العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

منقول فضيلة الشيخ الأستاذ وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي في ضوء مؤلفاته

إنضم
9 ديسمبر 2011
المشاركات
103
الكنية
ابو حماد
التخصص
في الحديث
المدينة
ميلسي
المذهب الفقهي
الحنفي
فضيلة الشيخ الأستاذ وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي في ضوء مؤلفاته
الهند لها حق الفخر والاعتزاز بالعديد من الشخصيات الفذة التي لها دور بارز في ترويج اللغة العربية، منها شخصية وحيد الزمان الكيرانوي، الذي يُعُرَفُ في أوساط المثقفين الهنود والعرب بفضل مؤلفاته القيمة التي لايستغني عنها طلبة اللغة العربية وأساتذتها. فهي قد احتلت مكانةً مرموقةً في مقررات المدارس الدينية والجامعات الأهلية والحكومية لتدريس اللغة العربية في شبة القارة الهندية.
ولد الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي في عام 1349هـ = 1930م في بلدة «كيرانه» الكائنة في مدينة «مظفرنغر» بغرب «أترا براديش» وتُعد إحدى البلدات التي قدمت تضحيات كبيرةً في سبيل تحرير البلاد من سيطرة الحكم الاستعماري البريطاني، ونشأ وترعرع في أسرة علمية ودينية أنجبت سلسلةً من العلماء والأدباء؛ فكانت والدته نجلة العالم المعروف مولانا عبد الحميد الجهنجهانوي وحفيدة مولانا قطب الدين صاحب «مظاهرالحق» من ناحية الأم، أما والده مولانا مسيح الزمان الكيرانوي فكان عالماً دينياً ذاع صيته ببلده، متميزًا بمكانته العلمية الفريدة في مجال العلوم الدينية. توفي الأستاذ الكيرانوي في عام1415هـ = 1995م.
مؤلفات الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي:
(أ) القراءة الواضحة:
إن الله سبحانه تعالى قد اصطفى اللغة العربية وسيلةً لإبانة ما يطلبه الإنسان من الهداية، وهذا بدون شك تشريف لهذه اللغة من بين سائر اللغات؛ فهي لسان عربي مبين لا يوجد فيها قصور في أداء المعاني. وهذه اللغة قد حققت الأماني والضرورات لأجدادنا وآبائنا وحاجاتنا نحن أيضاً. إنما القصور في تصوراتنا. فهناك أنواع من المثقفين المسلمين، فبعضهم مخلصون في ترويج هذه اللغة؛ ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف بسبب القصور في طريقتهم للتدريس أو عجزهم عن تأليف كتب سهلة، فهم بالرغم من نواياهم الخالصة والدينية لم يقدروا على جلب المنافع؛ بل تسببوا في انطباع خاطئ بأن اللغة العربية صعبة جداً أو معقدة، وبعضهم كانوا يستطيعون أن يخدموا الإسلام بنشر هذه اللغة؛ ولكنهم متأثرون بهجمات فكرية من الأوروبيين؛ فهم بالرغم من قدراتهم اللغوية على التعبير عن أي شيء موجود في خواطرهم باللغة العربية الفصحى بدون أي صعوبة، ينادون بتغيير النحو والصرف، وهم لا يفكرون في أن التغيير في النحو والصرف سيؤثر تأثيراً سلبياً على قابلية فهم القرآن الكريم، وهؤلاء الناس كان بإمكانهم القضاء على سلامة هذه اللغة ببلاهة فكرتهم أو شناعة نواياهم لو ما وعد الله بحفظها، فهي تتميز بأن الله حفظها بحفظه للقرآنï´؟إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَـحظ°فِظُوْنï´¾ (الحجر:9). هيهات، هؤلاء المثقفون لا يدركون أنه لا سبيل لفهم القرآن حق الفهم إلا بفهم العربية ولا سلامة للقرآن إلا بسلامة العربية، فالارتباط بينهما كبير جداً.
ومن أهمية هذه اللغة أنها تمتاز بكونها مليئةً بخزانة فكرية، وأدبية ولغوية زاخرة بنفيس النصوص والمؤلفات التي أبدعتها ولا تزال تبدعها العقلية العربية الإسلامية، ومنها بدون شك مؤلفات الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي – رحمه الله – الذي يستحق أن يذكر في قائمة العلماء المخلصين الحريصين على نشر لغة القرآن الكريم، وهذا هو الحرص الذي جعل العرب والمسلمين يقفون صفاً واحداً يدافعون عن اللغة العربية ويبعدون عنها كل شائبة. فنرى أن اللغويين في عصور الازدهار الإسلامي ألفوا المؤلفات في خدمة العربية مفتخرين بها، فها هو أبو منصور الثعالبي النيسابوري يقول في مقدمة كتابه «فقه اللغة وسر العربية» : «من أحبّ الله تعالى، أحبّ رسوله محمداً – صلى الله عليه وسلم –ومن أحب الرسول العربي، أحب العرب، ومن أحب العرب، أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب، على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية، عُني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها».
ألفت في الهند كثير من الكتب لتدريس اللغة العربية للمبتدئين نحو:
1- القراءة العربية للأستاذ عبد المجيد الإصلاحي، مكتبة الإصلاح، بسرائي مير، أعظم جر، أترابراديش.
2- القراءة الراشدة للأستاذ أبي الحسن علي الحسني الندوي، مؤسسة الصحافة والنشر، ندوة العلماء، لكناؤ.
3- قصص النبيين للأطفال لأبي الحسن علي الحسني الندوي، مؤسسة الصحافة والنشر، ندوة العلماء، لكناؤ.
4- أمثال آصف الحكيم (نقله إلى العربية الأستاذ عبد الحميد الفراهي)، مكتبة الدائرة الحميدية، سرائ مير، أعظم جر، أترابراديش.
5- دروس الأشياء والمحاورة العربية لمحبوب الرحمن الأزهري، المكتبة الندوية، دار العلوم بندوة العلماء، لكناؤ.
6- مبادئ القراءة الرشيدة للأستاذ محمد عبيد، مكتبه إسلامية، بلرياغنج أعظم جر، أترابراديش.
7- دروس اللغة العربية لغير الناطقين بها، للدكتور ف. عبد الرحيم، أمانة المؤسسة الإسلاميّة، مدراس.
