11 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 7,490
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم طارق
- التخصص
- دراسات إسلامية
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الرياض
- المذهب الفقهي
- سني
الأحاديث الموضوعة والضعيفة حول مولد النبي صلى الله عليه وسلم
بقلم: أحمد حسنين ((نقلاً عن إخوان أون لاين))
إخواني الخطباء..
في شهر ربيع الأول تكثر الخطابة حول مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتوجه كثير من الخطباء والدعاة إلى كتب السيرة ليتزودوا بالأحاديث والآثار في مولده حتى بعثته، معتمدين على أن حكاية تلك الأحاديث على المنابر لا تحتاج إلى تمييزٍ بين الصحيح والضعيف؛ لأنها في السير والمغازي، وهو مما كان يتساهل فيه العلماء، فهو أمر لا يتعلق بالحلال والحرام.
وأقول لإخواني الخطباء:
انتبهوا فالسيرة النبوية منهج عملي لسيد البشر وليس معنى تساهل المحدثين في روايتها أن نروي ما نشاء دون تحقيقٍ ما دام بعيدًا عن الأحكام الشرعية لأنهم وضعوا شروطًا للعمل بالحديث الضعيف في غير الأحكام وهي:
* أن يندرج تحت أصل عام. فلا يصح أن يُروى ما يُخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً، وما أكثر الروايات المخترعة في مولده صلى الله عليه وسلم وصفة حمل أمه به، وهواتف الجان في ليلة مولده وغيره مما سنبينه إن شاء الله.
* وأن يكون الضعف غير شديدٍ فلا يصح أحاديث الكذابين والمتهمين ومن فحش غلطه.
* ألا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
فلا يصح أن نترك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ونتمسَّك بما لم يثبت، ومن التناصح بيننا في باب التحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة جمعت لكم أهم هذه الأحاديث المتعلقة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لتحذروها فلا تذكرونها إلا لبيان ضعفها أو وضعها، وما قدمناه لكم في صحيح السنن والآثار في مولده صلى الله عليه وسلم ما يغنيكم عن ذلك فنقول والله المستعان.
في نسبه صلى الله عليه وسلم:
تقدم معنا في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في قومه ذا نسب، ولكن وردت أحاديث كثيرة حول طهارة نسبه كلها واهية أو ضعيفة جدًّا ولا حاجة بنا إليها، إذ يكفي من الأحاديث الصحيحة الخالية من المبالغات.
ومن ذلك: حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خرجت من لدُن آدم من نكاح غير سفاح” “قال الذهبي في السيرة النبوية (1/46): هذا حديث ضعيف فيه متروكان الواقدي وأبو بكر بن أبى سبرة ولكن معناه صحيح”.
وقال ابن كثير في البداية (2/238) “وقد ورد حديث في انتسابه إلى عدنان، وهو على المنبر ولكنَّ الله أعلم بصحته”. وما رواه ابن عساكر عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما ولدتني بغي قط منذ خرجت من صلب آدم ولم تزل تنازعني الأمم كابرًا عن كابرٍ حتى خرجتُ من أفضل حيين من العرب: هاشم وزهرة”.
زواج عبد الله من آمنة:
زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ثابت مستفيض، وقد نسج بعضُ الكذابين حكايةً حول عبد الله أرادوا بها المبالغة بإضفاء طابع أسطوري على المولد النبوي. روى الخرائطي بإسناده إلي ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مرَّ به على كاهنةٍ من أهل تباله متهودة قد قرأت الكتب ويقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع عليَّ الآن وأعطيك مائةً من الإبل؟ فقال عبد الله:
ثم مضى مع أبيه فزوجَّه آمنة بنت وهب فأقام عندها ثلاثًا ثم إنَّ نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة فأتاها فقالت: ما صنعتَ بعدي فاخبرها فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة ولكني رأيتُ في وجهك نورًا فأردتُ أن يكون فيَّ، وأبى الله إلا يجعله حيث أراد. رواه ابن عساكر (3/404)
قال د. أكرم ضياء العمري: “وهذه الرواية منكرة سندًا ومتنًا”، ومَن يقرأ الروايات المختلفة عنها يُدرك مدى الاختلاف والاضطراب في سوقها سواء في تعيين المرأة: إذ هي مرة خثعمية وأخرى أسدية قرشية اسمها قتيلة وثالثة عدوية اسمها ليلى، وكذلك في صفة عبد الله عندما التقته فمرة هو مطين الثياب، وأخرى هو في زينته، ومثل هذا الاختلاف ينبغي أن يطرح من دراسات السيرة الجادة”.
وقد احتج بها جماعة من العلماء وأكثروا الكلام حولها منهم الأستاذ محمد الصادق عرجون في كتابه محمد رسول الله (1/80- 86)؛ حيث يقول: “كان من الطبيعي في بيئة قريش ومكة بعد حادث نذر عبد المطلب وما انتهت إليه قصة الذبيح أن يتشرف كثيرات من النسوة إلى عبد الله بن عبد المطلب ليكون لهن وينجبن منه…..”، وأما عن اختلاف الروايات فيقول: “ويظهر من تعدد الروايات واختلاف أسماء المتعرضات وأوصافهن أن قصة التعرض ربما تكررت مع أكثر من امرأة، وفى كلها حفظ الله والد رسوله صلى الله عليه وسلم حتى وضع نوره حيث أراد”.
