حيرة من ربط القلم ببداية الوحي

[محمد أفرس بن محمد نوفر]

يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي : الغريب الذي يسترعي انتباه الفلاسفة والمفكرين في العالم والمؤرخين للديانات والحياة العلمية، هو ذلك "القلم" في هذا الوحي الأول الذي ينزل على أمي يبعث في أمة أمية في بلد تعذر فيه وجود "القلم" ولم يجاوز عدد الكتاب (وهم المتعلمون) عدد الأنامل فدل ذلك على ربط هذه الديانة والأمة التي تدين بها وتحملها بالقراءة والكتابة والاستعانة بالقلم، ربطا دائما وثيقا بخلاف ديانات كثيرة سابقة وكان ذلك سر انبثاق حركة علمية تأليفية عالمية، لا يوجد لها نظير في تايخ الديانات والأمم.

السيرة النبوية : 116-117
​

​

يقول الأستاذ الندوي أيضا : إن الله عز وجل في هذه الحلقة الأولى من وحيه العظيم وفي هذه الرشحة من وابل الرحمة، لم يهمل إعلان هذه الحقيقة : أن تقدم العلم منوط بالقلم، هل سجل التاريخ من مثيل لهذا الواقع الذي تمثل في الخلوة الخاشعة في غار حراء، الذي كان نبي المستقبل الأمي يتحنث فيه، يبحث عن طريق لهداية الناس، والذي كان لا يعرف كيف يستخدم القلم ولم يمارس في حياته هذا الفن. هل يتصور فوق هذا في الوحي الذي ينزل على نبي أمي بين أمة أمية - لا يعرف الناس فيها لكتابة والقراءة فضلا عن أن توجد هناك معاهد وجامعات- والذي يربط بعد قرون وأجيال بين الأرض والسماء، أول لفظة من عبارتها "اقرأ" فيقال لمن لم يقرأ في حياته فيما يوحى إليه من ربه "اقرأ"، إنها إشارة إلى أن الأمة التي سوف تقوم بدعوته وجهاده لا تكتفي بطلب العلم فحسب، بل تنهض مرشدة معلمة هادية تنشر العلم تبثه وإن العهد الذي بدأ بنبوته ليس عهد الأمية والجهالة ومصادمة العلم بل هو عهد العلم والعقل والحكمة وعهد البناء والإنسانية والرقي....

محاضرات إسلامية في الفكر والدعوة : 3 - 297​

 

[أم طارق]

رد: حيرة من ربط القلم ببداية الوحي

ربما لا يعلم الكثيرون أن ثاني سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العلق هي سورة القلم، وليست المزمل والمدثر
(ن والقلم وما يسطرون)
فبعد أن قال له (اقرأ) أقسم بالقلم،،