ولاشك أن كل كتاب من الكتب المذكورة أعلاه مفيد لمن يريد أن يتعلم اللغة العربية، وخاصة لغير الناطقين بها، وقد نجح المؤلفون لهذه الكتب القيمة في ترويج اللغة العربية في شبه القارة الهندية. ومن بين هذه الكتب «القراءة الواضحة» (ثلاثة أجزاء) لمولانا وحيد الزمان الكيرانوي. ومن ميزات هذا الكتاب أنه قد تم تأليفه بغاية من الدقة والمهارة. فقد نجح الأستاذ الكيرانوي في فهم عقلية المبتدئ ومشكلاته، وفي تقديم حل مناسب لها. فهو مُلِمٌّ بنفسية المبتدئ للغة العربية، وحاول إنماء قدرات المتعلمين تدريجياً، فهو في الدرس الأول للجزء الأول لـ«القراءة الواضحة» يكتب:
هل هذا قلمٌ؟ نعم : هذا قلمٌ، ثم يكتب:
هل هذا مرسامٌ؟ لا : هذا قلمٌ
هل تلك سبورة؟ لا : تلك منضدةٌ(2)
فهو لا يقول في الجملة الثانية، لا: هذا ليس مرساماً أو ليس بمرسامٍ، وكذلك هو لا يقول في الجملة الثالثة، لا: تلك ليست سبورة أو ليست بسبورةٍ، وهذا لأن طبيعة اللغة العربية مختلفة من اللغة الإنجليزية أو الأردية، ففي هاتين اللغتين لا يجد المبتدئ أي صعوبة في الإجابة بالجملة النافية في هذا المكان. أما اللغة العربية ففيها مشكلة الإجابة بالجملة النافية هنا؛ لأن الدارس سيحتاج إلى استخدام «ليس» وهو من الأفعال الناقصة، ولها بحث نحوي خاص. وذلك سيخلق تعقيداً للمبتدئ في هذه المرحلة.
وبما أن التدريج هو من أهم أصول التعليم الحديثة، يناسب لي أن أسلط الضوء على هذه الناحية للكتاب المذكور؛ فنرى أن المؤلف اكتفى في الدرس الأول بذكر أسماء الإشارة للمفرد المذكر والمؤنث، وهي هذا، وهذه، وذلك وتلك(3)، ثم تقدم المؤلف خطوةً وتناول في الدرس الثاني الضميرين فقط، وهما «أنا وأنتَ»(4)؛ وذلك لأن المؤلف يريد أن يحث الطالب على التكلم مع صديقه منذ البداية، وتتحقق أمنيته بتعلم هذين الضميرين، وهو يشعر بأن اللغة العربية سهلة، وهو سوف يكون قادراً على التعبير عن حاجاته البسيطة، فهو يدرس في هذا الدرس سؤالاً مهماً، وهو «من أنتَ؟»، وإجابته أيضاً، وهو «أنا تلميذ» أو «أنا رجلٌ» أو «أنا ولدٌ»(5). وإن المؤلف يتقدم مزيداً ويكتب في الدرس الثالث جملاً بسيطةً مبنيةً على المبتدأ والخبر نحو «التلميذ واقف»، «المدرس جالس»، «الولد صغير»(6). إن هذه الجمل بسيطة يفهمها الطالب بكل سهولة؛ وهذا لأن المؤلف يكتفي هنا بتقديم المبتدأ والخبر بصفتهما مفردين ومذكرين فقط، ولا يتناول المثنى ولا الجمع ولا المؤنث، ونرى في هذا الدرس أن المؤلف قد أتى بالتمارين في شكل الأسئلة، التي تساعد الطالب في التساؤل عن المزيد من الأشياء المتواجدة حوله، والجدير بالذكر أن الطالب يستطيع أن يرد على هذه الأسئلة في إطار التعبيرات التي سبق أن تعلّمها قبل هذا التمرين، فيعرف المؤلف معرفة جيدة أن الطالب قد تطورت لغته إلى هذا المستوى، وذلك بالمرور بثلاثة دروس فقط. فيتجلى ذكاء الكاتب في الدرس الثالث بالأسئلة التالية:
من واقفٌ؟ التلميذُ واقفٌ
من جالسٌ؟ المدرسُ واقفٌ
هل التلميذُ جالسٌ؟ لا: التلميذُ واقفٌ
هل المدرسُ واقفٌ؟ لا: المدرسُ جالسٌ
كيف الكرسي؟ الكرسي جديدٌ
كيف القلمُ؟ القلمُ جيدٌ(7)
هنا يتعلم الطالب كيفية التساؤل والإجابة بالسهولة، ولا تخرج إجابته عن دائرة معلوماته عن التعبيرات في اللغة الجديدة.
ثم يتقدم المؤلف خطوةً ويأتي في الدرس الرابع بالضمائر للمؤنث المخاطب والغائب، ويأتي بالمبتدأ المؤنث والخبر المؤنث؛ وهذا لأن المؤلف يدرك أن الطالب قد استساغ بحث المبتدأ المذكر والخبر المذكر، فهو يكتب: أنتِ بنتٌ، أنتِ صغيرةٌ، النافذة مفتوحةٌ، الحجرة صغيرةٌ(8) وهكذا دواليك. هذا مثال للتدريج الذي يظهر في «القراءة الواضحة» كوضوح النهار.
إن المؤلف قد أبان الفرق في المعنى بين الجملة التي تبدأ بالمبتدأ المعرف بالألف واللام، وبين الجملة التي يتأخر فيها المبتدأ حيث يكون نكرةً، فقد تناول المؤلف هذا البحث بطريقة سهلة مثلاً هو يكتب:
في الفصل تلميذٌ التلميذُ في الفصلِ
على الكرسيِّ ولدٌ الولد على الكرسي
على النافذة ستارةٌ الستارة على النافذة
للتلميذ كتابٌ الكتابُ للتلميذِ
للمدرسِ قلمٌ القلمُ للمدرسِ
للمسجد بابُ البابُ للمسجدِ(9)
فالطالب يجد الفرق بين جملة «في الفصل تلميذ» وجملة «التلميذ في الفصل»، ومن الممكن أنه لا يفهم الفرق في المعنى بنفسه، ولكنه يستطيع أن يفهم بنفسه الفرق بين الجملتين في الكتابة على الأقل. أما الفرق في المعنى فهو يفهمه بمساعدة أستاذه. علماً بأن الجمل المكتوبة أعلاه مأخوذة من الدرس الخامس للقراءة الواضحة (الجزء الأول)، وتظهر في هذا الدرس أيضاً سمة بارزة لشخصية الأستاذ الفاضل وحيد الزمان الكيرانوي، وهي براعته في تكوين الأسئلة الملائمة لنص الدرس، فنرى هذه الأسئلة:
أين التلميذُ؟ التلميذُ في الفصلِ
مَنْ في الفصلِ؟ في الفصل تلميذٌ
ماذا على النافذة؟ على النافذة ستارةٌ
أين الستارةُ؟ الستارةُ على النافذةِ
ماذا على المكتب؟ على المكتب كتاب وقلمٌ ودواةٌ
هل للولد كراسةٌ؟ نعم: للولد كراسةٌ
هل الكراسة للولد؟ نعم: الكراسة للولدِ(10)
إن هذه الأسئلة تساعد الطالب في إدراك الفرق بين الجملتين، وفي المعرفة بمحل استخدامهما. مثلاً إذا سأله أحد، أين التلميذ؟ يكون جوابه طبعاً «التلميذ في الفصل أو(في أي مكان خاص) ولكن الواجب أن يأتي المبتدأ في الابتداء معرّفاً بالألف واللام. وكذلك إذا سأله أحد، منْ في الفصل؟ يكون جوابه حتماً» في الفصل تلميذٌ أو (أي واحد من بنى آدم).