يتبع،،
في شهر ربيع الأول تكثر الخطابة حول مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتوجه كثير من الخطباء والدعاة إلى كتب السيرة ليتزودوا بالأحاديث والآثار في مولده حتى بعثته، معتمدين على أن حكاية تلك الأحاديث على المنابر لا تحتاج إلى تمييزٍ بين الصحيح والضعيف؛ لأنها في السير والمغازي، وهو مما كان يتساهل فيه العلماء، فهو أمر لا يتعلق بالحلال والحرام.
وأقول لإخواني الخطباء:
انتبهوا فالسيرة النبوية منهج عملي لسيد البشر وليس معنى تساهل المحدثين في روايتها أن نروي ما نشاء دون تحقيقٍ ما دام بعيدًا عن الأحكام الشرعية لأنهم وضعوا شروطًا للعمل بالحديث الضعيف في غير الأحكام وهي:
* أن يندرج تحت أصل عام. فلا يصح أن يُروى ما يُخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً، وما أكثر الروايات المخترعة في مولده صلى الله عليه وسلم وصفة حمل أمه به، وهواتف الجان في ليلة مولده وغيره مما سنبينه إن شاء الله.
* وأن يكون الضعف غير شديدٍ فلا يصح أحاديث الكذابين والمتهمين ومن فحش غلطه.
* ألا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
فلا يصح أن نترك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ونتمسَّك بما لم يثبت، ومن التناصح بيننا في باب التحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة جمعت لكم أهم هذه الأحاديث المتعلقة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لتحذروها فلا تذكرونها إلا لبيان ضعفها أو وضعها، وما قدمناه لكم في صحيح السنن والآثار في مولده صلى الله عليه وسلم ما يغنيكم عن ذلك فنقول والله المستعان.
في نسبه صلى الله عليه وسلم:
تقدم معنا في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في قومه ذا نسب، ولكن وردت أحاديث كثيرة حول طهارة نسبه كلها واهية أو ضعيفة جدًّا ولا حاجة بنا إليها، إذ يكفي من الأحاديث الصحيحة الخالية من المبالغات.
ومن ذلك: حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خرجت من لدُن آدم من نكاح غير سفاح” “قال الذهبي في السيرة النبوية (1/46): هذا حديث ضعيف فيه متروكان الواقدي وأبو بكر بن أبى سبرة ولكن معناه صحيح”.
وقال ابن كثير في البداية (2/238) “وقد ورد حديث في انتسابه إلى عدنان، وهو على المنبر ولكنَّ الله أعلم بصحته”. وما رواه ابن عساكر عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما ولدتني بغي قط منذ خرجت من صلب آدم ولم تزل تنازعني الأمم كابرًا عن كابرٍ حتى خرجتُ من أفضل حيين من العرب: هاشم وزهرة”.
زواج عبد الله من آمنة:
زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ثابت مستفيض، وقد نسج بعضُ الكذابين حكايةً حول عبد الله أرادوا بها المبالغة بإضفاء طابع أسطوري على المولد النبوي. روى الخرائطي بإسناده إلي ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مرَّ به على كاهنةٍ من أهل تباله متهودة قد قرأت الكتب ويقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع عليَّ الآن وأعطيك مائةً من الإبل؟ فقال عبد الله:
أما الحرام فالممات دونه************ والحلُّ لا حِل فاســـتبينه
فكيف بالأمر الذي تبتغينه ************ يحمي الكريم عرضه ودينه
ثم مضى مع أبيه فزوجَّه آمنة بنت وهب فأقام عندها ثلاثًا ثم إنَّ نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة فأتاها فقالت: ما صنعتَ بعدي فاخبرها فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة ولكني رأيتُ في وجهك نورًا فأردتُ أن يكون فيَّ، وأبى الله إلا يجعله حيث أراد. رواه ابن عساكر (3/404)
قال د. أكرم ضياء العمري: “وهذه الرواية منكرة سندًا ومتنًا”، ومَن يقرأ الروايات المختلفة عنها يُدرك مدى الاختلاف والاضطراب في سوقها سواء في تعيين المرأة: إذ هي مرة خثعمية وأخرى أسدية قرشية اسمها قتيلة وثالثة عدوية اسمها ليلى، وكذلك في صفة عبد الله عندما التقته فمرة هو مطين الثياب، وأخرى هو في زينته، ومثل هذا الاختلاف ينبغي أن يطرح من دراسات السيرة الجادة”.
وقد احتج بها جماعة من العلماء وأكثروا الكلام حولها منهم الأستاذ محمد الصادق عرجون في كتابه محمد رسول الله (1/80- 86)؛ حيث يقول: “كان من الطبيعي في بيئة قريش ومكة بعد حادث نذر عبد المطلب وما انتهت إليه قصة الذبيح أن يتشرف كثيرات من النسوة إلى عبد الله بن عبد المطلب ليكون لهن وينجبن منه…..”، وأما عن اختلاف الروايات فيقول: “ويظهر من تعدد الروايات واختلاف أسماء المتعرضات وأوصافهن أن قصة التعرض ربما تكررت مع أكثر من امرأة، وفى كلها حفظ الله والد رسوله صلى الله عليه وسلم حتى وضع نوره حيث أراد”.
يتبع،،