والآن نتوجه إلى الدرس السادس فنرى فيه مهارة الأستاذ الكيرانوي في الالتزام بأصول التدريج والترتيب في تأليف الكتاب الدراسي للمبتدئين. فهو قد تناول في الدروس الخمسة المبتدأ والخبر حيث أتى بالمبتدأ مفرداً غير مركب، أما الخبر فهو قد اُستخدِم مفرداً أو مركباً من الجار والمجرور؛ ولكن لم يكتب أي جملة مكوّنة من المبتدأ و الخبر و المتعلق، فهذه الأجزاء الثلاثة طلعت أول مرة في الدرس السادس حيث كتب:
الولدُ جالسٌ على الكرسي – هو مسرورٌ
البنت جالسة على السرير – هي مسرورة
التلميذ حاضر في الفصل – هو نشيطٌ
التلميذةُ حاضرةٌ في الفصل – هي نشيطةٌ(11)، (وهلم جراً)
إن الأستاذ الكيرانوي يخطو في كتابه إلى الأمام بكل حيطة وحذر؛ فهو لا يترك أي مكان يجد الطالب فيه صعوبة، فهو لا يأتي بأي تعبير يُوجد فيه بحث جديد إلا إذا أراد هو أن يعلمّ تلميذه. مثلاً هولا يريد أن يبدأ بحث «أن المصدرية» في الدرس الثاني والأربعين للجزء الأول، مع أنه كانت له حاجة لدى كتابة بعض الجمل لأن يلجأ إلى «أن المصدرية»؛ ولكنه اكتفى بذكر المصدر دون «أن المصدرية» بالفعل المضارع، فكتب:
«قالت فاطمة للخادم: يجب عليك الوقوف بالباب، وظيفتك حفظ البيت، ولا يجوز لك النوم. ولم يقل: يجب عليك أن تقف بالباب، ووظيفتك أن تحفظ البيت، ولا يجوز لك أن تنام»(12).
وقد أدرك المؤلف أن الكتب المتواجدة في عصره لا تحقق ما يطلبه الزمان؛ فوجد أن معظم الكتب لتعليم اللغة العربية مجردة عن التدريبات. والحقيقة أن أي كتاب خاص بتعليم اللغة للمبتدئين لن يحقق متطلباتهم بدون مراعاة أصول التعليم الحديثة، بما فيها تحلية الكتب بالتدريبات. وقد ثبت من البحوث العلمية أنه لابد أن تكون نصوص كتاب10 بالمائة وتدريباته90 بالمائة. ولا بد أن تكون التدريبات مشتملةً على أنواع مختلفة من الأسئلة يُقصد بها تنمية مؤهلات المتعلمين عن طريق إبراز قدراتهم الكامنة. وحينما ننظر من هذه الناحية نجد أن أغلبية الكتب للغة العربية في الهند تُقدِّم صورةً معاكسةً.
وهكذا قد حاول مؤلف «القراءة الواضحة» استخدامَ المؤهلات الإبداعية للطلاب. فهو عن طريق الأسئلة في التمرينات يجعل الطالب حريصاً على الإجابة بالعربية، وهكذا تتطور لغته بالسهولة. وقد اختار المؤلف لغة الأسئلة لغة سهلة للغاية. فإذا تدرب الطالب كما هو المطلوب في الكتاب، يُتوقع أنه لا يجد أي مشكلة في التساؤل عن أي شيء في حياته لسد ضروراته اليومية. والمؤلف في التمرينات يدرّب الطلاب عن طريق المحادثة أيضاً، و تنمو بهذه المحادثة قدرة النطق، وقدرة إدراك ما يلزم من النحو والصرف للمبتدئين. وهو يُحِبُّ أن لا يسأم الطالب بحوثاً نحويةً جافةً؛ ولكن الطالب - عبر دراسة كتابه- يكسب ما يحتاج إليه من القواعد العربية. وقد اختار مؤلف «القراءة الواضحة» في التمرينات طريقة:
1. ملء الفراغ
2. قراءة العبارة وترجمتها إلى الأردية.
3. استخدام الكلمات في جمل مفيدة
4. الأسئلة عن طريق المحادثة وأجوبتها باللغة العربية.
5. إكمال الجمل بوضع كلمة مناسبة مكتوبة بدون ترتيب.
ومن ميزات هذا الكتاب كما ذكرت سابقاً أن المؤلف قد حاول أن يدرب المبتدئ أولاً بالمفرد إسماً وفعلاً، فهو لم يتناول بحث المثنى في الإسم أو الفعل في الجزء الأول لـ«القراءة الواضحة» إلا في الدرس الخامس والثلاثين وعنوانه «دكان الخضري» حيث استخدم المؤلف بعض الجمل المكونة من كلمات الجمع مثلاً هو يقول:
«ساجد أمام دكان الخضر»، ثم يقول: «في دكان الخضر بطاطس، جزر....،»(13).
والمعلوم أن الخضر جمع الخضرة. وفي نفس الدرس قد تم استخدام كلمة «سلات» فيقول: «أمام الخضري ميزان، ووراءه سلات»، وسلات جمع سلة، ثم جاء المؤلف بصفة خضر بكلمة المفرد المؤنث، فيكتب: «عندي خضر طازجة ورخيصة»، وفي نفس الدرس يكتب «هات الخضر الطازجة» ثم يقول: «كل الخضر طازجة وجيّدة»، ونحن لا نفهم كيف استخدم المؤلف هذه الكلمات الجمع بدون الإشارة إلى البحث الخاص للجمع المكسر؟، فهولا يذكر في آخر كتابه أن هذا الدرس مشتمل على هذا البحث، والمبتدئ يرتبك هنا؛ لأنه لم يمر عليه بحث الجمع المكسر لغير العاقل، وهو لا يعرف أن الصفة أو خبر الجمع المكسر لغير العاقل يأتي مؤنثاً ومفرداً.
والكيرانوي رحمه الله كان على يقين أن المبتدئ يجد الصعوبة في إدراك بحث المثنى أو الجمع في البداية. وهو كان يرى أن المنهج العام لتعليم اللغة العربية للمبتدئين في شبه القارة الهندية هو أن الطالب يدرس في البداية المبتدأ والخبر، وهو يدرس أن المبتدأ والخبر يكونان مرفوعين، وتأتي على آخر حرفيها ضمةٌ، ولا ينقضي عليه يوم أو يومان حتى يدرس بحث المثنى، حيث يدرس الطالب أن المثنى يكون بالألف واللام في حالة الرفع، وبالياء والنون في حالة النصب والجر، فالآن يجد الدارس صعوبة في إدراك أن الألف والنون تشيران إلى «الضمة» والياء والنون تدلان على «الفتحة». وتتفاقم الصعوبة للدارس الذي لما يقدر على التمييز بين الضمة والفتحة والكسرة. والأمر لا ينتهي هنا، فهو يمر ببحث المضاف والمضاف إليه؛ حيث لا يجد المبتدئ مشكلة إذا تعلم أن المضاف لا يقبل الألف واللام أو التنوين؛ فلا يأتي عليه إلا ضمة واحدة أو فتحة واحدة أو كسرة واحدة. والطالب قبل أن يستسيغ هذا البحث يتم تدريسه كيفية المثنى إذا كان مضافاً، فهو يدرس الآن أن المثنى تسقط النون فيه إذا كان مضافاً، فهو في حالة الرفع يكون «كتابا حامد» وفي حالة النصب والجر يكون «كتابَي حامد». هنا يرتبك الطالب ولا يفهم هذا البحث بالسهولة، وهكذا يفقد همته، ويأتي إلى النتيجة أن اللغة العربية صعبة جداً، والحقيقة أنها ليست صعبةً، إنما طريقة التدريس قد تجعلها صعبةً. وإن المبتدئ يستطيع أن يفهم معنى «كتابُ حامدٍ» ويفهم كذلك تشكيل هذا التركيب الإضافي؛ وهذا لأن بحث المفرد سهل له؛ ولكن المشكلة في عامة المؤلفات للغة العربية أن المؤلفين بسبب أو لآخر لم يفهموا مشكلة المبتدئ، وحاولوا أن يدرّسوه بحث المثنى بدون أن يجعلوه قادراً على فهم بحث المفرد وأنواعه.
أما كتاب وحيد الزمان الكيرانوي، فهو يستحق التقدير؛ لأنه قد نجح في حماية الطالب من أي نوع من الارتباكات. فهو لم يستخدم في الجزء الأول لـ«القراءة الواضحة» أي كلمة من المثنى سواء بكونه مبتدأ أو خبراً، موصوفاً أو صفة، مضافاً أو مضافاً إليه، وكذلك لم يستخدم أي صيغة المثنى أو الجمع في الأفعال في الجزء الأول. وهو أيضاً لم يتناول الجمع المكسر أو الجمع السالم، وهذا لغرض وقاية الطالب من الصعوبة، واستبقاء رغبته في تعلم هذه اللغة. فحينما يذكر المؤلف عن أسماء الإشارة، يكتفي بذكر هذا، وذلك، وهذه، وتلك. وعندما يتناول الضمائر، هو يذكر هو، وهي، وأنتَ وأنتِ، وأنا فقط. ولدى تناول الدرس المحتوي على الفعل الماضي، هو يقدم جملاً مكونةً من صيغ المفرد المذكر الغائب، والمفرد المؤنث الغائب، والمفرد المذكر الحاضر، والمفرد المؤنث الحاضر و المفرد المتكلم. فهو في الدرس الخامس عشر من الجزء الأول لكتابه يأتي بجمل مكونة من ذهبَ، وذهبتْ، وجلستَ، وجلستِ، جلستُ وغيرها من الأفعال الماضية مع صيغ المفرد(14). وكذلك يكتفي بذكر صيغ المفرد من الفعل المضارع في الدرس السادس عشر، الذي هو مكون من أمثلة جمل: راشد يذهبُ إلى الجنينة، وسعاد تخرجُ إلى الفناء، إلى أين تذهبُ يا حامد؟، أنتِ يا سعاد تفرغين من القراءة، أنا أجلس على حافة البركة(15)، وغيرها من الجمل المكونة من صيغ المفرد من الفعل المضارع. وهكذا في أفعال الأمر والنهي.
ومن ميزات الجزء الأول أن المؤلف لم يتناول فيه الفعل الثلاثي المزيد فيه، أو الرباعي المجرد إلا بشق النفس عند الاضطرار، مثلاً هو يستخدم كلمات «تعالَ وتعالَيْ و تفضّلْ»(16). ويتجلى الاهتمام بهذا في الدرس الثاني والثلاثين من الجزء الأول لـ«القراءة الواضحة» حيث يكتب «أهبُّ مبكراً»(17)، ولا يقول استيقظ مبكراً. وهو يكتب في نفس الدرس «آكل الغداء»، ولا يقول «أتغدى» وكذلك يكتب «آكل العشاء» بدل أن يقول أتعشى. ويكتب في الدرس السادس والثلاثين: «حامد مسافر إلى قريته»(18) ولا يقول حامد يسافر إلى قريته؛ لأن كلمة «يسافر» من باب المفاعلة، والمؤلف يريد تجنبه الآن. وكذلك نجد أنه في الدرس الأربعين يكتب:
«القرآن كتاب مقدس، هو كلام الله، كلام صادق محفوظ، هو قانون الإسلام ونظام الحياة. أنا مؤمن بالقرآن الكريم، أنا أقرأه وأفهمه وأعمل به»(19).
لو كان المؤلف قد اعتنى بمجرد فصاحة الفقرة لكتب: أنا أؤمن به بدل أن يقول «أنا مؤمن بالقرآن الكريم»، فالمقصود هنا الاعتناء بمنهج التدريس الحديث دون التركيز على الفصاحة.
وقد سبق أن ذكرتُ أن طريقة الأسئلة للمؤلف ممتعة للغاية. وبهذه الأسئلة يكون الطالب متمكناً من فهم العبارة أولاً ثم يكون قادراً على تكوين الجمل من تلقاء نفسه دون أن يمل من البحث النحوي. ويتجلى أسلوب المؤلف من الدرس الثامن عشر من الجزء الأول لـ«القراءة الواضحة» الذي عبارته فيما يلي:
«حامد يذهب إلى السوق صباحاً، ويفتح الدكان، ويجلس في الدكان إلى العشاء، ويرجع إلى البيت ليلاً. ماجد يذهب إلى المسجد، ويذكر الله، ويعبده في الليل والنهار.
أنا أركب الدراجة، وأذهب إلى الجنينة مساءً، أترك الدراجة عند الشجرة، وأسبح في البركة، وأفرح.
أنت تدخل الفصل الآن، وتفتح الكتاب، وتقرأ الدرس، وتكتب الإملاء، وتسمع كلام الأستاذ.
سلمى تدخل المطبخ، وتغسل الإناء، وتطبخ الطعام. سعاد تذهب إلى مدرسة البنات، وتقرأ الأردية والعربية والقرآن، والحديث، وتكتب الدرس»(20).
* * *
الهوامش:
(1) «ترجمان دار العلوم» (مجلة شهرية عدد ممتاز عن وحيد الزمان الكيرانوي) تم إصدارها تحت إشراف منظمة الأبناء القدماء دارالعلوم ديوبند، جوغا بائي، جامعة نغر نيو دلهي، ص: 26.
(2) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 5.
(3) المصدر السابق ص 5.
(4) المصدر السابق ص 5.
(5) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 6.
(6) المصدر السابق، ص7.
(7) المصدر السابق، ص7 .
(8) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 8.
(9) المصدر السابق، ص9.
(10) المصدر السابق، ص9.
(11) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 11.
(12) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 68.
(13) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 57.
(14) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 23.
(15) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 25.
(16) المصدر السابق، ص 31و55.
(17) المصدر السابق، ص 51.
(18) المصدر السابق، ص 59.
(19) المصدر السابق، ص 66.
(20) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 29.
* * *

وبناءً على هذا النص القصير هو يكوّن ثمانية وعشرين سؤالاً، وهي فيما يلي:
1. متى يذهب حامد إلى السوق؟
2. ماذا يفعل حامد صباحاً؟
3. متى يفتح (هو) الدكان؟
4. إلى متى يجلس (هو) في الدكان؟
5. هل تسمع كلام المعلم؟
6. من يذهب إلى السوق صباحاً؟
7. إلى أين يذهب حامد صباحاً؟
8. من يفتح الدكان صباحاً؟
9. متى يرجع(هو) إلى البيت؟
10. هل أنت تسمعين قصة القرآن؟
11. متى تركب الدراجة؟
12. أي شيئ تركب أنت؟
13. هل أنت تركب الدراجة؟
14. أين تترك الدارجة؟
15. ماذا تترك عند الشجر؟
16. هل تترك الدراجة؟
17. أهذه أختك؟
18. هل هي تطبخ الطعام؟
19. ماذا تطبخ هي في المطبخ؟
20. متى يرجع التلميذ من المدرسة؟
21. متى يرجع حامد إلى البيت؟
22. متى تذهب إلى المسجد؟
23. ماذا تفعل في المسجد؟
24. هل تذكر الله؟
25. متى تعبد الله؟
26. أين تعبدالله؟
27. من تعبدأنت؟
28. من تذكر أنت؟(21)
ولاشك، هذا الأسلوب يجعله متميزاً بين المؤلفين الهنود للكتب الابتدائية للأطفال.
وأكمل المؤلف الجزء الأول للقراءة الواضحة ولم يتناول فيه بحث المثنى. ربما هو أول مؤلف هندي أدرك هذه الحقيقة أن تدريس بحث المثنى والجمع في البداية يخلق مشكلة للمبتدئ. لأجل ذلك ذكر المثنى والجمع في الجزء الثاني، وراعى فيه أيضاً أهمية التدريس تدريجياً، فيدرّس النص المحتوي على بحث المثنى بدون وضع التلميذ في مرحلة شاقة لتعلم مباحث النحو، وذلك بأسلوب ممتع للغاية، فيكتب في الدرس الخامس للجزء الثاني للقراءة الواضحة:
«في بيت أرشدَ أصيصٌ صغيرٌ، وفي بيت حامدٍ أصيصٌ كبيرٌ. هذانِ أصيصانِ جميلانِ، أنا رأيت هذينِ الأصيصينِ وفرحت بهما. في هذين الأصيصين شجيرتانِ، عليهما زهرتانِ جميلتانِ»(22).
وهذا أسلوب سهل يدرس به الطالب المثنى المستخدم في حالة الرفع والنصب والجر، ويتعلم الضمير للمثنى واسم الإشارة للمثنى.
وفي التمرين لهذا الدرس هو يكتب:
هذه زهرةٌ وهذه زهرةٌ هاتان زهرتان
قطفتُ زهرتين تلك فراشةٌ وتلك فراشة
تانك فراشتان رأيت فراشتين
هذا بيتٌ وهذا بيتٌ هذان بيتان
دخلت بيتين ذلك أصيصٌ وذلك أصيصٌ
ذانك أصيصان أخذت أصيصين
ويكتب في تمرين آخر في نفس الدرس:
حامد وراشد تلميذان هما ذاهبان إلى الميدان
أنا وساجد تلميذان نحن واقفان في الميدان
سعاد وسلمى تلميذتان هما جالستان على السرير
أنتَ وراشد ولدان أنتما نشيطان، مسروران
أنتِ وسعاد بنتان أنتما نشيطتان، مسرورتان(23)
وهذه الجمل المذكورة في النص أو التمارين تدل على حسن أسلوب المؤلف عند تناول بحث المثنى. ويبدو من هذا الأسلوب أن الطالب المبتدئ سيفهم نصف البحث بنفسه على الأقل إذا قرأ هذه الجمل مراراً. وأنا ذكرت هنا عن بحث المثنى وموقف المؤلف عنه بوجه خاص، وهذا بسبب تواجد فارق كبير بين موقفه وموقف الآخرين في صدد تدريس اللغة العربية. فنجد أن معظم الكتب تتناول بحث المثنى في البداية، وذلك يخلق عائقاً في سبيل تعلم اللغة العربية؛ لأن الطالب يدرس هذا البحث قبل أن يفهم و يستوعب بحث المفرد في الضمائر، وأسماء الإشارة، والأفعال. أما السبب فقد بينته سابقاً. أما الموضوعات للجزء الثاني فمعظمها اجتماعية تتعلق بضرورات يومية للإنسان، وبعضها دينية.
والمؤلف في الجزء الثالث للقراءة الواضحة قد قام بمراعاة نفسية الدارسين للغة العربية في شبه القارة الهندية، ويبدو تواقاً إلى توفير الغذاء اللغوي والعلمي لكل من يريد أن يتعلم هذه اللغة المحترمة مع الحرص على التزود بذخيرة المعلومات العامة التي لابد أن يعرفها لسد حاجاته اليومية. وقد حاول المؤلف في هذا الجزء أن يجعل الطلاب قادرين على التعبير العربي الصحيح، والإنشاء والتكلم بلسان عربي مبين،. وقد استفاد المؤلف خلال مهمته للتأليف من عدد لا بأس به من الكتب الدينية والأدبية، وهو قد أخذ بعض المقتبسات من تلك الكتب. وفي أكثر النصوص قد أجرى تعديلات مناسبة لنفسية الدارسين ومستواهم.
(ب) نفحة الأدب:
هذا الكتاب مجموعة من النصوص المختارة من النظم والنثر، قام بإعدادها الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي وفيها 96 صفحة. ونشرتها إدارة النشر والتوزيع، بدارالعلوم، ديوبند في شهر ربيع الثاني عام 1392هـ.
ويبين الأستاذ الكيرانوي السبب الذي أدى إلى إعداد هذه المجموعة في مقدمتها. وهو أن مجلس الشورى للجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ديوبند كلف الأستاذ الكيرانوي بتقديم كتاب من مختارات الأدب العربي نظماً ونثراً، وذلك لجعل المقررات من الأدب العربي لدار العلوم مناسبة لمقتضيات العصر الحديث كي يتمكن الطلبة من الاستفادة من القديم الصالح والجديد النافع.
وقُدم هذا المقترح إلى الأستاذ الكيرانوي في وضع كانت فيه المقررات الدراسية للغة العربية وآدابها مليئةً بمواد خالية عن الروح الحقيقي لتعاليم الإسلام، حيث كانت محتويةً على حكايات خرافية تخالف مدارك الناشئين، وتجلب نتائج مضرة بسبب كونها مزدوجةً بأفكار غير خلقية. فنظراً إلى أضرارها كلف المسؤولون في الجامعة دارالعلوم من أعضاء مجلس الشورى الأستاذ الكيرانوي بإعداد كتاب جيد يحوي نصوصاً صالحةً غير مضرة من حيث الأدب وتهذيب الأخلاق؛ لكى يحل محل تلك الكتب التي لم تكن تخلو من نقائص و عيوب. فوُفِّقَ الكاتب الفاضل لإعداد هذه المجموعة القيمة، وهي مختارة من عدد لا بأس به من الكتب الأدبية القديمة والحديثة. والآن قد أصبحت هذه المجموعة ملائمةً لذوق التلميذ الناشئ، تحقق مطالبه الأدبية والخلقية.
إن في هذه المجموعة أنواعاً من النماذج الأدبية المختارة من الكتب القديمة والحديثة. وقد شرح المؤلف بعض الكلمات الصعبة في هامش الكتاب.
ولا شك أن المؤلف قد نجح في تحقيق أحلام المسؤولين في الجامعة دار العلوم إلى حد ملحوظ؛ ولكن الكتاب لا يخلو من عيوب من الناحية التقنية. فيبدو من دراسة هذا الكتاب أن المؤلف لم يصرف أوقاته لهذا الكتاب بقدر ما صرفه في تأليف سلسلة من القراءة الواضحة، فلا يُوجد في هذا الكتاب تدريبات أوأي ذكر عن أصحاب النصوص، ولا تُوجد أي إشارة إلى الكتب التي استفاد منها المؤلف، فلا يعرف الطالب شيئا عن الفترة التي تنتمي إليها تلك النصوص أو الميزات الخاصة لكاتبيها.
نظرة على جمعية علماء الهند:
هذا الكتاب يسلط الضوء على الخلفية التاريخية لجمعية علماء الهند و نشاطاتها و تناول فيه الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي الدور الذي قامت به الجمعية عبر التاريخ وخاصة في سبيل تحرير البلاد. و نشره المكتب الرئيسي لجمعية علماء الهند، دهلي الجديدة (سنة الطباعة غير مذكورة).
يستهل الكتاب بتعريف الجمعية بعنوان «ما هي جمعية علماء الهند»؟(24) ثم يسرد تاريخ إنشائها(25) بالإشارة إلى الدور الذي قام به أبناء الجامعة دارالعلوم ديوبند قبل الاستقلال، ومن أبرزهم الشيخ محمود حسن الديوبندي الملقب بـ«شيخ الهند»، وحسين أحمد المدني المعروف بـ«شيخ الإسلام» - رحمه الله –.
وقد أشار المؤلف إلى وضع الهند بعد الاستقلال(26)؛ حيث كانت البلاد قد تغيرت تماماً بسب تقسيمها و ما أعقبه من اضطرابات طائفية، فنوه بدور العلماء الذين نهضوا في ذلك العصر لانتشال الأمة من المأزق. وبذلوا نفوسهم ونفائسهم لتشجيع المسلمين على مواجهة تلك المواقف الحرجة بصمود و ثبات وإستعادة ممتلكاتهم وتراثهم، وتوحيد صفوفهم وبناء مستقبلهم. ومن هؤلاء المجاهدين البارزين المفتي الأكبر الشيخ عنايت الله، والشيخ حسين أحمد المدني وأحمد سعيد الدهلوي وحفظ الرحمن السيوهاروي، ومحمد ميان الديوبندي، وفخر الدين أحمد رئيس هيئة التدريس في جامعة ديوبند الإسلامية سابقاً، وغيرهم من أعضاء الجمعية – رحمهم الله تعالى –.
وبعد ذلك بين المؤلف موقف الجمعية وأسلوب دعوتها، ثم تطرق إلى النظام الإداري، وألقى الضوء على فروعها وإسهامها في تحرير البلاد وخدمة المسلمين.
وقد تناول المؤلف خدمات جمعية علماء الهند بعد التقسيم بالإيجازحيث لخصها في 25 نقطة(27). ثم قام بتصنيف أنشطتها في القطاع الاجتماعي والقطاع الاقتصادي والقطاع الديني إلى جانب نشاطاتها في مجال نشر الصحف والمجلات الإصلاحية.
ذكرالأستاذ الكيرانوي عن الأوضاع في الهند قبل أن تم تأسيس جمعية علماء الهند، ثم تطرق إلى بداية حركات التحرير في الهند، وأبان أسباب فشل ثورة عام 1857م واستطرد بيان مسؤولية علماء الهند في تلك الظروف الخطيرة، ووصف دور الجمعية فيها، والتضحيات الجسيمة التي قامت بها آنذاك.
وقد سرد المؤلف في كتابه أسباب تقسيم الهند وموقف جمعية علماء الهند بإشارة خاصة إلى موقفها إزاء السياسية الإنجليزية.
ومن الموضوعات الأخرى التي تناولها المؤلف في هذا الكتاب: دور الجمعية في مقاومة الطائفية والدعوة إلى التضامن، وقضية الأوقاف الإسلامية.
ونعطي في السطور الآتية نماذج ترجمة جميلة قام بها الأستاذ الكيرانوي للكلمات التي كانت تفور بالإيمان من قلوب هؤلاء العلماء ، فهو يبدأ بكلمة للإمام المجاهد الشيخ حسين أحمد المدني - رحمه الله - على النحو التالي:
«إن بلادنا تحررت من سلطة الأجانب؛ ولكننا لا نزال نتعرض حتى الآن لسياسة الإنجليز، تشيع في الحرب والدمار، وتحثنا على الفساد والبغض والعداوة، وتعطل الحكومة عن إعادة الأوضاع الآمنة، وعن إقامة الأمن والسلام»(28).
«إن الإسلام دين المحبة والأمن والسلام، إنه ينفر عن هذه الضراوة والوحشية التي سادت بعد التقسيم، فالذين يشيعون الفساد، أو ينشرون الفتنة باسم الإسلام فلاشك أنهم يسيئون إلى سمعة الدين الحق، ومكانته بين الأديان. والحقيقة أن القلب الواحد لايجمع الإسلام والقساوة معاً»(29).
وتقدم بترجمة مقتبسات من خطبة الشيخ حفظ الرحمان - رحمه الله -، والذي كان الأمين العام لجمعية علماء الهند سابقاً، وهذه ترجمة دقيقة ونموذج لبراعة الكيرانوي في فن الترجمة، ونكتفي بعرض مقتبس واحد فقط وهو:
«إنكم أيها المواطنون الهندوس اتهمتم المسلمين بالطائفية، فقاومناها، وأصبح بعضنا عدو البعض، ولكن انظروا إلى أحزابكم الطائفية التي تغرس بذور العناد والشغب، فيجب أن لا نسمح لمحةً أو لمحتين بانشقاق الأرض عن هذه البذور التي تؤتي ثمارها مرةً خبيثةً، ونستعد لتحطيم هذه الفوارق التي حدثت بحكم الطبيعة؛ كي يتطهر الوطن عن جميع هذه الأقذار والأوساخ»(30).
وكذلك يقوم بترجمة نصوص الكلمات التي ألقاها «مولانا أبو الكلام آزاد» لتشجيع المسلمين الهنود و تثبيت أقدامهم بكل إخلاص. ومنها هذه القطعة:
«انظروا ما قررتم من الهجرة، إلى أين تفرون، ولماذا تهربون؟ انظروا إلى مآذن هذا المسجد الكبير التاريخي (جامع دلهي) تسألكم مطرقةً رأسَها أين فقدتم صفحات تاريخكم المشرقة المضيئة؟ انظروا إلى ما وراءكم، يتوضأ آباؤكم بماء نهر «جمنا» وأنتم تخافون من العيش في هذا البلد الكريم الذي بنيتموه، غيروا أيها الإخوة! اتجاه الفكر ومنهج الحياة، إن المسلم الصادق لا يؤثر الجبن على الشجاعة»(31).
الفصل الثاني: الكتب الأردية
(أ) جواهر المعارف
هذا الكتاب مجموعة لبعض البحوث التي سجلها العلامة المفتي محمد شفيع - رحمه الله - عند تفسير القرآن الكريم المعروف بـ«معارف القرآن». ونظراً إلى أهمية الموضوعات والبحوث قام الأستاذ الكيرانوي بانتخاب وترتيب تلك البحوث، وقدّمها في شكل كتاب.
يشتمل «معارف القرآن» على 8 مجلداتٍ ضخمةٍ، وفيه بحوث ذات قيمة عالية، وهي مفيدة للجماهير وطبقة العلماء جميعاً، لما يحويه من مواد ثمينة تزيل الشكوك الناشئة في أذهان الناس، وذلك بالدلائل القوية.
يذكر الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي عن المشاكل التي واجهها في ترتيب هذا الكتاب، فقال: أنا أخذت مواداً وفيرةً من بين صفحات معارف القرآن، وهي كانت مرتبطةً بسياق تفسيري خاص، فحاولت أن آخذ مواداً بأسلوب يجعلها مقالةً مستقلةً؛ حيث لا يشعر القارئ أن تلك المقالة مقطوعة ومرتبطة بالسابق، وهو في حاجة إلى مراجعته. وقد حاول المؤلف أن لا يترك مجالاً يتطلب التعديل أو الإضافة في فقرات المفتي، وكذلك قد التزم الأستاذ الكيرانوي باستبقاء العنوان الأصلي. وقد قام الأستاذ الكيرانوي بحذف بعض الفقرات من معارف القرآن، لقطع الربط من السابق أو اللاحق مع الاهتمام بعدم تغيير في المضمون الرئيسي. وهو قد حاول أن يجمع حول موضوع مواداً منتشرةً عبر مجلدات «معارف القرآن». أما المحتويات فترتيبها كالآتي:
* غاية خلق الإنسان
* سيدنا آدم وإقامة خلافة الله
* بعثة الأنبياء عليهم السلام والدعوة إلى الله
* الإيمان بالله الواحد ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم -
* إصلاح الأعمال
* الجزاء والعقاب عند الله - سبحانه وتعالى -
* القيامة
(ب) الصلاة الشرعية
ألف الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي كتاباً باسم «الصلاة الشرعية» باللغة الأردية، وذلك بعد عودته من دلهي إلى مدينة «كيرانة» بسبب وفاة الشيخ «حبيب الرحمن اللدهيانوي» الذي كان يعمل لديه كسكرتير عام في مكتبه. فبعد وفاته بدأ الأستاذ الكيرانوي يواجه ظروفاً قاسيةً جعلته يفكر في الانشغال في أي عمل مناسب لطبيعته وثقافته، وهذا هو الزمن الذي التقى فيه بالشيخ يوسف الدهلوي مدير مجلة «شمع» (باللغة الأردية) الصادرة من دلهي، فاقترح عليه بأن يقوم بتأليف كتب بالأردية حول مواضيع تهم عامة المسلمين، فاختار الأستاذ الكيرانوي مواضيع لأربعة كتب بما فيها «الصلاة الشرعية».
ومن ميزات هذا الكتاب أن الشيخ الكيرانوي ناقش فيه موضوع الصلاة مناقشةً مقنعةً مع ذكر الفرائض والسنن، وشروط الصلاة بما فيها طهارة البدن، وطهارة المكان، وطهارة الثوب، ووقت الصلاة، وغيرها من الشروط الأخرى. وقد بحث موضوع التيمم، وناقش فيه كيفية التيمم وشروطه. وبالإضافة إلى ذلك قد كتب حول موضوعات تالية بدقة بالغة:
صلاة الوتر، وصلاة التراويح، وتحية الوضوء، وتحية المسجد، وصلاة الإشراق، وصلاة الأوابين، وصلاة التسبيح، وصلاة الاستخارة، وصلاة الكسوف والخسوف، وصلاة العيدين، وأيام التشريق، وصلاة الجنازة. فيمكننا القول إن الشيخ الكيرانوي لم يصرف النظر عن أي ركن هام من أركان الصلاة. وقد أراد الكيرانوي عن طريق هذا الكتاب أن يعرّف عامة المسلمين بأمور الدين الأساسية مؤمناً بأن هذا وسيلة لتوجيه المسائل الفقهية إلي عامة الناس، وكذلك هو وسيلة مؤثرة لنشر الدعوة الإسلامية. والجميل في الأمر أن هذا الكتاب نال بهذه الميزات البارزة سمعة كبيرة في داخل الهند وخارجها، ولا شك أن الكيرانوي مثَّل دوراً مرموقاً في إصلاح المجتمع المسلم الهندي.
(ج) نعمة الله
وهو باللغة الأردية «خدا كا إنعام»، وقد ذكر الشيخ الكيرانوي في هذا الكتاب عن نعم الله - سبحانه وتعالى - استدلالاً من الآيات القرآنية. وتناول فيه عدداً لا بأس به من الآيات البينات مع ترجمتها وشرحها باللغة الأردية. وقد ذكر عن كل نوع من نعم الله، فبعضها ميسورة في الدنيا، ومعظمها تتواجد في الآخرة. وهذه النعم قد أعدّها الله - سبحانه تعالى - لمن يشكره في الدنيا على نعمه. ولا يتم أداء الشكر على النعمة بمجرد كلمات شفهية، بل يثبت الإنسان بأعماله، وخاصة عن طريق تجنب المنكرات، واتباع أوامر الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -. وقد بين المؤلف بالدلائل الساطعة أنه لا يتمتع بنعم أخروية إلا المؤمنون الصادقون الذين يفهمون غاية خلقهم، ويقضون أوقاتهم في الدنيا حسب أوامر الله وتعاليم رسوله، والذين يعرفون معرفةً جيدةً بأن الدنيا هي مزرعة الآخرة.
قد ذكرالمؤلف في هذا الكتاب عن الشروط التي يتحقق بها النجاح في الآخرة، وهي الأعمال الصالحة، ومن أهمها الصلاة والصوم، والحج والزكاة، والصدقات، والالتزام بالصدق، والاهتمام بالتوبة، والاعتصام بحبل الصبر، وأداء الشكر وما إلى ذلك. وهذه هي الأمور التي نال اهتمام المؤلف في هذا الكتاب.
(د) الآداب الإسلامية
وهو باللغة الأردية «إسلامي آداب» يحتوي على 164 صفحة، ونشرته المكتبة الحسينيّة (كتب خانة حسينية) ديوبند،أترابراديش. ومؤلف هذا الكتاب قد استفاد من الكتب المهمة المؤلفة حول موضوع الأخلاق وفلسفتها نحو:
المستطرف
ترجمان السنة
إكسير الهداية (ترجمتها كيمياء السعادة باللغة الأردية)
أخلاق وفلسفة الأخلاق (بالأردية)
إحياء العلوم
وهو مقسم إلى أربعة أبواب: يحتوي الباب الأول على القيم والأخلاق الشخصية، ويتناول الباب الثاني القيم والأخلاق الاجتماعية، ويتحدث الباب الثالث عن ماهية الآداب وأهميتها في الإسلام، ويذكر الباب الرابع عن الأمراض الخلقية. وكل باب مقسم إلى فصول عديدة.
قد أوضح المؤلف لهذا الكتاب أن علم الأخلاق المنتشر في العالم المعاصر لا يدعو إلا إلى القيم والأخلاق التي تتعلق بالأمور الدنيوية. أما تعاليم الأخلاق المذكورة في الكتاب والسنة، فهي تدعو الإنسان إلى الفلاح في كل من الدنيا والآخرة. وبيّن بكل وضوح أن العالم يظن أن علم الأخلاق الذي يتم تدريسه اليوم هو جديد، مع أنه ليس بجديد؛ فلا يُوجد أي مبدأ أخلاقي إلا وقد ذكر عنه الإسلام.
(هـ) رسالة للإنسانية
ما هي الإنسانية؟ وما هي العناصر المهمة لها؟، وكيف تتشكل الإنسانية المثالية؟ هذه هي الأسئلة التي قد ردّ عليها مؤلف هذا الكتاب. فهو يعتقد بأن كل إنسان يحتاج إلى إنسان آخر، ولا يمكن أن يحيى بدون مساعدة أخيه من بني آدم. ويتوقف حسن العلاقات بين شخصين على حسن سلوكهما ومنح الحقوق من أحد لآخر، فيجب أن يفهم كل شخص حق الآخرين. فإذا وُجد الحق للأبوين على أولادهما، والذي يتمثل في تكريمها وإطاعتهما، فللأولاد حق على الأبوين أن يقوما بتربيتهم وتثقيفهم جيداً. فإذا غابت الروح لأداء هذه الحقوق، لا يكون السلام في المجتمع الإنساني أبداً.
إن المؤلف قد فسر كل نوع من الحقوق التي يجب أن يمنحها الإنسان أخاه الآخر من بني آدم. ولا يمكن أن تتشكل الإنسانية بدون الاعتناء بهذا الواجب. فهو قد ذكر عن حقوق العلماء، وحقوق النفس، وحقوق الحكام والأمراء، وحقوق الرعية، وحقوق الوالدين، وحقوق الأولاد، وحقوق الزوجين، وحقوق الأقرباء، وحقوق الجيران، وحقوق الضيف و المضيف، وحقوق المتسولين، وحقوق اليتامى، وحقوق العبد والمولى، وحقوق الفقراء والمساكين، وحقوق الأصدقاء والأعداء، وحقوق الدائن والمديون، وحقوق المرأة، وحقوق عامة الناس، وحقوق العمال، وغيرها من أنواع الحقوق.
* * *
الهوامش:
(21) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 30.
(22) وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الثاني، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 7.
(23) المصدر السابق 8.
(24) وحيد الزمان الكيرانوي، نظرة على جمعية علماء الهند، المكتب الرئيسي لجمعية علماء الهند، نيودلهي(سنة الطباعة غير مذكورة) ص2.
(25) المصدر السابق، ص2.
(26) المصدر السابق، ص3.
(27) وحيد الزمان الكيرانوي، نظرة على جمعية علماء الهند، ص12-16
(28) المصدر السابق، ص 28.
(29) وحيد الزمان الكيرانوي، نظرة على جمعية علماء الهند، ص28.
(30) المصدر السابق، ص 33.
(31) المصدر السابق، ص35.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، ربغŒع الثانغŒ 1435هـ = فبراغŒر 2014م ، العدد : 4 ، السنة : 38

بقلم : الدكتور سرفراز أحمد القاسمي
 
أعلى